مغامرة ( رقم 3 )
معركة البحر الأحمر
تأليف
ح.
ح.
6-2014
لغز رقم 37
في ساعة متأخرة من الليل , في بيت احمد رن هاتفه
برنة خاصة , استيقض من النوم ... فتح عينيه ونظر الى الهاتف وقرأ رقم الهاتف
المتصل , كان الرقم هو رقم الاستدعاء الفوري.
في اقل من خمس دقائق غير احمد ملابسه وركب سيارته
مغادرا المنزل ومنطلقا الى المقر. ذهب مباشرة الى غرفة الاجتماعات السرية وهناك
اجتمع احمد مع رئيس القوة و مسؤول العمليات حيث تكلم الرئيس بصورة مقتضبة :
-
ارسلت
اليكم على عجل لانه منذ ساعة بعث لنا الرقم 37 اشارة النجدة ثم بعد ذلك بثوان انقطعت
جميع الاتصالات معه وفقدنا موقعه على الخارطة ...حاول قسم المتابعة والاتصالات
تحديد موقعه والاتصال به خلال الساعة الماضية ولكن من دون جدوى ...انتم الاثنان
ابقوا في هذه الغرفة وضعوا خطة محكمة لايجاد رقم 37 وانقاذه , في الصباح اريد ان
تعرضوا عليّ تلك الخطة ، واضح ؟
-
نعم
سيدي.
اجاب الاثنان في صوتٍ واحد. انهى رئيس القوة كلامه بدون
أن ينتظر أي رد و غادر الغرفة تاركاً الاثنين لتنفيذ الأمر.
نظر "ابو
رامز" الى أحمد وقال :
-
لنبدأ
...
أخرج "ابو رامز " محفضته ومن جيب سري
فيها اخرج بطاقة ذاكرة صغيرة. كانت طاولة الاجتماعات عبارة عن شاشة عرض كبيرة تعمل
باللمس , وضع ابو رامز بطاقة الذاكرة في المكان المخصص لها من الشاشة وضغط عدة مفاتيح
فانارت الشاشة وبدأت بالعمل.
-
مشروع
17 هو عملية تحقق وجمع معلومات عن ارخبيل دهلك التابع لدولة ارتيريا والتحقق من
المعلومات المتداولة عن وجود قواعد اسرائيلية في جزر ذلك الارخبيل.
ظهرت على شاشة العرض خارطة ارخبيل دهلك , ثم تابع
"ابو رامز" شرحه :
-
أرخبيل
دهلك تجمع
جزر في البحر الأحمر قبالة الشواطئ الإريترية قرب
مدينة مصوع،
عدد الجزر 126 جزيرة , اثنتين منها جزر كبيرة وهي دهلك الكبرى ونهلق ، تشتهر هذه
الجزر بصيد اللؤلؤ من الحقبة الرومانية وما زالت تنتج كميات
كبيرة منه، من أصل 126 جزيرة أربع جزر فقط تسكن وبشكل دائم وهي دهلك الكبرى وهي الأكبر والاكثر
سكانا ونهلق ونورا وحرمل.
-
الحياة البحرية المتنوعة والطيور البحرية تجذب
العديد من السياح، ويقطن هذا الارخبيل 2500 إلى 3000 نسمة ويمتهنون صيد الاسماك
والمرجان واللؤلؤ بالإضافة إلى تربية الماعز والجمال واللغات السائدة هي التغري والعفر ولغة الدهالكة ويمكن الوصول للجزر
عن طريق ميناء مصوع.
وهي عبارة عن جزر صحراوية بتربتها الصلبة , وتقل المياه العذبة لدرجة جعلت عدد الجزر
المأهولة لا يزيد عن أربعة جزر فقط ,
لعبت هذه الجزر دور هام كنقطة
تجمع وانطلاق للهجرات العربية القديمة المتجه صوب اليابسة باتجاه الشاطىء الإرتري ,
وعن طريقها كان يتم نقل التجارة واستقبالها, وبعد الفتح الإسلامي
ازدهرت جزر دهلك وقامت إمارة إسلامية كان لها شأن كبير وشجع العرب على استيطانها
وتعميرها ومن جزر أرخبيل دهلك وأهمها:
أ- جزيرة "دهلك الكبير": هي أكبر الجزر الإرترية
فمساحتها تزيد على 700 كم2. وتبعد
عن الساحل حوالي 43 كم شرقاً. , وعدد سكانها 1500نسمة بقراها أو أحياءها الثمانية وهي تشبه سطح القمر
في قسوتها لذلك
يصعب التصديق إنها كانت محطات الهجرات القادمة من الجزيرة العربية, وعلى ساحلها عدد من المراسي للسفن
التي تتجه إلى ميناء مصوّع، وأراضيها صالحة للزراعة. وأغلب سكانها مسلمون من أصل عربي، ويعملون في
الزراعة والصيد والرعي حيث تنتشر بها المها العربية والغزلان والسلاحف الضخمة, ونظراً
إلى موقع الجزيرة الإستراتيجي، القريب من باب المندب، ومن خطوط الملاحة الرئيسية في
البحر الأحمر، فقد حاولت القوى العالمية الكبرى التمركز فيها، لإنشاء قواعد عسكرية
، خاصة أن في الجزيرة مطارا ومهبطا للطائرات العمودية وأرصفة عائمة ومحطات
للاتصالات ومنارات, فنارات لإرشاد
السفن، إلى جانب ثروات اقتصادية، كالزراعة ومصايد الأسماك واللؤلؤ.
ب- جزيرة"ديسي": تقع على ثغر خليج "زولا"
في طرف الساحل البعيد عن تأثير الرياح في جزيرة دهلك الكبير , وتعطى الصخور ذات
الأشكال الغريبة والنتوءات ملمحا خاصا لهذا الساحل, وحول كل امتداد أرضي يوجد كهف أو خليج محاط
بتلال من الرمال البيضاء.
ج- جزيرة" نخرة" : تقع غرب جزيرة دهلك الكبير واتخذت كمنفى
وسجن في الاستعمار الايطالي والإثيوبي.
د - جزيرة
"فاطمة" :
تقع عند مدخل خليج عصب. وتبعد عن الساحل 10 كم، وعن جزيرة بريم اليمنية حوالي 60
كم. ومساحتها 8 كم2. وهي ذات أهمية استراتيجية، لمجاوَرتها
الممر الملاحي في جنوبي البحر الأحمر، وهي تصلح للاستخدام كميناء عسكري، وفيها مطار.
ر- جزيرة "حالب": أكبر جزر خليج عصب. وتقع
جنوبي جزيرة فاطمة بمسافة 5 كم. وتبلغ مساحتها 22 كم2، وتكسوها الأشجار.
وفيها قاعدة بحرية، ولهذا ، فهي ذات موقع إستراتيجي مهم.
وتابع ابو رامز :
-
قبل
75 يوما تمت الموافقة على المشروع 17 وهكذا بدأ تنفيذ عملية لجمع المعلومات عن
ارخبيل دهلك وقد تم اختيار رقم 37 لاداء المهمة ... هذه هي المعلومات المتعلقة ب
37 ...
على شاشة العرض استعرض ابو رامز على مهل صور رقم 37
و بيانات عن طوله ووزنه ومواليده و تحصيله العلمي ومهاراته . ثم استطرد قائلاً :
- وحسب الخطة وبعد تم ارسال رقم 37 الى جزيرة
دهلك حيث استطعنا الحصول له على عمل في مشروع استثماري هناك و كانت التعليمات ان
يبتعد عن اي نشاط لمدة شهرين لكي يكّون له غطاء جيد لنشاطه ذاك , وقد التزم 37
بالتعليمات والاوامر وعمل بجد ليكسب ثقة رؤسائه في العمل , قبل خمسة ايام اعطيناه
الضوء الاخضر لبدء نشاطه في جمع المعلومات , وكانت جميع تحركاته خلال الايام
الخمسة الماضية محسوبة ولم يبتعد عن مكان عمله او خط سير تنقلاته العادية , انظر هنا
الى الخارطة.
على خارطة الجزيرة ظهرت مخططات ورسوم توضيحية للمشروع
الاستثماري وطرق التنقل في الجزيرة.
-
هنا
موقع المشروع وهنا مكان سكن الرقم 37 وهذا الطريق المعتاد الذي يسلكه للانتقال بين سكنه
وموقع المشروع واليوم عن طريق متابعة تحركاته سلك نفس الطريق و في أثناء رجوعه
توقف هنا وفي هذا المكان وفي الساعة العاشرة و واحد وخمسين دقيقة اطلق نداء النجدة
ثم بعد 7 ثوان انقطعت اشارة تحديد الموقع وانقطعت جميع اشارات الاتصال معه !
-
انقطعت الاتصالات
والاشارات ! لانه وضع في مكان آمن وعازل ؟
-
لماذا لم تتوقع أحتمال
آخر ؟
-
لأن هذه الاشارات لن
تنقطع الا إذا سقط في جوف الأرض او في أعماق البحر ... بينما هو اختفى في طريق
صحراوي وبعد ان ارسل اشارة نجدة تدل على انه يتوقع وقوعه في خطر حقيقي.
-
ومن يكون من الممكن ان
يمتلك تلك التجهيزات الالكترونية في ذلك المكان ؟
-
عزيزي ابو رامز من خبرتي
المتواضعة عرفت انني يجب ان اتوقع الاسوء وان اتوقع من العدو اكثر بكثير مما نعلم
عنه ... انا لا اقصد ان ابالغ في امكانياته ولكنه يفوقنا بسنوات في الامكانيات
والتجهيزات والخبرات ولا استبعد إن رقم 37 كان مراقبا طيلة الفترة السابقة وانهم
انتظروا منه نشاطا ملحوضا لكي يقبضوا عليه.
-
لكننا تفوقنا عليهم في
عمليات عديدة من قبل رغم ذلك!
-
ذلك صحيح , انا اقصد اننا
يجب ان نستعمل ذكاءنا وعقولنا للتفوق على امكانياتهم وان نحسب لهم الف حساب.
-
حسنا لنعود الى موضوعنا
الحالي , انت تعتقد ان رقم 37 ربما تم كشفه واعتقاله من قبل العدو ؟
-
وهذا هو اعتقاد الرئيس
ايضا لذلك ارسل علينا بسرعة في هذا الوقت المتأخر , فرقم 37 سيتعرض للتحقيق
والتعذيب للاعتراف بما يعرف عن القوة.
-
اذن يجب ان تكون الخطة
سريعة و محكمة !
-
وان نتحسب ان العدو
سيتوقع ارسال نجدة الى رقم 37 وسيكون بانتظارنا ...
سكت الاثنان قليلا في لحظات من الاستغراق في التفكير قطعها احمد
بكلمات غير متوقعة :
-
سأعد قدحاً من الشاي , هل
أعد قدحا لك ؟
* * *
البحث عن المرجان
استمر احمد و ابو رامز في الاجتماع الذي سادته دقائق طويلة من الصمت
والتفكير تخلله طرح افكار واسئلة من احمد على ابو رامز. مع مرور الليل واقتراب
ساعات الفجر بدت الخطة تتبلور وبدا الاثنان في مناقشة التفاصيل الدقيقة لمحاور تلك
الخطة الى أن وصلوا الى مفصل مهم في تلك الخطة فقال احمد :
-
نحتاج في هذه المرحلة الى
رأي كابتن سليم فهو الوحيد الذي سيحكم على هذا الجزء من الخطة.
-
ساتصل به واطلب حضوره
بأسرع وقت.
خرج ابو رامز الى خارج غرفة الاجتماعات العازلة ثم عاد بعد قليل :
-
سيوافينا الى هنا في
التاسعة صباحا.
استمر الاثنان في وضع الخطة ورسم تفاصيل العملية.
في السابعة وصل الرئيس الى غرفة الاجتماعات وعرض ابو رامز الخطة التي
توصلا اليها.
استمر الاجتماع و الحوار لحين حظور كابتن سليم الى غرفة الاجتماعات. استغرق
الجميع ذلك اليوم في سلسلة من الاجتماعات المتلاحقة انتهت بوضع التفاصيل الدقيقة
لعملية الانقاذ التي سميت عملية "البحث عن المرجان".
بعد يومين طار احمد الى القاهرة وهناك حصل على هوية مستعارة لشخصية
مجهولة تظهر انه شقيق لرقم 37 حيث بدأ اتصالاته من هناك بمقر الشركة التي كان يعمل
فيها رقم 37 :
-
الو شركة العمران !
-
نعم , مكتب شركة العمران
للاستثمار , تفضل !
-
انا سامح سعيد اخ السيد
عمرو الموظف لديكم.
-
أهلا وسهلاً سيد سامح ,
كيف استطيع خدمتك ؟
-
انا احاول الاتصال باخي
منذ ايام وهو لا يجيب , هل استطيع أن اطمئن عليه ؟
-
سيدي , ارجو ان تعاود
الاتصال بعد ساعة وخلال ذلك ساستفسر لك عن السيد عمرو سعيد.
-
اشكرك و سأعاود الاتصال
بعد ساعة.
-
الى اللقاء.
بعد ساعة عاود أحمد الأتصال :
-
الو شركة العمران ؟
-
سيد سامح سعيد ؟
-
نعم , هل هناك معلومات عن
أخي ؟
-
سيد سامح , أخوك ترك
العمل منذ ثلاثة أيام وهو غائب منذ ذلك الوقت و ليس للشركة أية معلومات أخرى.
-
شكرا.
كانت اتصالات احمد هذه ضمن التصرفات الطبيعية التي يتبعها الاشخاص
العاديون عند فقدهم الاتصال بفرد من افراد عائلاتهم.
بعد هذا الاتصال حجز احمد على رحلة طيران الى أسمرة عاصمة ارتيريا.
جزيرة المهربين
على بعد مئات الكيلومترات من دهلك , كان هناك قارب سريع يقترب من
جزيرة كمران*
اليمينة من حدودها الشمالية الغربية , كان هناك راكبان على ظهر ذلك القارب , رقم
46 و مندوب القوة في اليمن "سيف" , كان القارب يقترب من ساحل الجزيرة
بالقرب من قرية "مكرم" عندما بدأت زخات من المطر بالتساقط.
وصل القارب الى الشاطىء وتوقفوا بالقرب من مجموعة من زوارق الصيادين
, بعد أن ربطا القارب نزل الاثنان الى الشاطىء.
كان هناك عدد من الصيادين الذين اقتربوا للترحيب بالسائحين الجديدين
:
سيف – السلام عليكم .
-
السلام عليكم.
-
انا سيف وهذا "جان"
صحفي من فرنسا , قدمنا من صنعاء.
انتحل رقم 46 شخصية مصور فرنسي قادم الى اليمن في عمل صحفي.
تقدم احد الصيادين من سيف
وقدم نفسه:
-
مرحبا , بكم في مكرم ,
أسمي "محمد".
تصافح السائحان مع مجموعة الصيادين بعد ذلك ثم دعاهم "محمد"
الى منزله وقدم لهم الشاي.
-
"جان" غواص
ومصور فرنسي يصور افلاما عن البحر الاحمر و مناطق الغوص و المرجان و اللؤلؤ , وانا
اصحبه كمترجم.
-
اهلا بكم , نحن نرحب
بالسياح ونقدم لهم كل ما نستطيع من خدمة ومساعدة.
-
جزاكم الله كل خير , و
الرجل سيدفع أي أجور تطلبونها مقابل ذلك.
-
هل تحتاجون الى مكان
تنامون فيه ؟
-
نعم.
-
لدينا اكواخ صغيرة للسكن
, انها غير مريحة ولكنها كل ما نملكه في القرية.
-
لا بأس , "جان"
يقضي معظم وقته في الغوص والتصوير.
-
تعالوا معي لأدلكم على
مسكنكم.
تكلم سيف مع جان بالفرنسية وشرح له الحديث الذي دار مع الصياد وذلك
لتمثيل دوره بدقة.
تحرك الجميع الى الخارج حيث قادهم محمد الى كوخ صغير قريب من الشاطىء
حيث سيكون منزلهم طيلة بقائهم في الجزيرة , قدم جان الى محمد مبلغ من المال كدفعة
مقدمة كأجرة للنزل ومقابل اتعابه معهم , بعد ذلك حمل سيف و جان امتعتهم من الزورق
الى الكوخ.
كان الشمس قد توسطت كبد السماء عندما توقفت زخات المطر وعادت اشعة
الشمس للظهور , اخذ سيف و جان قسطا من الراحة ثم انطلق الاثنان وقد حمل سيف حقيبة
جلدية كبيرة باتجاه تجمع من الصيادين.
-
السلام عليكم ... هل
تدلونا على كبير الصيادين في القرية.
-
انه "ابو حمزة"
يسكن في طرف البلدة.
-
هل تدلونا على بيته.
تطوع احد الشباب من الجالسين فقام لارشادهم الى بيت "ابو
حمزة".
وصل الثلاثة الى بيت صغير حيث كانت مجموعة من الاطفال تلعب امام
البيت حيث اشار الشاب اليهم للانتظار فيما اسرع الى داخل البيت ثم عاد مسرعا :
-
سيخرج لكم جدي بعد قليل ؟
شكره سيف على مساعدته لهم.
ثوان وخرج لهم "ابو حمزة" كان شيخا قد تجاوز الستين من
عمره خطت وجهه السنون , طويل القامة , نحيلا ولكن صلب البنية. تقدم ناحيتهم وقد
التف الاطفال من حوله , صافحهم الرجل ورحب بهم بحرارة ودعاهم الى الدخول الى
البيت.
-
سيد "ابو حمزة"
, اقدم لك جان انه صحفي فرنسي وهو يصور فيلما عن البحر الاحمر وعن كنوزه الطبيعية وعن
صيد السمك واستخراج اللؤلؤ والمرجان وغيره .. وهو يود اجراء مقابلة معك امام
الكاميرة حيث سيسئلك اسئلة وانا اترجمها لك وانت تجاوب وهو سيصور المقابلة و بعد ذلك
انا ساترجمها له.
-
لا بأس يا بني.
-
نشكر لك ذلك سيد ابو حمزة
, هل نستطيع البدء الان.
-
كما تشاء.
تكلم سيف بالفرنسي مع جان و وضح له استعداد "ابو حمزة" لبدء
المقابلة.
أخرج جان من الحقيبة الجلدية كاميرة رقمية خاصة بالتصوير التلفزيوني
ثم طلب من سيف مساعدته في ترتيب المكان ثم اختار مكانا مشمسا وزاوية جيدة للتصوير وثبت
كاميرته ثم طلب من "ابو حمزة" الجلوس في المكان المناسب لتصوير اللقاء.
كان رقم 46 أو "جان" مصورا حقيقيا لذلك اجرى ترتيبات
حقيقية لاحكام الدور الذي يلعبه . بدأ جان بتشغيل الكاميرا وبدأ بالقاء الاسئلة
بالفرنسي و سيف يترجمها للشيخ , كانت الاسئلة معدة سلفا وكان جان يقرأها من دفتر
صغير حمله معه , بدأت الاسئلة حول جزيرة كرمان والصيد فيها وايام زمان وهكذا ,
وكان "ابو حمزة" يجيب بإسهاب وبسرور فقد كانت تلك الاسئلة تعيد له الذكريات
الجميلة ايام الشباب و القوة , استمرت نصف الساعة الأولى على هذا المنوال ثم
انتقلت الاسئلة عن مصائد اللؤلؤ والمرجان وبدأت الاسئلة تبتعد عن جزيرة كرمان نحو
الغرب ...
-
سيد ابو حمزة , انوي اكمال
رحلتي الى جزيرة دهلك فهل ذهبت اليها ؟
-
ذهبت اليها عندما كنت شابا
مع ابي.
-
هل ما زلتم تذهبون اليها
؟
-
كلا , منذ حدثت الحرب لم
يعد بامكاننا الاقتراب منها بسبب خفر السواحل.
-
لدي ترخيص للتصوير هناك
وساذهب في الاسبوع القادم اليها وقد سمعت انها تحوي اكثر من 100 جزيرة , فأي الجزر
تنصحني بزيارتها ؟
-
لقد ذهبت اليها منذ زمن
بعيد وكنا نذهب الى دهلك فهي جزيرة كبيرة وجميلة وكنا نشتري منهم اللؤلؤ واشياء
كثيرة.
-
حسنا , سيد ابو حمزة انا
مصور واحاول اثناء عملي الحصول على لقطات نادرة وتصوير مناطق لم تصور بعد , فهل
تتذكر في جزر دهلك وجود اماكن غريبة او جزر مميزة او شيء من هذ القبيل ؟
-
انها جزر عادية وجزيرتنا
وجزرنا القريبة اجمل منها ... ولكني اذكر كمكان غريب اني زرت في طفولتي جزيرة المهربين ...
-
جزيرة المهربين , لقد
شوقتني !
كان الهدف من رحلة الفريق الى كرمان هي جمع معلومات عن جزيرة مليئة
بالكهوف البحرية في أرخبيل دهلك يعتقد ان القوات البحرية الاسرائيلية تتخذها قاعدة
بحرية للغواصات والسفن العسكرية و بسبب العلاقة القديمة بين صيادي كرمان واهالي
دهلك فانه كان من المتوقع ان صيادي كرمان لديهم معلومات مفيدة عن جزر دهلك , لذلك
وجدت رئاسة القوة ان جمع المعلومات من اهالي كرمان سيكون أكثر أمناً وسلامة لأفراد
القوة.
-
انها جزيرة صغيرة ,
ولكنها مليئة بالكهوف البحرية , كان يختفي فيها القراصنة في القديم و المهربين
ولكنها كهوفها جميلة وغريبة.
-
هل تستطيع ان تحدد لي
مكانها ؟
-
يا بني لقد ذهبت لها في
طفولتي , و لا اذكر مكانها.
-
هل هناك من يعرف مكانها ؟
-
اعتقد "سلمان"
يعرف مكانها ؟
-
هل هو موجود الآن في
القرية ؟
-
نعم.
-
هل هي جميلة و مميزة
وتستحق ان نصورها ؟
-
اعتقد ذلك.
استمر سيف و جان بطرح اسئلة اخرى الغوص لابعاد الانتباه عن موضوع
دهلك ثم قاموا بانهاء المقابلة.
-
أشكرك جدا سيد "ابو
حمزة" , قضينا معك وقتا جميلا.
-
الشكر لله يا بني.
-
هل يستطيع احد اولادك ان
يدلنا على بيت "سلمان".
-
يا "أحمد" يا
"أحمد" ...
نادى الشيخ , فجاء صبي في العاشرة .
-
دلهم على بيت "سلمان".
-
تعالوا معي.
شكر سيف و جان "ابو حمزة" مرة ثانية وشدوا على يديه و ودعوه.
بعد دقائق وصل سيف و جان الى بيت "سلمان" , كان الوقت قد
جاوز العصر. دق سيف باب البيت الصغير , دقائق قبل ان تفتح الباب , ظهر من البيت
رجل في الخمسين من عمره مملوء الجسم ظهرت على وجهه علامات الدهشة عندما رأى سيف و جان
ذي الملامح الغربية و هو يحمل كاميرة في يده.
-
السلام عليكم.
-
و عليكم السلام.
-
سيد "سلمان".
-
نعم.
-
انا سيف من صنعاء اعمل
مترجم مع سيد "جان" وهو صحفي ومصور من "فرنسا" .
-
ماذا تريدون ؟
-
نحن نصور برنامجا عن افضل
اماكن للغوص في المنطقة ؟
-
حسنا.
-
نود تصوير لقاء معك.
-
ليس لدي وقت.
-
سندفع لك أجرا مقابل ذلك
يا سيد "سلمان".
-
انا فعلاً ليس لدي وقت.
-
اذن هل من الممكن أن
تجيبنا على سؤال واحد ؟
-
ما هو ؟
-
اخبرنا "ابو
حمزة" انك تستطيع ان ترشدنا الى جزيرة المهربين.
تغيرت التعابير على وجه "سلمان" من الدهشة الى الغضب :
-
يبدو ان السنين قد اثرت
على عقل "ابو حمزة" ... انا لا اعرف جزيرة المهربين و لا مكانها.
-
سيد "سلمان" , سيد
جان يبحث عن مواقع ومناظر مميزة وقد أخبرنا "ابو حمزة" ان في جزيرة المهربين
كهوف و مناظر جميلة و مميزة , لذلك فقط نريد ان ترشدنا الى مكانها.
-
انا لا اعلم عن ماذا
تتكلمان , هناك جزيرة كما تصفون , لكني لم اذهب اليها منذ اكثر من ثلاثين عاما و
لست متأكدا من مكانها.
-
سيد سلمان فقط اوصف لنا
الطريق وسندفع لك جائزة مقابل ذلك.
تغير وجه سلمان عندما سمع بالجائزة و ظهر اكثر
تجاوبا :
-
انا ليس لدي خريطة او ما
شابه ولكني اذكر اننا للذهاب اليها , كنا نبحر بعيدا الى شمال جزيرة دهلك ثم نتجه
الى أقصى الغرب الى جزيرة اصغر من جزيرة نورة ... جزيرة فيها كهوف كثيرة , لقد مر
زمان طويل على ذهابنا اليها ومنذ الحرب لم نعد نستطيع الوصول الى تلك الجزر بسبب
خفر السواحل.
-
هل هناك اماكن اخرى جميلة
للغوص او مميزة للتصوير.
بدأ سلمان يعدد اماكن الغوص الموجودة حول الجزيرة وسيف و جان يصغيان
اليه متظاهرين بالاهتمام.
بعد ان انهى سلمان كلامه شكراه ودفع اليه جان مبلغا من المال جزاء
المعلومات المفيدة التي اعطاها اياهم.
عاد الاثنان الى مسكنهما حاملان معداتهم وحقيبتهم الجلدية في انتظار
يوم عمل شاق و طويل.
الوقوع في الفخ
في اليوم التالي وصل احمد في ساعة مبكرة الى مطار اسمرة عاصمة ارتريا
ليبحث عن رقم 37 بصفته شقيقه الاكبر , و وفقا للاجراءات الاعتيادية نزل في احد
الفنادق , ثم استأجر سيارة الى السفارة المصرية حيث طلب مساعدته على ايجاد شقيقه
"عمرو".
استقبله موظف في السفارة وبعد عدة اسئلة واستفسارات تم اجراء اتصالات
بين السفارة و جهات حكومية في أسمرة , تم اخباره بان اخيه مفقود وانهم لا يملكون
اي معلومات عنه . شكرهم احمد وغادر السفارة و ذهب الى الميناء حيث حجز مكانا في
عبارة لنقل المسافرين الى دهلك.
قبل زوال شمس ذلك اليوم وصل احمد الى ميناء دهلك. حيث استقل سيارة
أجرة الى مقر موقع مشروع شركة العمران , ما أن وصل حتى ذهب مباشرة الى مكتب مدير
الموقع وطلب مقابلته. بعد انتظار لدقائق سُمح له بمقابلة المدير الذي استقبله
بترحاب :
-
اهلا وسهلا بك , تفضل !
-
انا "سامح
سعيد" اخ الموظف لديكم "عمرو سعيد".
-
سامح سعيد ... تذكرته ,
انه عامل جيد وتقني كفوء.
-
سيدي انه مفقود منذ ثلاثة
أيام واود ان اعرف هل لديكم معلومات منه.
-
ساتأكد من الادارة.
رفع المدير سماعة الهاتف واجرى اتصالاً وتكلم مع الادارة عن سامح
سعيد الموظف لديه , استمع لاجابات اسئلته ثم اغلق سماعة الهاتف وعاد الى مخاطبة
احمد :
-
سيد سامح , الادارة
ابلغتني انه غائب منذ ثلاثة ايام , ولا يجيب على اتصالاتنا !
-
ضننت انني استطيع ان اعرف
معلومات اكثر منكم.
-
انا اسف استاذ
"سامح" ولكن معلوماتنا محصورة بوقت تواجده في الموقع , وقد اكمل عمله
وخرج من الموقع بسلام و امان , تستطيع السؤال عنه في موقع سكناه.
-
اشكرك سيدي على سعة صدرك.
خرج احمد من موقع المشروع واستأجر سيارة الى موقع
السكن للاخ المفقود. سارت السيارة بأحمد دقيقتين قبل ان تعترضها فجأةً سيارة شرطة
قادمة من الاتجاه المعاكس , اوقف سائق سيارة الاجرة السيارة اثر اشارة من احد
الشرطيين في السيارة.
ترجل احدهم واقترب من سائق الاجرة وطلب منه اوراقه , تطلع فيها ثم
تحول الى احمد وطلب اوراقه كذلك , اخرج احمد جوازه وسلمه اليه , تطلع في الجواز
مليا ثم طلب من احمد الترجل من السيارة , ترجل احمد من السيارة ففتشه الشرطي ثم
قال له :
-
ستأتي معنا.
-
لماذا
-
سنتحقق من هويتك , اعطني
يديك.
-
هل ستقوم باعتقالي ؟
-
كلا , انه اجراء احترازي
, مد يديك ولا تجبرني على استخدام القوة معك.
مد احمد يديه فوضع الشرطي القيود فيها , ادرك احمد ان هذه هي الطريقة
ذاتها التي استخدمت للقبض على رقم 37 , نظر احمد الى سيارة الشرطة فوجدها سيارة
شرطة عادية تحمل الشارات المعروفة وهي من طراز قديم وبنظرة فاحصة وخبيرة لم يجد
فيها ما يشير على احتوائها على جهاز مضاد للاتصالات اللاسلكية. قاده الشرطي واجلسه
في المقعد الخلفي لسيارة الشرطة ثم طلب من سائق الاجرة التحرك. ركب الشرطي وسارت
سيارة الشرطة قليلا ثم اتجهت الى طريق ترابي يمتد في الصحراء.
-
اين تأخذوني ؟
قال احمد , التفت الشرطي
اليه ونظر اليه بنظرة صارمة :
-
اصمت.
-
اريد الاتصال بالسفارة.
-
عندما نصل سنسمح لك
بالاتصال.
كان احمد يدرك انها عملية اعتقال ولكن سياق العمل يفرض عليه التمسك
بالدور الذي يؤديه الى اخر لحظة ممكن ان يستمر فيها. كان اعتقال احمد من قبل الجهة
التي اعتقلت رقم 37 واردا في خطة الانقاذ , الا ان هذا الحدث المتوقع حدث سريعا
جداً.
توقفت السيارة فجأة , التفت
اليه الشرطي :
-
سأغطي رأسك , ان حاولت
المقاومة ستتعرض للضرب.
اخرج الشرطي كيسا قماشيا اسود والبسه في رأس احمد. ضغط احمد فص خاتمه
واطلق اشارة النجدة وفعل اجهزة التتبع والتنصت التي يحملها معه. كان احمد يفكر في
الثواني السبعة التي استغرقها المختطفون لرقم 37 لتعطيل الاجهزة التي كان يحملها ,
كان احمد يحسب الوقت في نفسه بحساب الثواني وينصت بحرص محاولا رصد الاصوات التي قد
يسمعها خلال الثواني القادمة. ادرك احمد ان الذَّين اعتقلاه عنصران من الشرطة لكنهما
عميلين لجهة اخرى وانهما سيسلمانه لتلك الجهة كما سلما رقم 37 من قبل.
مرت الثواني العشرون دون جديد , فكر احمد ان ترتيب عملية القبض على
رقم 37 كانت اكثر دقة لانهم كان يراقبوه ويعرفون تحركاته لذلك لم تستغرق عملية اختفائه
اكثر من 7 ثواني , بينما طالت هنا بسبب ان موعد حضوره لم يكن معروفا مسبقا لدى
المختطفين وهذا يشير الى انهم احسوا بحضوره بعد وصوله الى موقع المشروع وان عيونهم
موجودة في الموقع.
في الثانية الاربعين احس احمد بحركة كان صوت سيارة تقترب بسرعة عالية
, توفت فجأة ساد الصمت احس باصوات مكتومة لحركة اقدام تسير على الرمال تقترب منه.
فجأة احس بوخزة في رقبته , ادرك احمد انه حقن بمادة ما ولكن هل هي سم او مادة
مخدرة , تشّهد احمد "اشهد ان لا اله الا الله " وبدأ يفقد وعيه.
البحث عن القروش
على بعد مئات الكيلومترات في جزيرة كرمان وفي فجر ذلك اليوم استيقظ
سيف و جان وحملوا معداتهم المهمة تاركين خلفهم ملابسهم وامتعتهم غير الضرورية.
استقل الاثنان قاربهم السريع وانطلقوا الى عرض البحر وسط قوارب
الصيادين المنتشرة في البحر. اوقفوا قاربهم وجلس الاثنان يراجعان تحركاتهما , فتح جان
خارطة مفصلة للمنطقة في وسط وجنوب البحر الاحمر :
-
لنراجع الخطوات بدقة , سنذهب
الى موقع الغطس هنا لتجربة معدات الغطس ولنبعد عنا الشك حول هدفنا الحقيقي , ساغطس
لمدة رب ساعة واجرب اجهزة التصوير والمسح الصوتي ثم اصعد الى ظهر القارب ... بعدها
سننطلق الى هذه المنطقة.
-
سنقترب من جزيرة دهلك
وسنتوقف على مسافة 20 كيلومتر خارج المياه الاقليمية الارترية .
-
في حال تعرض لنا خفر
السواحل اليمني ...؟
-
سابرز له اوراق الهوية اليمنية
وسنقول اننا ضللنا طريقنا.
-
وفي حال تعرض لنا خفر
السواحل الارترية ؟
-
سابرز له جوازي الفرنسي
وساقول اني من اصل يمني واننا ضللنا الطريق.
-
وسنطلب منهم سواءاً اليمنيين او الارتريين ارشادنا الى طريق العودة
... ان استطعنا الوصول الى النقطة المحددة ساجهز معداتي من جديد واغطس وادور حول
الشعب المرجانية باتجاه شمال جزر الارخبيل باتجاه الغرب بحثا عن جزيرة المهربين
... ستنتظرني لمدة اربع ساعات , عند رجوعي سارسل لك اشارة لاتأكد انك ما زلت في
نفس المكان ان لم ترسل لي اشارة ساعرف انك تحركت من موقعك , ان لم ارجع ستعود ادراجك , قبل انتهاء الاربع
ساعات ان تعرض لك خفر السواحل فارجع الى المياه الاقليمية اليمنية وانتظر تتمة
الاربع ساعات ، ان لم ارسل لك اشارة , عد الى كرمان وحمل اغراضنا وانسحب خلسة وعد
الى صنعاء.
-
ان تعرضت للاعتقال سارسل
اشارة الاستغاثة.
-
نعم ... حسنا لننطلق.
نفذ الاثنان الخطة الموضوعة فانطلقوا الى موقع الغطس قرب كرمان
وارتدى احمد ملابس الغطس وتفحص اجهزة التنفس واسطوانات الهواء وقفز الى البحر و
اخذ معه الكاميرة البحرية , غطس الى القاع الذي كان بعمق خمس عشر مترا وبدأ
بالتصوير والتأكد من عملها , ثم شغل جهاز الماسح الصوتي ( السونار ) الذي يسمح له
بتحسس طريقه في الاعماق المظلمة , بعد التأكد من فعاليته , اوقف عمله وعاد الى
تصوير القاع والشعب المرجانية وهو يراقب ساعة يده ويحسب الوقت.
بعد نصف ساعة كان القارب يغادر الموقع بسرعة باتجاه الغرب. في اقل من
ثلاث ساعات وصل القارب الى الموقع المحدد , كان الافق خاليا الا من السماء ولم تكن
هناك قوارب خفر على مرمى البصر. اوقف جان القارب واسرع الى حمل اجهزة التنفس ، ثم
اشار الى سيف الى قاع القارب فاسرع معه ففتحا باباً سرية في قاع القارب , كانت
الباب تخفي حيزا في بطن القارب يضم جهازا اسطوانيا ذو رأس مغزلي ومن الجهة الاخرى يحوي مقابض للمسك , كان طوله
يصل الى المتر , كان عبارة عن مركبة كهربائية ستمكن جان من الغوص والتحرك بسرعة
ودون بذل جهد يذكر , تعاون الاثنان على اخراجه لثقل وزنه. وضعاه على ظهر القارب بحذر
, ثبت احمد على ظهره الكاميرة في موضع خاص بها ثم وضعا المركبة على حافة القارب
التي مالت بسبب وزنه , قفز احمد الى البحر و وضع على عينيه نظارات السباحة وفي فمه
انبوب التنفس , ثم بحذر انزل سيف المركبة الكهربائية الى الماء حيث استلمه جان.
امسك جان المركبة من قبضتيها , ثم اشار الى سيف الى ساعة معصمه دلالة
على ضبط الوقت ثم القى اليه التحية وادار المحرك الكهربائي النفاث ثم غطس به جان
الى الاعماق , نظر سيف الى ساعته كانت تشير الى الحادية والربع قبل الزوال.
كانت مهمة جان وسيف جمع المعلومات عن جزر دهلك وهدفهم الاساسي هو
تحديد موقع القاعدة البحرية الاسرائيلية في تلك الجزر والتي قد تشكل بما تضمه من
قطعات بحرية مثل الطرادات والغواصات الخطر الاكبر على غواصة القرش الازرق في حال
حاولت الاشتراك في انقاذ الرقم 37.
كان حصولهم على معلومات عن جزيرة المهربين اضافة جيدة ستمكن جان من
تحديد موقعها بشكل أسرع و جهد أقل ، كانت طبيعة جزيرة المهربين و جغرافيتها تجعلها
مناسبة لاخفاء قاعدة بحرية وتوفير الحماية لها.
اقترب جان بعد ساعة من السباحة من موقع جزيرة المهربين بمساعدة مركبة
الدفع الكهربائية النفاثة وبمساعدة اجهزة الملاحة الموجودة فيه, كان جان قريب من
الشاطىء و قريب من القاع وسط الشُعب المرجانية لكي توفر له غطاء يقلل من امكانية
اكتشافه , كان جان يغوص في عمق قليل وكان ضوء النهار يضيء الاعماق القليلة , فينظر
ما حوله وينظر الى جهاز الماسح الصوتي الذي يمسح المسافات البعيدة عن رؤية الغواص
, عند اقتراب جان من الجزيرة اضاءت شاشة جهاز الماسح باشارة مميزة مشيرة الى وجود
اجسام كبيرة طافية في الماء , فوراً أطفأ جان المركبة وتوقف في مكانه , خشيَّ جان
من ان تكون هذه الاجسام مجموعة من
الغواصين ولكن مع مرور الثواني تبين له ان هذه الاجسام ثابتة و تقع على مسافة 100
متر , ترك جان المركبة على القاع وسبح بحذر ليستكشف ماهية هذه الاجسام , تقدم جان
ببطء وحذر , امتار وبدأت الرؤيا تتوضح , كانت هناك اجسام تطفو وسط الماء على مسافة
من القاع , عند مسافة معينة توقف جان وقد اصبحت الرؤيا واضحة والصورة مفهومة كانت
مجموعة كبيرة من الالغام البحرية الثابتة المضادة للسفن والافراد مثبتة بنظام
لحماية الساحل من اي تسلل.
- اذن هذه هي الجزيرة.
قال جان في نفسه وبدأ بالتراجع قليلا ثم ضغط على جهاز يحمله في حزام
وسطه , ارسل الجهاز اشارة الى غواصة القرش الازرق لتحديد موقع قاعدة العدو. سبح جان
عائدا الى موقع مركبة الدفع , عندها احس فجأةً بحركة قربه , نظر حوله , رأى فوقه
قرشا يصل طوله الى مترين. كان ذلك مفاجئا ومنذرا بوجود المزيد منها. أسرع جان الى
مركبته وشغلها وبدأ بالانسحاب بسرعة من المكان.
لقاء مع العدو
في مكان ما بدأ احمد يستفيق , كان اول ما شعر به اصوات اشخاص يتكلمون
, لكنه لم يكن يستطيع تمييز لغتهم او عددهم بسبب تأثير المخدر فيما كان لا يستطيع
فتح عينيه او الشعور بباقي جسده.
ساد الهدوء لفترة ثم سمع صوت يخاطبه بلهجة غريبة :
-
هل بدأت تستيقظ ؟
كان احمد لا يستطيع الكلام او الحركة , لذلك انصت و قد بدا كأن هذا
الصوت قد سمعه من قبل.
-
اصدقائي طلبوا مني ان
اسلمهم اياك فور قبضي عليك ... لكني احببت ان أسدد لك دينا قديما ... هل عرفتني ؟...
ربما سمعت صوتي سابقا ...
أثارت احمد جملة (اصدقائي طلبوا مني ان اسلمهم
اياك فور قبضي عليك) فهذه الجملة تعني انهم كانوا يتوقعون مجيئه ! وهذا يعني انه
اصبح مكشوفا لديهم.
عمل عقل
احمد بسرعة ليستذكر هذا الصوت واللهجة فلا بد انه يعرفه من خلال عمله ... بسرعة
خاطفة استذكر الحاسب البشري ذلك الصوت ! , انه صوت "ابو الأسود"* , انها حقا مفاجأة ويبدوا جليا انه قد تعرف اليه ,
-
خلال دقائق قليلة ستستعيد
شعورك ... وستتمنى لو لم تستعيده ... لو لا إن اصدقائي طلبوا مني تسليمك اليهم
سليما لقُمت بتقطيعك الى اجزاء.
ايقن احمد ان هذا الشخص هو "ابو الاسود" وانه يود الانتقام
منه نتيجة الاصابات التي أحدثها له في عملية الصحراء , ويبدوا ان "ابو
الاسود" وهو عميل اسرائيلي محترف قد تم نقله من غرب افريقيا ليعمل في البحر
الاحمر في جزر الأرخبيل.
بدأ احمد يستعيد شعوره وأدرك انه جالس على كرسي ومقيد بالحبال واخذ
يشعر بالم القيود على كفيه وقدميه , ومع مرور الثواني بدأ احمد يفتح عينيه وبدأ
يبصر ضوءا خافتا في وسط الظلام.
-
بدأت تستيقظ !
قال "ابو الاسود" تلك الجملة , قبل أن يتلقى احمد لكمة
مؤلمة في وجهه , تبعتها اخرى , في ثواني قليلة تلقى احمد مجموعة من اللكمات طالت
وجهه و صدره و بطنه لم يستطع تبيان من كان يكيلها , غلب احمد الألم الذي عم جسده ,
فلم يستطع فتح عينيه او تمييز من كان امامه. بعد أن انتهى "ابو الاسود"
من جلسة التعذيب.
-
ارموه مع صاحبه.
امر "ابو الاسود" رجاله , عندئذ شعر
احمد باشخاص يحملونه من الكرسي ويسيرون به ثم يهبطون به امتار عديدة , ثم القوه
بقوة على أرض صلبة آلمت باقي جسده.
رغم الألام التي كان يشعر بها في وجهه حاول أحمد فتح عينيه و استطلاع
المكان الذي فيه , كان هناك مصباح معلق في السقف ينير المكان بشكل خافت , كانت
جدران الغرفة وارضيتها من الصخور , كان المكان عبارة عن كهف صغيرٍ او غرفة محفورة
في الصخور , نظر خلفه بصعوبة كان هناك جسد مقيد مرمي على مسافة منه بدون حراك ,
تحسس احمد أصابع يديه , لقد اخذوا منه الخاتم والساعة ويبدوا انهم افرغوا جيوبه من
كل ما كان يحمله , رغم ألم اضلاعه طوى احمد جسده ومد يده الى الخلف الى حذائه و اخرج
سكين بلاستيكي من جيب خفي في نعل خذائه , كان هذا المكان الوحيد الذي لم يبحثوا
فيه , قطع أحمد قيد يديه ثم قيد رجليه.
قام احمد الى زميله ليتفحصه فوجده قد جرى تعذيبه والدماء تغطي وجهه
واطرافه , حرر احمد 37 من قيوده , تفحص احمد نبضه فوجده على قيد الحياة , حاول
احمد ايقاضه ولكن دون جدوى , اخرج احمد من كعب حذائه حقنتين صغيرتين بحجم مضغوط تحويان
عقارات منبهة و مقوية ثم حقنها في عنق 37 , انتظر احمد ثواني ثم بدأ يهز 37 و يربت
على وجهه بهدوء , بدأ 37 بعد دقائق بالاستيقاظ وفتح عينيه و نظر الى احمد :
-
كيف حالك ... هل تستطيع
الحركة ؟
-
من انت ؟
-
رقم 37 ... لقد جئت
لانقاذك ... هل تستطيع الحركة.
بدأ 37 يقاوم الالم ثم بدأ بتحريك اطرافه محاولا الجلوس.
-
استطيع الحركة ... ولكن
ببطء.
-
يجب ان نخرج من هنا بسرعة
... سيقومون بتسليمنا للعدو و عندها ستصبح عملية الهروب اصعب.
-
حسنا انا معك ...هل لديك
خطة ؟
* * *
زرع الألغام
كانت غواصة القرش الازرق تقبع في هدوء في البحر
الاحمر في منطقة قريبة من دهلك بانتظار الاوامر . في مقر العمليات في الغواصة تم
استلام اشارة جان في الساعة 11:32, على ضوء الموقع الذي تم ارسال الاشارة المتفق
عليها منه , تم تحديد موقع القاعدة البحرية للعدو. كانت الخارطة معروضة على
الطاولة امام الضباط الثلاثة حيث تم تأشير موقع القاعدة.
كابتن سليم – هذه اذن الجزيرة التي تحوي قاعدة
العدو البحرية.
-
هل نبدأ بالخطة (ب) الان
؟
-
ضابط "كامل"
اعلن اشارة الحالة الحمراء وابدأ المناورة المطلوبة لتطبيق الخطة ب.
-
سيدي , سنحتاج الى
الاقتراب من قاعدة العدو الى هذا المكان ثم ندخل في مرحلة الصمت الكلي لمدة خمس
دقائق قبل خطوة عملية الاستكشاف.
-
ابدأ على الفور بتطبيق
الخطة , ضابط "عمار" ألم يرسل رقم 40 اشارة جديدة ؟
-
كلا سيدي , ما زلنا
ننتظر.
-
تابع المراقبة.
بعد ثواني اضاءت الانوار الحمراء في مختلف اقسام الغواصة معلنة بدء
الغواصة في مرحلة العمليات العسكرية. ارتفعت الغواصة بضعة امتار وبدأت تسير بسرعة
بطيئة في هدوء مقتربة من جزيرة المهربين , بعد ساعة وصلت الغواصة الى المكان
المحدد لبدء خطوة الاستكشاف.
في ذلك المكان توقفت الغواصة تماما لمدة خمسة دقائق للتأكد من عدم
وجود متتبع لها من غواصات اخرى , بعد ذلك أطلقت الغواصة طوربيد الاستطلاع باتجاه
الجزيرة.
تم ارسال الطوربيد لاستكشاف الجزيرة وتحديد ممر الدخول و الخروج
للقاعدة الخالي عادةً من الالغام البحرية , اقترب الطوربيد من الجزيرة وبدأ بارسال
الصور البصرية وصور الماسح الصوتي الى الغواصة حيث كان مقر العمليات مستمر في
انعقاده بانتظار المعلومات والتطورات.
-
سيدي , تم تحديد مواقع
الالغام والممر الامن لقاعدة العدو.
-
والطوربيد ؟
-
تم ابعاده باتجاه الساحل
الافريقي لغرض اتمام الجزء الثاني من الخطة.
-
هل تم اعداد انابيب
الاطلاق الستة ؟
-
نعم سيدي , اربعة منها
جهزت بالالغام واثنان بالطوربيد.
-
كم ستستغرق عملية زرع
الالغام ؟
-
سنطلق 24 لغما في خلال 90
ثانية.
-
ليس هناك اشارة من رقم 40
؟
-
كلا سيدي.
-
ضباط , هذه اجرأ عملية
سنقوم بها منذ عملنا في هذه الغواصة , مصيرها ومصيرنا سيتوقف على دقة عملكم في
الدقائق القادمة , اضبطوا ساعاتكم وابدأوا التنفيذ.
في الساعة 2:00 , بدأت الغواصة باطلاق الطوربيدات باتجاه مدخل
القاعدة البحرية للعدو. كانت الالغام تنطلق وفق مسار محدد لتستقر في الممر المؤدي
للقاعدة البحرية , كانت الالغام تنطلق كالطوربيدات وتتجه بسرعة وهدوء الى مواقعها
التي يتم توجيها اليها لتتوقف وتستقر في القاع الضحل في انتظار اي هدف متحرك يقترب
منها ,كان الهدف من زراعة الالغام هو غلق الجزيرة ومنع غواصات وطرادات العدو
الخروج منها لمهاجمة غواصة القرش الازرق عند اشتراكها في انقاذ رجال القوة
الضاربة. خلال دقيقتين تم نشر دفعات متتابعة من الالغام.
- سنبدأ مرحلة التشويش الان , فعل الرمز ت355.
كان الرمز يشير الى مجموعة من الخطوات التي تفعل عملية التشويش على
العدو , كانت عملية زرع الالغام عملية مكشوفة لا يمكن اخفائها لفترة طويلة عن أجهزة
رصد العدو , لذلك كانت خطة التشويش تستهدف اخفاء الموقع الحقيقي للغواصة بتفعيل
اجهزة التشويش الموجودة في طوربيد الاستطلاع للتمويه عن موقع غواصة القرش.
معركة في الجزيرة
في تلك الاثناء وبعد ان استعاد رقم 37 قوته بدأ
احمد يدق على باب السجن لجلب انتباه السجانين , بعد دقائق من الدق اقترب أحد
المسلحين من نافذة الباب , نظر الى الغرفة فرأى السجينين ممددين كما تركوهما وكان
احمد يدق الباب بقدميه.
-
ماذا تريد ؟
-
ارجوك , اعتقد ان اخي يحتاج
لاسعافات لقد سكت فجأة اخشى انه يحتضر.
بدون ان يرد , ذهب الحارس وبدأ ينادي زميلاً له , ثواني قليلة وحضر
مسلحان ومعهما شخص ثالث.
تظاهر احمد و رقم 37 بانهما ما زالا مقيدين وسمح لهما الضوء الخافت
باخفاء امرهما , فتح المسلحان الباب وادخلا الثالث ووقفا قرب الباب كانت المسافة
التي تبعدهما عن احمد لا تزيد عن متر واحد.
اقترب المسعف من رقم 37 ومال اليه ليتفحصه فيما كان المسلحان يراقبان
, بحركة مفاجأة هجم احمد على المسلحان فغرس سكينه في ذراع احد المسلحين التي تحمل
البندقية ووجه لكمة في وجه الآخر , فيما استطاع رقم 37 من ايقاع المسعف ارضا
واسكاته بسرعة , اشتبك احمد مع المسلحين في قتال بالايدي قبل ان يساعده 37 , في
عضون ثواني تم القضاء على المسلحين.
تم ربط المسلحين الثلاثة واغلاق السجن عليهم و حصل احمد و رقم 37 على
اسلحتهم , كانت بندقيتي كلاشنكوف و مسدس عيار 9 ملم , كانت البنادق مؤمنة مما منع
المسلحان من استعمالها اثناء العراك , كانت الزنزانة اسفل نفق مظلم يصعد الى
الاعلى , عاون احمد 37 في الصعود بسرعة الى اعلى النفق .
وصل الاثنان الى الاعلى وخرجا من النفق المحفور في الصخر , فاجأهما
المنظر كانا على قمة تلة صغيرة تطل على خليج صغير كثيف الاشجار وقد غطت هذه
الاشجار كميات ضخمة من اكداس الاعتدة المختلفة والمؤن وخزانات الوقود , كانت كميات
الاعتدة الموجودة تكفي لتغذية حروب المنطقة لأشهر , كما كان الخليج يحوي مجموعة من
القوارب والسفن الصغيرة و يتواجد فيه عدد من المسلحين يتراوح عددهم بين العشرين و
الثلاثين , فجأة وهم امام هذا المشهد المفاجىء سمعوا نداءاً , كان هناك من شاهدهم من
المسلحين , اسرع احمد و 37 بالهرب والابتعاد خلف التلة الصغيرة.
ارتمى الاثنان خلف التلة وبدءا باطلاق النار على المسلحين الذين
بادروا بإطلاق النار , خلال تلك الثواني ضغط احمد على جهاز صغير قد تم وضعه بين
اسنانه الخلفية لحمايته واخفائه في حال تم اعتقاله , كان الجهاز بحجم حبة الحمص
وكان مصمم ليعمل لثواني قليلة فقط , لذلك كان على احمد ان يتأكد انه في مكان مناسب
لاستعماله , بعد أن ضغط عليه انطلقت اشارة تحديد الموقع لتصل عبر شبكة من انظمة
الاتصالات الى القرش الازرق.
كانت الغواصة تسير بهدوء مبتعدة عن جزيرة المهربين عندما وصلت اشارة
احمد و تم تبليغ مقر العمليات بها .
كمال – سيدي الاشارة تم تحديد موقعها من هذه الجزيرة رقم 5 شمال دهلك
وجنوب شرق قاعدة العدو البحرية وتبعد عنا الان 12 كيلومترا.
-
ابدأوا مناورة الانزال ,
ضابط عمار ابدأ الاشراف والسيطرة على عملية القوات الخاصة.
-
نعم سيدي.
-
بعد الإنزال , اقتربوا
لاقرب مسافة ممكنة الى جزيرة رقم 5 ثم ادخلوا في وضع الصمت الكلي.
في ثواتي بدأت الغواصة في الارتفاع الى العمق المطلوب حيث تم اطلاق
زورقين مطاطيين سريعين من مخزن الشحن فيها ثم بدأ رجال القوات الخاصة يخرجون مع
اسلحتهم من كوة خاصة في سطح السفينة , بعد دقائق انطلق الزورقان وهم يحملان عشرة
رجال باتجاه الجزيرة رقم 5 .
استمر احمد و 37 في مقاومة المسلحين و كان لوجود اكداس السلاح و
خزانات الوقود فائدة باستخدامها سلاحا اضافيا لهما , فكانا يطلقان النار على
خزانات الوقود القريبة من المسلحين ويفجرونها مما يحد من تحركات المسلحين.
* * *
في ساعة متأخرة من ذلك اليوم كان رئيس القوة يجتمع
مع رئيس الدولة ليطلعه على تطورات العملية :
-
سيدي في الساعة 2:35 عند
محاوله هرب 40 و 37 اشتبكا مع المسلحين في جزيرة رقم 5 في ارخبيل دهلك , و في
الساعة 2:55 وصلت قوة الانقاذ على متن الزوارق الى الجزيرة و اشتبكت مع المسلحين
... في الساعة 3:06 تدخلت طائرتان عموديتان اسرائليتين في الاشتباك الى جانب
المسلحين , وقد رد رجال القوة باطلاق صواريخ مضادة للطائرات... نتيجة لتدخل طائرات
العدو استشهد احد رجال القوات الخاصة واصيب اثنين آخرين , ثم قامت الغواصة في
الساعة 3:15 باطلاق صواريخ على مخزون الاعتدة الموجود في الجزيرة مما ادى الى حدوث
انفجارات وحرائق كبيرة استغلها فريق القوات الخاصة للانسحاب مع 40 و 37 ... في الساعة
3:26 قامت الغواصة باجلاء الرجال وبدأت بالانسحاب , لكنها في الساعة 4:12 تعرضت
لهجوم بالطوربيد من طائرات مضادة للغواصات وقد استطاعت الغواصة الافلات من الهجوم
ولكنها اصيبت باضرار طفيفة جراء الهجوم.
-
واين هي الان ؟
-
لقد انسحبت الى المحيط
الهندي الى ملاذ آمن.
-
لقد قدمنا عدة تضحيات في
هذه العملية ! ... هل كانت هذه التضحيات مجدية ومبررة ؟
-
سيدي , لقد تعهدنا لافراد
القوة باننا لن نتخلى عن أي منهم وكان علينا ان نوفي بذلك , كما كان علينا الحفاظ
على هيبة القوة وعلى سريتها باسترجاع رجالنا وعدم السماح للعدو باستجوابهم ... كما
اننا في هذه العملية استطعنا تحديد موقع القاعدة البحرية الاسرائيلية بدقة كما
قمنا بتدمير مستودعات الاسلحة التي تستخدمها اسرائيل بتمويل حروب منطقة البحر
الاحمر.
-
والغواصة هل ستبقى خارج
البلد ؟
-
سيدي , وفق معلوماتنا
فالعدو اطلق حملة بحرية كبيرة للبحث عن الغواصة وتدميرها ... لذلك نحن نعد الان
خطة دقيقة لتمكين الغواصة من العودة بامان الى البلد.
-
نسق مع القوة البحرية و
لتخرج قوة من قطع البحرية لحمايتها اثناء عودتها ؟
-
حاضر سيدي.
-
ورقم 40 لقد اصبح معروفا
من قبل العدو!
-
نعم سيدي , نحن الان ندرس
عمله المستقبلي في القوة .
-
لا اريد التخلي عنه.
-
مفهوم.
انطوت صفحات هذه العملية لتستمر في صفحات المستقبل.
تمت بحمد الله
تنبيه:
هذه
القصة من الخيال ولا تمت للواقع بأي صلة والاسماء التي وردت فيها لا تمثل اشخاصا
حقيقيين. مع تحيات المؤلف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق