احمد
يتحرك
قبل
اكثر من ساعة كان "احمد" يتابع التلفاز وقد اعتقد ان مهمته الاولى قد
شارفت على النهاية بسلام فقد ذهب "علاء" مع "نوال" ولابد انهم
نجحوا في جلب عينات الدم المطلوبة وتعرفوا على نوعية الوباء المنتشر في الاقليم ,
و فجأةً اثناء هذه الجلسة الهادئة ل"احمد" اهتزت ساعة يده منذرةً بخطبٍ
ما , نظر الى ساعته وضغط على احد جوانبها لتتغير شاشة الساعة الى شاشة حمراء تلمع
بصورة متقطعة , كانت هذه الاشارة تنذر ان المهمة انتقلت الى الانذار الاحمر اي ان
الخطر في اعلى قمته ، ضغط "احمد" على الشاشة فاختفى اللون الاحمر وبدأت
الشاشة تبث صور مباشرة لكاميرة خفية موضوعة في نظارات "نوال".
كانت
اللحظات الاولى من الصور الحية غير مفهومة فهناك اقدام في كل مكان , فهم "احمد"
سريعا ان "نوال" كانت تنظر الى اسفل وانها جالسة على الارض فيما يحيطها
عدد من الرجال , لم تكن أرض بل حوض سيارة خلفي , بدأت الصورة تتحرك , نظرت "نوال" الى "علاء"
الجالس قربها ثم الى "ادريس" وكانت سيقان لرجال واقفين حولهم تظهر اثناء
تجوال الكاميرة.
اكتفى
"احمد" بهذه اللقطات واسرع الى حقيبة المعدات واخرج حاسب محمول صغير
وشغله فأنارت الشاشة وبلمسات خفيفة ظهرت خارطة المنطقة واظهر برنامج تحديد المواقع
التحركات الاخيرة لافراد الفريق والتحرك الاخير ل"علاء" و "نوال"
, كان البرنامج يشير الى انهما عائدين الى مدينة الواحة بعد خروجهما منها , اخرج "احمد"
من الحقيبة جهاز صغير وضعه في اذنه واخرج هاتفه المحمول وضغط عدة مفاتيح وبدأ
الجهاز يلتقط من لاقطات صغيرة في ملابس "علاء" و "نوال" الاصوات
المحيطة بهما.
ادرك
"احمد" ان "علاء" و "نوال" قد تم اعتقالهما في طريق
العودة من قبل المسلحين , كان "احمد" هو رجل الحماية الاول في الفريق وعليه
حماية زملائه في اوقات الخطر , كما ان "احمد" يدرك ان مركز العمليات قد
وصلته اشارة الانذار نفسها التي وصلته.
قرر
"احمد" ان يعمل بسرعة بانتظار ان تأتيه اوامر جديدة من القيادة , وضب "احمد"
الحقائب وجمع جميع الامتعة والمعدات , نزل "احمد" من غرفته , كان عقله
يعمل بسرعة , قرر ان يحصل على سيارة قوية للذهاب في اثر زميليه و ليستطيع الحركة
بحرية في حال صدرت الاوامر له بالتحرك.
سأل
"احمد" صاحب الفندق عن معرض يستطيع فيه شراء سيارة فدله صاحب الفندق عليه , كان المسافة قريبة
فقرر "احمد" الذهاب مشيا وفي الطريق رن هاتفه كان الرقم معروفا له .
كان
اتصال من القيادة يطلب منه اتخاذ ما يلزم لتعقب زميليه واتخاذ ما يلزم لانقاذهما ,
اخذ "احمد" يتابع عبر سماعة الاذن الاصوات التي تأتي من مكان زميليه
ويتوقف بين فترة واخرى ليطالع الصور الواصلة من كاميرة "نوال".
استطاع
"احمد" ان يحصل على سيارة جيدة رباعية الدفع , بعد ان جربها وتأكد من
كفائتها دفع نقودها و اخذها وملأها
بالوقود ولانه شعر بان شكله مميز ومثير للريبة بسبب ملامحه ذهب الى سوق شعبي
واشترى كما يشتري السائح ملابس شعبية ومجموعة تجميل لينجز بها فكرته , عاد
بالسيارة الى الفندق وصعد الى غرفته وهو مازال يتابع الاحداث عبر سماعة الاذن.
فتح
الجيوب السرية في حقائبه واخرج اجزاء الاسلحة واعاد تجميعها اصبح عنده مسدسان
ومجموعة قنابل صغيرة , في تلك الحظات انتبه الى الاحداث واخذ يستمع الى اسئلة
المسلحين نظر الى ساعته ورأى الصور المباشرة , رأى ذلك المسلح ذو النظارات السوداء
وهو جالس خلف الطاولة وهو يسأل "نوال" و "علاء" وهو يتفحص
جوازيهما واجهزتهما المحمولة , حول الصورة الى جهاز الحاسب اللوحي فيما ارتدى درع
مضاد للرصاص تحت ملابسه , شاهد "احمد" خروج المسلح من الغرفة , لم يكن المسلح
يعلم ان اجهزة "علاء" و "نوال" التي يحملها تحوي لاقطات للصوت
وان حديثه كان يسمع من قبل "احمد" والقيادة المركزية للمهمة.
خرج
المسلح من الغرفة خطوات ثم بدأ يتصل بواسطة هاتفه المحمول ثم بدأ يتكلم بالانكليزية
:
-
لقد
قبضت على اجنبيين يحاولان اخذ عينة من دماء المصابين بالفايروس.
-
من
اين هما ؟
-
يحملان
جوازا سفر انكليزيان ويقولان انهما من منظمة انسانية.
-
تحفظ
عليهما وصور لي جوازهما وارسلها لي فورا.
-
حسنا
, سأرسلها لك.
بعد
ذلك انتهت المكالمة وسمع "احمد" صوت كاميرة وهي تلتقط صورتين وفترة هدوء
, ادرك "احمد" ان المسلح قام بارسال صور الجوازات الى الشخص الاخر الذي
يظهر انه يتبع اليه , كان "احمد" يعلم إن الجوازات مطبوعة باحدث الاجهزة
الالكترونية ومطابقة للجوازات البريطانية الاصلية ولن يستطيع احد اكتشاف عدم صحتها
الا اذا طابق ارقام الجوازات والاسماء مع قاعدة البيانات لحاملي الجوازات
البريطانية والموجودة فقط في حاسبات وزارة الداخلية البريطانية , لذلك اعتقد "احمد"
ان هذه الخطوة من قبل المسلحين كانت ستعطي الامان لزميليه , فهولاء المسلحون لن
يستطيعوا بكل بساطة كشف تزوير الجوازات وسيتأكد المسلحون انهم شخصان اجنبيان وليسا
جاسوسان محليين للحكومة , اعقب ذلك صوت مبهم وصوت غريب يتكلم بلهجة محلية ولكن "احمد"
استطاع فهم فحوى الكلام الدائر :
-
"ابو الأسود" من هؤلاء الذين قبضت عليهم ؟
-
انهما اجنبيان وسائقهما .. اطلقت سراح السائق وتحفظت على الاجنبيان لاحقق معهما
واعرف سبب تواجدهما هنا.
-
حسنا ولكن احذر لا نريد ان نتورط مع الدول الغربية.
-
فهمت.
استمر
الهدوء , فيما قرر "احمد" ان يستغل الوقت , كان الهدوء يحيط ب"علاء"
و "نوال" و "ابو الاسود" .
نزل
الى الاسفل وذهب الى الادارة ودفع كامل الاجور و فتح السيارة ووضع الحقائب فيها
وودع صاحب الفندق وانطلق بالسيارة , ما ان خرج "احمد" من اطراف المدينة
حتى اوقف السيارة على جانب الطريق فقد انتبه الى صوت رنة المحمول تدق في اذنه ,
كانت رنة جهاز المسلح "ابو الاسود" :
-
نعم
ماذا وجدت ؟
-
جوازاتهم
مزورة , ويبدوا انهم جواسيس محترفون , حقق معهم واعرف لاي دولة يتبعون , واحذر ان
يهربوا منك فهمت.
-
فهمت.
كان
هذا تطور مفاجىء ومقلق , فكيف استطاع ذلك المتكلم ان يكشف جوازاتهم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق