الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

ماذا قال عمر بن عبد العزيز عند توليه الخلافة

 تقدم أن عمر بن عبد العزيز لما رجع من جنازة سليمان أتى بمراكب الخلافة ليركبها فامتنع من ذلك وأنشأ يقول :
 ... فلولا التقى ثم النهى خشية الردى ... * لعاصبت في حب الصبا كل زاجر ...   
     قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى ... * له صبوة أخرى الليالي الغوابر ... 

 ثم قال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله قدموا إليُ بغلتي ثم أمر ببيع تلك المراكب الخليفية فيمن يزيد وكانت من الخيول الجياد المثمنة فباعها وجعل أثمانها في بيت المال قالوا ولما رجع من الجنازة وقد بايعه الناس واستقرت الخلافة باسمه انقلب وهومغتم مهموم فقال له مولاه مالك هكذا مغتما مهموما وليس هذا بوقت هذا فقال ويحك ومالي لا أغتم وليس أحد من أهل المشارق والمغارب من هذه الأمة إلى وهو يطالبني بحقه أن أؤديه إليه كتب إلى في ذلك أو لم يكتب طلبه مني أو لم يطلب قالو ثم إنه خير امرأته فاطمة بين أن تقيم معه على أنه لا فراغ له إليها وبين أن تلحق بأهلها فبكت وبكى جواريها لبكائها أن فسمعت ضجة في داره ثم اختارت مقامها معه على كل حال رحمها الله وقال له رجل تفرغ لنا يا أمير المؤمنين فأنشأ يقول :
       
          ... قد جاءك شغل شاغل ... * وعدلت عن طريق السلامة ... 
              ذهب الفراغ فلا فرا ... * غ لنا إلى يوم القيامة ... 

 وقال الزبير بن بكار حدثني محمد بن سلام عن سلام بن سليم قال لما ولى عمر بن عبد العزيز صعد المنبر وكان أول خطبة خطبها حمد الله واثنى عليه ثم قال : أيها الناس من صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا فليفارقنا يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها ويعيننا على الخير بجهده ويدلنا من الخير على مالا نهتدي إليه ولا يغتابن عندنا أحدا ولا يعرضن فيما لا يعنيه فانقشع عنه الشعراء والخطباء وثبت معه الفقهاء والزهاد وقالوا ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف فعله قوله وقال سفيان ابن عيينة لما ولي عمر بن عبد العزيز بعث إلى محمد بن كعب ورجاء بن حيوة وسالم بن عبد الله فقال : لهم قد ترون ما ابتليت به وما قد نزل بي فما عندكم فقال محمد بن كعب اجعل الشيخ أبا والشاب أخا والصغر ولدا وبر أباك وصل أخاك وتعطف على ولدك وقال رجاء ارض للناس ما ترضى لنفسك وما كرهت أن يؤتى إليك فلا تأته إليهم واعلم أنك أول خليفة تموت وقال سالم اجعل الأمر واحدا وصم فيه عن شهوات الدنيا واجعل آخر فطرك فيه الموت فكأن قد فقال عمر لا حول ولا قوة إلا بالله.
 وقال غيره خطب عمر بن عبد العزيز يوما الناس فقال : وقد خنقته العبرة أيها الناس أصلحوا آخرتكم يصلح الله دنياكم وأصلحوا أسراركم يصلح لكم علانيتكم والله إن عبدا ليس بينه وبين آدم أب إلا قد مات إنه لمعرق له في الموت وقال في بعض خطبه كم من عامر مؤثق عما قليل يخرب وكم من مقيم مغتبط عما قليل يظعن فأحسنوا رحمكم الله من الدنيا الرحلة بأحسن ما يحضر بكم من النقلة بينما ابن آدم في الدنيا ينافس قرير العين فيها يانع إذ دعاه الله بقدره ورماه بسهم حتفه فسلبه أثارة دنياه وصير إلى قوم آخرين مصانعه ومغناه إن الدنيا لا تسر بقدر ما تضر تسر قليلا وتحزن طويلا 
وقال إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر قال لما استخلف عمر بن عبد العزيز قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن ولا نبي بعد محمد عليه السلام وإني لست بقاض ولكني منفذ وإني لست بمبتدع ولكني متبع إن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم إلا أن الإمام الظالم هو العاصي ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز و جل وفي رواية أنه قال فيها وإني لست بخير من أحد منكم ولكنني لأثقلكم حملا ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الله ألا هل أسمعت

قصة عجيبة في استخلاف عمر بن عبد العزيز رحمه الله

كيف اعطى الله سبحانه و تعالى الخلافة لرجل صالح وعادل من غير حربٍ و لا سيف و لا دم.

ذكر ابن كثير في ترجمة سليمان بن عبد الملك : أنه لما حضرته الوفاة أراد أن يعهد إلى بعض أولاده فصرفه وزيره الصالح رجاء بن حيوة عن ذلك وما زال به حتى عهد إلى عمر بن عبد العزيز من بعده وصوب ذلك رجاء فكتب سليمان العهد في صحيفة وختمها ولم يشعر بذلك عمر ولا أحد من بني مروان سوى سليمان ورجاء ثم أمر صاحب الشرطة باحضار الأمراء ورءوس الناس من بني مروان وغيرهم فبايعوا سليمان على ما في الصحيفة المختومة ثم انصرفوا ثم لما مات الخليفة استدعاهم رجاء بن حيوة فبايعوا ثانية قبل أن يعلموا موت الخليفة ثم فتحها فقرأها عليهم فإذا فيها البيعة لعمر بن عبد العزيز فأخذوه فأجلسوه على المنبر وبايعوه فانعقدت له البيعة.

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

قصة امرأة من أهل الجنة


باب فضل من يصرع من الريح:

«5652» حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عمران أبي بكر قال: حدثني عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى. قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع، وإني أتكشف فادع الله لي. قال: ((إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)). فقالت أصبر. فقالت إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها.
[تحفة 5952- 151/ 7].

«5652» حدثنا محمد أخبرنا مخلد عن ابن جريج أخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك، امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة.
[تحفة 19060].



الأحد، 4 أكتوبر 2015

(( لتسئلن يومئذ عن النعيم )) ما أقل هذا النعيم.

وقال أبو عبد الله بن منده، أنبأنا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، ثنا يونس بن محمد، ثنا حشرج بن نباتة حدثني أبو نصيرة البصري عن أبي عسيب مولى رسول الله صـلى الله عليه وسلم قال: خرج رسول الله صـلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي فدعاني ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج إليه، ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه، ثم انطلق يمشي حتى دخل حائطا لبعض الانصار، فقال رسول الله لصاحب الحائط: " أطعمنا بسرا " فجاء به موضعه فأكل رسول الله وأكلوا جميعا ثم دعا بماء فشرب منه، ثم قال: " إن هذا النعيم، لتسألن يوم القيامة عن هذا " فأخذ عمر العذق
فضرب به الارض حتى تناثر البسر، ثم قال: يا نبي الله إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال " نعم إلا من ثلاثة، خرقة يستر بها الرجل عورته.
أو كسرة يسد بها جوعته، أو حجر يدخل فيه - يعني من الحر والقر - ".
ورواه الامام أحمد: عن شريح عن حشرج.

من معجزات الرسول صلى الله عليه و سلم

قال الامام أحمد: حدثنا عفان، ثنا أبان العطار، ثنا قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبيد أنه طبخ لرسول الله صـلى الله عليه وسلم قدرا فيها لحم، فقال رسول الله صـلى الله عليه وسلم: " ناولني ذراعها " فناولته فقال: " ناولني ذراعها " فناولته فقال " ناولني ذراعها " فقلت يا نبي الله كم للشاة من ذراع ؟ قال: " والذي نفسي بيده لو سكت لاعطيتني ذراعها ما دعوت به " ورواه الترمذي في الشمائل عن بندار، عن مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد العطار به.

السبت، 3 أكتوبر 2015

قصة سفينة رضي الله عنه و حديث الخلافة ثلاثون سنة

سفينة أبو عبد الرحمن، ويقال أبو البختري كان اسمه مهران وقيل عبس، وقيل أحمر، وقيل رومان، فلقبه رسول الله صـلى الله عليه وسلم لسبب سنذكره، فغلب عليه.
وكان مولى لام سلمة فأعتقته واشترطت عليه أن يخدم رسول الله صـلى الله عليه وسلم حتى يموت، فقبل ذلك.
وقال لو لم تشترطي علي ما فارقته وهذا الحديث في السنن.
وهو من مولدي العرب وأصله من أبناء فارس وهو سفينة بن مافنة.
وقال الامام أحمد: ثنا أبو النضر، ثنا حشرج بن نباتة العبسي كوفي، حدثنا سعيد بن جمهان، حدثني سفينة قال قال رسول الله: " الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملكا بعد ذلك " ثم
قال لي سفينة: أمسك خلافة أبي بكر، وخلافة عمر، وخلافة عثمان، وأمسك خلافة علي، ثم قال: فوجدناها ثلاثين سنة.
ثم نظرت بعد ذلك في الخلفاء فلم أجده يتفق لهم ثلاثون.
قلت لسعيد أين لقيت سفينة ؟ قال ببطن نخلة في زمن الحجاج، فأقمت عنده ثلاث ليال أسأله عن أحاديث رسول الله.
قلت له ما اسمك ؟ قال ما أنا بمخبرك، سماني رسول الله سفينة.
قلت ولم سماك سفينة ؟ قال خرج رسول الله ومعه أصحابه، فثقل عليهم متاعهم فقال لي " أبسط كساك " فبسطته، فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه علي، فقال لي رسول الله " احمل فإنما أنت سفينة " فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي، إلا أن يحفوا وهذا الحديث عن أبي داود والترمذي والنسائي.
ولفظه عندهم " خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا " وقال الامام أحمد: حدثنا بهز، ثنا حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة.
قال: كنا في سفر، فكان كلما أعيا رجل ألقى علي ثيابه، ترسا أو سيفا حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا، فقال النبي صـلى الله عليه وسلم " أنت سفينة " هذا هو المشهور في تسميته سفينة.
وقد قال أبو القاسم البغوي: ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، ومحمد بن جعفر الوركاني، قالا: ثنا شريك بن عبد الله النخعي، عن عمران البجلي، عن مولى لام سلمة

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

كيف تؤثر القراءة الخاشعة للقرآن في قلوب الناس ؟

روى ابن كثير رحمه الله في كتاب البداية والنهاية :
ثم دخلت سنة أربع وتسعين وثلثمائة .....
وفيها خرج الركب العراقي إلى الحجاز في جحفل عظيم كبير وتجمل كثير، فاعترضهم الاصيفر أمير الاعراب، فبعثوا إليه بشابين قارئين مجيدين كانا معهم، يقال لهما أبو الحسن الرفا وأبو عبد الله بن الزجاجي ، وكان من أحسن الناس قراءة، ليكلماه في شئ يأخذه من الحجيج، ويطلق سراحهم ليدركوا الحج، فلما جلسا بين يديه قرآ جميعا عشرا بأصوات هائلة مطربة مطبوعة، فأدهشه ذلك وأعجبه جدا، وقال لهما: كيف عيشكما ببغداد ؟ فقالا: بخير لا يزال الناس يكرموننا ويبعثون إلينا بالذهب والفضة والتحف.
فقال لهما :
هل أطلق لكما أحد منهم بألف ألف دينار في يوم واحد ؟ فقال: لا، ولا ألف درهم في يوم واحد.
قال: فإني أطلق لكما ألف ألف دينار في هذه اللحظة، أطلق لكما الحجيج كله، ولولا كما لما قنعت منهم بألف ألف دينار.
فأطلق الحجيج كله بسببهما، فلم يتعرض أحد من الاعراب لهم، وذهب الناس إلى الحج سالمون شاكرون لذينك الرجلين المقرئين.
ولما وقف الناس بعرفات قرأ هذان الرجلان قراءة عظيمة على جبل الرحمة فضج الناس بالبكاء من سائر الركوب لقراءتهما، وقالوا لاهل العراق: ما كان ينبغي لكم أن تخرجوا معكم بهذين الرجلين في سفرة واحدة، لا حتمال أن يصابا جميعا، بل كان ينبغي أن تخرجوا بأحدهما وتدعوا الآخر، فإذا أصيب سلم الآخر.
وكانت الحجة والخطبة للمصريين كماهي لهم من سنين متقدمة، وقد كان أمير العراق عزم على العود سريعا إلى بغداد على طريقهم التي جاؤوا منها، وأن لا يسيروا إلى المدينة النبوية خوفا من الاعراب، وكثرة الخفارات، فشق ذلك على الناس، فوقف هذان الرجلان القارئان على جادة الطريق التي منها يعدل إلى المدينة النبوية، وقرآ (ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) الآيات [ التوبة: 120 ] فضج الناس بالبكاء وأمالت النوق أعناقها نحوهما، فمال الناس بأجمعهم والامير إلى المدينة النبوية فزاروا وعادوا سالمين إلى بلادهم ولله الحمد والمنة.
ولما رجع هذا القارئان رتبهما ولي الامر مع أبي بكر بن البهلول - وكان مقرئا مجيدا أيضا - ليصلوا بالناس صلاة التراويح في رمضان، فكثر الجمع وراءهم لحسن تلاوتهم، وكانوا يطيلون الصلاة جدا ويتناوبون في الامامة، يقرأون في كل ركعة بقدر ثلاثين آية، والناس لا ينصرفون من التراويح إلا في الثلث الاول من الليل، أو قريب النصف منه.
وقد قرأ ابن البهلول يوم في جامع المنصور قول تعالى (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) [ الحديد: 16 ] فنهض إليه رجل صوفي وهو يتمايل فقال: كيف قلت ؟ فأعاد الآية، فقال الصوفي: بلى والله، وسقط ميتا رحمه الله.

قال ابن الجوزي: وكذلك وقع لابي الحسن بن الخشاب شيخ ابن الرفا، وكان تلميذا لابي بكر بن الادمي المتقدم ذكره، وكان جيد القراءة حسن الصوت أيضا، قرأ ابن الخشاب هذا في جامع الرصافة في الاحياء هذه الآية (ألم يأن للذين آمنوا) فتواجد رجل صوفي وقال: بلى والله قد آن، وجلس وبكى بكاء طويلا، ثم سكت سكتة فإذا هو ميت رحمه الله.

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

سيرة ابن سمعون رحمه الله

ابن سمعون الواعظ محمد بن أحمد بن إسماعيل أبو الحسين بن سمعون الواعظ، أحد الصلحاء والعلماء، كان يقال له الناطق بالحكمة، روى عن أبي بكر بن داود وطبقته، وكان له يد طولى في الوعظ والتدقيق في المعاملات، وكانت له كرامات ومكاشفات، كان يوما يعظ على المنبر وتحته أبو الفتح بن القواس، وكان من الصالحين المشهورين، فنعس ابن القواس فأمسك ابن سمعون عن الوعظ حتى استيقظ، فحين استيقظ قال ابن سمعون: رأيت رسول الله صـلى الله عليه وسلم في منامك هذا ؟ قال: نعم ! قال: فلهذا أمسكت عن الوعظ حتى لا أزعجك عما كنت فيه.
وكان لرجل ابنة مريضة مدنفة فرأى أبوها رسول الله صـلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول له: اذهب إلى ابن سمعون ليأتي منزلك فيدعو لابتنك تبرأ بإذن الله.
فلما أصبح اذهب إليه فلما رآه نهض ولبس ثيابه وخرج مع الرجل، فظن الرجل أنه يذهب إلى مجلس وعظه، فقال في نفسه أقول له في أثناء الطريق، فلما مر بدار الرجل دخل إليها فأحضر إليه ابنته فدعا لها وانصرف، فبرأت من ساعتها، وبعث إليه الخليفة الطائع لله من أحضره إليه وهو مغضب عليه، فخيف على ابن سمعون منه، فلما جلس بين يديه أخذ في الوعظ، وكان أكثر ما أورده من كلام علي بن أبي طالب، فبكى الخليفة حتى سمع نشيجه، ثم خرج من بين يديه وهو مكرم، فقيل للخليفة: رأيناك طلبته وأنت غضبان، فقال: بلغني أنه ينتقص عليا فأردت أن أعاقبه، فلما حضر أكثر من ذكر علي فعلمت أنه موفق، فذكرني وشفى ما كان في خاطري عليه.
ورأى بعضهم في المنام رسول الله صـلى الله عليه وسلم وإلى جانبه عيسى بن مريم عليه السلام، وهو يقول: أليس من أمتي الاحبار أليس من أمتي أصحاب الصوامع.
فبينما هو يقول ذلك إذ دخل ابن سمعون فقال رسول الله صـلى الله عليه وسلم لعيسى عليه السلام: أفي أمتك مثل هذا ؟ فسكت عيسى.
ولد ابن سمعون في سنة ثلثمائة، وتوفي يوم الخميس الرابع عشر من ذي القعدة في هذه السنة، ودفن بداره.
قال ابن الجوزي: ثم أخرج بعد سنتين إلى
مقبرة أحمد بن حنبل وأكفانه لم تبل رحمه الله.

الخميس، 10 سبتمبر 2015

ابواب الصدقة

باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف:
«2375» حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عباد بن العوام كلاهما عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة في حديث قتيبة قال: قال نبيكم صلى الله عليه وسلم وقال ابن أبي شيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل معروف صدقة)).
«2376» حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: ((أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة)). قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال: ((أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)).
«2377» حدثنا حسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا معاوية- يعني ابن سلام- عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول حدثني عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار)). قال أبو توبة وربما قال: ((يمسي)).
«2378» وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثني معاوية أخبرني أخي زيد بهذا الإسناد. مثله غير أنه قال: ((أو أمر بمعروف)). وقال: ((فإنه يمسي يومئذ)).
«2379» وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا يحيى بن كثير حدثنا علي- يعني ابن المبارك- حدثنا يحيى عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام قال: حدثني عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلق كل إنسان)). بنحو حديث معاوية عن زيد. وقال: ((فإنه يمشي يومئذ)).
«2380» حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((على كل مسلم صدقة)). قيل أرأيت إن لم يجد قال: ((يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق)). قال قيل أرأيت إن لم يستطع قال: ((يعين ذا الحاجة الملهوف)).
قال قيل له أرأيت إن لم يستطع قال: ((يأمر بالمعروف أو الخير)). قال أرأيت إن لم يفعل قال: ((يمسك عن الشر فإنها صدقة))
.
«2381» وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة بهذا الإسناد.
«2382» وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس- قال- تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة- قال- والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة)).

الأحد، 6 سبتمبر 2015

خطبة رسول الله في حجة الوداع


«4406» حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، أي شهر هذا)) قلنا الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: ((أليس ذو الحجة)). قلنا بلى. قال: ((فأي بلد هذا)). قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: ((أليس البلدة)). قلنا بلى. قال: ((فأي يوم هذا)) قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: ((أليس يوم النحر)). 
قلنا بلى. قال: ((فإن دماءكم وأموالكم- قال محمد وأحسبه قال وأعراضكم- عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا وستلقون ربكم، فسيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه- فكان محمد إذا ذكره يقول صدق محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال- ألا هل بلغت. مرتين)).

[أطرافه 67، 105، 1741، 3197، 4662، 5550، 7078، 7447، تحفة 11682].

الجمعة، 28 أغسطس 2015

دعاء علي الرضى رحمه الله

وعن أبي الصلت قال: سمعت علي بن موسى بالموقف يدعو: اللهم كما سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك، فليسعني عفوك، وكما أكرمتني بمعرفتك، فاشفعها بمغفرتك يا ذا الجلال والاكرام.

من اخبار معروف الكرخي


قيل: أتى رجل بعشرة دنانير إلى معروف، فمر سائل، فناوله إياها، وكان يبكي، ثم يقول: يانفس كم تبكين ؟ أخلصي تخلصي.
وسئل: كيف تصوم ؟ فغالط السائل، وقال: صوم نبينا صلى الله عليه وسلم كان كذا وكذا، وصوم داود كذا وكذا، فألح عليه، فقال: أصبح دهري صائما، فمن دعاني، أكلت، ولم أقل: إني صائم .
وقص إنسان شارب معروف، فلم يفتر من الذكر، فقال: كيف أقص ؟ فقال: أنت تعمل، وأنا أعمل.
وقيل: اغتاب رجل عند معروف، فقال: اذكر القطن إذا وضع على عينيك.
وعنه قال: ما أكثر الصالحين، وما أقل الصادقين.
وعنه: من كابر الله، صرعه، ومن نازعه، قمعه، ومن ماكره، خدعه، ومن توكل عليه، منعه، ومن تواضع له، رفعه، كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله .

من كتاب سير اعلام النبلاء للذهبي