الخميس، 17 أبريل 2014

قصة ابن حاتم الطائي



وفد طيِىء وحديث عدِيِّ بن حاتِم رضيَّ اللهُ عنه
عن عَدِيِّ بن حاتمٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : بَينا [ بينما ] أنا عندَ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم إِذ أتاهُ رجُلٌ فشَكا إِليهِ الفاقَةَ ، ثمَّ أتاهُ آخَرُ فشكا إليه قَطعَ السبيل ، فقال (( يا عَدِيٌّ ، هل رأيتَ الحِيرةَ )) ؟ قلت : لم أرَها ، وقد أُنبِئتُ عنها . قال (( فإِن طالتْ بكَ حَياةٌ لتَرَيَنَّ الظَّعينةَ [ المرأة في الهودج ] تَرتحِلُ منَ الحِيرةِ حتى تَطوفَ بالكعبةِ لا تخافُ إِلا اللهَ – قلتُ فيما بيني وبينَ نفْسي فأينَ دُعّارُ [ الداعر : الشاطر المفسد ] طَيىء الذينَ قد سَعَّروا البلادَ – ولَئنْ طالَتْ بكَ حياةٌ لتُفتَحنَّ كُنوزُ كِسرَى )). قلتُ : كِسرَى بن هُرمُزَ ؟ [ وذلك من التعجب ] قال (( كِسرَى بنِ هُرمُزَ . ولئنْ طالت بكَ حياةٌ لَترَينَّ الرجلَ يُخرجُ مِلْءَ كفِّهِ من ذهبٍ أو فضةٍ يَطلُبُ مَن يَقبلهُ منهُ فلا يَجِدُ أحداً يَقبلهُ منه . ولَيلقيَنَّ اللهَ أحدُكم يومَ يَلقاهُ وليسَ بينَهُ وبينهُ ترجمانٌ يُترجمُ لهُ ، فيقولَنَّ : ألم أبعَثْ إليكَ رسولاً فيُبلِّغك ؟ فيقول : بلى . فيقول : ألم أُعطِكَ مالاً وأُفْضِلْ عليك ؟ فيقول : بلى . فيَنظرُ عن يَمينه فلا يَرى إِلا جهنَّم ، وينظرُ عن يَسارهِ فلا يرَى إلا جهنمَ )) [ وهذه من علامات النبوة ]. قال : عدِيٌّ : سمعتُ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يقول (( اتَّقُوا النارَ ولو بشِقِّ تمرةٍ ، فمن لم يَجِدْ شقَّ تمرةٍ فبكلمةٍ طيِّبةٍ )). قال عديٌّ : فرأيتُ الظعينة ترتحلُ منَ الحِيرةِ حتى تطوفَ بالكعبةِ لا تخافُ إِلا اللهَ ، وكنتُ فيمن افتتحَ كنوزَ كسرَى بنِ هُرمُزَ ، ولئنْ طالت بكم حياةٌ لَتَرَوُنَّ ما قال النبيُّ أبو القاسم صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( يُخرجُ مِلءَ كفه )).[1]
عن عَدِيِّ بن حاتم رضيَّ اللهُ عنه قال : أَتَينا عمرَ [ في خلافة عمر رضيَّ اللهُ عنه ] في وَفدٍ ، فجعلَ يَدعوا رجلاً رجلاً و يُسمِّيهم . فقلتُ : أما تَعرفُني يا أميرَ المؤمنين ؟ قال : بلى ، أسلمتَ إذ كَفَروا ، وأقبلتَ إذ أدْبروا ، وَوَفَيتَ إذ غَدَروا ، وَعَرَفتَ إذ أنكروا . فقال عدِيٌّ : فلا أُبالي إذاً.[2]



[1] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب علامات النبوة في الإسلام - حديث : ‏3420‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب قصة وفد طيئ وحديث عدي بن حاتم - حديث : ‏4142‏

ليست هناك تعليقات: