‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة من التاريخ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة من التاريخ. إظهار كافة الرسائل

السبت، 16 ديسمبر 2017

دهاء الحكام



ذكر محمد بن عبد الملك الهمداني في تاريخه أنه بلغ إلى عضد الدولة خبر قوم من الأكراد يقطعون الطريق ويقيمون في جبال شاقة فلا يقدر عليهم، فاستدعى أحد التجار ودفع إليه بغلاً عليه صندوقان فيهما حلوى قد شيبت بالسم وأكثر طيبها وترك في الظروف الفاخرة وأعطاه دنانير وأمره أن يسير مع القافلة ويظهر أن هذه هدية لإحدى نساء أمراء الأطراف. ففعل التاجر ذلك وسار أمام القافلة، فنزل القوم وأخذوا الأمتعة والأموال وانفرد أحدهم بالبغل وصعد به مع جماعتهم إلى الجبل وبقي المسافرون عراة لما فتح الصندوقين وجد الحلوى يضوع طيبها ويدهش منظرها ويعجب ريحها، وعلم أنه لا يمكنه الاستبداد بها، فدعا أصحابه فرأوا ما لم يروه أبداً قبل ذلك فأمعنوا في الأكل عقيب مجاعة فانقلبوا فهلكوا عن آخرهم فبادر التجار إلى أخذ أموالهم وأمتعتهم وسلاحهم واستردوا المأخوذ عن آخره، فلم أسمع بأعجب من هذه المكيدة، محت أثر العاتين شوكة المفسدين.

وروى أبو الحسن بن هلال بن المحسن الصابي قال حكى السلامي الشاعر قال دخلت على عضد الدولة فمدحته فأجزل عطيتي من الثياب والدنانير وبين يديه حسام خرواني فرآني ألحظه، فرمى به إلي وقال خذه فقلت وكل خير عندنا من عنده. فقال عضد الدولة ذاك أبوك فبقيت متحير لا أدري ما أراد، فجئت أستاذي فشرحت له الحال فقال ويحك قد أخطأت عظيمة لأن هذه الكلمة لأبي نواس يصف كلبا حيث يقول:
أنعت كلباً أهله في كده ... قد سعدت جدودهم بجده
وكل خير عنده من عنده
قال: فعدت متوشحاً بكساء فوقفت بين يدي الملك فقال: ما لك فقلت حممت الساعة. فقال هل تعرف سبب حماك؟ قلت نظرت في ديوان أبي نواس فقال لا تخف لا بأس عليك من هذه الحما فسجدت بين يديه وانصرفت.

السبت، 24 يونيو 2017

السلطان المجاهد محمود بن سبكتكين الغزنوي

الدولة التي هدت عرش الهندوس
محمود بن سبكتكين الغزنوى السلطان المجاهد
سلطان الدولة الغزنوية وأقواهم على الاطلاق عرفه  ابن_كثير رحمه الله  فقال (محمود بن سُبُكْتِكِين أبو القاسم الملقب يمين الدولة وأمين الملة، وصاحب بلاد_غزنة)
ولد محمود الغزنوى سنة 971 من الميلاد، تولى حكم خراسان فى حياة أبيه و عندما توفى والده عهد بالعرش الى أخيه اسماعيل فنشب الخلاف وتغلب محمود على أخيه وسع محمود مملكتة وبلغ سلطانه إلى الهند والسند وخراسان والغور وخوارزم وبلخ وجرجان وطبرستان والري وأصبهان وأذربيجان وهمدان وأرمينية ذلكم البطل الأشم .
قضى على الثورات واستطاع بعدها ان يزيل الدولة_السامانية و القضاء على الدولة البويهية ومن أشهر أعماله على الإطلاق تحطيم الصنم (سومنات) وهو الصنم العظيم لاهل_الهند الذى كانوا يعبدونة وحطمة فى غزوة سومنات ( قال ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة سبع عشرة وأربعمائة : “وفيها ورد كتاب من محمود بن سبكتكين يذكر أنه دخل بلاد الهند أيضا , وأنه كسر الصنم الأعظم الذي لهم المسمى بسومنات , وقد كانوا يفدون إليه من كل فج عميق كما يفد الناس إلى الكعبة البيت الحرام وأعظم وينفقون عنده النفقات والأموال الكثيرة التي لا توصف ولا تعد , وكان عليه من الأوقاف عشرة آلاف قرية ومدينة مشهورة , وقد امتلأت خزائنه أموالا وعنده ألف رجل يخدمونه وثلثمائة رجل يحلقون رؤس حجيجه وثلاثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه لما يضرب على بابه الطبول والبوقات , وكان عنده من المجاورين ألوف يأكلون من أوقافه ). وقد شهدت له بلاد المشرق ملاحم عظيمة ضد ملوك الهندوس.
توفى في يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الآخر إحدى وعشرين وأربعمائة على ثلاثة وستين سنة، ملكه منها ثلاث وثلاثون.
مجد تاريخi بعد وفاتi حيث ذكره (مايكل هارت) فى كتاب العظماء المئة وكذلك شهد له تاريخه فى باكستان حتى ان القوات المسلحة الباكستانية أطلقت اسم “الغزنوى” – نسبة لمحمود بن سبكتكين – على احد الصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
رحم الله السلطان المجاهد محمود_الغزنوى..
المراجع : كتاب المسلمون فى الهند من الفتح العربى الى الاستعمار البريطانى/ الذهبى سير اعلام النبلاء  / البداية والنهاية لابن كثير.  (منقول)