الأربعاء، 9 أبريل 2014

من امثلة الوفاء



عن أسلَم قال : خرجتُ مع عمرَ بنِ الخطاب رضيَّ اللهُ عنه إلى السوقِ ، فلَحِقَتْ عمرَ امرأةٌ شابَّة فقالت : يا أميرَ المؤمنين ، هلك زوجي وتركَ صِبْيةً صغاراً واللهِ ما يُنضِجونَ كُراعاً [ لا يكفون أنفسهم ] ولا لهم زرعٌ ولا ضَرع [ ليس لهم ما يحلبونه ] وخَشِيتُ أن تأكلهم الضَّبُع [ تهلكهم السنة المجدبة ] ، وأنا بنتُ خُفاف بن إيماءَ الغِفاريّ وقد شهدَ أبي الحدَيبيةَ مع النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم . فوقفَ معها عمرُ ولم يَمض ، ثم قال : مَرحباً بنسب قريب . ثم انصرف إلى بعيرٍ ظَهيرٍ [ قوي الظهر ] كان مربوطاً في الدار فحملَ عليه غرارتين ملأهما طعاماً وحَمل بينهما نفقةً وثياباً ، ثم ناولها بخِطامهِ ثم قال : اقتاديهِ ، فلن يَفنى حتى يأتيَكم الله بخير . فقال رجل : يا أمير المؤمنين أكثرت لها ، قال عمر : ثكلْتكَ أمُّك ، والله إني لأرى أبا هذهِ وأخاها قد حاصرا حِصناً زماناً فافتتحاهُ ، ثم أصبحنا نَستفِيء سهمانَهما فيه .[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب غزوة الحديبية - حديث : ‏3942‏

ليست هناك تعليقات: