الثلاثاء، 25 مارس 2014

ذكاء احمد ابن طولون



رأى ابن طولون يوماً حمالاً يحمل صندوقاً وهو يضطرب تحته فقال لو كان هذا الاضطراب من ثقل المحمول لغاصت عنقه وأنا أرى عنقه بارزة، وما هذا إلا من خوف ما يحمل، فأمر بحط الصندوق فوجد فيه جارية قد قتلت وقطعت، فقال أصدقني عن حالها فقال أربعة نفر في الدار الفلانية أعطوني هذه الدنانير وأمروني بحمل هذه المقتولة. فضرب الحمال مائتي ضربة بعصا، وأمر بقتل الأربعة.
وكان ابن طولون يبكر ويخرج فيسمع قراءة الأئمة في المحاريب فدعا بعض أصحابه يوماً وقال امض إلى المسجد الفلاني، وأعط أمامه هذه الدنانير. قال فمضيت فجلست مع الإمام وباسطته حتى شكا أن زوجته ضربها الطلق ولم يكن معه ما يصلح به شأنها وأنه صلى فغلط مراراً في القراءة فعدت إلى ابن طولون فأخبرته، فقال صدق، لقد وقفت أمس فرأيته يغلط كثيراً علمت شغل قبله.

ليست هناك تعليقات: