الخميس، 3 أبريل 2014

حال الرجال قبل الف عام

 عن ابن نعيم بن الهيضم قال: سمعت بشراً يقول:
-       ذهب الرجال المرتجى لفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر
-       وبقيت في خلف يزين بعضهم ... بعضاً ليدفع معور عن معور

زهد بشر الحافي



قال عمر بن أخت بشر بن الحارث دخل علينا بشر بن الحارث يوم أضحى قال: فقالت لي أمي: أحسب أن الكلاب قد شبعت من اللحم في هذا اليوم قال: فخرج فلما كان العصر جاءنا ومعه خرقة فيها رطل رحم فقال: لها اطبخي هذا قال: قالت: إيش أطبخه قال: اطبخيه بماء وملح قال: فطبخت نصفه بماء وملح واشترت بحبة سلقاً وطبخت النصف الآخر به قال: فلما كان المغرب جاء ومعه رغيف وما رأيناه قط أكل عندنا شيئاً قال: فقال لها: اثردي هذا الرغيف في الماء والملح وهاتيه قال: ففعلت وقدمته إليه قال: فجعل يأكل الثريد ويدع اللحم قال: فشالته فلما كان من الغد جاءنا ومعه رغيف قال: فقال لها: إن كان قد بقي من ذلك الماء والملح شيء فأثردي هذا الرغيف فيه وهاتيه قالت: ما بقي من الماء والملح شيء ولكن كنت قد اشتريت بحبة سلقاً وعملت باقي اللحم وقد بقي منه شيء فقال: ولا هذا أيضاً لي فيه حاجة قالت له: ولم قال: لأن الماء والملح قلت: لك بقي شيء منه فقلت: لا وكذبت فيه وهذا أفسدتيه بسلق لا أدري من أين هو.

فضل من شهد بدراً




عن أنسٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : أُصيبَ [ قُتل ] حارثةُ يومَ بدر و هو غلامٌ ، فجاءت أمُّه إلى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم فقالت : يا رسولَ اللهِ قد عرَفتَ منزلةَ حارثةَ مني ، فان يَكنْ في الجَّنةِ أصبرْ و أحتسبْ ، و إن تَكُنِ الأخرَى تَرَ ما أصنعُ . قال (( وَيحَكِ – أوَ هَبِلتِ – أوَ جَنةٌ واحدةٌ هي ؟ إنها جِنانٌ كثيرة ، و إنهُ في جنةِ الفِردَوس )) .[1]
عن علىٍّ رضيَّ اللهُ عنه قال رسول اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( لعلَّ اللهَ اطلعَ على أهل بدر فقال : اعملوا ما شِئتم فقد وَجبَتْ لكمُ الجنة – [ شكَ راوي الحديث ] أو فقد غَفَرتُ لكم )).[2]


[1] صحيح البخاري  - كتاب الرقاق \ باب صفة الجنة والنار - حديث : ‏6208‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب فضل من شهد بدرا - حديث : ‏3782‏

الأربعاء، 2 أبريل 2014

شهودِ الملائكةِ بَدراً



عن رفاعة بن رافع الزُّرَقيِّ رضيَّ اللهُ عنهما قال : جاء جبريلُ إلى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم فقال (( ما تَعدُّونَ أهلَ بدرٍ فيكم ؟ قال : مِن أفضل المسلمين – أو كلمةً نحوها – قال : و كذلك من شهد بدراً من الملائكة )).[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب شهود الملائكة بدرا - حديث : ‏3790‏                                                                                                         

قتل أبي جهل



قال عبدُ الرحمنِ بن عوفٍ : إني لَفي الصفِّ يومَ بدرٍ إذ التَفتُّ فإذا عن يميني و عن يساري فَتَيانِ حَدِيثا السنِّ . فكأني لم آمَنْ بمكانهما [ فأشفقتُ أن يؤتى الناس من ناحيتي لكوني بين غلامين حديثين ] ، إذ قال لي أحدُهما سِراً من صاحبهِ : يا عَمِّ أرني أبا جهل . فقلت : يا ابنَ أخي و ما تَصنَعُ به ؟ قال : عاهدتُ الله أن رأيته أن أقتُلَه أو أموتَ دُونَه . فقال لي الآخرُ سِرّاً من صاحبهِ مِثلَه . قال : فما سرَّني أني بين رجلَين مكانَهما ، فأشرتُ لهما إليه، فشّدا عليه مثلَ الصقرَين حتى ضربَاه ،وهما ابنا عَفراء [ معاذ ومعوذ رضيَّ اللهُ عنهما ]. [1]
عن أنسٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : قال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( مَن يَنظرُ ما صَنَع أبو جهل )) ؟ فانطَلَقَ ابنُ مسعود فوجَدَهُ قد ضرَبهُ أبنا عَفراء [ معاذ و معوذ ] حتى بَرَد [ قارب على الموت ] ، قال : أ أنت أبو جهل ؟ قال فاخذَ بلحيتهِ قال : و هل فوقَ رجلٍ قَتَلتموه ؟ أو رجُلٍ قتلَه قَومه .[2]
عن أبي طلحةَ أنَّ نبيَّ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم أمرَ يومَ بدرٍ بأربعةٍ و عشرين رجلاً من صِناديدِ [ الصنديد : الشجاع ] قريشٍ فقُذِفوا في طَوِىٍّ من أطواءِ [ جمع طوى : البئر المبني بالحجارة لكي تثبت ولا ينهار ] بَدرٍ خَبيثٍ مُخْبِث . و كان إذا ظَهرَ على قومٍ أقامَ بالعَرْصةِ ثلاثَ ليالٍ . فلما كان ببدرٍ اليومَ الثالثَ أمرَ براحِلتهِ فشُدَّ عليها رحلُها ، ثم مَشى و اتَّبَعهُ أصحابهِ و قالوا : ما نرَى يَنطلِقُ إلاّ لبعضِ حاجته ، حتى قامَ عَلَى شَفةِ الرَّكيّ [ البئر ] ، فجعلَ يُنادِيهم بأسمائهم و أسماء آبائهم (( يا فلانُ ابنَ فلان ، و يا فلان ابنَ فلان ، أيسرُّكم أنكم أطعتُم اللهَ و رسوله ؟ فأنّا قد وَجدْنا ما وعدَنا ربُّنا حقاً ، فهل وَجدْتم ما وَعدَ ربُّكم حقاً )). قال فقال عُمر : يا رسولَ الله ، ما تُكلمُ من أجسادٍ لا أرواحَ لها ، فقال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( و الذي نفسُ محمدٍ بيدِه ، ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم )) .[3]
عن البرَاءِ بن عازبٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : كان النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم و أصحابه أصابوا منَ المشركين يوم بدرٍ أربعين و مائةً  : سبعين أسيراً ، وسبعين قتيلاً .[4]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب فضل من شهد بدرا - حديث : ‏3787‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب قتل أبي جهل - حديث : ‏3765‏
[3] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب قتل أبي جهل - حديث : ‏3777‏
[4] صحيح البخاري  - كتاب الجهاد والسير \ باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب  - حديث : ‏2895‏