الجمعة، 4 أبريل 2014

مشاهد من معركة أحد



عن قيسٍ قال : رأيتُ يدَ طلحةَ شلاّء وَقى بها النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم يوم أحُد .[1]
عن ثَعلَبةُ بن أبي مالكٍ : أنَّ عمرَ بن الخطّابِ رضيَّ اللهُ عنه قَسَمَ مُروطاً بينَ نساء من نساء أهل المدينة ، فبقيَ منها مِرْطٌ جيّد ، فقال لهُ بعضُ مَن عندَه : يا أميرَ المؤمنين ، أعطِ هذا بنتَ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم التي عندكَ [ زوجتُهُ ] – يريدونَ أمَّ كلثومٍ بنتَ عليّ – فقال عمر : أُمُّ سُلَيطٍ أحقُّ به . و أُمُّ سُلَيط [ والدة أبي سعيدٍ الخُدري ] من نِساء الأنصار ممن بايعَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم . قال عمرُ : فانها كانت تُزْفِرُ [ تحمل أو تخيط ] لنا القرَبَ يوم أُحُد .[2]
عن عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها قالت : لما كان يومُ أحُدٍ هُزِمَ المشركون ، فصَرَخَ إبليسُ لعنةُ اللهِ عليه : أي عِبادَ اللهِ ، أُخْراكم . فرجَعَت أولاهم فاجتَلَدَت هيَ و أخراهم ، فبَصُرَ حُذيفةُ فإذا هو بأبيه اليمانِ فقال : أي عِبادَ الله ، أبي أبي . قال قالت : فو اللهِ ما احتَجَزُوا حتى قَتلوه . فقال حذَيفةُ : يَغفِرَ اللهُ لكم . قال عروة : فو اللهِ ما زالت في حُذَيفةَ بقيةُ خيرٍ حتى لحِقَ بالله .[3]
عن البراء رضيَّ اللهُ عنه قال : لَقِينا المشركينَ يومئذٍ ، و أجلسَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم جَيشاً منَ الرُّماةِ [ قيلَ كانوا خمسين رجلاً ] ، و أمَّرَ عليهم عبدَ اللهِ [ بن جُبَير ] و قال (( لا تَبرَحوا ، إن رأيتمونا ظَهرْنا عليهم فلا تبرَحوا ، و إن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعِينونا . فلما لَقينا هَرَبوا [ المشركين ] ، حتى رأيتُ النساء يَشتَدِدْن في الجبل ، رَفعنَ عن سُوقهنَّ قد بَدَت خلاخِلُهنَّ فأخَذوا يقولون [ الرماة ] : الغنيمةَ الغنيمة . فقال عبدُ الله :عَهدَ إليَّ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم أن لا تبرَحوا . فأبَوا . فلما أبوا صُرِفَ وُجوهُهم [ تحيروا فلم يدروا أين يتوجهوا . قال تعالى ) إذ تُصْعِدون و لا تَلْوُونَ على أحَد ، والرسولُ يَدعوكم في أُخراكم ، فأثابَكم غَمّاً بغمّ ، لكيلا تحْرَنوا على ما فاتكم و لاما أصابكم ، و اللهُ خَبيرٌ بما تعملون ( ] ، فأصيبَ سبعون قَتيلاً [ قال تعالى : ) و اتقوا فتنةً لا تصبينَ الذينَ ظلموا منكم خاصة ( ] . و أشرفَ أبو سفيانَ فقال : أفي القومِ محمد ؟ فقال [ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم ] : (( لا تُجيبوه )). فقال : أفي القوم ابنُ ابي قُحافة ؟ قال : (( لا تُجيبوه )). فقال : أفي القوم ابنُ  الخطّاب ؟ [ أنظر منزلة أبي بكر و عمر من النبي صلى اللهُ عليهِ و سلّم و خصوصيتهما به بحيث كان أعداؤه لا يعرفون بذلك غيرهما ] فقال : إن هؤلاء قُتِلوا ، فلو كانوا أحياء لأجابوا . فلم يَملكْ عمرُ نفسَه فقال : كذَبتَ يا عدوَّ الله ، أبقى اللهُ عليكَ ما يُخزيك . قال : أبو سفيان : اعلُ هُبَل . فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( أجِيبوه )) . قالوا : ما نقول ؟ قال (( قولوا اللهُ أعلى و أجلّ )) . قال أبو سفيان : لنا العُزَّى و لا عُزى لكم . فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( أجيبوه )) . قالوا : ما نقول ؟ قال (( قولوا : اللهُ مَولانا و لا مَولى لكم )) . قال : أبو سفيان يومٌ بيوم بَدر ، و الحربُ سِجال ، و تجِدون مُثْلةً لم آمُرْ بها و لم تَسُؤْني .[4]
قال تعالى [ 155 آل عمران ] : ) إنَّ الذينَ تَوَلَّوا منكم يومَ الْتقى الجمعانِ إنما استْزَلَّهمُ الشيطانُ ببعضِ ما كسَبوا ، ولقد عفا اللهُ عنهم ، إن اللهَ غفورٌ رحيم ( .
عن أنس رضيَّ اللهُ عنه : شُجَّ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يومَ أحُدٍ فقال (( كيفَ يُفلِحُ قومٌ شجَّوا نبيَّهم )) ؟ فنزلت ) ليس لكَ من الأمرِ شيءٌ أو يَتوبَ عليهم أو يُعذِّبهم فانهم ظالمون ( .[5]
عن ابي هريرةَ رضيَّ اللهُ عنه قال : قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( اشتدَّ غَضَبُ اللهِ على قومٍ فعلوا بنَبيِّه – يُشير إلى ربَاعيَّته – اشتدَّ غضبُ اللهِ على رجلٍ يَقتلهُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم في سبيلِ الله )).[6]
عن سهلِ بن سعدٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : كانت فاطمةُ عليها السلامُ بنتُ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم تغسِله و علىٌّ يسكبُ الماءَ بالمِجنِّ ، فلما رأت فاطمةُ أنَّ الماء لا يَزيدُ الدَّمَ إلا كثرةً أخذَت قطعةً من حَصير فأحرقتْها و ألصَقَتها فاستمسكَ الدم . و كُسِرَت ربَاعيته يومَئذ ، و جُرحَ وجههُ ، و كسِرَت البيضةُ [ غطاء الرأس في الحرب ] على رأسه. [ اراد اللهُ جلّ و علا تعظيم أجر رسول اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم و رفعِ درجته و ليتأسى به أتباعه في الصبر على المكاره ، و العاقبة للمتقين .][7]
عن عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها ) الذين استجابوا للهِ و الرسولِ من بعد ما اصابهمُ القَرحُ لِلذينَ أحسَنوا منهم و اتَّقَوا أجرٌ عظيم ( قالت لِعروةَ [ ابن الزبير وابن أختها أسماء ] : يا ابن أختي ، كان أبواك منهم : الزبيرُ و أبو بكر . لما أصابَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ما اصابَ يومَ أُحُدٍ و انصرفَ عنه المشركون خافَ أن يرجعوا ، قال : من يَذهَبُ في إثرهم ؟ فانتدبَ منهم سبعون رجلاً . قال : كان فيهم أبو بكرٍ و الزُّبير .[8]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله - حديث : ‏3854‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب الجهاد والسير \  باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو - حديث : ‏2746‏
[3] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله - حديث : ‏3856‏
[4] صحيح البخاري  - كتاب المغازي  باب غزوة أحد - حديث : ‏3835‏
[5] صحيح البخاري \ ) باب ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (
[6] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد - حديث : ‏3863‏
[7] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد - حديث : ‏3865‏
[8] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب الذين استجابوا لله والرسول - حديث : ‏3867‏

ليست هناك تعليقات: