رحلة
تحت الماء
استمرت
رحلة الغواصة لايام كانت ل"علاء" و "احمد" و "نوال"
اشبه بدورة تعريفية في هندسة الغوص والملاحة , كان بامكان الثلاثة التجول في معظم
اقسام الغواصة و لكن كانت التعليمات تقضي بعدم الكلام مع البحارة وعدم القاء
الاسئلة وحصر ذلك بالقبطان ومساعده فقط.
مع
الاقتراب من مضيق جبل طارق بدأت الغواصة في اتخاذ المزيد من الاجراءات الدقيقة
لتجنب الانكشاف لاجهزة الرصد الغربية المكثفة الموجودة في المنطقة.
وصلت
الغواصة الى المكان المقرر قريبا من شاطىء اقليم الساحل الغربي , كانت الغواصة قبل
ساعات من ذلك قد فعلّت الطور الشبحي.
كان الطور الشبحي يتطلب عدة اجراءات يتخذها
الطاقم تتضمن سير الغواصة بسرعة هادئة و غلق جميع الاتصالات و ايقاف تشغيل المكائن
والمعدات التي تصدر ضوضاء قد تستشعرها رادارات الاستشعار من الدول المضادة والتي
لها اساطيل قريبة.
مع
دخول الليل اطفأت الغواصة محركاتها وساد الصمت الكلي وبعد ساعة من الترقب و التنصت
والتأكد من امن المنطقة المحيطة تحت الماء بدأت الغواصة في الوقت المحدد بتنفيذ
مناورة انزال الفريق , ارتفعت الغواصة ورفعت منظار الاستطلاع خارج الماء وتم
استطلاع المنطقة وبعد ذلك تم رفع صارية الرادار الجوي لاستكشاف المنطقة وتأمينها
ضد الحركة الجوية.
قبل
دقائق من هذا وزع "علاء" الاجهزة الشخصية على "احمد" و "نوال"
قبل ان يرتدوا ملابس ضد البلل وينتقلوا الى البرج قبل الخروج.
بعد تأمين المنطقة تم فتح عنبر الشحن في الغواصة
واطلاق تجهيزات المهمة , كان هناك قارب مطاطي انفتح تلقائيا على ظهر الماء فيما
طفت باقي المعدات التي كانت محفوظة في اكياس ضد البلل و معلقة ومربوطة الى القارب ,
اثناء ذلك ارتفع البرج الى اعلى من مستوى البوابة , ثم فتحت البوابة وخرج "علاء"
ثم "نوال" ثم "احمد" الى ماء المحيط واخذوا يسبحون الى القارب
مستخدمين نظارات للرؤية ليلية, كانت المسافة قريبة فوصل "علاء" اولا
فصعد الى القارب ثم ساعد "نوال" في الصعود ف"احمد".
غطست
الغواصة من جديد واختفت في مياه البحر فيما كان "احمد" يرفع اكياس
المعدات من ماء البحر الى الزورق. بعد قليل وحسب خطة العمل شغل "احمد"
محرك الزورق الصامت وبدأ بالابحار باتجاه الشاطىء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق