السبت، 29 نوفمبر 2014
العقاب العاجل ...... 2 ...
منقول بتصرف من صيد الخاطر
فمن تأمل هذا الجنس من المعاقبة، وجده بالمرصاد، حتى قال وهيب بن الورد1، وقد سئل: أيجد لذة الطاعة من يعصي؟ قال: ولا من هم.
فرب شخص أطلق بصره، فحرم اعتبار بصيرته، أو لسانه، فحرم صفاء قلبه، أو آثر شبهة في مطعمة، فأظلم سره، وحرم قيام الليل، وحلاوة المناجاة، إلى غير ذلك، وهذا أمر يعرفه أهل محاسبة النفوس.
وعلى ضده يجد من يتقي الله تعالى من حسن الجزاء على التقوى عاجلا، كما في حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم ;يقول الله تعالى: النظرة إلى المرأة سهم مسموم من سهام الشيطان، من تركه ابتغاء مرضاتي، آتيته إيمانا يجد حلاوته في قلبه2 .
فهذه نبذة من هذا الجنس تنبه على مغفلها.
فأما المقابلة الصريحة في الظاهر، فقل أن تحتبس، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: الصبحة تمنع الرزق 3;
إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه4.
ومثل هذا إذا تأمله ذو بصيرة، رأى الجزاء وفهم، كما قال الفضيل: إني لأعصي الله عز وجل فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي.
وعن أبي عثمان النيسابوري5: أنه انقطع شسع نعله6 في مضيه إلى الجمعة، فتعوق لإصلاحة ساعة، ثم قال: إنما انقطع؛ لأني ما اغتسلت غسل الجمعة.
..........
1 وهيب بن الورد، أبو أمية، المكي، مولى بني مخزوم عابد زاهد توفي سنة ;، وقد وقع في الأصل وهب، والتصويب من سير أعلام .
2 رواه الحاكم والطبراني عن حذيفة رضي الله عنه.
3 رواه عبدالله بن الامام احمد وهو حديث ضعيف.
4 رواه اين ماجة والحاكم.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق