عن
أسلَم قال : خرجتُ مع عمرَ بنِ الخطاب رضيَّ اللهُ عنه إلى السوقِ ، فلَحِقَتْ
عمرَ امرأةٌ شابَّة فقالت : يا أميرَ المؤمنين ، هلك زوجي وتركَ صِبْيةً صغاراً
واللهِ ما يُنضِجونَ كُراعاً [ لا يكفون أنفسهم ] ولا لهم زرعٌ ولا ضَرع [ ليس لهم
ما يحلبونه ] وخَشِيتُ أن تأكلهم الضَّبُع [ تهلكهم السنة المجدبة ] ، وأنا بنتُ
خُفاف بن إيماءَ الغِفاريّ وقد شهدَ أبي الحدَيبيةَ مع النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و
سلّم . فوقفَ معها عمرُ ولم يَمض ، ثم قال : مَرحباً بنسب قريب . ثم انصرف إلى
بعيرٍ ظَهيرٍ [ قوي الظهر ] كان مربوطاً في الدار فحملَ عليه غرارتين ملأهما
طعاماً وحَمل بينهما نفقةً وثياباً ، ثم ناولها بخِطامهِ ثم قال : اقتاديهِ ، فلن
يَفنى حتى يأتيَكم الله بخير . فقال رجل : يا أمير المؤمنين أكثرت لها ، قال عمر :
ثكلْتكَ أمُّك ، والله إني لأرى أبا هذهِ وأخاها قد حاصرا حِصناً زماناً فافتتحاهُ
، ثم أصبحنا نَستفِيء سهمانَهما فيه .[1]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق