عن عمرو بن مرة، عن علي، قال: كونوا ينابيع العلم، مصابيح الليل، خلق الثياب، جدد القلوب، تعرفوا به في السماء، وتذكروا به في الأرض.
عن بكر بن خليفة، قال: قال علي بن أبي طالب: أيها الناس إنكم والله لو حننتم حنين الوله العجال، ودعوتم دعاء الحمام، وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان، ثم خرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصاها كتبته، لكان قليلاً فيما أرجو لكم من جزيل ثوابه، وأتخوف عليكم من أليم عقابه، فبالله بالله بالله لو سالت عيونكم رهبة منه، ورغبة إليه، ثم عمرتم في الدنيا، ما الدنيا باقية ولو لم تبقوا شيئاً من جهدكم لأنعمه العظام عليكم، بهدايته إياكم للإسلام، ما كنتم تستحقون به، الدهر ما الدهر قائم بأعمالكم، جنته، ولكن برحمته ترحمون، وإلى جنته يصير منكم المقسطون، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين.
عن بكر بن خليفة، قال: قال علي بن أبي طالب: أيها الناس إنكم والله لو حننتم حنين الوله العجال، ودعوتم دعاء الحمام، وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان، ثم خرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصاها كتبته، لكان قليلاً فيما أرجو لكم من جزيل ثوابه، وأتخوف عليكم من أليم عقابه، فبالله بالله بالله لو سالت عيونكم رهبة منه، ورغبة إليه، ثم عمرتم في الدنيا، ما الدنيا باقية ولو لم تبقوا شيئاً من جهدكم لأنعمه العظام عليكم، بهدايته إياكم للإسلام، ما كنتم تستحقون به، الدهر ما الدهر قائم بأعمالكم، جنته، ولكن برحمته ترحمون، وإلى جنته يصير منكم المقسطون، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين.
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: أن علياً شيع جنازة، فلما وضعت في لحدها عج أهلها وبكوا، فقال: ما تبكون. أما والله لو عاينوا ما عاين ميتهم، لأذهلتهم معاينتهم عن ميتهم، وإن له فيهم لعوده ثم عودة حتى لا يبقى منهم أحداً. ثم قام، فقال: أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الأمثال، ووقت لكم الآجال، وجعل لكم أسماعاً تعي ما عناها، وأبصاراً لتجلو عن غشاها، وأفئدة تفهم ما دهاها، في تركيب صورها وما أعمرها، فإن الله لم يخلقكم عبثاً، و لم يضرب عنكم الذكر صفحاً، بل أكرمكم بالنعم السوابغ، وأرفدكم بأوفر الروافد، وأحاط بكم الإحصاء، وأرصد لكم الجزاء في السراء والضراء، فاتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب، وبادروا بالعمل، مقطع النهمات، وهادم اللذات. فإن الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا تؤمن فجائعها، غرور حائل، وشبح فالل، وسناد مائل، يمضي مستطرفاً ويردي مستردفاً، بائعاب شهواتها، وختل تراضعها. اتعظوا عباد الله بالعبر، واعتبروا بالآيات والأئر، وازدجروا بالنذر، وانتفعوا بالمواعظ، فكأن قد علقتكم مخالب المنية، وضمكم بيت التراب، ودهمتكم مقطعات الأمور بنفخة الصور، وبعثرة القبور، وسياقة المحشر، وموقف الحساب، بإحاطة قدرة الجبار. كل نفس معها سائق يسوقها لمحشرها، وشاهد يشهد عليها بعملها. " وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجىء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون " الزمر، فارتجت لذلك اليوم البلاد، ونادى المناد، وكان يوم التلاق، وكشف عن ساق، وكسفت الشمس، وحشرت الوحوش، مكان مواطن الحشر، وبدت الأسرار، وهلكت الأشرار، وارتجت الأفئدة، فنزلت بأهل النار من الله سطوة مجيخة، وعقوبة منيحة، وبرزت الجحيم لها كلب ولجب، وقصيف رعد، وتغيظ ووعيد تأجج جحيمها، وغلا حميمها، وتوقد حمومها، فلا ينفس خالدها، ولا تنقطع حسراتها، ولا يقصم كبولها، معهم ملائكة يبشرون بنزل من حميم، وتصلية جحيم، عن الله محجوبون، ولأوليائه مفارقون، وإلى النار منطلقون. عباد الله اتقوا الله تقية من كنع فخنع، ووجل فرحل، وحفر فأبصر فازدجر. فاحتث طلباً، ونجا هرباً، وقدم للمعاد، واستظهر بالزاد، وكفي بالله منتقماً وبصيراً، وكفي بالكتاب خصماً وحجيجاً، وكفي بالجنة ثواباً وكفي بالنار وبالاً وعقاباً، وأستغفر الله لي ولكم.