‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب تسلية اهل المصائب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب تسلية اهل المصائب. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 8 مارس 2016

قالوا في الصبر

قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : الصبر ثلاثة : صبر على المصيبة و صبر على الطاعة و صبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب له ثلثمائة درجة و من صبر على الطاعة كتب له ستمائة درجة و من صبر عن المعصية كتب له تسعمائة درجة
و قال ميمون بن مهران : الصبر صبران : فالصبر على المصيبة حسن و أفضل منه الصبر عن المعصية
و قال الجنيد و قد سئل عن الصبر فقال : هو تجرع المرارة من غير تعبس
و قال الفضيل بن عياض : في قوله تعالى : { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } ثم قال : صبروا على ما أمروا به و صبروا عما نهوا عنه انتهى كلامه فكأنه ـ رحمه الله ـ جعل الصبر عن المعصية داخلا في قسم المأمور به
قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن أبي السفر قال : مرض أبو بكر فعادوه فقالوا : ألا ندعو لك الطبيب ؟ فقال : قد رآني الطبيب قالوا : فأي شيء قال لك ؟ قال : إني فعال لما أريد
قال أحمد : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مجاهد قال : قال عمر بن الخطاب : وجدنا خير عيشنا بالصبر و في رواية : أفضل عيش أدركناه بالصبر و لو أن الصبر كان من الرجال كان كريما
و قال علي بن أبي طالب : ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس بار الجسد ثم رفع صوته فقال : ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له
و قال الحسن : الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده
و قال عمر بن عبد العزيز : ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضها مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيرا مما انتزعه منه
و قال بعض العارفين في رقعة يخرجها كل وقت فينظر فيها و فيها مكتوب { و اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا }
و قال مجاهد في قوله تعالى : { فصبر جميل } : في غير جزع
و قال عمروبن قيس { فصبر جميل } قال : الرضا بالمصيبة و التسليم
و قال حسان : { فصبر جميل } : لا شكوى فيه و قال همام عن قتادة في قول الله تعالى : { و ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم } قال : كظيم على الحزن فلم يقل إلا خيرا و قال الحسن : الكظيم : الصبور و قال الضحاك : كظيم الحزن
و قال عبد الله بن المبارك : أخبرنا عبد الله بن لهيعة عن عطاء ابن دينار أن سعيد بن جبير قال : الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منهو احتسابه عند الله
قال يونس بن زيد : سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن : ما منتهى الصبر ؟ قال : أن يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه
و قال قيس بن الحجاج في قوله تعالى : { فاصبر صبرا جميلا } قال : أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو

و ذكر أبو الفرج بن الجوزي في عيون الحكايات : قال الأصمعي : خرجت أنا و صديق لي إلى البادية فضللنا الطريق فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق فقصدناها فسلمنا فإذا امرأة ترد علينا السلام قالت : ما أنتم ؟ قلنا : قوم ضالون عن الطريق أتيناكم فأنسنا بكم فقالت : يا هؤلاء و لو وجوهكم عني حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل ففعلنا فألقت لنا مسحا فقالت : اجلسوا عليه إلى أن يأتي ابني ثم جعلت ترفع طرف الخيمة و تردها إلى أن رفعتها فقالت : أسأل الله بركة المقبل أما البعير فبعير ابني و أما الراكب فليس بابني فوقف الراكب عليها فقال : يا أم عقيل أعظم الله أجرك في عقيل قالت : ويحك ! مات ابني ؟ قال : نعم قالت : و ما سبب موته ؟ قال : ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر فقالت : انزل فاقض ذمام القوم و دفعت إليه كبشا فذبحه و أصلحه و قرب إلينا الطعام فجعلنا نأكل و نتعجب من صبرها فلما فرغنا خرجت إلينا و قد تكورت فقالت : يا هؤلاء هل فيكم من أحد يحسن من كتاب الله شيئا ؟ قلت : نعم قالت : اقرأ من كتاب الله آيات أتعزى بها قلت : يقول الله عز و جل في كتابه : { وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } قالت : آلله إنها لفي كتاب الله هكذا ؟ قلت : آلله إنها لفي كتاب الله هكذا ! قالت : السلام عليكم ثم صفت قدميها وصلت ركعات ثم قالت : { إنا لله و إنا إليه راجعون } عند الله أحتسب عقيلا تقول ذلك ثلاثا اللهم إني فعلت ما أمرتني به فأنجز لي ما وعدتني .


السبت، 6 فبراير 2016

بشارة من فقد ثلاثة من الولد فصبر.


فيمن أصيب بفقد ثلاثة من الولد فأكثر و البشارة له بذلك
قال البخاري : باب فضل من مات له ولد فاحتسب و قوله تعالى : { وبشر الصابرين }
[ حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث ثنا عبد العزيز عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من مسلم من الناس يتوفى له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ] و رواه مسلم من وجه آخر عن أنس
قوله : [ لم يبلغوا الحنث ] أي لم يبلغوا سن التكليف الذي يكتب فيه الحنث

و روى البخاري من حديث [ سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم ] ورواه مسلم من هذه الطريق أيضا قال العلماء : تحلة القسم ما ينحل به القسم وهو اليمين وجاء مفسرا في الحديث أن المراد به قوله تعالى { و إن منكم إلا واردها } و بهذا قال أبو عبيد و جمهور من العلماء
و القسم مقدر أي : و الله إن منكم إلا واردها و قيل : المراد قوله تعالى : { فوربك لنحشرنهم و الشياطين }
وقال ابن قتيبة : معناه تقليل مدة ورودها قال : و تحلة القسم في هذا في كلام العرب و قيل تقديره : و لا تحلة القسم أي لا تحلة أصلا ولا قدرا يسيرا تحلة القسم و المراد بقوله تعالى : { و إن منكم إلا واردها } : المرور على الصراط و هوعلى جهنم و قيل الوقوف عندها أعاذنا الله و إياكم منها
و روى مسلم أيضا هذا الحديث معنى تحلة القسم عن أبي بكر بن أبي شيبة و عمرو الناقد و زهير بن حرب ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به و رواه أيضا من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به و رواه أيضا [ حدثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم ] و رواه الترمذي من حديث مالك به و قال : حسن صحيح

الجمعة، 8 يناير 2016

ما هي بشارة المؤمن في الدنيا ؟

بشارة للمؤمن بعمله الصالح
و في الصحيح [ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا رأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه قال : تلك عاجل بشرى المؤمن ] و في رواية و يحبه الناس عليه قال العلماء : معناه : هذه البشرى المعجلة له بالخير هي دليل للبشرى المؤخرة إلى الآخرة لقوله تعالى : { بشراكم اليوم جنات } و هذه البشرى المعجلة دليل على رضى الله تعالى عنه و محبته له و محبته إلى الخلق 
[ و عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ] و في لفظ : فاشهدوا له بالخير قال الله تعالى : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك } الآية رواه الترمذي وقال : حديث حسن و شهادة الناس له بعد الموت بالخير هي الشهادة التي كانوا يشهدون له بها في حال الحياة و الله تعالى أعلم 

السبت، 26 ديسمبر 2015

قالوا في الصبر

قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : الصبر ثلاثة : صبر على المصيبة و صبر على الطاعة و صبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب له ثلثمائة درجة و من صبر على الطاعة كتب له ستمائة درجة و من صبر عن المعصية كتب له تسعمائة درجة
و قال ميمون بن مهران : الصبر صبران : فالصبر على المصيبة حسن و أفضل منه الصبر عن المعصية
و قال الجنيد و قد سئل عن الصبر فقال : هو تجرع المرارة من غير تعبس
و قال الفضيل بن عياض : في قوله تعالى : { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } ثم قال : صبروا على ما أمروا به و صبروا عما نهوا عنه انتهى كلامه فكأنه ـ رحمه الله ـ جعل الصبر عن المعصية داخلا في قسم المأمور به
قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن أبي السفر قال : مرض أبو بكر فعادوه فقالوا : ألا ندعو لك الطبيب ؟ فقال : قد رآني الطبيب قالوا : فأي شيء قال لك ؟ قال : إني فعال لما أريد
قال أحمد : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مجاهد قال : قال عمر بن الخطاب : وجدنا خير عيشنا بالصبر و في رواية : أفضل عيش أدركناه بالصبر و لو أن الصبر كان من الرجال كان كريما
و قال علي بن أبي طالب : ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس بار الجسد ثم رفع صوته فقال : ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له
و قال الحسن : الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده
و قال عمر بن عبد العزيز : ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضها مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيرا مما انتزعه منه
و قال بعض العارفين في رقعة يخرجها كل وقت فينظر فيها و فيها مكتوب { و اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا }
و قال مجاهد في قوله تعالى : { فصبر جميل } : في غير جزع
و قال عمروبن قيس { فصبر جميل } قال : الرضا بالمصيبة و التسليم
و قال حسان : { فصبر جميل } : لا شكوى فيه و قال همام عن قتادة في قول الله تعالى : { و ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم } قال : كظيم على الحزن فلم يقل إلا خيرا و قال الحسن : الكظيم : الصبور و قال الضحاك : كظيم الحزن
و قال عبد الله بن المبارك : أخبرنا عبد الله بن لهيعة عن عطاء ابن دينار أن سعيد بن جبير قال : الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منهو احتسابه عند الله
قال يونس بن زيد : سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن : ما منتهى الصبر ؟ قال : أن يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه
و قال قيس بن الحجاج في قوله تعالى : { فاصبر صبرا جميلا } قال : أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو.

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

في تسلية أهل المصائب بالعلاج الإلهي و النبوي !

فصل ـ في تسلية أهل المصائب بالعلاج الإلهي و النبوي
فالإلهي : قوله تعالى : { وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون } وآيات الصبر كثيرة جدا
و النبوي [ قوله صلى الله عليه و سلم : ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله به : { إنا لله وإنا إليه راجعون } اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته و أخلف الله له خيرا منها ] و قد تقدم و أمثال ذلك من الأحاديث
و قد تضمنت هذه الكلمة : { إنا لله و إنا إليه راجعون } علاجا من الله و رسوله لأهل المصائب فإنها من أبلغ علاج المصائب و أنفعه للعبد في عاجله و آجله فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما و تسلى عن مصيبته
أحد الأصلين : أن يتحقق العبد أن نفسه و أهله و ماله و ولده ملك لله عز و جل حقيقة و قد جعله الله عند العبد عارية فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ عاريته من المستعير و أيضا : فإنه محفوف بعدمين عدم قبله و عدم بعده و ملك العبد له متعة معارة في زمن يسير وأيضا : فإنه ليس هو الذي أوجده من عدم حتى يكون ملكه حقيقة و لا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده فليس له فيه تأثير و لا ملك حقيقي و أيضا فإنه متصرف فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي لا تصرف الملاك و لهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي
والثاني : أن مصير العبد و مرجعه الى الله مولاه الحق و لابد أن يخلف الدنيا وراء ظهره و يأتي ربه يوم القيامة فردا كما خلقه أول مرة بلا أهل و لا مال و لا عشيرة و لكن يأتيه بالحسنات و السيئات فإذا كانت هذه بداية العبد و ما خوله و نهايته و حاله فيه فكيف يفرح العبد بولد أو مال أو غير ذلك من متاع الدنيا ؟ أم كيف يأسى على مفقود ؟ ففكرة العبد في بدايته و نهايته من أعظم علاج المصائب ومن علاجه أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } و من تأمل هذه الآية الكريمة وجد فيها شفاء أو دواء المصائب و كل ما ذكرناه في هذا الفصل فهو في هذه الآية فتدبر ذلك