الأحد، 6 أبريل 2014

التيمم



 عن عائشة رضيَّ اللهُ عنه أنها قالت : خرَجنا مع رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم في بعض اسفارهِ ، حتى إذا كنا بالبَيداء – أو بذاتِ الجيش – انقطعَ عِقدٌ لي ، فاقام رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم على إلتماسِهِ ، واقام الناسُ معهُ ، وليسوا على ماء ، وليس معَهم ماء . فأتى الناسُ أبا بكرٍ فقالوا : ألا ترَى ما صنعَتْ عائشة ؟ أقامت برسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم وبالناسِ معَه ، وليسوا على ماء ، وليسَ معَهم ماء . فجاء ابو بكرٍ ورسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم واضِعٌ راسَهُ على فخذي قد نام ، فقال : حبَستِ رسولَ الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم والناسَ ، وليسوا على ماءٍ وليس مَعهم ماء . قالت : فعاتَبني وقال ما شاءَ اللهُ أن يقول ، وجعلَ يَطعنُني بيدِه في خاصرَتي فلا يَمنعني منَ التحرُّكِ إلا مكان رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم على فَخذي ، فنامَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم حتى اصبحَ على غير ماء ، فأنزَلَ اللهُ آيةَ التيمُّم ) فتيمَّموا ( [ النساء :43 ] ، فقال أُسَيدُ بن الحَضير : ما هيَ بأوَّلِ بركتِكم يا آلَ أبي بكر فقالت عائشةُ : فبعَثنا البعيرَ الذي كنتُ عليهِ فوجَدْنا العِقدَ تحتَه .[1]



[1] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذا خليلا - حديث : ‏3490‏

حديث الأفك



قالت عائشة رضيَّ اللهُ عنها : كان رسولُ الله رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم إذا أرادَ سَفَراً أقرَعَ بينَ أزواجه ، فأيتهن خَرجَ سهمُها خرجَ بها رسولُ الله رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم معه . قالت عائشة : فأقرَعَ بينَنا في غزوةٍ غزاها فخرجَ فيها سهمي ، فخرجتُ معَ رسولِ اللهِ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم بعدَما أُنزِلَ الحجابُ ، فكنتُ أُحمَلُ في هَودَجي وأُنزَلُ فيه . فسِرنا ، حتى إذا فرغَ رسولُ اللهِ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم من غزوَتهِ تلكَ وَقفلَ [ رجع ] ودَنَونا منَ المدينة قافلِينَ ، آذنَ ليلةً بالرَّحيلِ ، فقمتُ حين آذنوا بالرحيل فمشيتُ حتى جاوَزتُ الجيشَ ، فلما قَضيتُ شأني أقبلتُ إلى رحلي فلَمستُ صدري فإذا عِقدٌ لي من جَزع ظَفار قدِ انقطعَ ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه. قالت : وأقبلَ الرهط الذين كانوا يُرحِّلوني فاحتَملوا هَودَجي فرَحَلوه على بعيري الذي كنت أركبُ عليه – وهم يَحسبونَ أني فيه ، وكان النساء إذ ذاك خِفافاً لم يَهبُلْنَ ولم يَغشَهنَّ اللحم ، إنما يأكلن العُلقةَ من الطعام – فلم يَستنكِرِ القومُ خِفةَ الهودج حينَ رفعوه وحملوه ، وكنت جاريةً حدِيثةَ السِّنّ ، فبعثوا الجملَ فساروا ، ووَجدتُ عقدي بعد ما استمرَّ الجيش ، فجئتُ مَنازِلَهم وليسَ بها منهم داعٍ ولا مجيب . فتيممتُ منزلي الذي كنت بهِ ، وظنَنت أنهم سيَفقدوني فيرجعونَ إليّ . فبينما أنا جالسةٌ في منزلي غلَبَتْني عيني فنِمت ، وكان صَفوانُ بن المعطَّل السُّلميّ ثم الذَّكوانيّ من وراء الجيش ، فأصبحَ عندَ منزلي ، فرأى سوادَ إنسانٍ نائم ، فعرَفني حينَ رآني ، وكان رآني قبلَ الحجاب ، فاستيقظتُ باسترجاعهِ [ قوله : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ]  حينَ عَرفني ، فخمَّرتُ وجهي بجلبابي . وواللهِ ما تكلمنا بكلمة ، ولا سمعتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعه ،  وهوَى حتى أناخَ راحِلَته ، فوطىءَ على يدِها [ يد الراحلة ] ، فقمت إليها فركبتُها ، فانطلق يَقود بي الراحلة حتى أتينا الجيشَ موغِرِين في نحر الظهيرة وهم نُزول . قالت : فهلكَ مَن هلك . وكان الذي تولَّى كِبرَ الإفك عبدُ الله بن أُبيّ ابن سَلول . قالت عائشة : فقَدِمنا المدينةَ ، فاشتكيتُ حين قَدِمتُ شهراً ، والناسُ يُفِيضونَ في قولِ أصحابِ الإفك ، لا أشعُرُ بشيءٍ من ذلك ، وهو يَريُبني في وَجعي أني لا اعرِفُ من رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم اللُطفَ الذي كنتُ أرَى منه حينَ أشتكي ، إنما يَدخُلُ عليَّ رسول الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم فيُسلِّم ثم يقول (( كيفَ تِيكم )) ؟ ثمَّ ينصرف ، فذلَكَ يريبُني ولا أشعُرُ بالشرِّ ، حتى خرَجتُ حينَ نَقَهت ، فخَرَجتُ معَ أمِّ مِسطحٍ قِبَلَ المَناصِع – وكان مُتَبرَّزَنا [ موضع قضاء الحاجة ]، وكنّا لا نخرجُ إلاّ ليلاً إلى ليل – وذلكَ قبلَ أن نتَّخذَ الكنُفَ [ الخلاء ] قريباً من بيوتِنا ، قالت : وأمرُنا أمرُ العربِ الأوَل في البرِّيةِ قِبَلَ الغائط ، وكنا نَتأذَّى بالكنفِ أن نّتَّخذها عندَ بُيوتنا . قالت : فانطَلَقتُ أنا وأُمُّ مِسطحٍ – وهي ابنةُ أبي رُهم بن المطلب بن عبدِ مَناف ، وأُمُّها بنتُ صخر بن عامرٍ خالةُ أبي بكر الصدِّيق ، وابنها مِسطحُ بن عبّاد بن المطّلب – فأقبلتُ أنا وأُمُّ مِسطح قِبَلَ بيتي حينَ فرغنا من شأننا ، فعَثَرتْ أمُّ مِسطحٍ في مِرْطِها فقالت : تَعسَ مسطحٌ ، فقلت لها : بئسَ ما قلتِ ، أتسُبِّينَ رجلاً شهِدَ بَدراً ؟ فقالت : أي هَنَتاهُ ، ولم تسمَعي ما قال ؟ قالت : وقلتُ ما قال ؟ فأخبرَتْني بقولِ أهل الإفك . قالت : فازدَدتُ مرَضاً على مرَضي . فلما رجَعتُ إلى بيتي دَخلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم فسلم ثمَّ قال (( كيفَ تِيكم )) ؟ فقلتُ له : أ تأذنُ لي أن آتي أبوَيَّ ؟ قالت : وأريدُ أن أستَيقنَ الخبرَ مِن قِبَلِهما . قالت : فأذِنَ لي رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم . فقلتُ لأمي : يا أُمَّتاهُ ، ماذا يَتحدَّثُ الناس ؟ قالت : يا بنية ، هَوِّني عليك . فو اللهِ لقلما كانتِ امرأةٌ قطُّ وَضِيئةً عندَ رجلٍ يحبُّها لها ضَرائرُ إلاّ أكثرْنَ عليها . قالت : فقلت : سُبحانَ الله ، أوَ لقد تحدَّثَ الناسُ بهذا ؟ قالت : فبكيتُ تلكَ الليلةَ حتى أصبحتُ لا يَرقأُ لي دَمعٌ ولا أكتَحلُ بنوم ، ثمَّ أصبحتُ أبكي . قالت : ودَعا رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم عليَّ بن ابي طالب وأسامة بن زيدٍ حِينَ استَلْبَثَ الوحيُ يسألهما ويَستشيرهما في فِراق أهلهِ . قالت : فأما أُسامة فأشارَ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم بالذي يعلم من براءةِ أهله وبالذي يَعلَم لهم في نفسهِ ، فقال أسامة : اهلُكَ ، ولا نعلمُ إلا خيراً . وأما عليٌّ فقال : يا رسولَ الله ، لم يُضيِّقِ اللهُ عليك ، والنساءُ سِواها كثير ، وسَلِ الجاريةَ تصْدُقْك . قالت : فدعا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم بَريرةَ فقال (( أي بَريرة ، هل رأيتِ مِنْ شيءٍ يَريبكِ )) ؟ قالت له بريرة : والذي بعثَكَ بالحقّ ، ما رأيتُ عليها أمراً قطُّ أغمِصهُ ، غيرَ أنها جاريةٌ حديثة السنِّ تنامُ عن عَجين اهلِها فتأتي الداجِنُ فتأكله . قالت : فقامَ رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم مِن يومهِ فاستعذَرَ من عبدِ اللهِ بن أُبيّ – وهوَ على المنبر – فقال (( يا معشرَ المسلمين مَن يَعذِرني من رجلٍ قد بلَغَني عنه أذاهُ في أهلي ، واللهِ ما علمتُ على أهلي إلاّ خيراً . ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلاّ خيراً ، وما يَدخلُ على أهلي إلاّ معي )). قالت : فقامَ سعدُ بن مُعاذٍ – أخو بني عبدِ الأشهل – فقال : أنا يا رسولَ الله أعذِرك ، فإن كان منَ الأوس ضرَبتُ عُنقه ، وإن كان من إخواننا منَ ألخزرَج أمرتَنا ففعلنا أمرَك . قالت : فقام رجلٌ منَ الخزرج – وكانت أُمُّ حسّانَ بنتَ عمه من فخذه وهوَ سعدُ بن عُبادةَ وهو سيِّد الخزرج . قالت : وكان قبلَ ذلكَ رجلاً صالحاً ، ولكن احتمَلَته الحميَّة – فقال لسعد : كذَبتَ لعَمْرُ الله ، لا تقتلهُ ولا تقدِرُ على قَتله ، ولو كان من رَهطِكَ ما أحبَبتَ أن يُقتَلَ . فقام أُسَيدُ بن حُضير – وهو ابن عم سعد – فقال لسعد بن عُبادةَ : كذبتَ لعَمر الله ، لنقتلَنَّه ، فإنكَ منافقٌ تجادِل عن المنافقين . قالت : فثارَ الحيَّانِ الإوس والخزرج – حتى همُّوا أن يَقتتلِوا ورسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم قائمٌ على المنبر . قالت : فلم يَزَل رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يُخفِّضُهم حتى سَكتوا وسكت . قالت : فبكيت يومي ذلكَ كلهُ لا يَرقأُ لي دَمع ولا أكتحلُ بنوم . قالت : وأصبحَ أبَوايَ عندي وقد بَكيتُ ليلَتَين ويوماً لا يَرقأُ لي دَمع ولا أكتحلُ بنوم . حتى أني لأظنُّ أنَّ البُكاء فالقٌ كبِدي . قالت : فبينما أبوايَ جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذَنَتْ امرأةٌ منَ الإنصار ، فأذِنتُ لها ، فجلَسَت تبكي معي . قالت : فبينما نحن على ذلك دخلَ رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم علينا فسلمَ ثمَّ جلَس . قالت : ولم يَجلِسْ عندي منذ قِيلَ ما قيلَ قِبلَها ، ولقد لبث شهراً لا يُوحى إليه في شأني بشيء . قالت : فتشهَّدَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم حين جلسَ ثم قال (( أما بعدُ يا عائشة إنه بلغَني عنكِ كذا وكذا ، فإن كنتِ بريئةً فسيُبَرِّؤكِ الله ، وإن كنتِ ألممتِ بذنب فاستغفِري اللهَ وتوبي إليه ، فإنَّ العبدَ إذا أعترفَ ثم تابَ تاب اللهُ عليه )). قالت : فلما قضى رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم مَقالَته قَلَصَ دمعي حتى ما أُحِسُّ منه قَطرة ، فقلتُ لأبي : أجِبْ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم عني فيما قال ، فقال أبي : واللهِ ما أدري ما أقول لرسولِ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم . فقلت لأمي : أجيبي رسولَ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم فيما قال . قالت أمي : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم . فقلتُ – وأنا جاريةٌ حديثةُ السن لا أقرأ من القرآن كثيراً – إني والله لقد علمتُ لقد سمعتم هذا الحديثَ حتى استقرَّ في أنفُسِكم وصدقتكم به ، فلَئن قلت لكم إني بريئة – لا تُصدّقونني ، ولئنِ اعترفت لكم بأمرٍ – واللهُ يعلم أني منه بريئة – لتُصَدِّقُنِّي ، فواللهِ لا أجِدُ لي ولكم مثلاً إلاّ أبا يوسفَ حين قال : ) فصبرٌ جميلٌ ، واللهُ المُستعانُ على ما تصِفون (  ثمَّ تحوَّلتُ فاضطجَعت على فراشي ، واللهُ يعلم أني حينئذٍ بريئة ، وأنَّ اللهَ مبرِّئي ببراءتي . ولكنْ واللهِ ما كنتُ أظنُّ أنَّ اللهَ تعالى منزلٌ في شأني وحياً يُتلى ، لَشأني في نفسي كان أحقرَ من أن يتكلم اللهُ فيَّ بأمر ، ولكن كنت أرجو أن يَرى رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم في النوم رُؤيا يُبَرِّؤني اللهُ بها فو الله ما رام رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم مجلِسَه ولا خرَج أحدٌ من أهل البيت حتى أنُزلَ عليه ، فأخَذهُ ما كان يأخذه منَ البُرَحاءِ ، حتى إنه لَيتحدَّرُ منهُ العرَق مثلُ الجُمان – وهوَ في يومٍ شاتٍ – من ثَقَل القولِ الذي أنزلَ عليه . قالت : فسُرِّيَ عن رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم وهو يَضحكُ ، فكانت أوَّل كلمةٍ تكلمَ بها أن قال (( يا عائشة ، أمّا اللهُ فقد برأكِ )). قالت : فقالت لي أمي : قومي إليه ، فقلت : لا واللهِ لا أقوم إليه ، فإني لا أحمدُ إِلاّ اللهَ عز وجل . قالت : وأنزلَ الله تعالى : ) إنّ الذينَ جاؤوا بالإفكِ عُصبةٌ منكم .. ( [ النور : 11 ] العشرَ آيات . ثم أنزلَ اللهُ تعالى هذا في براءتي . قال أبو بكرٍ الصدِّيقُ – وكانَ يُنفِقُ على مِسطحِ بن أثاثةَ لقرابتهِ منهُ وفقره - : واللهِ لا أنفِقُ على مِسطح شيئاً بعد الذي قال لعائشة ما قال . فأنزَلَ اللهُ تعالى : ) ولا يَأتلِ أولوا الفضل منكم – إلى قوله – غفورٌ رحيم ( [ النور :22 ] . قال أبو بكر الصدِّيق : بَلى واللهِ ، إني لأحِبُّ أن يَغفِرَ اللهُ لي . فرَجعَ إلى مِسطحٍ النفقةَ التي كان يُنفِقُ عليه وقال : واللهِ لا أنزِعها منه أبداً . قالت عائشة : وكان رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم سألَ زينبَ بنت جَحشٍ عن أمري ، فقال لزينبَ (( ماذا علمتِ أو رأيتِ )) ؟ فقالت : يا رسولَ الله أحمي سمعي وبصري ، فواللهِ ما علمتُ إلا خيراً . قالت عائشة : وهيَ التي تُسامِيني من أزواج النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فعصَمَها اللهُ بالوَرَع . قالت : وطَفِقَت أختُها حمنةُ تحاربُ لها ، فهلكتْ فيمن هلك .
قالت عائشة : واللهِ إنَّ الرجُلَ الذي قيلَ له ما قيل [ حاطِب رضيَّ اللهُ عنه ] ليقول : سُبحانَ الله ، فوالذي نفسي بيدِه ما كشفتُ من كَنَفِ أنثى قطّ . قالت : ثمَّ قُتِلَ بعدَ ذلك في سبيل الله .[1]
عن مسروقٍ قال : دخلنا على عائشة رضيَ الله عنها ، وعندها حسّانُ بن ثابت يُنشِدُها شعراً يُشَبِّبُ بأبياتٍ له وقال :
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ برِيبةٍ      وتصبحُ غَرْثى من لحومِ الغوافلِ

فقالت له عائشة : لكنّكَ لستَ كذلك . قال مَسروقٌ فقلتُ لها : لمَ تأذني له أن يَدخلَ عليكِ وقد قال اللهُ تعالى : ) والذي تولى كِبْرَهُ منهم له عذابٌ عظيم ( [ النور : 11 ] فقالت : وأيُّ عذابٍ أشدُّ من العمى . قالت له : إنه كان يُنافِحُ – أو يُهاجي – عن رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم.[2]



[1] صحيح البخاري \ كتاب المغازي \ باب حديث الإفك - حديث : ‏3925‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب حديث الإفك - حديث : ‏3930‏

علامة المنافق



عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم قال (( أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه كان مُنافِقاً خالصاً ، وَمَنْ كانتْ فيهِ خَصْلةٌ مِنهنَّ كانتْ فيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النفاقِ حتى يَدَعَهَا : إذا ائْتُمِنَ خان ، وإذا حدَّثَ كَذَبَ ، وإذا عاهَدَ غدرَ ، وإذا خاصَم فَجَرَ )).[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب الإيمان \  باب علامة المنافق - حديث : ‏34‏

المنافقون و زيد بن ارقم



عن زيدِ بن أرقم رضيَّ اللهُ عنه قال : كنتُ في غَزاةٍ فسمعتُ عبدَ الله بنَ أبيٍّ يقول : لا تُنفِقوا على مَن عندَ رسولِ الله حتى ينفَضُّوا من حَوله ، ولئن رَجعنا ليُخرجنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ . فذكرت ذلك لعمِّي – أو لعمرَ- فذكرَه للنبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فدعاني فحدَّثته ، فأرسلَ رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم إلى عبدِ الله بن أبيّ وأصحابه فَحَلفوا ما قالوا ، فكذَّبني رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم وصَدَّقَه ، فأصابَني همٌّ لم يَصبني مثلُهُ قطُّ ، فجَلَستُ في البيت ، فقال لي عمي : ما أردتَ إلى أن كذَّبك رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم وَمَقَتَك ، فأنزلَ الله تعالى ) إذا جاءَكَ المنافقونَ ( فبعث إليَّ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم فقال (( إنَّ الله قد صدَّقكَ يا زيد )). [1]



[1] صحيح البخاري  - كتاب تفسير القرآن \  سورة البقرة -  باب قوله : إذا جاءك المنافقون قالوا : نشهد إنك لرسول -  حديث : ‏4619‏

أنهلك وفينا الصالحون



عن زينبَ بِنتِ جَحشٍ رضيَّ الله ُ عنها : أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم دَخل عليها فزِعاً يقول (( لا إله إِلا الله ، ويلٌ للعرَبِ من شرٍّ قدِ اقترب : فُتِحَ اليومَ مِن رَدم يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذا )). وحلَّقَ بإصبعهِ وبالتي تليها . فقالت زينبُ : فقلتُ يا رسولَ اللهِ أنهلِكُ وفينا الصالحون ؟ قال (( نعم ، إذا كثرَ الخَبَث )).[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب أحاديث الأنبياء \  باب قصة يأجوج  - حديث : ‏3184‏