الأربعاء، 10 فبراير 2016

عثمان بن عفان (رضي الله عنه ) ... 1

عثمان بن عفانوثالث القوم القانت ذو النورين، والخائف ذو الهجرتين، والمصلي إلى القبلتين، هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه. كان من الذين: " أمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا " المائدة - 93 - فكان ممن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه. غالب أحواله الكرم والحياء، والحذر والرجاء، حظه من النهار الجود والصيام، ومن الليل السجود والقيام، مبشر بالبلوى، ومنعم بالنجوى.
وقد قيل: أن التصوف الإكباب على العمل، تطرقاً إلى بلوغ الأمل.حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا مسعر، حدثنا أبو عون الثقفي، عن محمد بن حاطب، قالوا: ذكروا عثمان بن عفان، فقال الحسن بن علي: الآن يجيء أمير المؤمنين، قال: فجاء علي، فقال علي: كان عثمان من الذين: " آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين " المائدة - 93 - .
حدثنا أبو بكر بن موسى البابسيري، حدثنا عمر بن الحسن، حدثنا بن شبة، حدثنا أبو خلف صاحب الحربر، عن يحيى البكاء، عن بن عمر: " أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " الزمر - 9 - . قال: هو عثمان بن عفان.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن عمرو الربيعي، حدثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدثنا الأصمعي، حدثنا عبد الأعلى السامي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عثمان أحيا أمتي وأكرمها.
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا عمر بن أيوب، حدثنا أبو معمر، حدثنا هشيم، عن الكوثر بن حكيم، عن نافع، عن بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشد أمتي حياء عثمان بن عفان " .
حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو جميع، حدثنا الحسن قال وذكر عثمان وشدة حيائه فقال: إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق، فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا طاهر بن عيسى، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا بن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح أن عبد الله بن عمر قال: ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوهاً، وأحسنها أخلاقاً، وأثبتها حياء، وإن حدثوك لم يكذبوك وإن حدثتهم لم يكذبوك، أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح.
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا حماد بن خالد، حدثنا الزبير بن عبد الله، عن جدة له يقال لها زهيمة قالت: كان عثمان يصوم الدهر، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله.
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو علقمة الفروي عبد الله بن محمد عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي قال: قال أبي: لأغلبن الليلة على المقام، قال: فلما صليت العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه. قال: فبينا أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كفي، فإذا هو عثمان بن عفان، قال: فبدأ بأم القرأن فقرأ حتى ختم القرآن، فركع وسجد، ثم أخذ نعليه فلا أدري أصلي قبل ذلك شيئاً أم لا.
رواه يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عوف نحوه.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو زيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا سلام بن مسكين، عن محمد بن سيرين، قال: قالت امرأة عثمان بن عفان حين أطافوا به يريدون قتله: إن تقتلوه أو تتركووه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن.
حدثنا أبو أحمد الغطريفي وسليمان بن أحمد قالا: حدثنا أبو خليفة، حدثنا حفص بن عمر الحوضي، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، حدثنا مخلد، عن الشعبي، قال: لقى مسروق الأشتر، فقال مسروق للأشتر: قتلتم عثمان؟ قال: نعم! قال: أما والله لقد قتلتموه صواماً قواماً.
حدثنا الحسن بن علي، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا محمود بن خداش، حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أنس بن مالك، قال: قالت امرأة عثمان بن عفان حين قتلوه: لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليلة بالقرآن في ركعة. كذا قال أنس بن مالك، ورواه الناس فقالوا: أنس بن سيرين.
قال الشيخ رحمه الله: كان رضي الله تعالى عنه مبشراً بالمحن والبلوى، ومحفوظا فيها من الجزع والشكوى، يتحرز من الجزع بالصبر، ويتبرر في المحن بالشكر.
وقد قيل: إن التصوف الصبر على مرارة البلوى، ليدرك به حلاوة النجوى.

 كتاب حلية الاولياء