قال عمر بن أخت بشر بن الحارث دخل علينا بشر بن الحارث يوم أضحى
قال: فقالت لي أمي: أحسب أن الكلاب قد شبعت من اللحم في هذا اليوم قال: فخرج فلما
كان العصر جاءنا ومعه خرقة فيها رطل رحم فقال: لها اطبخي هذا قال: قالت: إيش أطبخه
قال: اطبخيه بماء وملح قال: فطبخت نصفه بماء وملح واشترت بحبة سلقاً وطبخت النصف
الآخر به قال: فلما كان المغرب جاء ومعه رغيف وما رأيناه قط أكل عندنا شيئاً قال:
فقال لها: اثردي هذا الرغيف في الماء والملح وهاتيه قال: ففعلت وقدمته إليه قال:
فجعل يأكل الثريد ويدع اللحم قال: فشالته فلما كان من الغد جاءنا ومعه رغيف قال:
فقال لها: إن كان قد بقي من ذلك الماء والملح شيء فأثردي هذا الرغيف فيه وهاتيه
قالت: ما بقي من الماء والملح شيء ولكن كنت قد اشتريت بحبة سلقاً وعملت باقي اللحم
وقد بقي منه شيء فقال: ولا هذا أيضاً لي فيه حاجة قالت له: ولم قال: لأن الماء
والملح قلت: لك بقي شيء منه فقلت: لا وكذبت فيه وهذا أفسدتيه بسلق لا أدري من أين
هو.
عن
أنسٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : أُصيبَ [ قُتل ] حارثةُ يومَ بدر و هو غلامٌ ، فجاءت
أمُّه إلى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم فقالت : يا رسولَ اللهِ قد عرَفتَ
منزلةَ حارثةَ مني ، فان يَكنْ في الجَّنةِ أصبرْ و أحتسبْ ، و إن تَكُنِ الأخرَى
تَرَ ما أصنعُ . قال (( وَيحَكِ – أوَ هَبِلتِ – أوَ جَنةٌ واحدةٌ هي ؟ إنها
جِنانٌ كثيرة ، و إنهُ في جنةِ الفِردَوس )) .[1]
عن
علىٍّ رضيَّ اللهُ عنه قال رسول اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( لعلَّ اللهَ
اطلعَ على أهل بدر فقال : اعملوا ما شِئتم فقد وَجبَتْ لكمُ الجنة – [ شكَ راوي
الحديث ] أو فقد غَفَرتُ لكم )).[2]
[1] صحيح البخاري- كتاب الرقاق \ باب صفة الجنة والنار - حديث :
6208
[2] صحيح البخاري- كتاب المغازي \ باب فضل من شهد بدرا - حديث : 3782
عن
رفاعة بن رافع الزُّرَقيِّ رضيَّ اللهُ عنهما قال : جاء جبريلُ إلى النبيِّ صلى
اللهُ عليهِ و سلّم فقال (( ما تَعدُّونَ أهلَ بدرٍ فيكم ؟ قال : مِن أفضل
المسلمين – أو كلمةً نحوها – قال : و كذلك من شهد بدراً من الملائكة )).[1]
[1] صحيح البخاري- كتاب المغازي \باب شهود الملائكة بدرا - حديث : 3790
قال
عبدُ الرحمنِ بن عوفٍ : إني لَفي الصفِّ يومَ بدرٍ إذ التَفتُّ فإذا عن يميني و عن
يساري فَتَيانِ حَدِيثا السنِّ . فكأني لم آمَنْ بمكانهما [ فأشفقتُ أن يؤتى الناس
من ناحيتي لكوني بين غلامين حديثين ] ، إذ قال لي أحدُهما سِراً من صاحبهِ : يا
عَمِّ أرني أبا جهل . فقلت : يا ابنَ أخي و ما تَصنَعُ به ؟ قال : عاهدتُ الله أن
رأيته أن أقتُلَه أو أموتَ دُونَه . فقال لي الآخرُ سِرّاً من صاحبهِ مِثلَه . قال
: فما سرَّني أني بين رجلَين مكانَهما ، فأشرتُ لهما إليه، فشّدا عليه مثلَ
الصقرَين حتى ضربَاه ،وهما ابنا عَفراء [ معاذ ومعوذ رضيَّ اللهُ عنهما ]. [1]
عن
أنسٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : قال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( مَن يَنظرُ ما
صَنَع أبو جهل )) ؟ فانطَلَقَ ابنُ مسعود فوجَدَهُ قد ضرَبهُ أبنا عَفراء [ معاذ و
معوذ ] حتى بَرَد [ قارب على الموت ] ، قال : أ أنت أبو جهل ؟ قال فاخذَ بلحيتهِ
قال : و هل فوقَ رجلٍ قَتَلتموه ؟ أو رجُلٍ قتلَه قَومه .[2]
عن
أبي طلحةَ أنَّ نبيَّ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم أمرَ يومَ بدرٍ بأربعةٍ و
عشرين رجلاً من صِناديدِ [ الصنديد : الشجاع ] قريشٍ فقُذِفوا في طَوِىٍّ من
أطواءِ [ جمع طوى : البئر المبني بالحجارة لكي تثبت ولا ينهار ] بَدرٍ خَبيثٍ
مُخْبِث . و كان إذا ظَهرَ على قومٍ أقامَ بالعَرْصةِ ثلاثَ ليالٍ . فلما كان
ببدرٍ اليومَ الثالثَ أمرَ براحِلتهِ فشُدَّ عليها رحلُها ، ثم مَشى و اتَّبَعهُ
أصحابهِ و قالوا : ما نرَى يَنطلِقُ إلاّ لبعضِ حاجته ، حتى قامَ عَلَى شَفةِ
الرَّكيّ [ البئر ] ، فجعلَ يُنادِيهم بأسمائهم و أسماء آبائهم (( يا فلانُ ابنَ
فلان ، و يا فلان ابنَ فلان ، أيسرُّكم أنكم أطعتُم اللهَ و رسوله ؟ فأنّا قد
وَجدْنا ما وعدَنا ربُّنا حقاً ، فهل وَجدْتم ما وَعدَ ربُّكم حقاً )). قال فقال
عُمر : يا رسولَ الله ، ما تُكلمُ من أجسادٍ لا أرواحَ لها ، فقال رسولُ اللهِ صلى
اللهُ عليهِ و سلّم (( و الذي نفسُ محمدٍ بيدِه ، ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم ))
.[3]
عن
البرَاءِ بن عازبٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : كان النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم و
أصحابه أصابوا منَ المشركين يوم بدرٍ أربعين و مائةً: سبعين أسيراً ، وسبعين قتيلاً .[4]
[1] صحيح البخاري- كتاب المغازي \ باب فضل من شهد بدرا - حديث : 3787
[2] صحيح البخاري- كتاب المغازي \ باب قتل أبي جهل - حديث : 3765
[3] صحيح البخاري- كتاب المغازي \ باب قتل أبي جهل - حديث : 3777
[4] صحيح البخاري- كتاب الجهاد والسير \ باب ما يكره من التنازع
والاختلاف في الحرب- حديث : 2895