عن
عبدِ الله بن عمرَ رضيَّ اللهُ عنهما قال : أنَّ عمرَ بن الخطاب حينَ تأيمتْ [ مات
زوجُها ] حفصةُ بنت عمرَ من خُنَيسِ بن حُذافة السهميِّ – وكان [ رضيَّ اللهُ عنه
] من أصحاب رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم فتُوُفي بالمدينة – فقال عمرُ بن
الخطاب : أتيتُ عثمانَ بن عفانَ فعرَضتُ عليه حفصة فقال : سأنظُر في أمري . فَلَبِثتُ
لياليَ ، ثم لَقيني فقال : قد بدا لي أن لا أتزوجَ يومي هذا . قال عمرُ : فَلقِيتُ
أبا بكرٍ الصدِّيقَ فقلتُ : إن شئتَ زوجتُكَ حفصةَ بنت عمرَ ، فَصَمَتَ أبو بكر
فلم يَرجعْ إليَّ شيئاً ، وكنتُ أوجَدَ عليهِ مني على عثمان ، فلبثتُ لياليَ . ثم
خطبها رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فانكَحتُها إياه ، فلقِيَني أبو بكر
فقال : لعلكَ وَجَدتَ عليَّ حينَ عَرَضتَ عليَّ حفصةَ فلم أرجع إليكَ شيئاً قال
عمرُ : نعم . قال أبو بكر : فإِنه لم يَمنَعْني أن أرجعَ إليك فيما عَرَضتَ عليَّ
إلاَّ أني كنتُ علمتُ أنَّ رسولَ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم قد ذكرَها ، فلم أكن
لأفشيَ سرَّ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، ولو ترَكها رسولُ الله صلى اللهُ
عليهِ و سلّم قبِلتُها .[1]
السبت، 5 أبريل 2014
شهداء أحد
عن
جابرٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : لما قُتلَ أبي جَعلتُ أبكي و أكشِفُ الثوبَ عن وجههِ
، فجعلَ أصحابُ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ينهوني ، و النبيُّ صلى اللهُ
عليهِ و سلّم لم ينهَ ، و قال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( لا تبكهِ ما
زالتِ الملائكةُ تُظلُّهُ بأجنِحَتها حتى رُفع )) .[1]
قال
خَبّاب رضيَّ اللهُ عنه : هاجَرنْا معَ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم نُريدُ
وجهَ اللهِ ، فوقعَ أجرُنا على الله ، فمنّا مَن مضى لم يأخذْ من أجرِهِ شيئاً
منهم مُصعَبُ بن عُمير ، قُتلَ يومَ أحُدٍ و تركَ نَمِرَةً ، فكنّا إذا غطَّينا
بها رأسَهُ بَدَت رِجلاهُ ، و إذا غطَّينا رجلَيهِ بدا رأسُه ، فأمَرَنا رسولُ
اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم أن نُغطي رأسَهُ و نجعلَ على رجلَيهِ شيئاً من إدخر
. و مِنّا مَن أينَعَت له ثمرَتهُ فهوَ يَهدِبُها .[2]
عن
قَتادةَ قال : ما نعلمُ حَيّاً من أحياءِ العربِ أكثرَ شهيداً أغرَّ منَ الأنصار ،
قال قتادة : و حدَّثنا أنسُ بن مالكٍ رضيَّ اللهُ عنه أنه قُتلَ منهم يوم أُحُدٍ
سبعونَ ، و يومَ بئرِ مَعونةَ سبعون ، و يوم اليمامةِ [ يومَ مُسَيلمةَ الكذاب ]
سبعون .[3]
عن
ابي موسى رضيَّ اللهُ عنه عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم قال (( رأيتُ في
رؤيايَ أني هزَزتُ سيفاً فانقطعَ صَدرُه ، فإذا هو ما أُصيبَ من المؤمنين يومَ
أُحُد . ثم هززتهُ أخرى فعاد أحسنَ ما كان ، فإذا هو ما جاء به اللهُ من الفتح و
اجتماع المؤمنين . و رأيتُ فيها بَقراً و اللهُ خيرٌ ، فإذا همُ المؤمنون يومَ
أُحُد )).[4]
[1] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب من قتل من المسلمين يوم أحد - حديث : 3870
[2] صحيح البخاري - كتاب المناقب \ باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى
المدينة - حديث : 3706
[3] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب من قتل من المسلمين يوم
أحد - حديث : 3868
[4] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب من قتل من المسلمين يوم
أحد - حديث : 3871
الجمعة، 4 أبريل 2014
مشاهد من معركة أحد
عن
قيسٍ قال : رأيتُ يدَ طلحةَ شلاّء وَقى بها النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم يوم
أحُد .[1]
عن
ثَعلَبةُ بن أبي مالكٍ : أنَّ عمرَ بن الخطّابِ رضيَّ اللهُ عنه قَسَمَ مُروطاً
بينَ نساء من نساء أهل المدينة ، فبقيَ منها مِرْطٌ جيّد ، فقال لهُ بعضُ مَن
عندَه : يا أميرَ المؤمنين ، أعطِ هذا بنتَ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم التي
عندكَ [ زوجتُهُ ] – يريدونَ أمَّ كلثومٍ بنتَ عليّ – فقال عمر : أُمُّ سُلَيطٍ
أحقُّ به . و أُمُّ سُلَيط [ والدة أبي سعيدٍ الخُدري ] من نِساء الأنصار ممن
بايعَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم . قال عمرُ : فانها كانت تُزْفِرُ [ تحمل
أو تخيط ] لنا القرَبَ يوم أُحُد .[2]
عن
عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها قالت : لما كان يومُ أحُدٍ هُزِمَ المشركون ، فصَرَخَ
إبليسُ لعنةُ اللهِ عليه : أي عِبادَ اللهِ ، أُخْراكم . فرجَعَت أولاهم
فاجتَلَدَت هيَ و أخراهم ، فبَصُرَ حُذيفةُ فإذا هو بأبيه اليمانِ فقال : أي
عِبادَ الله ، أبي أبي . قال قالت : فو اللهِ ما احتَجَزُوا حتى قَتلوه . فقال حذَيفةُ
: يَغفِرَ اللهُ لكم . قال عروة : فو اللهِ ما زالت في حُذَيفةَ بقيةُ خيرٍ حتى
لحِقَ بالله .[3]
عن
البراء رضيَّ اللهُ عنه قال : لَقِينا المشركينَ يومئذٍ ، و أجلسَ النبيُّ صلى
اللهُ عليهِ و سلّم جَيشاً منَ الرُّماةِ [ قيلَ كانوا خمسين رجلاً ] ، و أمَّرَ
عليهم عبدَ اللهِ [ بن جُبَير ] و قال (( لا تَبرَحوا ، إن رأيتمونا ظَهرْنا عليهم
فلا تبرَحوا ، و إن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعِينونا . فلما لَقينا هَرَبوا [
المشركين ] ، حتى رأيتُ النساء يَشتَدِدْن في الجبل ، رَفعنَ عن سُوقهنَّ قد بَدَت
خلاخِلُهنَّ فأخَذوا يقولون [ الرماة ] : الغنيمةَ الغنيمة . فقال عبدُ الله
:عَهدَ إليَّ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم أن لا تبرَحوا . فأبَوا . فلما أبوا
صُرِفَ وُجوهُهم [ تحيروا فلم يدروا أين يتوجهوا . قال تعالى ) إذ تُصْعِدون
و لا تَلْوُونَ على أحَد ، والرسولُ يَدعوكم في أُخراكم ، فأثابَكم غَمّاً بغمّ ،
لكيلا تحْرَنوا على ما فاتكم و لاما أصابكم ، و اللهُ خَبيرٌ بما تعملون ( ] ، فأصيبَ
سبعون قَتيلاً [ قال تعالى : ) و اتقوا فتنةً لا تصبينَ الذينَ ظلموا منكم
خاصة ( ] . و أشرفَ أبو سفيانَ فقال : أفي القومِ محمد ؟ فقال [ رسولِ
الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم ] : (( لا تُجيبوه )). فقال
: أفي القوم ابنُ ابي قُحافة ؟ قال : (( لا تُجيبوه )). فقال : أفي القوم
ابنُ الخطّاب ؟ [ أنظر منزلة أبي بكر و
عمر من النبي صلى اللهُ عليهِ و سلّم و خصوصيتهما به بحيث كان أعداؤه لا يعرفون
بذلك غيرهما ] فقال : إن هؤلاء قُتِلوا ، فلو كانوا أحياء لأجابوا . فلم يَملكْ
عمرُ نفسَه فقال : كذَبتَ يا عدوَّ الله ، أبقى اللهُ عليكَ ما يُخزيك . قال : أبو
سفيان : اعلُ هُبَل . فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( أجِيبوه )) . قالوا
: ما نقول ؟ قال (( قولوا اللهُ أعلى و أجلّ )) . قال أبو سفيان : لنا العُزَّى و
لا عُزى لكم . فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( أجيبوه )) . قالوا : ما
نقول ؟ قال (( قولوا : اللهُ مَولانا و لا مَولى لكم )) . قال : أبو سفيان يومٌ
بيوم بَدر ، و الحربُ سِجال ، و تجِدون مُثْلةً لم آمُرْ بها و لم تَسُؤْني .[4]
قال
تعالى [ 155 آل عمران ] : ) إنَّ الذينَ تَوَلَّوا منكم يومَ الْتقى
الجمعانِ إنما استْزَلَّهمُ الشيطانُ ببعضِ ما كسَبوا ، ولقد عفا اللهُ عنهم ، إن
اللهَ غفورٌ رحيم ( .
عن
أنس رضيَّ اللهُ عنه : شُجَّ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يومَ أحُدٍ فقال ((
كيفَ يُفلِحُ قومٌ شجَّوا نبيَّهم )) ؟ فنزلت ) ليس لكَ من
الأمرِ شيءٌ أو يَتوبَ عليهم أو يُعذِّبهم فانهم ظالمون ( .[5]
عن
ابي هريرةَ رضيَّ اللهُ عنه قال : قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( اشتدَّ
غَضَبُ اللهِ على قومٍ فعلوا بنَبيِّه – يُشير إلى ربَاعيَّته – اشتدَّ غضبُ اللهِ
على رجلٍ يَقتلهُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم في سبيلِ الله )).[6]
عن
سهلِ بن سعدٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : كانت فاطمةُ عليها السلامُ بنتُ رسولِ الله
صلى اللهُ عليهِ و سلّم تغسِله و علىٌّ يسكبُ الماءَ بالمِجنِّ ، فلما رأت فاطمةُ
أنَّ الماء لا يَزيدُ الدَّمَ إلا كثرةً أخذَت قطعةً من حَصير فأحرقتْها و
ألصَقَتها فاستمسكَ الدم . و كُسِرَت ربَاعيته يومَئذ ، و جُرحَ وجههُ ، و كسِرَت
البيضةُ [ غطاء الرأس في الحرب ] على رأسه. [ اراد اللهُ جلّ و علا تعظيم أجر رسول
اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم و رفعِ درجته و ليتأسى به أتباعه في الصبر على
المكاره ، و العاقبة للمتقين .][7]
عن
عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها ) الذين استجابوا للهِ و الرسولِ من بعد ما
اصابهمُ القَرحُ لِلذينَ أحسَنوا منهم و اتَّقَوا أجرٌ عظيم ( قالت لِعروةَ
[ ابن الزبير وابن أختها أسماء ] : يا ابن أختي ، كان أبواك منهم : الزبيرُ و أبو
بكر . لما أصابَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ما اصابَ يومَ أُحُدٍ و
انصرفَ عنه المشركون خافَ أن يرجعوا ، قال : من يَذهَبُ في إثرهم ؟ فانتدبَ منهم سبعون
رجلاً . قال : كان فيهم أبو بكرٍ و الزُّبير .[8]
[1] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما
وعلى الله - حديث : 3854
[2] صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير \ باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو - حديث
: 2746
[3] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما
وعلى الله - حديث : 3856
[4] صحيح البخاري - كتاب المغازي باب غزوة أحد - حديث : 3835
[5] صحيح البخاري \ ) باب ليس لك من الأمر شيء
أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (
[6] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح
يوم أحد - حديث : 3863
[7] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح
يوم أحد - حديث : 3865
[8] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب الذين استجابوا لله والرسول - حديث : 3867
بطولات في يوم أحد
عن
عليٍّ رضيَّ اللهُ عنه قال : ما سمعتُ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم جمعَ أبوَيه
لأحد إلاّ لسعدِ بن مالك [ بن أبي وقاص ] ، فإني سمعتُهُ يقول يومَ أُحُد (( يا
سعدُ ارم فداكَ أبي و أمي )).[1]
عن
أنس رضيَّ اللهُ عنه أن عمَّهُ غاب عن بَدرٍ فقال : غِبتُ عن أوَّلِ قتالِ مع
النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، لَئن أشهدَني اللهُ مع النبيِّ صلى اللهُ عليهِ
وسلّم لَيَرَينَّ اللهُ ما أُجِدُّ [ أجتهد ] فلقِيَ يومَ أحُد فهُزِمَ الناسُ
فقال : اللهمَّ إني أعتذِرُ إليك مما صَنعَ هؤلاء – يعني المسلمين – و أبرَأُ
إليكَ مما جاء به المشركون . فتقدَّم بسيفهِ ، فلقيَ سعدَ بن مُعاذٍ فقال : أينَ
يا سعدُ ؟ إني أجِدُ رِيحَ الجنَّةِ دونَ أُحُد . فمضى فقُتل ، فما عُرفَ حتى
عرَفَتْهُ أختهُ بشامةٍ – أو ببَنانهِ – و به بضعٌ و ثمانونَ : من طعنةٍ ، وضربةٍ
، ورَمية بسهم .[2]
الملائكة تقاتل مع الرسول ( صلى الله عليه وسلم)
عن
سعدِ بن أبي وَقّاص رضيَّ اللهُ عنه قال : رأيت رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و
سلّم يومَ أحدٍ و معه رجلانِ يقاتِلانِ عنه عليهما ثِيابٌ بِيضٌ كأشدَّ القتال ،
ما رأيتُهما قبلُ ولا بعد.[1]
[1] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما
وعلى الله فليتوكل المؤمنون- حديث : 3846
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)