[{( الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ ... )}]
المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين .
اللهمّ صلّ على سيدّنا محمّد وعلى آله
وأزواجه وذريّته وأصحابه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين والشُّهداء
والصَّالحين وعلى أهل الجنّة وعلى الملائكة وباركْ عليه وعليهم وسلّم كما تحبه
وترضاه يا الله آمين.
قال تعالى :
{
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ
أَقْفَالُهَا } ( مُحمَّد : 24 ).
فقد
قال الله تعالى :
{
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا
يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ }( البقرة : 146 )
{
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا
يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
}( الأنعام : 20 )
وقد
جاء في التفسير المُيَسَّر :
[
الذين آتيناهم التوراة
و الإنجيل , يعرفون : مُحمَّدًا ـ صلى الله عليه وسلم ، بصفاته
المكتوبة عندهم ، كمعرفتهم أبناءهم , فكما أنَّ أبناءهم لا يشتبهون أمامهم بغيرهم
, فكذلك : مُحمَّد ـ صلى الله عليه وسلم ، لا يشتبه بغيره ، لدقة وصفه في كتبهم ,
ولكنهم اتبعوا أهواءهم , فخسروا أنفسهم ، حين كفروا : بمُحمَّدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ، وبما جاء به ].
أحبتي في الله تعالى :
لنتأمل معا ،
هذه المعجزة ، التي تكلم عنها القرآن
العظيم ، في كثير من الآيات ، والتي أكد فيها ، أنَّ :
أسماء
و صفات ، سيدّنا رسول الله : صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم ، وكذلك صفات أتباعه وصفة مكان مبعثه وهجرته
ونسبه و.... ، كلّها قد ذكرت في كتب أهلّ الكتاب ، بل وحتى في كتب غيرهم.
وعلى
الرغم من : طول الفترة الزّمنية ، وكثرة عمليات التحريف ، التي أُلحقتْ بتلك الكتب
، نجد انَّ فيها ، ما أخبرنا عنه كتاب الله تعالى ، الى يومنا هذا ، ونحن نعيش ، في بداية القرن الحادي والعشرين ، من
ميلاد : السيد المسيح : سيدّنا عيسى عليه الصّلاة والسّلام .
وقد
وجدتُ : في البحث الذي قدمه لنا : الأستاذ
الفاضل : الباحث : الشيخ عبد المجيد الزنداني : غفر الله تعالى له ولوالديه آمين ،
والموسوم : { وَإِنَّهُ
لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ } ، معلومات قيمة
: تستحقّ قرائتها والوقوف عندها ، لما لها من قيمة علمية فريدة ، قد جائت موثقة
بادلتها ، فقمتُ بفضل من الله تعالى ، بتنسيقها وبتصرف يسير ، لغرض إتمام الفائدة
ووضعها في حلة رائعة ، نقدمها بين يديّ من
يروم البحث عن النفائس الفريدة .
وقد
نسقته في كتاب : أسميته :
[ الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ
]
وشاء الله تعالى ، ان تبقى هذه الإشارات
، على الرغم
من محاولات ألأعداء من طمسها وإطفاء نورها ، لكنّ الله تعالى ، يأبى الا أنْ يتم
نوره ولو كره الكافرون.

الصورة : للباحث العلامة الشيخ عبد المجيد
الزنداني
و الشيخ الفاضل :
الاستاذ عبد المجيد الزنداني : غفر الله تعالى له
ولوالديه آمين.
هو من :
أرض اليمن
التي دعا لها سيدّنا
رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم
: حيث قال :
{{ « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى شَأْمِنَا
، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى يَمَنِنَا »
، قَالُوا وَفِى نَجْدِنَا !!!! قَالَ : «
اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى شَأْمِنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى
يَمَنِنَا » ،
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَفِى نَجْدِنَا !!!! فَأَظُنُّهُ قَالَ فِى
الثَّالِثَةَ : « هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ
الشَّيْطَانِ » }} ( رواه البخاري واللفظ له ) ، وقال :
{{ أَتاكُمْ أَهْلُ
الْيَمَنِ ، أَضْعَف قُلوبًا ، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً ،
الْفِقْهُ يَمانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ }} ( متفق عليه ) ، وقال
:
{{ «
جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ : هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً : الإِيمَانُ
يَمَانٍ وَ الْفِقْهُ يَمَانٍ وَ الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ » }} ( رواه مسلم ).
فهل
الدين : الا إيمان وحكمة وفقه ؟؟؟؟
فأنعم بهم وأكرم ، فهنيئا لهم ذلك الفضل
الرّباني.
وآخيرا
: أتوجه الى الله تعالى : القريب المجيب : البرّ الرَّحيم : أنْ يجعله عملا خالصا
، لوجهه الكريم تعالى ، وأنْ ينفع به ، وانْ يجزي شيخنا الزنداني ، خير الجزاء ،
وأنْ يغفر له ولوالديه ، ولي ّ ولوالديّ ولجميع المسلمين ، إنه تعالى خير مسؤل
وخير مجيب ، آمين.
التنسيق
راجي عفو الكريم
{ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ }(1)
قد
أخذ الله تعالى ، الميثاق على الأنبياء ، أن يؤمنوا بمُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ،
وينصروه إذا بُعث
وهم أحياء ، وأنْ يبلغوا أقوامهم بذلك ، ليشيع خبره بين جميع الأُمَّم ، قال تعالى : ﴿ وَإِذْ
أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ
ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ
فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾(
آل عمران : 81 ) ، وذلك لأنَّ : الرّسل
كانوا يبعثون في أقوامهم خاصة ، وبعث محمّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
، للناس كافة ، فبشر به جميع الأنبياء ، وكان
مِمَّا قاله عيسى عليه السّلام لقومه ، كما ذكر الله تعالى عنه : ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ
مُبِينٌ﴾( الصف : 6 )
(2) والبشارات
في الكتب السّابقة (3) هي تلك الأنباء
والأوصاف ، التي وردت عن مقدم سيدّنا محمّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، مُبينة اسمه وصفاته البدنية والمعنوية ونسبه
ومكان بعثته ، وصفة أصحابه ، وصفة أعدائه ، ومعالم الدين ، الذي يدعو إليه ،
والحوادث التي تواجهه ، والزمن الذي يبعث فيه ، ليكون ذلك دليلاً ، على صدقه ، عند
ظهوره ، بانطباق تلك الأوصاف عليه ، وهي أوصاف وبشارات ، تلقاها أهلّ تلك الأديان ، نقلاً عن رهبانهم وأحبارهم وكهنتهم ، قبل ولادة سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، بقرون كثيرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات : (1) [ (
زبر الأولين ) : أي كتبهم ] /
(2) [ وقد كان عيسى عليه السلام يرسل المبشرين
للتبشير بمقدم سيدّنا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم ، بل إن معنى الإنجيل :
البشارة ، وبقي المبشرون إلي يومنا هذا يحملون هذا الاسم ] /
(3) [ هي الكتب الدينية المقدسة عند أصحابها
مثل التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى ].
وقد
أشار القرآن الكريم ، إلى تلك البشارات ، ودلَّل بها على صدق سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، فقال
تعالى : ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى
بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾(
الرعد : 43 ) ، وقال تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ
ءَايَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾( الشعراء : 197 ) ،
وقال تعالى : ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴾(
الشعراء : 196 ) ، وقال تعالى : عن
سيدّنا مُحمَّد : صلّ
ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم : :﴿الَّذِينَ
ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ
أَبْنَاءَهُمْ ﴾( البقرة : 146 ) وهذا يعني : أن انطباق
البشارات على
سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم : يدل
على أنه المقصود بها ، وأنه الرَّسول : الذي أخبر الله بمقدمه.
ومن هذه البشارات ما يأتي :
1- النَّبيُّ الأُمِّيّ :
لقد
أشار القرآن الكريم ، إلى أُمّيَّة الرَّسول : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، وأنها مذكورة ، عند أهلّ التوراة و الإنجيل
، فقال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ﴾( الأعراف : 157 ) ـ
إنَّ أُمّيَّة النَّبيّ : صلّ
ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، وكيفية بدء الوحي إليه لأول مرَّة ، موجود ،
عند أهلّ الكتاب ، إلى يومنا هذا ، فقد
جاء في سفر أشعيا : " ويدفع الكتاب للأميّ ،
ويقال له : اقرأ هذا أرجوك فيقول : أنا أميّ " ( 4 ) أي لست بقارئ ، وهذا ترجمة ،
للنص الذي ورد ، في نسخة الملك جيمس ، للكتاب المقدَّس ، المعتمدة عند النّصارى ، وهي أوثق النسخ
للتوراة والإنجيل عندهم ( 5 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات : ( 4 ) [
الإصحاح 29 الفقرة 2 ] /
( 5 )
[ تجد في نهاية المبحث النصوص التوارتية والإنجيلية وغيرها المقتبسة مصورة من
مراجعها المشار إليها ، ومتسلسلة حسب ورودها في المبحث ومعلمة بالحروف العربية
].
وفي
النسخة المسماة
Bible
Good News
ورد ما ترجمته ـ كالآتي :
" إذا تعطيه إلى شخص لا يستطيع القراءة وتطلب إليه أن
يقرأه عليك سيجيب بأنه لا يعرف كيف ".
وبينما
نجد هذا النَّص الواضح ، في الطبعات
الإنجليزية ، نرى أنَّ القسس العرب ، قد
حرَّفوا هذا النَّص ، في نسخته العربية ، فجعلوا العبارة كالآتي :
" أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له : اقرأ هذا
فيقول : لا أعرف الكتابة "
( 6 ).
فانظر
: كيف حرَّفوا النَّص ! فالسائل يطلب القراءة ، والنَّبيّ ينفي عن نفسه معرفة
الكتابة !!!!
وهذا
التحريف مقصود ـ لئلا تتطابق الحادثة المذكورة ، في النَّص السَّابق ، مع قصة
، نزول جبريل عليه السّلام ، على النَّبيّ
: صلّ
ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، ومطالبته له بالقراءة ، فنفى النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، عن نفسه القدرة على القراءة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 6 ) [ النصوص العربية كلها مقتبسة من
"الكتاب المقدس" / دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : وقد وقع ، في مرسل : عبيد بن عمير : عند ابن
إسحاق : أنَّ النَّبيَّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم قال :
" أتاني جبريل ، بنمط من ديباج ، فيه كتاب ، قال : اقرأ ، قلتُ
: ما أنا بقارئ " ( 7
) .
وكم
من الزَّمن ، قد مرَّ ، بعد عيسى عليه السّلام
، وما نزل وحيٌّ ، على نبيّ أُمّيّ ، إلا على النَّبيّ الأُمّيّ : سيدّنا
مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم.
و الذي يجدون "" أُمّيّته "" مكتوبةً عندهم ، حتى يومنا هذا .
2- اسمُ النَّبيّ :
أ
- لا تزال نسخ التوراة باللغة العبرية ، تحمل اسم سيدّنا مُحمَّد
: صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، جلياً واضحاً ، إلى يومنا هذا.
ففي
نشيد الأنشاد : من التوراة ، في الإصحاح الخامس ، الفقرة السادسة عشر ، وردت هذه
الكلمات :
" حِكو مَمْتَكيم
فِكلّو محمديم زيه دُودي فَزيه ريعي " .
ومعنى
هذا :
" كلامه أحلى الكلام : إنه : مُحمَّد العظيم ، هذا حبيبي وهذا خليلي ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 7 ) [ فتح الباري ك/
التفسير ب/ تفسير سورة "اقرأ باسم ربك الذي خلق" ] .
فاللفظ العبري : يذكر اسم سيدنا مُحمَّد ، جلياً واضحاً ، ويلحقه بعبارة ـ ـ ـ بـيم ـ ـ ـ التي
تستعمل ، في العبرية للتعظيم ، واسم سيدّنا
مُحمَّد : صلّ
ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم : مذكور
أيضاً ، في المعجم المفهرس للتوراة ( 8 ) عند بيانه هذا اللفظ : المتعلق بالنَّص
السَّابق : "
محمد يم " ( 9 ) ، لكنَّ يد التحريف ، عند اليهود
والنَّصارى ، تأبى التسليم ، بأنَّ لفظ : " محمد " .... هو اسم النَّبيّ ، وتُصرّ على أنه ـ صفة
للنَّبيِّ ـ وليس : اسماً له ، فيقولون :
إنَّ معنى لفظ : " محمد يم
" ..... هو : " المتصف : بالصِّفات الحميدة " ، كما جاء في نسخة : الملك جيمس ، المعتمدة عند
النَّصارى ، وعليه : فيكون المعنى ، لهذه الإشارة عندهم : " كلامه أحلى الكلام
( 10 ) إنه
صاحب الصِّفات الحميدة " ، فَمَنْ هو يا أهل الكتاب : غير " محمد يم "
: سيدّنا مُحمَّد العظيم الرّسول ،
الذي كلامه ــ أحسن الكلام ـــ وهو المحمود في صفاته كلّها ، وهو حبيب الله
، وخليله ، كما جاء ذلك ، في نفس النشيد ، عقب ذكر اسمه ، " هذا هو حبيبي وهذا هو خليلي " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات : ( 8 ) و ( 9
)[ عند كتابة هذا اللفظ باللغة الإنجليزية
يكتبونه كما يلي :
Machmad .
ولإفتقار اللغة الإنجليزية للحرف "ح"
فإنهم
يعبرون عنه بالحرفين ، ch ، ويجعلونه أقرب إلى حرف الخاء ،
فيكون الاسم هو محمَّد : صلّ
ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، كما جاء في النسخة القياسية المنقحة :
The New Strong Exhaustive
Concordance of the Bible, James Strong, LL.D. 5.T.D, Thomas
Nelson Publisher s, Nashville , USA ,1984, p.64
(Hebrew Dictionary) [.
( 10 )
]
revised Standard Version of the Bible ,The International Council of
Churches of Christ in the United States, 1971[ .
ب
ـ وأمَّا ، ما جاء ، عن اسمه ، عند النَّصارى :
فقد
ورد ، في عدة أماكن ، منها ما جاء في إنجيل يوحنا (
11 ) ، في قول عيسى عليه السّلام ،
وهو يخاطب أصحابه :
" لكني أقولُ لكم ، إنه من الخير لكم ، أنْ أنطلق لأنه : إنْ لمْ أنطلقْ ، لا يأتيكم :
المعزي الفارقليط ."
وكلمة : " المعزي
" : أصلها ، منقولٌ عن الكلمة
اليونانية : ـ باراكلي طوس ـ المُحرَّفة عن الكلمة : ـ ـ بيركلوطوس ـ
ـ والتي تعني :
مُحمَّد : أو أحمد " .
صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم.
إنَّ التفاوتَ ، بين اللفظين : يسير جداً .
وإنَّ
الحروف اليونانية : كانت مُتشابهة ، وإنَّ تصحيف
: " بيركلوطوس " إلى " باراكلي طوس " ، من الكاتب ،
في بعض النسخ ، قريب من القياس ،
ثم رجح أهلّ التثليث هذه النسخة على النسخ الأخرى ." ( 12 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 11 )
[ الإصحاح :16 ، الفقرة : 7 ].
( 12 )[
إظهار الحق لمؤلفه رحمة الله بن خليل الهندي ، ط الدار البيضاء جـ2 ص280 ،
وأشار إلى هذا التحريف مطران الموصل الذي أسلم ، وسمى نفسه عبد الأحد ، وهو عبد
الأحد داود الآشوري ، وذلك في كتابه : مُحمَّد في الكتاب المقدس ص216 ].
ج
ـ وهناك إنجيل اسمه : إنجيل " برنابا " : استبعدته الكنيسة ، في عهدها القديم
: ( عام 492 م ) بأمر من البابا " جلاسيوس " ، وحرّمتْ قراءته ، وصودر من
كلّ مكان ، لكنَّ مكتبة [[ البابا ]] ،
كانت تحتوي ، على هذا الكتاب.
وشاء
الله تعالى ، أنْ يظهر ، هذا الإنجيل ،
على يد راهب لاتيني اسمه : " فرامرينو " ، الذي عثر على رسائل : " الإبريانوس " ،
وفيها ذكر إنجيل "" برنابا
"" يستشهد به ، فدفعه حب الاستطلاع إلى البحث عن : إنجيل "" برنابا "" وتوصل إلى مبتغاه ، عندما صار
، من أحد المقربين إلى : [[ البابا " سكتش الخامس " ]] ، فوجد في هذا الإنجيل :
" أنه سَيُزعم : أنَّ عيسى ، هو ابنُ اللهِ
، وسيبقى ذلك ، إلى أنْ يأتي : مُحمَّد رسول الله ، فيصّحح هذا
الخطأ ".
يقول إنجيل : " برنابا
" في الباب " 22 " :
" وسيبقى هذا ، إلى
أنْ يأتي : مُحمَّد : رسول الله ، الذي
متى جاء ، كشف هذا الخداع ، للذين يؤمنون
بشريعة الله " .
وقد
: أسلم "" فرامرينو "" ، وعمل
على نشر ، هذا الإنجيل ، الذي حاربته الكنيسة بين الناس (
13 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 13 )[ خليل سعادة في مقدمته لترجمته
لإنجيل برنابا إلى اللغة العربية ، وقد نقل قصة فرامرينو مما هو مدون في مقدمة
النسخة الأسبانية كما رواها المستشرق سايل، في مقدمة له لترجمة القرآن ].
د
ـ هذا ، وقد كان ، اسم النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، موجوداً ،
بجلاء ، في كتب اليهود والنَّصارى عبر التاريخ ، وكان علماء المسلمين ، يُحاجون الأحبار والرّهبان ، بما هو موجودٌ ، من ذكر : سيدّنا مُحمَّد
: صلّ
ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم في كتبهم .
قال تعالى : (
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ
آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ
مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( ألأعراف : 157 ) ، ومن
ذلك :
•
جاء في سفر أشعيا :
" إني جعلت اسمك مُحمَّداً ،
يا محمد : يا قدوس الرَّب ، اسمك موجود من الأبد " .
ذكر هذه الفقرة :
علي
الطبري .
[
الذي كان نصرانياً ، فهداه الله للإسلام ] ، في كتابه :
{{ الدين والدولة
}} ، وقد توفي عام : ( 247 هـ ) ( 14 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 14 ) [ وذكرها
صالح بن حسين الهاشمي المتوفى عام 668هـ في كتابه : تخجيل من حرف التوراة
والإنجيل، وذكرها القرافي المتوفى عام 682هـ في كتابه : الأجوبة الفاخرة ، وذكرها
ابن تيمية المتوفى عام 728هـ في كتابه : الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح؛ وذكرها
ابن قيم الجوزية المتوفي عام 751هـ في كتابه : هداية الحيارى من اليهود والنصارى
].
•
وجاء في سفر أشعيا أيضاً : " سمعنا من أطراف الأرض صوت مُحمَّد "( 15 ).
•
وجاء في سفر حبقوق :
" إنَّ الله جاء من التيمان ، والقدوس من جبل فاران ، لقد
أضاءت السَّماء من بهاء مُحمَّد ، وامتلأت الأرض من حمده " .
ذكره : علي الطبري ، في كتابه
[[ الدين
والدولة ]] ( 16 ) ، وذكره : إبراهيم
خليل احمد ، الذي كان قساً نصرانياً ، فاسلم في عصرنا ، ونشر العبارة السابقة ، في
كتابٍ له : ( عام 1409هـ ).
•
وجاء في سفر أشعيا أيضاً : " وما أعطيه ، لا أعطيه لغيره ، أحمد :
يحمد الله حمداً حديثاً ، يأتي من أفضل الأرض ، فتفرح به البَرّية وسكانها ،
ويُوحدون الله على كلّ شرف ، ويعظمونه على كل رابية " ( 17 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 15 ) [ ذكره الأئمة : صالح الهاشمي والقرافي
وابن تيمية وابن القيم في كتبهم السابق ذكرها ].
( 16 ) [
وذكره علي بن محمد الماوردي المتوفى عام 450هـ في كتابه : أعلام النبوة ،
وأبو عبيده الخزرجي المتوفى عام 582هـ في كتابه : مقامع هامات الصلبان ومراتع
روضات الإيمان؛ وذكره القرطبي المتوفى عام 671هـ في كتابه الإعلام؛ وكذلك ذكره
الهاشمي والقرافي وابن تيمية وابن القيم في كتبهم التي سبق ذكرها ].
( 17 ) [ ذكره الأئمة : الخزرجي والهاشمي
والقرطبي والقرافي وابن تيمية وابن القيم في كتبهم التي سبق ذكرها ].
وذكره
: عبد
الله [[ الترجمان ]] الذي كان اسمه : "" انسلم تورميدا
"" ، وكان قساً ، من أسبانيا
ـ فأسلم ، وتوفي ( عام 832هـ ) .
ولقد
روى : جبير بن مطعم رضي الله تعالى عنه قال :
{ سمعت رسول الله : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم يقول : إِنَّ لِي أَسْمَاءً ، أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ
وَأَنَا الْمَاحِي ـ الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ
بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ ـ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي ،
وَأَنَا الْعَاقِبُ }
( 18 )
وقال
تعالى :
﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي
مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِين﴾(
الصف : 6 ).
•
ويقول ـ ـ ـ مطران ـ ـ ـ الموصل السَّابق ،
الذي هداه الله للإسلام ، وهو : البروفيسور عبد
الأحد داود الآشوري ، في كتابه : [[ مُحمَّدٌ في الكتاب المقدّس ]] ( 19 ) : {{
إنَّ العبارةَ الشائعة عند النَّصارى : "
المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السّلام ،
وبالناس المسرة " ، لم تكن هكذا ، بل كانت : " المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض إسلام
، وللناس أحمد " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 18 )
[ أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، ومسلم ك/ الفضائل ب/ في أسمائه صلى الله عليه وسلم ، والترمذي
ك/ الأدب ب/ ما جاء في أسماء النبي ، والنسائي في السنن الكبرى 6/489
وأحمد في المسند 4/80 وغيرهم ].
( 19 ) [
فصل : الإسلام والأحمديات التي أعلنتها الملائكة ص 145- 154 ] .
هـ
ـ و لقد جاء ، ذكر اسم النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، في الكتب المقدّسة ـ عند الهندوس ـ فقد
جاء في كتاب [[" السامافيدا "]] ( 20 ) ما نصه : " أحمد تلقى الشريعة من ربه ، وهي مملوءة
بالحكمة ، وقد قبست من النور ، كما يقبس من الشمس " .
وـ
وجاء في كتاب : [[ أدروافيدم أدهروويدم ]] وهو كتاب مقدّس عند ـ الهندوس ـ ( 21 ) : " أيها الناس : اسمعوا وعوا ، يبعث المُحمَّد بين أظهر الناس ... وعظمته
تُحمد ، حتى في الجنة ، ويجعلها خاضعة له ، وهو المحامد" ( 22 )
زـ وجاء في كتاب ، هندوسي آخر هو : [[ بفوشيا برانم : " بهوشى بهوشى
برانم " ]] ( 23 ) : " في ذلك
الحين : يبعث أجنبيٌّ مع أصحابه : باسم
محامد ، الملقب بأستاذ العالم "
( 24 ) ،
والملك يطهره ـ بالخمس المطّهرات " .
وفي
قوله : الخمس المطّهرات : إشارة إلى الصلوات الخمس ، التي يتطهر بها المسلم ، من ذنوبه كلّ يوم . (
25 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 20 ) [
في الفقرتين 6 وَ 8 من الجزء الثاني
] /
( 21 ) [ الجزء العشرين ، الفصل 127، الفقرة 1-3 ] / ( 22 ) [
محامد : مُحمَّد ] / ( 23 ) [ الجزء3 ، الفصل 3 ، العبارة 5 وما بعدها
] / ( 24 )
[ أستاذ العالم أي رسول للعالم ]
/ (
25 ) [ مأخوذ من كتاب التيارات الخفية في الديانات الهندية القديمة لمؤلفه
"تى محمد" ] أما النصوص الفارسية والهندية في نهاية هذا
المبحث فمأخوذة من كتاب
Muhammad
in Parsi , Hindoo and Buddhist Scriptures , A.H. Vidyarthi and U.Ali.
3 ـ نسبه
: صلَّى الله عليه وسلم
لقد
دعا سيدّنا إبراهيم وابنه إسماعيل : عليهما الصّلاة والسّلام ، دعوا الله
تعالى وهما بمكة ، أنْ يجعل من ذرّيتهما
"" أُمَّة مُسلمة له "" ،
وأنْ يبعث فيهم ـ رسولاً منهم ، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى : دعاءهما في قوله تعالى :
﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا
أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ128رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ ءَايَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ129﴾( البقرة : 128 - 129 ).
أ
ـ وقد جاء ، في التوراة ، ذكر للوعد
الإلهي ـ لإبراهيم ، أنْ يجعل من ذريّة
إسماعيل ، أُمَّة هداية عظيمة ، فقد ورد
في سفر التكوين ( 26 ) : ما يأتي : " وأما إسماعيل
، فقد سمعت لك فيه ، ها أنا أباركه
وأثمّره وأكثّره كثيراً جداً ، اثنى عشر
رئيساً يلد ، واجعله ُأمة كبيرة " .
ب
ـ وورد فيه أيضاً : " وابن
الجارية أيضاً ، سأجعله أُمَّة ـ لأنه نسلك " ( 27 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 26 ) [ الإصحاح 17 العبارات من 19-1 ].
( 27 ) [
الإصحاح 21 فقرة 12 وَ 13 ].
ولم
تكن هناك أُمَّة هداية : من نسل إسماعيل :
إلا أُمّة سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
، والتي قال الله عنها : ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ....﴾(
آل عمران : 110 ).
ج
ـ وقد جاء ، في التوراة ، في سفر التثنية ( 28 ) على لسان : موسى عليه السّلام : " قال لي الرَّب
: قد أحسنوا فيما تكلموا ، أقيم لهم :
نبياً من وسط أخوتهم مثلك ، وأجعل كلامي في فمه
" .
والمقصود
باخوتهم : أبناء إسماعيل عليه السّلام ،
لأنه : أخو إسحاق عليه السّلام ، الذي
ينسب إليه بنو إسرائيل ، حيث هما ابنا إبراهيم الخليل عليه السّلام ، و سيدّنا
مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، من ذُرّية إسماعيل ، ولو كانت البشارة : تخص أحداً ، من بني
إسرائيل ، لقالت : " منهم " ( 29 ) .
فسيدّنا ُمحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ـ هو : من وسط أخوتهم ، وهو مثل : موسى عليه السّلام
، نبي ورسول ، وصاحب شريعة جديدة ، وحارب
المشركين ، وتزوج ، وكان راعي غنم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 28 ) [ الإصحاح 18 الفقرة 17 ].
( 29 )
لقد تنبه المحرِّفون لهذا ، فبدلوا
العبارة التي تعني : "من وسط اخوتهم" ، في النسخة الإنجليزية
الحديثة
Good News Bible
إلى عبارة تعني : "من بين
قومهم"
( from among owner people)
.
ولا
تنطبق هذه البشارة : على يوشع ، كما يزعم اليهود : لأنَّ : يوشع ،
لم يوح إليه "" بكتاب "" ، كما جاء في سفر التثنية : " ولم يقم
بعُد نبي في إسرائيل ، مثل موسى " ( 30 ) .
كما
أنَّ البشارة : لا تنطبق على عيسى عليه السّلام ، كما يزعم النَّصارى : إذ لم يكن
: مثل موسى عليه السّلام من وجوه : فقد وُلد منْ غير أبٍ
، وتكلَّم في المهد ، ولم تكن له شريعة ،
كما لموسى عليه السّلام ، ولمْ يمتْ
: بل رفعه الله تعالى إليه .
د
ـ وفي إنجيل : متى ( 31 ) جاء ما يلي :
" قال لهم يسوع ( 32 ) : أما
قرأتم قط في الكتب ، الحجر ، الذي رفضه البناءون ، هو قد صار ـ رأس الزاوية ، من قبل الرَّب ، كان هذا وهو
عجيب ، في أعيننا ، لذلك أقول لكم ، إنَّ ملكوتَ الله ، ينزع منكم ، ويعطى لأُمَّة
: تعمل أثماره " .
وهذا
معناه : أنَّ الرِّسالة ، تنتقل من بني إسرائيل إلى أُمَّةٍ أخرى ، فيكون
الرَّسول المُبشّر به : من غير بني إسرائيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 30 )
[ الإصحاح 34 ، الفقرة 10 ].
( 31 ) [
الإصحاح 21 الفقرة 41 – 42 ].
( 32 ) [
هو عيسى عليه السلام ].
4 ـ مكان بعثته ـ صلّى الله عليه
وسلم
أ
ـ تذكر التوراة ،
المكان الذي نشأ فيه ـ إسماعيل
عليه السّلام ، فقد جاء في سفر التكوين ( 33 ) :
" وفتح الله عينيها ( 34 ) فأبصرت بئر ماء ( 35 ) فذهبت وملأت
القربة ماءً وسقت الغلام ( 36 ) وكان الله مع الغلام فكبر ، وسكن في البرية ، وكان ينمو رامي قوس ، وسكن في برية فاران ".
وقد
أشار النَّبيّ :
صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، إلى
أنَّ : إسماعيل عليه السّلام ، كان رامياً ، فقد مرَّ على نفر ، من قبيلة "
أسلم " يرمون بالسّهام ، فقال لهم : ( ارْمُوا بَنِي
إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا )
( 37 )
ب
ـ كما جاء في التوراة ، في سفر أشعيا ( 38 ) :
" وحيٌّ من
جهة بلاد العرب " .
وهذا
إعلان : عن المكان ،
والأُمّة ، التي سيخرج منها الرَّسول ، حاملاً الوحي ، من الله إلى الناس .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 33 ) [ الإصحاح 21 الفقرات 21 –22 ] /
( 34 )
[ هاجر أم إسماعيل ] /
( 35 )
[ بئر زمزم ] /
( 36 )
[ إسماعيل عليه السلام ] / ( 37 )
[ أخرجه البخاري ك/ الجهاد والسير
ب/ التحريض على الرمي ، وابن ماجه في السنن ك / الجهاد ب/ الرمي في سبيل الله ،
وأحمد في مسنده 1/364 و 4/50 وابن حبان في صحيحه 10/ 548 وغيرهم ] / ( 38 ) [ الإصحاح 21الفقرة 12 ].
ج
ـ ويأتي تحديد آخر للمكان ، الذي سترتفع فيه الدَّعوة الجديدة ، بشعاراتها الجديدة ، التي ترفع منْ رؤوس الجبال ، ويهتف بها الناس
، فتقول التوراة في سفر أشعيا ( 39 ) :
" غنوا للرَّب أغنية جديدة ، تسبيحهُ من أقصى الأرض ، أيها
المنحدرون في البحر وملؤه ، والجزائر وسكانها ، لترفع البرّية ومدنها صوتها ( 40 )
الديار التي سكنها قيدار ( 41 ) لتترنم
سكان سالع ( 42 ) من رؤوس الجبال ليهتفوا
" ( 43 ).
والأغنية
عندهم : هي الهتاف ـ ـ بذكر الله ـ ـ الذي يرفع به الصوت ، من رؤوس الجبال ، وهذا
لا ينطبق إلا على : الأذان عند المسلمين ، كما أن سكان سالع ، والدِّيار التي سكنها "" قيدار
"" هي أماكن ، في جزيرة العرب ، وكلّ
ذلك ، يدل على أنَّ مكان الرِّسالة الجديدة ، والرَّسول المُبشّر به : هو ـ ـ جزيرة العرب ـ ـ
د
ـ وجاء في التوراة ، في سفر التثنية ( 44
) :
"جاء الرّب من سيناء
وأشرق لهم من ساعير وتلالأ من جبل فاران " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 39 ) [ الإصحاح 42 الفقرة 10-11 ] / ( 40 ) [
رفع الصوت بالأذان ] /
( 41 ) [ هو أحد أبناء إسماعيل عليه السلام كما تذكر
ذلك التوراة في سفر التكوين إصحاح 25 فقرة 12-13 ] /
( 42 )
[ جبل سلع بالمدينة ] / ( 43 )
[ رفع الصوت بالأذان ] / ( 44 ) [
الإصحاح 33 الفقرة 2 ]
ويرى بعض شراح التوراة ، مِمَّنْ أسلم
:
أنَّ هذه العبارة ،
الموجودة في التوراة : تشير إلى أماكن نزول الهدى الإلهي ، إلى الأرض ، فمجيئه من
سيناء : إعطاؤه التوراة ـ لموسى عليه
السّلام ، وإشراقه من ساعير : إعطاؤه
الإنجيل ـ للمسيح عيسى عليه السّلام
، وساعير : سلسلة جبال ، مُمْتدة في الجهة الشرقية ، من وادي عربة ، في
فلسطين ، وهي الأرض التي عاش فيها ـ عيسى عليه السّلام ، وتلألؤه من جبل فاران :
إنزاله القرآن ـ على سيدنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، وفاران
: هو الاسم القديم ـ ـ لأرض مكة ـ ـ التي سكنها إسماعيل عليه السّلام .:
هـ
ـ وجاء في التوراة : أنَّ داود عليه السّلام ، يترنم ببيت الله ـ ويتمنى أن يكون
فيه ، ويعلل ذلك بمضاعفة الأجر هناك ( 45 ) وتقول
التوراة : نقلاً عنه ( 46 ) : " ما
أسعد ، أولئك الذين ، يتلقون قوتهم منك ، الذين يتوقون ـ لأداء الحج ، إلى جبل
المجتمع الديني ، الذي خَلُصَ لعبادة الله ( 47 ) وهم يمرون ، عبر وادي :
بكه ، الجاف ، فيصبح مكاناً للينابيع " ( 48 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 45 ) [ المزمور 84 الفقرة 1-2-3-4 وَ 10
] / ( 46 )
[ المزمور 84 الفقرة 6 ] /
( 47 ) [ هو بالنص الإنجليزي جبل Zion ، ومعنى Zion : المجتمع الديني الذي خلص لعبادة الله ، أو
المدينة الفاضلة كما جاء ذلك في قاموس :
Webster's
Seventh New Collegiate Dictionary
وقد ذكر معاني أخرى لا تستقيم مع الموضع
الجغرافي المذكور في النص ، وعند الرجوع إلى أصل الكلمة (Zion)
العبري تبين أنها مقتبسة من جذر يعني : جفاف ، صحراوي ، أجرد (أرض أو مكان) جاف ،
مكان مقفر ، برية. وهذا كله يشير إلى أن المكان المعبر عنه بكلمه Zion
في النص الإنجليزي هو برية مكة الجرداء المقفرة الجافة ، راجع كتاب :
The New Strong Exhaustive
Concordance of the Bible, James Strong, LL.D. 5.T.D
والمعجم العبري ص99 فقره: رقم 6723 .
أنظر نهاية المبحث ] /
( 48 ) [ ص585 Good
News Bible ]
وفي
نسخة أخرى : "
فيصيرونه بئرا ً( 49 ) أو ينبوعاً "
( 50 )
.
وـ
ـ وادي بكة ـ ـ : قد
ورد ذكره في القرآن الكريم ، وأنه هو الذي فيه :
البيت الحرام.
قال تعالى :
﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى
لِلْعَالَمِينَ 0 فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ
كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ97﴾(
آل عمران : 96 – 97 ).
وقد
ذكر الله تعالى : جفاف هذا الوادي ، بقوله
سبحانه ، وهو يذكر دعاء إبراهيم عليه السّلام :
﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ
بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ …﴾ ( إبراهيم : 37 ) .
ومعلوم
أنَّ هذا الوادي الجاف : قد جعل الله فيه " بئر زمزم " عندما سكنت هاجر فيه ، مع ابنها إسماعيل
عليه السّلام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 49 )
[ وادي بكه يصيرونه بئراً من المعجم سترونغ المفهرس الشامل للكتاب المقدس ص95
].
( 50 ) [
الكتاب المقدس الذي تصدره جمعية الكتاب المقدس بالشرق الأدنى ].
وقد
أُحرج النَّصارى العرب : بالنص على وادي بكة ! فحرَّفوه ، كما في الكتاب المقدّس عندهم ،
في الطبعة العربية ، فقالوا :
" عابرين في وادي البكاء " ، وحذفوا
أيضاً : لفظ "
الحجاج " الذي ورد في النَّص الإنجليزي ، المذكورة ترجمته سابقاً ، ولا توجد صلة : بين وادي ـ بكة ـ
والبكاء ، وقد ورد اسم "
بكة " في النَّص الإنجليزي ، مبتدئاً : بحرف كبير ، مِمَّا يدل على أنه : [[[ علم ]]] غير قابل
للترجمة .
]]]]Baca[[[[
و
كما جاء ، في الكتب الزَّرادشتية ( 51 ) بشارات
، تشير إلى ، المكان الذي تظهر فيه دعوة : سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، ومن ذلك :
" إنَّ
أمّةَ زرادشت ، حين ينبذون دينهم ،
يتضعضعون ، وينهض : رجل في بلاد
العرب ، يهزم أتباعه ـ فارس ويخضع الفرس
المتكبرين ، وبعد عبادة النار ، في هياكلهم ، يولون وجوههم نحو ـ كعبة إبراهيم
ـ التي تطهرت من الأصنام " ( 52 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات : ( 51 ) [
يذهب بعض الباحثين إلى أن الزرادشتية هي المجوسية ، وقيل بل المجوسية أسبق
من الزرادشتية ، وإنما زرادشت أظهر المجوسية وحددها في القرن الثالث الميلادي .
قال النبي صلى الله عليه وسلم "سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب"
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2/435 ومالك في الموطأ 1/278 ومن طريقه الشافعي في
مسنده 1/209 ومن طريق الشافعي البيهقي في السنن الكبرى ، وكذلك رواه الطبراني في
المعجم الكبير 19/437 قال في مجمع الزوائد 6/13 : رواه الطبراني وفيه من لم
أعرفهم ، وقال في تلخيص الحبير : ورواه (يعني الحديث) ابن أبي عاصم في كتاب النكاح
بسند حسن . أنظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 2/1149
].
( 52 ) [
من كتاب " محمد في الأسفار العالمية " للأستاذ عبدالحق ].
5 ـ صفاته :
صلّ ياربّ عليه
وآله وبارك وسلّم
من
صفاته أنهُ : أُمِّيٌّ
، وقد سبق بيانه .
أ
ـ كما وصف في سفر أشعيا ( 53 ) : "
بأنه راكب الجمل " ، وفي هذا : إشارة ، إلى أنه ، من الصّحراء ، وهكذا كان :
سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
.
ب
ـ ووصف في المزامير ( 54 ) بـأنَّ : "
ملوك شبا وسبأ يقدمون هدية " ، وقد انتهى : ملوك اليمن ، ولم يظهر نبيٌّ ، دان
له ملوك اليمن : إلا سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم .
ت
ـ ووصف فيها أيضاً ( 55 ) بأنه : " يُصلَّى عليه ويُبارك عليه كلّ وقت " ، وهكذا
شأن سيدّنا مُحمَّد : صلّ
ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، فالمسلمون : يصلون و يباركون عليه ، كلّ يوم عدّة مرَّات ، في صلاتهم وصلواتهم.
ث
ـ ووصف فيها أيضاً ( 56 ) بأنه : " متقلد سيفا ً" ، وفيها أيضاً ( 57 )
ما يلي : " وأنه يرمي بالنبل " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 53 ) [ الإصحاح : 21 الفقرة : 6 ] / ( 54 ) [ في مزمور : 72 الفقرة :10 ] /
( 55 ) [ مزمور :72 الفقرة :15 ] /
( 56 ) [ مزمور :45 الفقرة :3 ] / ( 57 ) [
الفقرة : 5 من المزمور السابق ]
ج
ـ وجاء في إنجيل متى ( 58 ) :
وصفه
: بأنه "" الحجر "" الذي أتم
بناء النُّبوة ، ففيه :
" قال لهم يسوع ( 59 ) أما
قرأتم قط في الكتب ـ الحجر ـ الذي رفضه البناءون ، هو قد صار ـ ـ رأس الزاوية ـ ـ من قِبَل الرَّب كان هذا ، وهو " عجيب في أعيننا
" لذلك أقول لكم : إنَّ ملكوتَ الله
ينزع منكم ويعطى لأُمَّة تعمل أثماره " .
وأُمَّة
سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
، أُمَّة أُمِّيّة ، لم يكن لها شأن بين
الأُمَّم ، وكان من العجيب : أنْ يكون الرَّسول : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، الذي
يخرج منها : هو رأس الزاوية ، في بناء النُّبوة.
وقد
روى : أبو هريرة رضي الله عنه : أنَّ النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم قال :
( إِنَّ مَثَلِي
وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي ، كَمَثَلِ رَجُلٍ ، بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ ،
إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ ، مِنْ زَاوِيَةٍ ، فَجَعَلَ
النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ ، وَيَقُولُونَ : هَلَّا وُضِعَتْ
هَذِهِ اللَّبِنَةُ ؟ قَال َ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ ) ( 60 ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 58 )
[ الإصحاح : 21 الفقرات : 41-44 ].
( 59 ) [ هو عيسى عليه السلام ].
( 60 ) [ أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ خاتم
النبيين ، ومسلم ك/ الفضائل ب/ ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ،
وابن حبان في صحيحه 14/315 ].
وتذكر
هذه البشارة : على لسان : عيسى عليه السّلام : أنَّ صاحب هذا الوصف :
ـ
ـ ليس من بني إسرائيل ـ ـ
وأنَّ
النُّبوة :
ستنزع
من بني إسرائيل ، وتعطى لأُمَّة أخرى :
" تعمل
أثماره "
أي تحقق ثماره .
فكانت
هذه الأُمَّة ، التي كانت مزدراة ، في أعين الناس ، هي :
أُمَّة
سيدّنا مُحمَّد :
صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم .
وهي
الأُمَّة الجديدة ، التي جعلها الله خير أُمّة أخرجت للناس :
كما قال تعالى :
{
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ
الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } ( آل عمران : 110 ). جاء في تفسير الجلالين :
(
كنتم ) يا أمّة مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
، في علم الله تعالى : ( خير أمّة أخرجت ) أظهرت ( للناس تأمرون بالمعروف وتنهون
عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان ) الإيمان (خيراً لهم منهم
المؤمنون) كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وأصحابه (وأكثرهم الفاسقون) الكافرون.
ح
ـ وجاء في سفر أشعيا ( 61 ) :
" وحيٌّ من جهة بلاد العرب ،
في الوعر ، في بلاد العرب ، تبيتين
يا قوافل الددانيين(62) هاتوا ماءً لملاقاة
العطشان : يا سكان أرض تيماء ، وافوا
الهارب بخبزه ، فإنهم من أمام السيوف قد
هربوا ، من أمام السيف المسلول ، ومن أمام
القوس المشدودة ، ومن أمام شدة الحرب ،
فإنه هكذا قال لي السّيد : في مدّة سنة ـ كسنة الأجير ، يفنى كلّ مجد
: قيدار وبقية عدد قِسِيّ أبطال بني قيدار
تقل ، لأنَّ الرَّب إله إسرائيل قد تكلم " .
تفيد
هذه البشارة : أنَّ اللهَ تعالى : أوحى
إلى أشعيا : " لأنَّ الرَّب : إله إسرائيل قد تكلم : " بأن وحياً سيأتي من جهة بلاد العرب
: " وحي من جهة بلاد العرب "
وأن تلك الجهة من بلاد العرب : هي ـ الوعر ـ التي تبيت فيها قوافل الددانيين
، وددان قرب المدينة
النبوية المنورة ، كما تدل على ذلك الخرائط الكنسية القديمة ، ويأمر الوحي الذي تلقاه أشعيا أهلّ تيماء : أن
يقدموا الشّراب والطّعام ، لهاربٍ يهرب ،
من أمام السّيوف ، ومجيئ الأمر بعد الإخبار عن الوحي الذي يكون من جهة بلاد العرب
قرينة : بأنَّ الهاربَ : هو صاحب ذلك
الوحي ، الذي يأمر الله أهلّ تيماء
بمناصرته : " هاتوا ماءً لملاقاة العطشان ،
يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه " ، وأرض تيماء ، منطقة من أعمال المدينة ، وفيها يهود
تيماء الذين انتقل معظمهم إلى يثرب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 61 )
[ الإصحاح 21 الفقرة 13-17 ]
( 62 )
[ ددان : بلد أقرب من تيماء إلى المدينة
النبوية المنورة ].
ويذكر المؤرخون الإخباريون
العرب :
نقلا عن اليهود في الجزيرة العربية :
أنَّ
أول قدوم اليهود ـ إلى الحجاز ـ كان في زمن موسى عليه السّلام ، عندما أرسلهم في
حملة ضد " العماليق " في تيماء ، وبعد قضائهم
على " العالميق " وعودتهم إلى
الشّام ، بعد موت موسى ، منعوا من دخول
الشّام ، بحجة مخالفتهم لشريعة موسى ، لاستبقائهم : إبناً لملك العماليق ، فاضطروا للعودة إلى ـ الحجاز ـ والاستقرار في تيماء (
63 ) ثم انتقل معظمهم إلى يثرب ( 64 ) ، فأهل
يثرب من اليهود ، هم من أهلّ : تيماء ، المخاطبين في النص ، وكان تاريخ مخاطبة : اشعياء لاهلّ ـ تيماء ـ
في هذا الاصحاح هو النصف الأخير ، من القرن الثامن قبل الميلاد ، ويفيد الوحي إلى أشعيا : أنَّ الهارب : هرب
ومعه آخرون : " فإنهم من أمام السيوف قد
هربوا ".
ثم
يذكر الوحي : الخراب الذي يحل بمجد : قيدار ، بعد
سنة من هذه الحادثة ، مِمَّا يدل على : أنَّ الهروب كان منهم ، وأنَّ عقابهم كان
بسبب تلك الحادثة : " فإنه هكذا قال لي
السّيد الله : في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار ، وبقية عدد قسي أبطال
بني قيدار تقل " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 63 )
[ كان ذلك منذ اثني عشر قرناً قبل الميلاد ].
( 64 ) [ الروض المعطار في خبر الأقطار ، معجم
جغرافي ، محمد بن عبدالمنعم الحميري ، مكتبة لبنان ، 1984م ص 146-147. وجاء مثل
ذلك في : وفاء الوفاء بأخبار المصطفى ، للسمهودي ، دار احياء التراث العربي بيروت
ج1 ص 159 ].
وتنطبق هذه البشارة : على سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، وهجرته تمام الانطباق ، فقد نزل الوحي على
سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
، في بلاد العرب ، وفي " الوعر
" من بلاد العرب ، في مكة والمدينة ،
وهاجر الرسول : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، من
مكة ، من أرض بني قيدار( 65 ) قريش الذين كانوا
قد : عينوا من كلّ بطن من بطونهم ، شاباً جلداً ، ليجتمعوا لقتل سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، ليلة
هجرته ، فجاء الشّباب ومعهم أسلحتهم ، فخرج الرَّسول : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ،
مهاجراً ، فتعقبته قريش بسيوفها وقسيها .
كما تذكر العبارة :
" فإنهم من أمام السّيوف قد هربوا ، من أمام السّيف المسلول ،
ومن أمام القوس المشدودة ".
ثم عاقب الله قريشاً
: أبناء قيدار ، بعد سنة ونيف ، من هجرته : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
، بما حدث في " غزوة بدر " من هزيمة
نكراء ، أذهبت مجد قريش ، وقتلت عدداً من أبطالهم :
" كما قال لي السّيد
الله : في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار ، وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار
تقل " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 65 )
[ سبق البيان : أن قيدار ، أحد أبناء إسماعيل ،
الذي سكن برية فاران (مكة) ].
وتؤكد العبارة :
أنَّ
: هذا الإخبار وأن هذا التبشير ، بنزول
الوحي ، في بلاد العرب ، وبعثة النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، وما يجري له من
هجرة ، ونصره ، بوحي من الله :
" لأن الرّب إله إسرائيل قد تكلم " .
إنَّ
ما حملته هذه البشارة :
من
معانٍ ، لابد أنْ يكون قد وقع ، لأنهُ يقع في عصرٍ آلة الحرب : فيه ""
السيف والنبل "" ، وقد انتهى عصر الحرب : بالسيف والنبل .
فهل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن ؟؟؟
ومَنْ غير الرَّسول : الذي
هاجر ، من مكة الى المدينة ، واستقبله أهلّ :
تيماء ؟؟؟
وهل هناك هزيمة لقريش ، بعد عام من الهجرة ، إلا على يد : رسول الله : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، في غزوة بدر ؟؟؟
إنَّ هذه البشارة : تدل على صدق رسالة سيدّنا
مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
، وأنها إعلانٌ إلهي ، عنْ مقدمه ، ينقلها أحد أنبياء بني إسرائيل : أشعيا( 66 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 66 )
[ عاش في النصف الأخيرمن القرن الثامن قبل الميلاد.كماورد في Good
News Bible ص665 ].
وبقي هذا النص : إلى يومنا هذا ، على
الرغم ، من حرص كفرة أهلّ الكتاب ، على التحريف والتبديل .
خ
ـ وجاء في صفته في المزامير( 67 ) :
" انسكبت النعمة على شفتيك ، لذلك باركك الله إلى الأبد تقلد
سيفك "
د
ـ وجاء في التوراة في سفر أشعيا ( 68 ) في وصفه :
" هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرّت به نفسي ، وضعت
روحي عليه ، فيخرج الحقّ للأمم ، لا يصيح
ولا يرفع ولا يُسمع في الشّارع صوته ".
وهذا
يتطابق : مع ما نقله الصَّحابي الجليل : عبدالله بن عمرو رضي الله عنه ، من
التوراة ، التي قرأها في زمنه ، فقد قال : عطاء بن يسار له : أخبرني عن صفة رسول
الله : صلّ
ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، في التوراة ، قال : أجل ، والله إنه لموصوف
، في التوراة ، ببعض صفته في القرآن : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ
شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ ، أَنْتَ عَبْدِي
وَرَسُولِي ، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا
سَخَّابٍ ( 69 ) فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ
السَّيِّئَةَ ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى
يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ :
بِأَنْ يَقُولُوا : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَيَفْتَحُ بِهَا
أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا (70 ) ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 67 ) [
المزمور 45 الفقرة 3 ] / ( 68 ) [
الإصحاح 42 الفقرة 1 ] / ( 69 [ السخب ويقال
فيه الصخب هو رفع الصوت بالخصام ] / ( 70 ) [
أخرجه البخاري ك/ البيوع ب/ كراهية السخب في الأسواق ، والبيهقي في السنن الكبرى
7/45 وأحمد في المسند 2/678 ].
ذ-
وجاء في صفة الدين الذي يأتي به ما يأتي :
أولاً : الأذان للصّلاة كما سبق بيانه .
ثانياً : الصّلاة كتفاً إلى كتف : فقد جاء في
التوراة في سفر صفنيا (71 ) ما يأتي :
" لأني حينئذ أُحوّل الشّعوب إلى شَفة نقية ليدعوا كلّهم باسم
الرّب ليعبدوه بكتف واحدة " .
وبالإسلام
توحدت لغة العبادة لله ، فيقرأ القرآن ، في الصّلاة بلغة واحدة ، هي العربية ،
ويصفّون كتفاً إلى كتف .
ثالثاً : تحويل القبلة :
فقد
جاء في إنجيل يوحنا ( 72 ) ما يأتي :
إنَّ
امرأة سامرية تقول لعيسى عليه السّلام :
" آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون إنَّ في أورشليم ( 73 ) الموضع الذي ينبغي أنْ
يُسجد فيه ، قال لها يسوع ( 74 ) يا امرأة صدقيني : أنه تأتي ساعة ، لا في هذا الجبل ، ولا في
أورشليم تسجدون " .
وهذا
إعلانٌ : بأنَّ القبلةَ ستتحول ، من بيت
المقدس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 71 )
[ الإصحاح 3 الفقرة 9-10 ].
( 72 )
[ الإصحاح 4 الفقرة 20-21 ].
( 73 )
[ هي القدس ].
( 74 )
[ هو عيسى عليه السلام ].
ولا
يكون ذلك : إلا على يد رسول : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
، كما حدث على يد النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ،
وفقاً لأمر الله تعالى القائل :
﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ
وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ
شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ
شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ
مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ ( البقرة : 144 ).
رابعاً : الهداية إلى جميع الدّين الحقّ :
فقد جاء في إنجيل يوحنا(
75 ) ما يأتي :
يقول
عيسى عليه السّلام :
" إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ، ولكن لا تستطيعون أنْ
تحتملوا الآن ، وأما متى ، جاء ذاك ـ روح الحقّ ـ
فهو يرشدكم إلى جميع الحقّ ، لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كلّ ما يسمع يتكلم
به ، ويخبركم بأمور آتيه " .
قال
الله تعالى :
﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ ( النحل : 89 ).
وقال تعالى :
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى 0 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾(
النجم : 3 -4 ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 75 )
[ الإصحاح 16 الفقرة 12-13 ].
خامساً : ذكر بعض شعائر دينه : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، في الكتب السَّابقة :
فقد
جاء في كتاب : " بفوشيا برانم " ( 76 ) : وصف لأصحاب مُحمَّدٍ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم .
بأنهم
:
"هم الذين يختتنون ،
ولا يربون القزع ، ويربون اللحى ، وهم مجاهدون وينادون الناس للدُّعاء ( 77 ) بصوت
عال ، ويأكلون أكثر الحيوانات ـ إلا الخنزير ، ولا يستعملون الدرباء ( 78 ) للتطهير
، بل الشّهداء هم المتطّهرون ،
ويسمّون" بمسلي " ( 79 )
بسبب أنهم يقاتلون ، من يلبس الحقّ بالباطل ، ودينهم هذا ، يخرج منا
وأنا الخالق".
\
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 76 )
[ الجزء 3 - فصل 3 ، وهو من كتب الهندوس
كما سبق ذلك ].
( 77 )
[ ينادون للدعاء : أي ينادون للصلاة لأن
الصلاة دعاء ].
( 78 ) [
الدرباء نبات يخرج به الهنود الدم من جسم الإنسان ويعدون هذا العمل تطهيراً
من الخطايا ].
( 79 )
[ " مسلي" : أي يسمون بالمسلمين ، دخل عليها شئ من
التحريف ].
وجاء
في كتاب : "
مُحمَّدٌ في الأسفار العالمية " : ما ترجمه الأستاذ : عبد الحقّ ، من كتب الزرادشتية ، بشأن مُحمَّدٍ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، وأصحابه :
" إنَّ أُمَّةَ زرادشت ، حين ينبذون دينهم ـ يتضعضعون ـ ، وينهض رجل ، في بلاد العرب ، يهزم
أتباعه فارس ، ويخضع الفرس المتكبرين ، وبعد عبادة النار ، في هياكلهم ، يولون وجوههم نحو : كعبة إبراهيم ، التي تطهرت من الأصنام ، ويومئذ
: يصبحون هم أتباع ـ النَّبيّ رحمة
للعالمين ـ ، وسادة لفارس ومديان وطوس وبلخ
( 80 ) وإنَّ نبيهم ، ليكونن
فصيحاً ، يتحدث بالمعجزات " . ( 81 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 80 )
[ وهي الأماكن المقدسة للزرادشتيين ومن جاورهم ].
( 81 ) [ " مُحمَّدٌ في الأسفار العالمية
" ص 47 ].
تم البحث
..........................................................................
الخاتمة
إنَّ سيدَّنا محمَّد : صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم ، كان يستفتح به
أهلّ الكتاب ، من أجل ، أن ينصروا على أعدائهم.
قال عزَّ وجلَّ : { وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ
لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا
عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }( البقرة
: 89 )
جاء
في تفسير الجلالين :
(ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم) من
التوراة هو القرآن (وكانوا من قبل) قبل مجيئه (يستفتحون) يستنصرون (على الذين
كفروا) يقولون اللهم انصرنا عليهم : بالنبي المبعوث آخر الزمان (فلما جاءهم ما
عرفوا) من الحقّ ، وهو بعثة النبي (كفروا به) حسدا وخوفا على الرياسة وجواب ، لما
الأولى ، دل عليه جواب الثانية (فلعنة الله على الكافرين).
و قال عزَّ وجلَّ : { وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ
مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ
رَسُولٌ
مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ
أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ
فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }آل عمران81 } [ آل
عمران : 81 ].
جاء
في تفسير الجلالين :
(و) اذكر (إذ) حين (أخذ الله ميثاق النبيين) عهدهم (لَما) بفتح اللام
للابتداء وتوكيد معنى القسم الذي في أخذ الميثاق وكسرها متعلقة بأخذ وما موصولة
على الوجهين أي للذي (آتيتكم) إياه ، وفي قراءةٍ {آتيناكم} (من كتاب وحكمة ثم
جاءكم رسول مصدق لما معكم) من الكتاب والحكمة وهو : محمَّد
صلى الله عليه وسلم (لتؤمنن به ولتنصرنه) جواب القسم إن أدركتموه وأُممهم تبع لهم
في ذلك (قال) تعالى لهم (أأقررتم) بذلك (وأخذتم) قبلتم (على ذلكم إصري) عهدي
(قالوا أقررنا قال فاشهدوا) على أنفسكم وأتباعكم بذلك (وأنا معكم من الشاهدين)
عليكم وعليهم.
وقال تعالى : مشيرا ، الى نقض أهلّ الكتاب ، العهود ، التي أقرت عليهم من
قبل أنبيائهم ، بالإيمان بالنبي ألخاتم : صلى الله عليه
وعلى آله وبارك وسلم ،ومن ثم نصرته وتوقيره ، فنسوا ذلك ، وكفروا به .
[{ فَبِمَا
نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا
ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ
قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ{13} وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ
فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ
اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ{14} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ
مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ
مُّبِينٌ{15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ
وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى
صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{16} ](
المائدة ).
جاء في تفسير إبن عباس :
{ فَبِمَا نَقْضِهِم } يقول بنقضهم يعني الملوك { مِّيثَاقَهُمْ
لَعنَّاهُمْ } عذبناهم بالجزية { وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } يابسة بلا نور
{ يُحَرِّفُونَ الكلم عَن مَّوَاضِعِهِ } يغيرون صفة : محمَّد صلى الله عليه وسلم ونعته
، وبيان الرّجم بعد بيانه في التوراة { وَنَسُواْ حَظَّا } تركوا بعضاً { مِّمَّا ذُكِرُواْ
بِهِ } أمروا به في التوراة من اتباع : محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وإظهار صفته ونعته
، ثم ذكر خيانتهم للنِّبيّ صلى الله عليه وسلم
فقال { وَلاَ تَزَالُ } يا محمَّد { تَطَّلِعُ على خَآئِنَةٍ } تعلم خائنة ومعصية
{ مِّنْهُمْ } يعني من بني قريظة { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ } عبد الله بن سلام وأصحابه
{ فاعف عَنْهُمْ } ولا تعاقبهم { واصفح } اترك { إِنَّ الله يُحِبُّ المحسنين } إلى
الناس { وَمِنَ الذين قَالُواْ إِنَّا نصارى } يعني نصارى نجران { أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ
} في الإنجيل : باتباع محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وبيان صفته وأن لا يعبدوا إلا الله
ولا يشركوا به شيئاً { فَنَسُواْ حَظّاً } فتركوا بعضاً { مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ
} أمروا به { فَأَغْرَيْنَا } ألقينا { بَيْنَهُمُ } بين اليهود والنصارى ويقال بين
نصارى أهل نجران النسطورية والمار يعقوبية والمرقوسية والملكانية { العداوة } بالقتل
والهلاك { والبغضآء } في القلب { إلى يَوْمِ القيامة وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ الله
} يخبرهم الله { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } من المخالفة والخيانة والكتمان والعداوة
والبغضاء .
و قال عزَّ وجلَّ : مُبينا صفة :
سيدّنا مُحمَّد : صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم وأتباعه ، في كتب
أهلّ الكتاب :
[{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ
رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ
مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ
الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) }] ( الفتح ).
وقال تعالى : مبينا للناس : انَّ الهداية ،
باتباع : سيدّنا محمَّد : صلّى
الله عليه وعلى آله وبارك وسلم فهو الحقّ :
[{
وَاخْتَارَ
مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ
الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ
أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ
تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ{155} وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي
أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا
لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا
يُؤْمِنُونَ{156} الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً
عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي
كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{157}
قُلْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ
فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ
الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ
وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{158} وَمِن قَوْمِ مُوسَى
أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ{159} وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ
عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ
قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ
عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ
الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ
مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ {
160 } ] [ الأعراف ].
رَبِّ أَوْزِعْنِي
أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ
وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي
إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ
وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
..................................
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً
لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
آمين
اللهم ارحم واغفر للشيخ عبد
المجيد الزنداني ولوالديه وللمسلمين ولنا
ولوالدينا يارب العالمين
آمين