الأحد، 27 أبريل 2014

بعض من أدبه وخلقه صلى اللهُ عليهِ و سلّم



قال عبدُ اللهِ بن عمرو رضيَّ اللهُ عنهما قال : أنَّ رسول الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم لم يكنْ فاحشاً ولا مُتفحِّشاً.[1]
وقال [ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ] (( إن مِن أحبّكم إليَّ أحسنَكم أخلاقاً )).[2]
وقال (( استقرِئوا القرآنَ من أربعة : من عبدِ الله بن مسعود ، وسالمٍ مولى أبي حُذَيفة ، وأبيِّ بن كعب ، ومعاذِ بن جبَل )).[3]
سُئلت عائشةُ رضيَّ اللهُ عنها : ما كان النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يصنعُ في البيت ؟ قالت : كان يكون في مهنةِ [ خدمة ] أهله ، فإِذا سمعَ الأذانَ خَرج.[4]
عن عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها زوجِ النبي صلى اللهُ عليهِ و سلّم قالت : ما رأيت رسولَ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم ضاحكاً حتى أرَى منهُ لهواتِهِ ، إنما كان يَتبسَّم. قالت : وكان إذا رأوا الغيمَ فرِحوا رجاء أن يكون فيه المطر ، وأَراك إذا رأيته عُرف في وَجهكَ الكراهية ؟ فقال يا عائشة (( ما يُؤْمنِّي أن يكون فيه عذاب ؟ عُذِّب قَومٌ بالرِّيح ، وقد رأى قومٌ العذابَ ، فقالوا : ) هذا عارضٌ ممْطرُنا ( )).[5]

عن أبي قَتادةَ : قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( إذا شِربَ أحدُكم فلا يتَنفَّسْ في الإناءِ ، و إذا أتى الخَلاْءَ فلا يَمسَّ ذَكرَهُ بِيَمينهِ ، و لا يَتمسَّحْ بِيَمينهِ )).[6]
عن أبي هُريرةَ أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم قال (( إذا تَوَضَّأ أحدُكمْ فلْيَجعلْ في أنفِه ثمَّ لِيَنْثُرْ . و مَن اسْتَجْمرَ فلْيُوتِرْ . و إذا استَيقظَ أحدُكم مِنْ نَومِه فلْيَغْسِلْ يدَهُ قبلَ أن يُدْخِلَها في وَضوئه [ ماء الوُضوء ] ، فانَّ أَحدَكم لا يدري أينَ باتتْ يدُه )).[7]
عن عائشةَ قالت : كان النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يُعجِبهُ التَّيَمُّنُ في تَنَعُّلهِ و تَرَجُّلهِ و طُهورهِ في شأنهِ كُلِّه .[8]
عن عائشةَ قالت : كنتُ أغتَسِلُ أنا و النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم مِن إِناءٍ واحد ، مِن قَدَحِ يقالُ له الفَرَق .[9]
عن عائشةَ قالت : كنتُ أُرَجَّلُ رأسَ [ أُمِشطُ ] رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم و أنا حائض .[10]
عن عائشةَ قالت : أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم كانَ يتكئ في حَجْري و أنا حائضٌ ثمَّ يقرأُ القرآنَ .[11]

&
عن المغيرة بن شعبة قال النبيُّ صلى اللهُ عليه و سلّم (( لا تزال طائفة من أمَّتي ظاهرينَ حتى يأتيهم أمرُ الله وهم ظاهرون )).[12]



[1] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - حديث : ‏3570‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - حديث : ‏3571‏
[3] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه - حديث : ‏3569‏
[4] صحيح البخاري  - كتاب النفقات \ باب خدمة الرجل في أهله - حديث : ‏5053‏
[5] صحيح البخاري  - كتاب تفسير القرآن \  سورة البقرة -  باب قوله : فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا : هذا -  حديث : ‏4554‏
[6] صحيح البخاري  - كتاب الوضوء \  باب النهي عن الاستنجاء باليمين - حديث : ‏151‏
[7] صحيح البخاري  - كتاب الوضوء \  باب الاستجمار وترا - حديث : ‏159‏
[8] صحيح البخاري  - كتاب الوضوء \  باب التيمن في الوضوء والغسل - حديث : ‏165‏
[9] صحيح البخاري  - كتاب الغسل \  باب غسل الرجل مع امرأته - حديث : ‏246‏
[10] صحيح البخاري  - كتاب الحيض  باب غسل الحائض رأس زوجها وترجيله - حديث : ‏291‏
[11] صحيح البخاري  - كتاب الحيض \  باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض - حديث : ‏293‏
[12] صحيح البخاري  - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة \  باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزال - حديث : ‏6901‏

الجمعة، 25 أبريل 2014

قصة سعدون مع الخليفة المتوكل



إبراهيم بن سعيد النجيبي قال: كتب المتوكل إلى عامله بالبصرة إن قبلك رجلاً أديباً ظريفاً ذا حكمة فوجه به إلي على أحسن صفة غير مروع. فحمله إليه فلما ورد الباب قال له الحاجب سلم على الخليفة سلامك على الخلفاء، فدخل، ثم سلم عليه وقال: أنت المتوكل ؟ قال نعم، قال فلم سميت بالمتوكل ولم تسم بالمتواضع ؟ ثم قال: للهوى كأني السلام عليك يا من استوى على سرة الغنى وتقمص بقميص الخيانة متبعاً مقاصير علائك فلم يوقد أتاك فظ غليظ فجذبك عن سرير بهائك وأخرجك عن اللحد وفراق الأهل والولد، فلو عليك حاجباً ولا قهرمانا حتى أخرجك إلى ضيق في صحيفة بطالتك، يا من احتوى على أموال الضعفة بظلمه، غداً تبكي سرائرك بين يدي من لا تخفى عليه السرائر فتحمل على دقيق المسئلة جواباً وعلى الصراط جوازاً فستعلم وتستقرئ كل ما قد أحصى عليك بالتحقيق.
قال: فغاظه ذلك، فأمر بحبسه، فلما كان في اليوم الثاني أمر بإخراجه، فلما وقف بين يديه قال: بلغني أنك قدري تقايس في العظمة وتداخل في التكوين، فقال: يا متوكل يا من له عقل موجود وفهم غير مفقود إن مثلي لا يتكلم في القدر قال فنظر إليه مغضباً ورده إلى السجن.
فلما كان في اليوم الثالث أخرجه، فوقف بين يديه وقال: يا سعدون أنك ثنوي تقول السماء خالية بلا مدبر. فقال له: يا متوكل أسألك عن شيء تخبرني به ؟ قال: نعم، قال: من جعل سطح الهامة منبت الشعر وسقاها من حرارة الدماغ ؟ قال: الله، قال: أخبرني من مد حاجبيك فأنبت عليهما الشعر ؟ قال: الله تعالى، قال: فأخبرني من فتق العينين وجعل للحدقة بياضاً وجعل وسطها سواداً ؟ قال: الله، قال: فمن جعل فيهما ماء عذباً ولحا ؟ قال الله، قال: فأخبرني من خرق السمعين فجعل فيهما سماعا قال الله، قال: فمن ألزم القدم من الساقين فجعلهما اسطوانة للركبتين ؟ قال الله، قال فمن شد الحقوين بالوركين ؟ قال، الله قال: فمن عرفك أن تقول الله ؟ قال الله، قال: فكيف أقول السماء بلا إله ؟ قال المتوكل: بلغني أنك تقول القرآن مخلوق، قال يا متوكل ارض عن الله وثق بالله وكل شيء بقضاء الله ما يبلغ الفطنة كنه الله ولا يفوت الخلق رزق الله، الله لا يشبه خلق الله، القبض والبسط فعال الله، والجود والفخر أيادي الله، يا أيها القائل بالله بالحق والصدق عرفت الله، فلا تكن مبتدعاً في الله، ارض بدين الله، عبد الله لا شيء أحلى من كلام الله، يكون مخلوقاً كلام الله يقولها ؟ مبتدع والله !
قال: فأمر به إلى الحبس ثم اتخذ مقصورة وأمر بفرش الزرابي من الحرير الأخضر والخز والديباج ثم دعا به، فلما نظر إليه ضحك، ثم قال: يا متوكل هذا ملكك الدنيء الحقير الفاني، فقال المتوكل بلغني أنك حروري تطعن في السلطان، فقال إني لست كذلك ولكنني أصف لك مرجا أحسن من مرجك وقصراً أحسن من قصرك، قال هات، قال في الجنة مرج من ورق الآس في وسط المرج قصر من درر وشقائق وفي وسط القصر قبة من ورق السوسن والقصر والقبة مبنيان على نبات القرنفل لها حدود أربعة الحد الأول ينتهي إلى ناحية الوجلين والحد الثاني ينتهي إلى نعيم المشتاقين والحد الثالث ينتهي إلى طريق المريدين والحد الرابع ينتهي إلى غرف مملوءة بتحف وصنائع ووصائف ورفارف وإلى خيام وخدام وإلى ميدان يطوف في ساحته الولدان، أرضها من الفضة ورمالها من اللؤلؤ وقضبانها من العنبر وشرفها من الياقوت الأحمر، العرش سقفها والرحمة حشوها والأنبياء سكانها والملائكة عمارها والولدان خدامها، الزعفران حشيشها والقرنفل نباتها والسندس ثيابها، مطردة أنهارها دائمة ظلالها دانية قطوفها مطهرة أزواجها خضر رياضها لذيذ عيشها ذكي مسكها وكافورها، فهي دار العيش والنعيم المقيم، فساكن هذه الدار في نعيم لا يزول، لا غل في صدور سكانها، قد رفعت عنهم الأسقام وزالت الآلام وصاحب هذه الدار أبداً معانق الأبكار في مرافقة الأخيار وجوار الملك الجبار.
ثم قام يخطر في مشيته ويقول:
قبة من جواهر الخ ... اد بالدر رصعت
جوف قصر من الزبير ... جد بالنور وشعت
مذ بناها الجليل في ... داره ما تزعزعت
لو عليها تساقطت ... أرضها ما تصدعت
حجبت كاعب من الح ... ور فيها فابدعت
عجب الحسن والجما ... ل إذا ما تطلعت
منع الحب بالحبيب ... كما قد تمنعت
قال المتوكل أحسنت بارك الله فيك، من زعم أنك مجنون ؟ ثم أمر له بجائزة، فردها وقال حبي الله الذي جعل خزائن عطائه مفتوحة لمؤمليه وحسبي من جعل مفاتيحها حجة الطمع فيه.

صلاته (صلى الله عليه وسلم)



عن عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها : أَنَّ نبيَّ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم كان يقومُ من الليل حتى تَتفطَّرَ قَدَماه ، فقالت عائشة : لِمَ تصنعُ هذا يا رسولَ الله وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذَنْبك وما تَأخَّر ؟ قال (( أَفَلا أحبُّ أن أكونَ عبداً شكوراً )) . فلما كَثُرَ لحمهُ صلّى جالِساً ، فإِذا أرادَ أن يركعَ قام فقرأَ ثم رَكَعَ .[1]
عن عائشة رضيَّ اللهُ عنها قالت : كان النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يُصلِّي منَ الليلِ ثلاثَ عشرةَ ركعةً ، منها الوترُ [ إحدى عشرة ركعة ] ورَكعتا الفجرِ.[2]


[1] صحيح البخاري  - كتاب تفسير القرآن \  سورة البقرة -  باب ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر -  حديث : ‏4560‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب الجمعة \  أبواب تقصير الصلاة -  باب : كيف كان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ -  حديث : ‏1101‏

هديه صلى اللهُ عليهِ و سلّم في مخالفة الكافرين



عن عبد اللهِ بن عباس رضيَّ اللهُ عنهما أن النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم كان يَسدِلُ [ يرخي ] شعرَهُ ، و كان المشركون يُفرقونَ رُءوسَهم و كان أهلُ الكتاب يَسدِلون رءوسَهم ، و كان النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يحبُّ مُوافَقةَ أهلِ الكتاب فيما لم يؤمَرْ فيه بشيء ، ثمَّ فَرَقَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم رأسَه [ ذلك بعد فتح مكة و دخول المشركين في الإسلام فخالف رسول الله كفار أهل الكتاب – و الله أعلم - ] .[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم  - حديث : ‏3748‏