السبت، 29 مارس 2014

المعراج



عن مالكِ بن صَعصعةَ رضيَّ اللهُ عنه : انَّ نبيَّ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم حدَّثه عن ليلةِ أُسريَ قال (( بينما أنا في الحَطيم – و ربَّما قال في الحِجر [ حِجر إسماعيل ] – مضطجعا ، إذ أتاني آتٍ [ جبريل عليه السلام ] فقَدَّ [ فشقَّ ] ما بين هذهِ إلى هذه [  من قَصِّهِ – ما بينَ عظمي الترقوة – إلى شِعرته ] فاستخرج قلبي ، ثمَّ أُتيتُ بطَشتٍ من ذَهبٍ مملوءةٍ إيماناً ، فغُسِلَ قلبي ، ثم حُشي ، ثمَّ أُعِيدَ ، ثمَّ أُتيتُ بدابَّة دُونَ البَغل و فوقَ الحمار أبيضَ [ البُراقُ ] . يَضَعُ خَطوَهُ عندَ أقصى طرْفهِ ، فحُملتُ عليه ، فانطَلقَ بي جِبريلُ حتى أتى السماءَ فاستفتَح [ و ذلك بعد إسرائه صلى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى بيت المقدس ] ، فقيل : مَن هذا ؟ قال : جِبريل . قيلَ : و مَن معك ؟ قال : محمد . قيلَ : و قد أُرسِلَ إليهِ ؟ قال : نعم . قيل : مَرحباً به ، فنِعمَ المجيءُ جاء . ففَتَح . فلما خَلَصتُ فإذا فيها آدمُ ، فقال : هذا أبوك آدمُ ، فسلمْ عليه . فسلمتُ عليه ، فرَدَّ السلامَ ثم قال : مَرحَباً بالابنِ الصالح و النبيِّ الصالح . ثم صَعِدَ بي أتى السماء الثانيةَ فاستفتحَ ، قيل : مَن هذا ؟ قال : جِبريلُ . قِيلَ : و مَن معك ؟ قال : محمد . قِيلَ : و قد أُرسِلَ إليهِ ؟ قال : نعم . قيل : مَرحباً بهِ ، فنِعمَ المجيءُ جاء . ففَتَح . . فلما خَلَصتُ إذا يحيى و عيسى و هما ابنا خالة . قال : هذا يحيى و عيسى فسلمْ عليهما ، فسلمتُ ، فردّا ، ثم قالا : مَرحَباً بالأخ الصالح و النبيِّ الصالح . ثم صَعِدَ بي إلى السماءِ الثالثة فاستَفتح ، ، قيل : مَن هذا ؟ قال : جِبريلُ . قِيلَ : و مَن معك ؟ قال : محمد . قِيلَ : و قد أُرسِلَ إليهِ ؟ قال : نعم . قيل : مَرحباً بهِ ، فنِعمَ المجيءُ جاء . ففُتح ، فلما خَلَصتُ إذا يوسُف ، قال : هذا يوسُف ، فسلمْ عليه . فسلمتُ عليه ، فرَدَّ ثمَّ قال : : مَرحَباً بالأخ الصالح و النبيِّ الصالح .  ثم صَعِدَ بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتَح ، قيل : مَن هذا ؟ قال : جِبريلُ . قِيلَ : و مَن معك ؟ قال : محمد . قِيلَ : و قد أُرسِلَ إليهِ ؟ قال : نعم . قيل : مَرحباً بهِ ، فنِعمَ المجيءُ جاء . ففُتح . فلما خَلصتُ فإذا إدريسُ ، قال : هذا إدريسُ فسلمْ عليه . فسلمتُ عليه ، فرَدَّ ثمَّ قال : مَرحَباً بالأخ الصالح و النبيِّ الصالح . ثم صَعِدَ بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتَح ، قيل : مَن هذا ؟ قال : جِبريلُ . قِيلَ : و مَن معك ؟ قال : محمد . قِيلَ : و قد أُرسِلَ إليهِ ؟ قال : نعم . قيل : مَرحباً بهِ ، فنِعمَ المجيءُ جاء . فلما خَلصتُ فإذا هارونُ ، قال : هذا هارونُ فسلمْ عليه . فسلمتُ عليه ، فرَدَّ ثمَّ قال : : مَرحَباً بالأخ الصالح و النبيِّ الصالح . ثم صَعِدَ بي حتى أتى السماء السادسة فاستَفتَح ، قيل : مَن هذا ؟ قال : جِبريلُ . قِيلَ : و مَن معك ؟ قال : محمد . قِيلَ : و قد أُرسِلَ إليهِ ؟ قال : نعم . قيل : مَرحباً بهِ ، فنِعمَ المجيءُ جاء . فلما خَلصتُ فإذا موسى ، قال : هذا موسى فسلمْ عليه . فسلمتُ عليه ، فرَدَّ ثمَّ قال : : مَرحَباً بالأخ الصالح و النبيِّ الصالح . فلما تجاوَزتُ بكى . قيلَ له : ما يُبكيك ؟ قال : أبكي لأنَّ غُلاماً بُعثَ بعدي يدخُلُ الجنةَ من أمتَّهِ اكثرُ ممن يدخُلها من أمَّتي . ثم صَعِدَ بي إلى السماءِ السابعة فاستَفتحَ  جبريل ، قيل : مَن هذا ؟ قال : جِبريلُ . قِيلَ : و مَن معك ؟ قال : محمد . قِيلَ : و قد أُرسِلَ إليهِ ؟ قال : نعم . قيل : مَرحباً بهِ ، و نِعمَ المجيءُ جاء . فلما خَلَصتُ فإذا إبراهيم ، قال : هذا أبوك فسلمْ عليه . فسلمتُ عليه ، فرَدَّ السلام ، ثمَّ قال : مَرحَباً بالابنِ الصالح و النبيِّ الصالح . ثم رَفعَت لي سِدرةُ المنتهى ، فإذا نَبقُها مثلُ قِلالِ هَجَر ، و إذا وَرقُها مثلُ آذانِ الفِيَلة . قال : هذهِ سِدرة المنتهى ، و إذا أربعةُ أنهارٍ : نهرانٍ باطنان ، و نهرانِ ظاهران . فقلتُ : ما هذانِ يا جبريل ؟ أما الباطنان فنهرانِ في الجنة ، و أما الظاهرانِ فالنيلُ والفُرات . ثم رُفعَ لي البيتُ المعمور . ثمَّ أُتيتُ بإناءٍ من خَمر و إناءٍ من لَبَن و إناءٍ من عَسل ، فأخذتُ اللبَن ، فقال : هيَ الفِطرةُ التي أنت عليها و أمَّتُك . ثمَّ فُرِضت عليَّ الصلاةُ خمسينَ صلاةً كلَّ يوم ، فرجَعْتُ فمرَرْتُ على موسى ، فقال بما أمِرت ؟ قال : أُمِرتُ بخمسينَ صلاةٍ كلَّ يوم . قال : إن أمتكَ لا تَستطيعُ خمسينَ صلاةً كلَّ يوم ، و إني و الله جربتُ الناسَ قبلك ، و عالجتُ بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجِعْ إلى ربِّك فاسأَلْهُ التخفيفَ لأمتك ، فرَجعت ، فوضعَ عني عشراً ، فرَجعتُ إلى موسى فقال مثله . فرَجعت ، فوضعَ عني عشراً ، فرَجعتُ إلى موسى فقال مثله . فرَجعت ، فوضعَ عني عشراً ، فرَجعتُ إلى موسى فقال مثله . فرجعتُ فأمِرت بعَشرِ صلواتٍ كلَّ يوم ، فرجعتُ فقال مثله .  فرجعتُ فأمِرت بخمس صلواتٍ كلَّ يوم . قال : إن أمتكَ لا تَستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَّ يوم ، و إني قد جَربتُ الناسَ قبلك ، و عالجتُ بني إسرائيلَ أشد المعالجة ، فارجِعْ إلى ربِّك فاسأَلْهُ التخفيفَ لأمتك . قال سألتُ رَبي حتى استحيَيتُ ، و لكن أرضى و أسلم . قال فلما جاوَزتُ نادَى مُنادٍ : أمضَيتُ فريضتي ، و خَفَّفتُ عن عبادي )).[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب المعراج - حديث : ‏3696‏

ليست هناك تعليقات: