الاثنين، 17 سبتمبر 2018

القبر

باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه: «7390» حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة)). «7391» حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الرجل عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فالجنة وإن كان من أهل النار فالنار)). قال: ((ثم يقال هذا مقعدك الذي تبعث إليه يوم القيامة)). «7392» حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن ابن علية قال ابن أيوب حدثنا ابن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة- قال كذا كان يقول الجريري- فقال: ((من يعرف أصحاب هذه الأقبر)). فقال رجل أنا.
قال: ((فمتى مات هؤلاء)). قال ماتوا في الإشراك. فقال: ((إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه)). ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ((تعوذوا بالله من عذاب النار)). قالوا نعوذ بالله من عذاب النار فقال: ((تعوذوا بالله من عذاب القبر)). قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: ((تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن)). قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال: ((تعوذوا بالله من فتنة الدجال)). قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال. «7393» حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر)). «7394» حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر كلهم عن شعبة عن عون بن أبي جحيفة (ح) وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن يحيى القطان- واللفظ لزهير- حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء عن أبي أيوب قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما غربت الشمس فسمع صوتا فقال: ((يهود تعذب في قبورها)). «7395» حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة حدثنا أنس بن مالك قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم)). قال: ((يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل)). قال: ((فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله)). قال: ((فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة)). قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((فيراهما جميعا)). قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون. «7396» وحدثنا محمد بن منهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الميت إذا وضع في قبره إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا)). «7397» حدثني عمرو بن زرارة أخبرنا عبد الوهاب- يعني ابن عطاء- عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه)). فذكر بمثل حديث شيبان عن قتادة. «7398» حدثنا محمد بن بشار بن عثمان العبدي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (({يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})) قال: ((نزلت في عذاب القبر فيقال له من ربك فيقول ربي الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم. فذلك قوله عز وجل: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة})). «7399» حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وأبو بكر بن نافع قالوا حدثنا عبد الرحمن- يعنون ابن مهدي- عن سفيان عن أبيه عن خيثمة عن البراء بن عازب: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال نزلت في عذاب القبر. «7400» حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا بديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال: ((إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها)). قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك. قال: ((ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه. فينطلق به إلى ربه عز وجل ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل)). قال: ((وإن الكافر إذا خرجت روحه- قال حماد وذكر من نتنها وذكر لعنا- ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض. قال فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل)). قال أبو هريرة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا. «7401» حدثني إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: قال أنس كنت مع عمر (ح). «7402» وحدثنا شيبان بن فروخ- واللفظ له- حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري- قال- فجعلت أقول لعمر أما تراه فجعل لا يراه- قال- يقول عمر سأراه وأنا مستلق على فراشي. ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول: ((هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله)). قال: فقال عمر فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال- فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال: ((يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا)). قال عمر يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها قال: ((ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا)). «7403» حدثنا هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال: ((يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا)). فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا قال: ((والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا)). ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر. «7404» حدثني يوسف بن حماد المعني حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن أبي طلحة (ح). «7405» وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا روح بن عبادة حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة قال لما كان يوم بدر وظهر عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر ببضعة وعشرين رجلا- وفي حديث روح بأربعة وعشرين رجلا- من صناديد قريش فألقوا في طوي من أطواء بدر. وساق الحديث بمعنى حديث ثابت عن أنس.

الخميس، 13 سبتمبر 2018

الخميس، 30 أغسطس 2018

شرح حديث ((اسْتَوْصُوا بالنساء خيرا، فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع، وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإِن ذهبتَ تُقيمُهُ كسرتَهُ، وإِن تركتَهُ لم يزلْ أعوجَ، فاستوصوا بالنساء))

موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية
السيرة - هدي النبي صلى الله عليه وسلم - الدرس ( 36 - 48 ) : هديه في التواصي بالنساء.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1998-06-14

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الحديث التالي يحل مشكلة كل بيت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((اسْتَوْصُوا بالنساء خيرا، فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع، وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإِن ذهبتَ تُقيمُهُ كسرتَهُ، وإِن تركتَهُ لم يزلْ أعوجَ، فاستوصوا بالنساء))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة]
هذا الحديث يحل مشكلة كل بيت, أحياناً ينتظر الزوج من زوجته أن تكون على شاكلته, وأن تكون وفق طبعه, وأن تكون في مستوى إدراكه, وفي مستوى نظرته, يُفاجأ أن لها عقلاً غير عقله, ولها طبعاً غير طبعه, ولها اهتمامات غير اهتماماته, ماذا يفعل؟ فإما أن يبقى البيت جحيماً لا يطاق, وإما أن يُقر الإنسان بحقيقة هو أن للمرأة طبيعة عقلية, ونفسية, واجتماعية, غير طبيعته, وعقليته, ونفسيته, واجتماعيته, هذه المعرفة بهذا التفاوت يجعل الحياة مقبولة, ومستثارة, لأن الإنسان حينما يقبل بالواقع, وحينما يكشف حقائق الأشياء, يتعامل معها على هذا الأساس, أما إذا تصور أن له زوجة على شاكلته, في مستوى إدراكه, في مستوى بعد نظره, في مستوى اهتمامه, فهذا لن يكون, لو أنها كانت كما يحب لما قبلها من جهة ثانية زوجة, لو عندها إدراك عميق, وعندها بعد نظر شديد, وتهتم بالأمور الكبرى, وتنصرف عن الأمور الصغرى, لا يقبلها زوجة.
تصور إنساناً يأتي إلى البيت ظهراً؛ لا يوجد أكل, ولا تنظيف, ولا أولاد مرتبون, لكن هناك إدراكاً عميقاً, و فهماً دقيقاً لما يجري في العالم, هذا الإنسان يخرج من جلده من هذه الزوجة, هي لها اهتمامات منزلية, لها اهتمامات بأولادها مثلاً, طبعاً على حساب أنها قد لا توافقه في كل شيء.
كل إنسان له طبيعة هذه الطبيعة قد تتناقض مع ظروف معينة :

((....وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه ...))
بعض شراح الحديث قالوا: لسانها, وبعض شراح الحديث قالوا: عقلها.
على كلٍّ في مكان فيه اعوجاج, وهذا الاعوجاج هو الكمال.
هناك أناس أعطوا توجيهاً لطيفاً جداً: أن هذا الضلع الذي في القفص الصدري ضلع أعوج, كماله في اعوجاجه, لو كان مستقيماً لكان مزعجاً, هذه المرأة التي سوف تهتم بالأولاد لا تنام الليل من أجلهم, لا بد لها من طبيعة تتناسب مع هذا الوضع, وإلا لما تحملت.
أحياناً إنسان يقول لك: افعل هذا العمل, تقول له: والله لا أفعله ولا بمليون ليرة, كل إنسان له طبيعة, هذه الطبيعة قد تتناقض مع ظروف معينة, المرأة صُمِّمت وجبلت على اهتمامها بالصغار, وعلى اهتمامها بزينتها, وعلى اهتمامها بأنوثتها, هذا الاهتمام هو الذي يجلب الرجل إليها, هذا الاهتمام على حساب اهتمام آخر, على حساب إدراك آخر, على حساب عقلية معينة, على حساب طبع معين, لولا أنها تهتم بنفسها, بمظهرها, بأناقة بيتها, بأنوثتها, بجمال بيتها, لما رغبت فيها, أما حينما تهتم بهذا فسترغب بها.
الإنسان له قلب واحد, تهتم بهذا على حساب أشياء كثيرة, أنت إن قبلتها هكذا عشت معها عمراً مديداً, أما إن رفضتها, وهذا من ضيق أفق الرجل, ومن عدم حسن إدراكه للأمور, إن رفضتها, وأردتها على شاكلتك, فلن تجد هذه المرأة في نساء الأرض.
الله عز وجل أراد أن يعاني النبي من متاعب الزوجات ليكون قدوة لنا :

الشيء الذي يلفت النظر هو أن النبي عليه الصلاة والسلام عانى من النساء كثيراً, أليس من الممكن أن يجعل الله له نساء كما يريد تماماً؟ لماذا جعل نساءه لا كما يريد؟ أتعبنه كثيراً:
﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾
[سورة الأحزاب الآية:32]
﴿إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً﴾
[سورة الأحزاب الآية:28]
معنى هذا أن هناك متاعب, وزوجات النبي, السيدة عائشة قد تغضب على رسول الله, كانت تقول له: يا رسول الله أما إذا غضبت فتقول: يا محمد, فقال النبي الكريم: "أنا أعرف أنها غاضبة من عدم غضبها من وصفها لي".
فالله عز وجل أراد أن يعاني النبي من متاعب الزوجات ليكون قدوة لنا, هو عندما عانى صار قدوة لنا, لو لم يعان لم يعد قدوة, ما عرفنا قيمة الصبر.
المرأة إنسانة من جنس البشر لكن لها خصائص تتميز بها :

لذلك:
((لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة، إِن كَرِه منها خُلُقاً، رضي منها –خلقاً- آخر))
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]
والإنسان يكون منصفاً عندما يكون كاملاً, فإذا طالب الآخرين بالكمال وهو غير كامل, هذا إجحاف وليس إنصافاً.
إذاً: هذا الحديث الذي يحل مشكلة كل بيت:
((اسْتَوْصُوا بالنساء خيرا، فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع...))

هكذا تروي الروايات:
((أن حواء خلقت من ضلع آدم))

هي خلقت امرأة, إنسانة من جنس البشر, لكن لها خصائص, هذه الخصائص المتميزة بها وردت في قوله تعالى:
﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

[سورة آل عمران الآية:36]
درسنا في الجامعة كتاباً في علم النفس, علم نفس الطفولة والمراهقة, هذا الكتاب ألفه عالم فرنسي كبير, ومترجم, تقرأ الكتاب من دفته إلى دفته, فتفاجأ أنه خير تفسير لقوله تعالى:
﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

[سورة آل عمران الآية:36]
كتاب ضخم يتحدث عن خصائص الفتيات؛ الخصائص العقلية, والنفسية, والاجتماعية, والجسمية, حتى في القدرات الخاصة, في الذاكرة, سرعة البديهة, ذاكرة الأسماء, تجد أن أكثر خصائصها تتناسب مع أنوثتها, ومع مهمتها في الحياة, هذا هو الكمال, فنحن عندما بدلنا الأوراق, وأردناها أن تخرج من البيت, وأن تكون بين الرجال, وأن تكلف بمهام كبيرة جداً, الحقيقة هذا خلاف طبيعتها.
أنوثة المرأة تغلب على ثقافتها :

مرة في مصر صار هناك مناقشات بالصحف حول حقوق المرأة, وحول مساواتها بالرجل, وحول أن لها خصائص كالرجل تماماً, فهذا النقاش جرى في أشهر كثيرة, ثم عقد لقاء في جامعة القاهرة بين المفكرين, والصحفيين, ورجال الدين, والمثقفين, إلى آخره ليلقي كلٌّ بدلوه في هذا الموضوع, هناك إنسان صاحب دعابة, وعميق التفكير, ما جاء بمحاضرة, جاء بكيس صغير, مربوط في أعلاه, في أثناء المحاضرة أطلق هذا الكيس فيه فئران, فالنساء صحن مذعورات, واضطربن, وخرجن من القاعة, فكان الفصل هو الكيس, الرجل له ترتيب ثان, المرأة لم تتحمل.
أحياناً المرأة تصرخ من صرصور, يكون معها شهادة عليا, ومثقفة, أما أنوثتها فتغلب على ثقافتها.
هناك رجل حدثني قال لي: ائت بامرأة تحمل دكتوراه, والثانية تحمل دبلوم, والثالثة تحمل لسانس, والرابعة تحمل ثانوية, والخامسة تحمل إعدادية, والسادسة معها وثيقة إتمام مرحلة, والسابعة لا تقرأ ولا تكتب, اجمعهن في مكان, ودعهن يتحدثن في شؤون النساء, لا تجد فرقاً بينهن, أي هناك اهتمامات أقوى من أي ثقافة لها, هي التي تجعلها محببة عند الرجال, لو لم تكن كذلك لن تكون مرغوباً فيها، هذا معنى الحديث:

((استوصوا بالنساء, فإن المرأة خلقت من ضلع, وإن أعوج ما في الضلع أعلاه))
قال بعضهم: لسانها. وقال بعضهم: عقلها.
وهناك معنى ثان إن أردت أن تقيمها كسرتها أي هذه تخلَّقت هكذا باعوجاج؛ إن أردت أن تقيمها كسرتها, وكسرها طلاقها.
أكثر حالات الشقاق الزوجي أساسها رغبة الزوج في أن تكون زوجته على شاكلته:

أكثر حالات الشقاق الزوجي أساسها رغبة الزوج غير الواقعية في أن تكون زوجته على شاكلته:
((....فإن ذهبت تقيمه كسرته, وإن تركته لم يزل أعوج, فاستوصوا بالنساء))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة]
وهناك رواية لمسلم يقول:
((إِن المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَع، لن تستقيمَ على طريقة، فَإِن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وبها عِوَج، وإِن ذهبتَ تُقيمُها كسرتَها، وكسرُها طلاقُها))

[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة]
هذه رواية ثانية, أما الحديث الذي يحل أيضاً أي مشكلة في البيت.
((لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة، – لا يفرك لا يكره, لا يبغض-, لا يفرك مؤمن مؤمنة, إِن كَرِه منها خُلُقاً، رضي منها –خلقاً- آخر))

[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]
أو قال:
((رضي منها غيره))

الله عز وجل صمم الحياة على النقص فلن تستقيم لإنسان :
الإنسان أحياناً لا يكون منصفاً, يكون مجحفاً في علل كثيرة, وفيه نقص كثير؛ نقص بجسمه, ونقص بأخلاقه, ونقص بعلاقاته, ونقص بإدراكه, ويحاسب على أدق أنواع النقص في زوجته, الحياة مركبة هكذا. 
نحن في دار عمل, نحن في دار تكليف, نحن في دار سعي, فربنا عز وجل صمم الحياة على النقص, لا تتم لإنسان, الكمال لله وحده, وانظر إلى الناس, يتفوق من جهة, يتخلف من جهة, يحوز على المال, تنقصه الزوجة التي تروق له, تأتيه زوجة تروق له, ينقصه المال, يأتيه المال والزوجة, لا ينجب الأولاد, ينجب الأولاد ليس عنده ما يطعمهم, عنده ما يطعمهم, يشكو من علل في جسمه, لا يشكو من علل في جسمه, عمله صعب, ودخله محدود, رزقه في بلده لكنه قليل, رزقه خارج بلده لكنه كثير, لن تستقيم الحياة على شيء, لأنها لو استقامت لكرهت لقاء الله عز وجل, كرهت لقاء الله, الذين اطمأنوا للحياة الدنيا يكرهون لقاء الله عز وجل, فالإنسان يوطن نفسه أن الحياة لن تستقيم:

((إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء, ومنزل ترح لا منزل فرح, فمن عرفها لم يفرح لرخاء, ولم يحزن لشقاء, قد جعلها الله دار بلوى, وجعل الآخرة دار عقبى, فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً, وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً, فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي))
[ الديلمي عن ابن عمر]
من نعم الله الكبرى أن تكون زوجة الإنسان على شيء من العلم الديني ومن الوعي :
النقطة الثانية: أن الذي يُعرّف زوجته بالله عز وجل, وبالتالي يُعرفها بواجباتها, يرتاح معها كثيراً, صار عندها وازع داخلي لمعرفة واجباتها تجاهه, أو حقوقه عليها, أما إن تركها من دون علم, طبعاً هي امرأة؛ قد تكون رعناء, وقد تكون أنانية, وقد تؤثر حظوظها على حظوظ زوجها, فلذلك الإنسان حينما يُبقي زوجته على جهلها, وعلى تفلتها, يدفع هو الثمن الباهظ, أما حينما يدعوها إلى الله عز وجل, ويحملها على طاعته فسيرتاح معها كثيراً.
قال لي البارحة شخص كلمة طربت لها, قال لي: أنا طالب علم, وزوجتي طالبة علم, قال لي: والله لا يوجد عندنا ولا مشكلة, لأنها هي طالبة علم أيضاً, كما أنه يرضي الله بالعناية بها, ترضي الله هي بالعناية به.
فمن نعم الله الكبرى أن تكون زوجة الإنسان على شيء من العلم الديني, على شيء من الوعي, تعرف ربها عز وجل، تعرف واجباتها.
فالإنسان يجب أن يسعى, لذلك أكثر الأزواج يريد من زوجته أن تحصنه, وأن تيسر له حاجاته, وأن تكون بشكل تروق له, وينسى أن دينها هو الذي يردعها, دينها هو الذي يحضها على خدمة زوجها, هو الذي يجعلها زوجة صالحة, فكل إنسان يهمل تربية زوجته, وتعريفها بالله عز وجل, يجب أن تعدها إنسانة، لها حق عليك أن تعرف الله, لها حق عليك أن تأخذها إلى الحج, لها حق عليك أن تعلمها العلم, أو أن تسمح لها بطلب العلم, لها حق عليك أن تكون في مرتبة عالية عند الله عز وجل, إن فعلت هذا قطفت أنت الثمن, وكنت أنت الرابح الوحيد من هذا السلوك.
فهذا الذي ينبغي أن يقال في هذا اليوم عن فهم الزوج لطبيعة المرأة, ولاعوجاجها, إن في لسانها, أو في إدراكها, ولأنه إذا أراد أن تستقيم له لا بد من تطبيقها؛ إن ذهبت تقيمه كسرته, وكسرها طلاقها, فاستمتعوا بهن على عوج.
وآلاف البيوت المسلمة تعيش جحيم الشقاق الزوجي بسبب عدم فهم الأزواج لحقيقة هذا الحديث.

والحمد لله رب العالمين

الثلاثاء، 27 مارس 2018

اكبر ثقب اسود معروف لحد الان

هذه الصورة التقطها مرقاب هيبل لأكبر ثقب اسود معروف لحد الآن يقع على بعد ٣٠٠ مليون سنة ضوئية .فانظر عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى.

الأربعاء، 7 مارس 2018

هذا خلق الله

هذا خلق الله

هذا خلق الله

هذا خلق الله

هذا خلق الله

هذا خلق الله سبحانه وتعالى

الأربعاء، 24 يناير 2018

اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَاب

2448- حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَىَ: حدَّثنا وَكِيعٌ: حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، عن يَحْيَىَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عن أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إلىَ الْيَمَنِ، فَقالَ: «اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ».