‏إظهار الرسائل ذات التسميات البداية والنهاية لابن كثير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات البداية والنهاية لابن كثير. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 25 ديسمبر 2015

عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخاطب النيل

قصة نيل مصر
روى ابن كثير رحمه الله في تاريخه قال :
روينا من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن عمن حدثه قال: لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص - حين دخل بؤنة من أشهر العجم - فقالوا: أيها الامير، لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها.

قال: وما ذاك: قالوا: إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل.

فقال لهم عمرو: إن هذا مما لا يكون في الاسلام، إن الاسلام يهدم ما قبله.

قال: فأقاموا بؤنة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا، حتى هموا بالجلاء، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه: إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابي، فألقها في النيل.
فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها " من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد، فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك " قال: فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم .


من كتاب البداية والنهاية.
وهذا من صدق ايمان عمر و عظم ثقته في الله.

الخميس، 19 نوفمبر 2015

من تواضع عمر رضي الله عنه


كان عمر رضى الله عنه يستخبر عن امر القادسية كل من لقيه من الركبان ويخرج من المدينة الى ناحية العراق يستنشق الخبر فينما هو ذات يوم من الايام اذا هو براكب يلوح من بعد فاستقبله عمر فاستخبره فقال له فتح الله على المسلمين بالقادسية وغنموا غنائم كثيرة وجعل يحدثه وهو لا يعرف عمر وعمر ماش تحت راحلته فلما اقتربا من المدينة جعل الناس يحيون عمر بالامارة فعرف الرجل عمر فقال يرحمك الله يا امير المؤمنين هلا اعلمتني انك الخليفة فقال لا حرج عليك يا اخي .

سفراء الإسلام والكلمة الشجاعة و الصادقة


سفراء الإسلام والكلمة الشجاعة و الصادقة
كان سعد (رضي الله عنه) قد بعث طائفة من اصحابه الى كسرى يدعونه الى الله قبل الوقعة فاستاذنوا على كسرى فاذن لهم وخرج اهل البلد ينظرون الى اشكالهم وارديتهم على عواتقهم وسياطهم بأيديهم والنعال في ارجلهم وخيولهم الضعيفة وخبطها الارض بارجلها وجعلوا يتعجبون منها غاية العجب كيف مثل هؤلاء يقهرون جيوشهم مع كثرة عددها وعددها ولما استاذنوا على الملك يزدجرد اذن لهم واجلسهم بين يديه وكان متكبرا قليل الادب ثم جعل يسالهم عن ملابسهم هذه ما اسمها عن الاردية والنعال والسياط ثم كلما قالوا شيئا من ذلك تفاءل فرد الله فاله على راسه ثم قال لهم ما الذي اقدمكم هذه البلاد اظننتم انا لما تشاغلنا بأنفسنا اجترأتم علينا فقال له النعمان بن مقرن ان الله رحمنا فأرسل الينا رسولا يدلنا على الخير ويامرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه ووعدنا على اجابته خير الدنيا والآخرة فلم يدع الى ذلك قبيلة الا صاروا فرقتين فرقة تقاربه وفرقة تباعده ولا يدخل معه في دينه الا الخواص فمكث كذلك ما شاء الله ان يمكث ثم امر ان ينهد الى من خالفه من العرب ويبدا بهم ففعل فدخلوا معه جميعا على وجهين مكروه عليه فاغتبط وطائع اياه فازداد فعرفنا جميعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق وامرنا ان نبدأ بمن يلينا لكم قوتا الى خصبكم واكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكا يرفق بكم فاسكت القوم فقام المغيرة بن شعبة فقال ايها الملك ان الأشراف الأشراف ويعظم حقوق الأشراف الأشراف وليس كل ما ارسلوا له جمعوه لك هؤلاء رؤس العرب وجوههم وهم اشراف يستحيون من الأشراف وإنما يكرم ولا كل ما تكلمت به اجابوك عليه وقد احسنوا ولا يحسن بمثلهم الا ذلك فجاوبني فاكون انا الذي ابلغك ويشهدون على ذلك انك قد وصفتنا صفة لم تكن بها عالما فاما ما ذكرت من سوء الحال فما كان اسوا حالا منا واما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع كنا ناكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات ونرى ذلك طعامنا واما المنازل فانما هى ظهر الارض ولا نلبس الا ما غزلنا من اوبار الابل واشعار الغنم ديننا ان يقتل بعضنا بعضا وان يبغى بعضنا على بعض وان كان احدنا ليدفن ابنته وهى حية كراهية ان تاكل من طعامه وكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرت لك وفي المعاد على ما ذكرت لك فبعث الله الينا رجلا معروفا نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فارضه خير ارضنا وحسبه خير احسابنا وبيته خير بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو نفسه كان خيرنا في الحال التى كان فيها اصدقنا واحلمنا فدعانا الى امر فلم يجبه احد اول ترب كان له الخليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا وزاد ونقصنا فلم يقل شيئا الا كان فقذف الله في قلوبنا التصديق له واتباعه فصار فيما بيننا وبين رب العالمين فما قال لنا فهو قول الله وما امرنا فهو امر الله فقال لنا ان ربكم يقول انا الله وحدي لا شريك لي كنت اذ لم يكن شىء وكل شىء هالك الا وجهي وانا خلقت كل شىء والى يصير كل شىء وان رحمتي ادركتكم فبعثت اليكم هذا الرجل لادلكم على السبيل التى انجيكم بها بعد الموت من عذابي ولاحلكم داري دار السلام فنشهد عليه انه جاء بالحق من عند الحق وقال من تابعكم على هذا فله مالكم وعليه ما عليكم ومن ابى فاعرضوا عليه الجزية ثم امنعوه مما تمنعون منه انفسكم ومن ابى فقاتلوه فانا الحكم بينكم فمن قتل منكم ادخلته جنتى ومن بقي منكم اعقبته النصر على من ناوأه فاختر ان شئت الجزية وانت صاغر وان شئت فالسيف او تسلم فتنجي نفسك فقال يزدجر اتستقبلني بمثل هذا فقال ما استقبلت الا من كلمنى ولو كلمنى غيرك لم استقبلك به فقال لولا ان الرسل لا تقتل لقتلتكم لا شىء لكم عندى وقال ائتوني بوقر من تراب فاحملوه على اشرف هؤلاء ثم سوقوه حتى يخرج من ابيات المدائن ارجعوا الى صاحبكم فاعلموه اني مرسل اليه رستم حتى يدفنه وجنده في خندق القادسية وينكل به وبكم من بعد ثم اورده بلادكم حت اشغلكم في انفسكم باشد مما نالكم من سابور ثم قال من اشرفكم فسكت القوم فقال عاصم بن عمرو واقتات ليأخذ التراب انا اشرفهم انا سيد هؤلاء فحملنيه فقال اكذلك قالوا نعم فحمله على عنقه فخرج به من فحمله عليها ثم انجذب في السير لياتوا به سعدا وسبقهم عاصم فمر باب قديس فطواه وقال بشروا الامير بالظفر ظفرنا ان شاء الله تعالى ثم مضى حتى جعل التراب في الحجر ثم رجع فدخل على سعد فأخبره الخبر فقال ابشروا فقد والله اعطانا الله اقاليد ملكهم وتفاءلوا بذلك اخذ بلادهم ثم لم يزل امر الصحابة يزداد في كل يوم علوا وشرفا ورفعة وينحط امر الفرس سفلا وذلا ووهنا ولما رجع رستم الى الملك يساله عن حل من راى من المسلمين فذكر له عقلهم وفصاحتهم وحدة جوابهم وانهم يرومون امرا يوشك ان يدركوه وذكر ما امر به اشرفهم من حمل التراب وانه استحمق اشرفهم في حمله التراب على راسه ولوشاء اتقى بغيره وانا لا اشعر فقال له رستم انه ليس احمق وليس هو باشرفهم انما اراد ان يفتدي قومه بنفسه ولكن والله ذهبوا بمفاتيح ارضنا وكان رستم منجما ثم ارسل رجلا وراءهم وقال ان ادرك التراب فرده تداركنا امرنا وان ذهبوا به الى اميرهم غلبونا على ارضنا قال فساق وراءهم فلم يدركهم بل سبقوه الى سعد بالتراب وساء ذلك فارس وغضبوا من ذلك اشد الغضب واستهجنوا راي الملك.

امير المؤمنين عمر رضي الله عنه يعطينا درسا عن العدل

قام عمر في الناس خطيبا فقال ان الله انما ضرب لكم الامثال وصرف لكم القول لتحيى القلوب فان القلوب ميتة في صدورها حتى يحيها الله من علم شيئا فلينفع به فان للعدل امارات وتباشير فاما الامارات فالحياء والسخاء والهين واللين واما التباشير فالرحمة وقد جعل الله لكل امر بابا ويسر لكل باب مفتاحا فباب العدل الاعتبار ومفتاحه الزهد والاعتبار ذكر الموت والاستعداد بتقديم الاموال والزهد اخذ الحق من كل احد قبله حق والاكتفاء بما يكفيه من الكفاف فان لم يكفه الكفاف لم يغنه شىء اني بينكم وبين الله وليس بيني وبينه احد وان الله قد الزمنى دفع الدعاء عنه فانهوا شكاتكم الينا فمن لم يستطع فالى من يبلغانها ناخذ له الحق. 

منقول بتصرف من البداية والنهاية.