‏إظهار الرسائل ذات التسميات احمد بن حنبل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات احمد بن حنبل. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 6 أكتوبر 2014

هيأة الامام احمد رحمه الله

 عن عبدالملك بن عبدالحميد الميموني، قال: ما أعلم أني رأيت أحدا أنظف بدنا، ولا أشد تعاهدا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا بشدة بياض، من أحمد بن حنبل رضي الله عنه. كان ثيابه بين الثوبين، تسوى ملحفته خمسة عشر درهما، وكان ثوب قميصه يؤخذ بالدينار ونحوه، لم يكن له دقة تنكر، ولاغلظ ينكر، وكان ملحفته مهذبة.
وبه حدثنا صالح، قال: ربما رأيت أبي يأخذ الكسر، ينفض الغبار عنها، ويصيرها في قصعة، ويصب عليها ماء ثم يأكلها بالملح. وما رأيته اشترى رمانا ولا سفرجلا ولا شيئا من الفاكهة، إلا أن تكون بطيخة فيأكلها بخبز وعنبا وتمرا.

من كتاب سير اعلام النبلاء

السبت، 4 أكتوبر 2014

قالوا في الامام احمد بن حنبل رحمه الله

بعض مما قالوا
قال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني: أحمد ابن حنبل، وإذا رأيت رجلا يحب أحمد، فاعلم أنه صاحب سنة.
وقال قتيبة: لولا الثوري، لمات الورع، ولولا أحمد لاحدثوا في الدين، أحمد إمام الدنيا.
قال المزني: قال لي الشافعي: رأيت ببغداد شابا إذا قال: حدثنا، قال الناس كلهم: صدق. قلت: ومن هو ؟ قال: أحمد بن حنبل.
وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلا أفضل، ولا أعلم، ولا أفقه، ولا أتقى من أحمد بن حنبل.
وقال الزعفراني: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من أحمد، وسليمان ابن داود الهاشمي.
قال محمد بن إسحاق بن راهويه: حدثني أبي، قال: قال لي أحمد ابن حنبل: تعال حتى أريك من لم ير مثله، فذهب بي إلى الشافعي، قال أبي: وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل.
وعن ابن المديني، قال: أعز الله الدين بالصديق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة.
وقال عبد الله بن أحمد: قال أصحاب بشر الحافي له حين ضرب أبي: لو أنك خرجت فقلت: إني على قول أحمد، فقال: أتريدون أن أقوم مقام الانبياء ؟ !.
قال إمام الائمة ابن خزيمة: سمعت محمد بن سحتويه، سمعت أبا عمير بن النحاس الرملي، وذكر أحمد بن حنبل، فقال: رحمه الله، عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه، عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.
وقال النسائي: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث والفقه والورع والزهد والصبر.
وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يذكر فيها شئ من أمر الدنيا، ما رأيته ذكر الدنيا قط.
عن المزني، يقول: أحمد بن حنبل يوم المحنة، أبو بكر يوم الردة، وعمر يوم السقيفة، وعثمان يوم الدار، وعلي يوم صفين.
قلت: كان أحمد عظيم الشأن، رأسا في الحديث، وفي الفقه، وفي التأله.
أثنى عليه خلق من خصومه، فما الظن بإخوانه وأقرانه ؟ ! ! وكان مهيبا في ذات الله.
حتى لقال أبو عبيد: ما هبت أحدا في مسألة، ما هبت أحمد بن حنبل.
قال صالح: ووجه رجل من الصين بكاغد صيني إلى جماعة من المحدثين، ووجه بقمطر إلى أبي، فرده، وولد لي مولود فأهدى صديق لي شيئا. ثم أتى على ذلك أشهر، وأراد الخروج إلى البصرة، فقال لي: تكلم أبا عبد الله يكتب لي إلى المشايخ بالبصرة، فكلمته فقال: لو لاأنه أهدى إليك، كنت أكتب له.

من كتاب سير اعلام النبلاء للذهبي.


الجمعة، 25 يوليو 2014

كيف صبر الاولياء في المحن (4)

قال الامام احمد حين اخدوه للجلد : وأنا أنظر وكان معي شعرات من شعر النبي صلى الله عليه و سلم مصرورة في ثوبي فجردوني منه وصرت بين العقابين فقلت : يا أمير المؤمنين الله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا يحل دم امريء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بأحدى ثلاث ) وتلوت الحديث وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم ) فبم تستحل دمي ولم آت شيئا من هذا يا أمير المؤمنين اذكر وقوفك بين الله كوقوفي بين يديك.
فكأنه أمسك ثم يزالوا يقولون له : يا أمير المؤمنين إنه ضال مضل كافر.
فأمر بي فقمت بين العقابين وجيء بكرسي فأقمت عليه وأمرني بعضهم أن آخذ بيدي بأي الخشبتين فلم أفهم فتخلعت يداي وجيء بالضرابين ومعهم السياط فجعل أحدهم يضربني سوطين ويقول له يعني المعتصم شد قطع الله يدك ويجيء الآخر فيضربني سوطين ثم الآخر كذلك فضربني أسواطا فأغمي علي وذهب عقلي مرارا فإذا سكن الضرب يعود علي عقلي وقام المعتصم إلى يدعوني إلى قولهم فلم أجبه وجعلوا يقولون ويحك الخليفة على رأسك فلم أقبل وأعادوا الضرب ثم عاد إلى فلم أجبه فأعادوا الضرب ثم جاء إلى الثالثة فدعاني فلم أعقل ما قال من شدة الضرب ثم أعادوا الضرب فذهب عقلي فلم أحس بالضرب وأرعبه ذلك من أمري وأمر بي فأطلقت ولم أشعر إلا وأنا في حجرة من بيت وقد أطلقت الأقياد من رجلي.

 وكان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من رمضان من سنة إحدى وعشرين ومائتين ثم أمر الخليفة بإطلاقه إلى أهله وكان جملة ما ضرب نيفا وثلاثين سوطا وقيل ثمانين سوطا لكن كان ضربا مبرحا شديدا جدا.

الأربعاء، 23 يوليو 2014

كيف صبر الأولياء في المحن (3)

( ذكر ضربه رضي الله عنه ) ( بين يدي المعتصم )
 لما أحضره المعتصم من السجن زاد في قيوده قال أحمد : ( فلم استطع أن أمشي بها فربطتها في السكة وحملتها بيدي ثم جاءوني بدابة فحملت عليها فكدت أن أسقط على وجهي من ثقل القيود وليس معي أحد يمسكني فسلم الله حتى جئنا دار المعتصم فأدخلت في بيت وأغلق علي وليس عندي سراج فأردت الوضوء فمددت يدي فإذا إناء فيه ماء فتوضأت منه ثم قمت ولا أعرف القبلة فلما أصبحت إذ أنا على القبلة والحمد لله ثم دعيت فأدخلت على المعتصم )..
( وبعد ثلاثة ايام من المناظرات بين اصحاب الفتنة وبين الامام احمد )
 فلما لم يقم لهم معه حجة عدلوا إلى استعمال جاه الخليفة فقالوا ( يا أمير المؤمنين هذا كافر ضال مضل ) وقال له إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد  ( يا أمير المؤمنين ليس من تدبير الخلافة أن تخلي سبيله ويغلب خليفتين ).

 فعند ذلك حمى واشتد غضبه ( المعتصم ) وكان ألينهم عريكة وهو يظن أنهم على شيء قال احمد فعند ذلك قال لي ( لعنك الله طمعت فيك أن تجيبني فلم تجبني ) ثم قال ( خذوه واخلعوه واسحبوه ) قال أحمد ( فأخذت وسُحبت وخلعت وجيء بي بالعاقبين والسياط ) .... يتبع

الثلاثاء، 22 يوليو 2014

كيف صبر الأولياء في المحن (2)

قال الامام أحمد : ثم جاء الخبر بأن المعتصم قد ولي الخلافة وقد انضم إليه أحمد بن أبي دؤاد وان الأمر شديد فردونا إلى بغداد في سفينة مع بعض الاسارى ونالني منهم اذى كثير.

 وكان في رجليه القيود ومات صاحبه محمد بن نوح في الطريق وصلى عليه أحمد فلما رجع احمد إلى بغداد و دخلها في رمضان فأودع في السجن نحوا من ثمانية وعشرين شهرا وقيل نيفا وثلاثين شهرا ثم أخرج إلى الضرب بين يدي المعتصم وقد كان أحمد وهو في السجن هو الذي يصلي في أهل السجن والقيود في رجليه.
(يتبع)

ماذا قال الشافعي في احمد بن حنبل رحمهما الله

و قال فيه الإمام الشافعي :
" خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل".

الاثنين، 21 يوليو 2014

كيف صبر الأولياء على المحن (1)

امتحن الامام احمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن فقبض على الامام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح الجنديسابوري فحملا على بعير وسُيرا إلى الخليفة عن أمره بذلك وهما مقيدان متعادلان في محمل على بعير واحد فلما كانا ببلاد الرحبة جاءهما رجل من الاعراب من عبادهم يقال له جابر بن عامر فسلم على الامام احمد وقال له : يا هذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤما عليهم وإنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجبهم إلى ما يدعونك إليه فيجيبوا فتحمل أوزارهم يوم القيامة وان كنت تحب الله فاصبر على ما انت فيه فانه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل وإنك ان لم تقتل تمت وان عشت عشت حميدا.
قال احمد وكان كلامه مما قوى عزمى على ما أنا فيه من الامتناع من ذلك الذي يدعونني إليه فلما اقتربا من جيش الخليفة ونزلوا بمرحلة جاء خادم وهو يمسح دموعه بطرف ثوبه ويقول : يعز على أبا عبدالله إن المأمون قد سل سيفا لم يسله قبل ذلك وأنه يقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف.
قال فجثى نوح والامام أحمد على ركبتيه ورمق بطرفه إلى السماء وقال : سيدي غر حلمك هذا الفاجر حتى تجرأ على أولياءك بالضرب والقتل اللهم فإن لم يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته.
قال فجاءهم الصريخ بموت المأمون في الثلث الاخير من الليل قال أحمد ففرحنا ثم جاء الخبر بأن المعتصم قد ولي الخلافة وقد انضم إليه أحمد بن أبي دؤاد وان الأمر شديد ....
( يتبع من كتاب البداية والنهاية )

من كرامات الأولياء

وروى البهيقي أن رجلا جاء إلى الامام أحمد بن حنبل فقال : إن أمي زمنه مقعده منذ عشرين سنه وقد بعثتني اليك لتدعو لها. فكأنه غضب من ذلك وقال : نحن أحوج أن تدعو هي لنا من أن ندعو لها. ثم دعا الله عز و جل لها فرجع الرجل إلى امه فدق الباب فخرجت إليه على رجليها وقالت : قد وهبني الله العافية.