الأربعاء، 26 مارس 2014

الحلقة الأخيرة من مغامرة مطاردة في الصحراء



القرش يتدخل
منذ اكثر من ساعة كانت "القرش الازرق" قد استلمت رسالة الطوارىء الحمراء وحسب التعليمات اسرعت بصمت باتجاه ساحل الاقليم , وبدأ القبطان ومساعدوه تدارس الخطوات والاجراءات الملائمة , وكانت في هذه اللحظات تقترب من الساحل عندما وصلت اخر المعلومات بنجاح الفريق من الافلات من المسلحين وتحركه باتجاه المحيط.
حددت ادارة الغواصة موقع سيارة الفريق وموقعهم بالنسبة اليهم , كانت المسافة بين الغواصة والسيارة بحدود ساعتين باحتساب سرعة الغواصة وسرعة السيارة , لكن هذا الوقت كان كثيرا كما ان الموقع السابق لنزولهم والذي يحوي القارب المطاطي سيكون بعيداً عليهم وسيصعب عليهم وهم مطاردون تجهيز القارب والابحار خاصةً مع اصابة علاء , لذلك قررت ادراة الغواصة وضع خطة جديدة حيث تم تحديد موقع جديد على الساحل اقرب من الموقع السابق على ان يتم ارسال فريق من افراد الغواصة بواسطة قارب مطاطي لجلب الفريق , تم ارسال رسالة مشفرة سريعة الى القيادة بالخطة الجديدة , وتم ارسال احداثيات الموقع الجديد و مسار الحركة الى جهاز الارشاد ل"احمد" , اُعدت هذه الخطة الجديدة لتوفر ساعة من الوقت.
تم المباشرة فورا بالخطة الجديدة و بما إن الشمس ما تزال مشرقة فقد تم اطلاق قارب مطاطي من عنبر الشحن والغواصة تحت الماء وبعدها سبح اربعة غواصين من كوة من الغواصة الى السطح حيث كان القارب على السطح بعد ان انفتح تلقائيا ومعه تجهيزاتهم , استقل البحارة القارب وانطلقوا الى موقع اللقاء مع "احمد".
في هذه الاثناء كان "احمد" يقود السيارة ويتبع الخطة الارشادية للوصول الى مكان اللقاء , كان يقود و "نوال" تتابع النظر خلف السيارة وكان يعلمان ان هناك سيارة للمسلحين تتبعما وتحافظ على مسافة ثابتة من دون اطلاق النار , كان ذلك مثيراً للتساؤل و عدة احتمالات تدور في خاطر "احمد" لعدم هجوم المسلحين وكان اكثرها احتمالاً ان المسلحين كانوا ينتظرون تعزيزات اضافية قبل الهجوم عليهم وانهم ربما يخشون الهجوم منفردين بسبب ماتفاجأوا به من انفجارات مباغتة وربما اعتقدوا ان الفريق هم جواسيس حكوميون وان احتمال تدخل اسناد جوي حكومي وارد.
كان "علاء" ما يزال في غيبوبة و "نوال" تحمل البندقية وتراقب حواليها لرصد اي هجوم مباغت من قبل المسلحين وفجأة مع اقترابهم من الساحل ظهرت سيارة ثانية للمسلحين و دون سابق انذار بدأ اطلاق النار الكثيف وهنا ارسل "احمد" رسالة نجدة يخبر فيها بانهم يتعرضون لاطلاق نار كثيف, اصابت بضع اطلاقات الجزء الخلفي للسيارة وبدأ "احمد" يناور بالسيارة يمنةً ويسرة لتفادي الاطلاقات.
تلقت الغواصة نداء النجدة وبعد مناقشة سريعة بين القبطان ومساعده قرر القبطان اطلاق جهاز الرصد "النحلة".
ارتفعت الغواصة الى العمق المناسب , وبدأ القبطان يصدر اوامره :
-         استعداد لاطلاق جهاز الرصد "النحلة".
-         عُلم سيدي.
جاوبه ضابط الاسلحة.
-         الهدف .. موقع الفريق وفق احداثيات جهاز تحديد المواقع .. في حال كنت مستعد .. اطلق.
من تحت الماء تم اطلاق صاروخ موجه يحمل النحلة , ارتفع الصاروخ فوق سطح الماء ثم بدأ يعدل اتجاهه وفق البيانات المعطاة ويتجه الى الاعلى صوب الساحل , ما ان وصل الصاروخ الارتفاع والموقع المطلوب حتى انفصل الجزء العلوي منه وانفتح غلافه الخارجي فيما انفجر الجزء المنفصل , من الجزء العلوي ظهرت طائرة مروحية صغيرة بدأت تحلق بصورة عمودية , احتوت هذه الطائرة على كاميرات دقيقة مع عدسات مقربة و اجهزة توجيه بالليزر , بدأت بتصوير الارض , بدأ قسم الاستطلاع في الغواصة استلام الصورة الملتقطة مباشرة من النحلة , وبعد لحظات استطاع افراد القسم رؤية عربة "احمد" تطاردها سيارتان للمسلحين فيما هناك ثالثة تحاول اللحاق بهما , تم تقريب الصورة وكانت احدى العجلتان تحمل مدفعاً رشاشاً و تطلق النار على عجلة الفريق , اتخذ القبطان قرارا سريعا وجريئا.
-         استعدوا لاطلاق صواريخ سطح-سطح .. استعدوا لاطلاق صاروخ "ج" .. الهدف سيارة المسلحين المحملة بالمدفع الرشاش .. حدد الهدف بواسطة النحلة ... اعلنوا حالة الاستعداد القصوى ... الاستعداد لاطلاق صاروخ "ج" ... في حال الجهوزية التامة اطلق صاروخ "ج" رقم 1.
ثواني قليلة وتم اطلاق صاروخ "ج" القصير المدى الذي يحمل رأساً زنته 25 كيلوغرام , انطلق الصاروخ خارجا من تحت الماء الى الاعلى ثم بدأ بتعديل اتجاهه حسب الاحداثيات الملقمة اليه.
كانت سيارة "احمد" تنطلق بسرعة جنونية في ارض صحراوية وهي تنحرف يمينا ويسارا والغبار يرتفع حولها وعجلات المسلحين تتبعها عن كثب وتطلق النار بين هينة واخرى.
عندما تلقى "احمد" رسالة تحذير بأن قوة مدمرة ستستخدم ضد المسلحين وان عليه الابتعاد باقصى سرعة.
كانت تفصل "احمد" عن موقع اللقاء ما يقرب من خمس دقائق عندما أحس بضوء شديد يلمع خلفه وصوت قوي يخترق اذنيه وعاصفة من الغبار تغطيه , بردة فعل قوية استدار ليطمئن على زميليه فلم يستطع رؤيتهما بسبب الغبار ثم عاد الى الانتباه الى الطريق الذي غطته موجة التراب , ادرك "احمد" ان التحذير الذي تلقاه قبل قليل قد نُفذ وان اصابة مباشرة اصابت عجلة المسلحين , ثواني وكان "احمد" يخرج من عاصفة الغبار التي اثارها انفجار الصاروخ الذي اطلقته غواصة القرش , سار "احمد" المسافة المتبقية بدون اي ازعاج بعد ان اطمأن على زميليه.
عند موقع اللقاء وجد "احمد" اربعة من الغواصين المسلحين ينتظرونه , عندما رأوه اسرعوا الى السيارة وحمل اثنان منهم "علاء" فيما حمل الاخر الحقائب , ثم انطلق الجميع الى قارب مطاطي عند الشاطيء.
انطلق بهم الزورق باتجاه البحر والشمس توشك على المغيب , بعد ساعات كان الجميع في طريق العودة الى ارض الوطن.
بعد ايام تم رفع تقرير بنتائج العملية التي توصلت الى ان دولة معادية طورت سلاح جرثومي وان الوباء الذي انتشر في اقليم الساحل كان تجربة لهذا السلاح اشترك فيها عملاء لهم في الاقليم , كما اشّر التقرير الى ان نقص المعلومات وسوء التخطيط عرض المهمة وافرادها للخطر كما اشاد بافراد الفريق وشجاعته , وبين صواب اجراء القبطان "سليم" في استعمال الاسلحة الصاورخية الى انه أشر ان ذلك الاجراء عرض الغواصة وطاقمها للكشف وللخطر.
بعد اسابيع تدخلت الحكومة للتوسط لحل النزاع بين الحكومة في شمال أفريقيا والاقليم واستطاعت ادخال المساعدات الانسانية والفرق الطبية الى الاقليم للقضاء على الوباء.
اما افراد الفريق فقد تمت مكافأة "احمد" و "نوال" و "علاء" , الذي تماثل للشفاء بعد ايام من عودته الى الوطن , وصدر امر بتشكيل فرقة " القوة الضاربة " وتم نقل "احمد" ليكون ضمن قيادة هذه الفرقة التي بدأ تاريخها من ذلك اليوم.

تمت

تنويه :
هذه القصة من الخيال ولا يمت محتواها او شخصياتها الى الواقع باية صلة , انما هو طموح مشروع وأمل في القلوب.

ليست هناك تعليقات: