الأربعاء، 29 أبريل 2015

من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم


باب حسن الخلق، والسخاء، وما يكره من البخل: وقال ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان. وقال أبو ذر لما بلغه مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي، فاسمع من قوله، فرجع فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق.
«6033» حدثنا عمرو بن عون حدثنا حماد- هو ابن زيد- عن ثابت عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت وهو يقول: ((لن تراعوا، لن تراعوا)). وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف فقال: ((لقد وجدته بحرا)). أو: ((إنه لبحر)).
[أطرافه 2627، 2820، 2857، 2862، 2866، 2867، 2908، 2968، 2969، 3040، 6212، تحفة 289، 301 أ].
«6034» حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن ابن المنكدر قال: سمعت جابرا رضي الله عنه يقول ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا.
[تحفة 3024].
«6035» حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق عن مسروق قال كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو يحدثنا إذ قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وإنه كان يقول: ((إن خياركم أحاسنكم أخلاقا)). [أطرافه 3559، 3759، 6029، تحفة 8933].
«6036» حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة. فقال سهل للقوم أتدرون ما البردة فقال القوم هي شملة. فقال سهل هي شملة منسوجة فيها حاشيتها- فقالت يا رسول الله أكسوك هذه. فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها، فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة فقال يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها. فقال: ((نعم)). فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه قالوا ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه. فقال رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها.
[أطرافه 1277، 2093، 5810، تحفة 4765- 17/ 8].
«6037» حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يتقارب الزمان وينقص العمل، ويلقى الشح ويكثر الهرج)). قالوا وما الهرج قال: ((القتل، القتل)).
[أطرافه 85، 1036، 1412، 3608، 3609، 4635، 4636، 6506، 6935، 7061، 7115، 7121، تحفة 12282].
«6038» حدثنا موسى بن إسماعيل سمع سلام بن مسكين قال: سمعت ثابتا يقول: حدثنا أنس رضي الله عنه قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف. ولا لم صنعت ولا ألا صنعت. [طرفاه 2768، 6911، تحفة 436].

الاثنين، 27 أبريل 2015

الحث على الصدقة

باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف:

«2355» حدثني زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم أنفق أنفق عليك)). وقال: ((يمين الله ملأى- وقال ابن نمير ملآن- سحاء لا يغيضها شيء الليل والنهار)).

«2356» وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا معمر بن راشد عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها. وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال لي أنفق أنفق عليك)). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يمين الله ملأى لا يغيضها سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه)). قال: ((وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض)).

الجمعة، 24 أبريل 2015

ماذا قال الشافعي رحمه الله وهو في مرض الموت

عن ابن خزيمة وغيره: حدثنا المزني قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت: يا أبا عبد الله، كيف أصبحت ؟ فرفع رأسه، وقال: أصبحت من الدنيا راحلا، ولاخواني مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا، وعلى الله واردا، ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها،
و إلى نار فأعزيها، ثم بكى، وأنشأ يقول:

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت رجائي دون عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منة وتكرما 
فإن تنتقم مني فلست بآيس * ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما
ولولاك لم يغوى بإبليس عابد * فكيف وقد أغوى صفيك آدما
وإني لآتي الذنب أعرف قدره * وأعلم أن الله يعفو ترحما

إسناده ثابت عنه .
قال أبو العباس الاصم: حدثنا الربيع بن سليمان: دخلت على الشافعي وهو مريض، فسألني عن أصحابنا، فقلت: إنهم يتكلمون، فقال: ما ناظرت أحدا قط على الغلبة، وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب - يعني كتبه - على أن لا ينسب إلي منه شئ.
قال هذا يوم الاحد، ومات يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومئتين، وله نيف وخمسون سنة .

من كتاب سير الاعلام النبلاء

الشافعي وفضل اهل الحديث

عن البويطي، سمعت الشافعي يقول: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زاد البويطي: قال الشافعي: جزاهم الله خيرا، فهم حفظوا لنا الاصل، فلهم علينا فضل.

من كتاب سير اعلام النبلاء

الشافعي وفضل اهل الحديث

عن البويطي، سمعت الشافعي يقول: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زاد البويطي: قال الشافعي: جزاهم الله خيرا، فهم حفظوا لنا الاصل، فلهم علينا فضل.

من كتاب سير اعلام النبلاء

الأربعاء، 15 أبريل 2015

اﻻمام النووي و الملك الظاهر ومواقف الشجاعة.


قيل إن الملك الظاهر بيبرس لما توجه بعساكره إلى الشام بسبب التتر حين تحركت عليه أخذ فتاوي الفقهاء بأن يجوزوا له ان يأخذ من الرعية مالاً يستعين به على قتال العدو فكتب له فقهاء الشام بذلك فقال : هل بقي عندكم أحد من الفقهاء ؟ قالوا : نعم بقي الشيخ الصالح محي الدين النووي . فطلبه فحضر فأوقفه على الفتاوي وقال : اكتب خطك مع خطوط الفقهاء فامتنع من ذلك فقال له : ما سبب امتناعك ؟ قال : أعفني من ذلك . قال : ما السبب في ذلك اذكره لي . قال : أعرف أنك كنت مملوكاً للأمير بندقدار وليس لك مال ثم يسر الله لك أمراً على المسلمين فوليت الملك وسمعت أن عندك كذا ألف مملوك كل مملوك منهم حياصته بألف دينار وعندك مائتي جارية كل جارية عندها حق حلي يزيد على عشرة آلاف دينار فإذا أنفقت ذلك كله وبقيت مماليكك ببنود الصوف بدلاً من تلك الحوايص وبقيت جواريك بثيابهن دون الحلي أفتي لك بجواز أخذك المال من الرعية فغضب الملك الظاهر من كلامه وقال : اخرج من بلدي يعني دمشق . قال : سمعاً وطاعة . وانتقل منها إلى بلده نوى وهي ضيعة بأرض حوران . فقالت الفقهاء للملك الظاهر بعد ذلك : إن هذا الذي أمرت بخروجه من دمشق الفقيه من كبار العلماء والصلحاء وممن يقتدى به فأعده إلى دمشق فرسم برجوعه إليها فساروا إليه ورغبوه في الرجوع إلى دمشق وقالوا : قد رسم السلطان برجوعك إليها . فامتنع وقال : لا أدخلنها والملك الظاهر بالحياة أبداً . فلما كان بعد شهر كان الملك الظاهر في نفسه شيء من بعض أمرائه فصنع له شربة مسمومة ودسها بين شربات غير مسمومة فلما قصد أن يسقي الأمير تلك الشربة المسمومة غلط فشرب هو المسمومة فمات وشرب الأمير غير المسمومة فسلم . فلما سمع الشيخ محي الدين بموت الملك الظاهر دخل دمشق .

كتاب الإلمام لمحمد بن القاسم النويري ( ج 4 صـ 81 : 83 )

الاثنين، 13 أبريل 2015

قصة اﻻقرع واﻻبرص واﻻعمى

أخبرنا همام عن إسحاق بن عبد الله قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص. فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس. قال فمسحه، فذهب عنه، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. فقال أي المال أحب إليك قال الإبل- أو قال البقر هو شك في ذلك، إن الأبرص والأقرع، قال أحدهما الإبل، وقال الآخر البقر- فأعطي ناقة عشراء. فقال يبارك لك فيها. وأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن، ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس. قال فمسحه فذهب، وأعطي شعرا حسنا. قال فأي المال أحب إليك قال البقر. قال فأعطاه بقرة حاملا، وقال يبارك لك فيها. وأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس. قال فمسحه، فرد الله إليه بصره. قال فأي المال أحب إليك قال الغنم. فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذان، وولد هذا، فكان لهذا واد من إبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من الغنم. ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين، تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري. فقال له إن الحقوق كثيرة. فقال له كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر. فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت، وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله، ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري. فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيرا فقد أغناني، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك)). [طرفه 6653، تحفة 13602- 209/ 4].

ثلاثة تكلموا في المهد ... من هم ؟

أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى ابن مريم وصاحب جريج وكان جريج رجلا عابدا فاتخذ صومعة فكان فيها فأتته أمه وهو يصلي فقالت يا جريج. فقال يا رب أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته فانصرفت فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت يا جريج فقال يا رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فانصرفت فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت يا جريج. فقال أي رب أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته فقالت اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات. فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها فقالت إن شئتم لأفتننه لكم- قال- فتعرضت له فلم يلتفت إليها فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت فلما ولدت قالت هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه فقال ما شأنكم قالوا زنيت بهذه البغي فولدت منك. فقال أين الصبي فجاءوا به فقال دعوني حتى أصلي فصلى فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال يا غلام من أبوك قال فلان الراعي- قال- فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به وقالوا نبني لك صومعتك من ذهب. قال لا أعيدوها من طين كما كانت. ففعلوا. وبينا صبي يرضع من أمه فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه اللهم اجعل ابني مثل هذا. فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال اللهم لا تجعلني مثله. ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع. قال فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه فجعل يمصها. قال ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت. وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت أمه اللهم لا تجعل ابني مثلها. فترك الرضاع ونظر إليها فقال اللهم اجعلني مثلها. فهناك تراجعا الحديث فقالت حلقى مر رجل حسن الهيئة فقلت اللهم اجعل ابني مثله. فقلت اللهم لا تجعلني مثله. ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت. فقلت اللهم لا تجعل ابني مثلها. فقلت اللهم اجعلني مثلها قال إن ذاك الرجل كان جبارا فقلت اللهم لا تجعلني مثله. وإن هذه يقولون لها زنيت. ولم تزن وسرقت ولم تسرق فقلت اللهم اجعلني مثلها)).

فضل سورة الفاتحة

باب فضل فاتحة الكتاب:

«5006» حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه قلت يا رسول الله إني كنت أصلي. قال: ((ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم} ثم قال ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد)). فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة من القرآن. قال: (({الحمد لله رب العالمين} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)).

[أطرافه 4474، 4647، 4703، تحفة 12047- 231/ 6].

«5007» حدثني محمد بن المثنى حدثنا وهب حدثنا هشام عن محمد عن معبد عن أبي سعيد الخدري قال كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم، وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال لا ما رقيت إلا بأم الكتاب. قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي- أو نسأل- النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم)). [أطرافه 2276، 5736، 5749، تحفة 4302].

الخميس، 9 أبريل 2015

ما هو حق الجار ؟

عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)). [تحفة 17947].

هل تعلم سبب بناء مدينة سامراء ؟


ذكر بناء سامرا
وفي هذه السنة خرج المعتصم إلى سامرا لبنائها، وكان سبب ذلك أنه قال: إني أتخوف هؤلاء الحربية أن يصيحوا صيحة فيقتلوا غلماني، فأريد أن أكون فوقهم، فإن رابني منهم شيء أتيتهم في البر والماء، حتى آتي عليهم، فخرج إليها، فأعجبه مكانها.
وقيل كان سبب ذلك أن المعتصم كان قد أكثر من الغلمان الأتراك، فكانوا لا يزالون يرون الواحد بعد الواحد قتيلا، وذلك أنهم كانوا جفاة، يركبون الدواب، فيركضونها إلى الشوارع، فيصدمون الرجل والمرأة والصبي، فيأخذهم الأبناء عن دوابهم، ويضربونهم، وربما هلك أحدهم فتأذى بهم الناس.
ثم إن المعتصم ركب يوم عيد، فقام إليه شيخ، فقال له: يا أبا إسحاق! فأراد الجند ضربه، فمنعهم، وقال: يا شيخ (ما لك، ما لك؟) قال: لا جزاك الله عن الجوار خيرا، جاورتنا وجئت بهؤلاء العلوج من غلمانك الأتراك، فأسكنتهم بيننا، فأيتمت صبياننا، وأرملت بهم نسواننا، وقتلت رجالنا، والمعتصم يسمع ذلك، فدخل منزله، ولم ير راكبا إلى مثل ذلك اليوم، فخرج، فصلى بالناس العيد، ولم يدخل بغداد، بل سار إلى ناحية القاطول،
.ولم يرجع إلى بغداد


حمل تطبيق الكامل في التاريخ لاجهزة الأندرويد http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh

الجمعة، 3 أبريل 2015

علامات النبوة The miracles of the Prophet



باب علامات النبوة في الإسلام
«3571» حدثنا أبو الوليد حدثنا سلم بن زرير سمعت أبا رجاء قال: حدثنا عمران بن حصين أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير، فأدلجوا ليلتهم حتى إذا كان وجه الصبح عرسوا فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس، فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر، وكان لا يوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من منامه حتى يستيقظ، فاستيقظ عمر فقعد أبو بكر عند رأسه فجعل يكبر ويرفع صوته، حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فنزل وصلى بنا الغداة، فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فلما انصرف قال: ((يا فلان ما يمنعك أن تصلي معنا)). قال أصابتني جنابة. فأمره أن يتيمم بالصعيد، ثم صلى وجعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركوب بين يديه، وقد عطشنا عطشا شديدا فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين، فقلنا لها أين الماء فقالت إنه لا ماء. فقلنا كم بين أهلك وبين الماء قالت يوم وليلة. فقلنا انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت وما رسول الله فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حدثته أنها مؤتمة، فأمر بمزادتيها فمسح في العزلاوين، فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا، فملأنا كل قربة معنا وإداوة، غير أنه لم نسق بعيرا وهي تكاد تنض من الملء ثم قال: ((هاتوا ما عندكم)). فجمع لها من الكسر والتمر، حتى أتت أهلها قالت لقيت أسحر الناس، أو هو نبي كما زعموا، فهدى الله ذاك الصرم بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا. [طرفاه 344، 348، تحفة 10875- 233/ 4].
«3572» حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم. قال قتادة قلت لأنس كم كنتم قال ثلاثمائة، أو زهاء ثلاثمائة. [أطرافه 169، 195، 200، 3573، 3574، 3575، تحفة1183].
«3573» حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء، فأمر الناس أن يتوضئوا منه، فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم. [أطرافه 169، 195، 200، 3572، 3574، 3575، تحفة 201].
«3574» حدثنا عبد الرحمن بن مبارك حدثنا حزم قال: سمعت الحسن قال: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه، فانطلقوا يسيرون، فحضرت الصلاة فلم يجدوا ماء يتوضئون، فانطلق رجل من القوم، فجاء بقدح من ماء يسير فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ، ثم مد أصابعه الأربع على القدح ثم قال: ((قوموا فتوضئوا)). فتوضأ، القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء، وكانوا سبعين أو نحوه. [أطرافه 169، 195، 200، 3572، 3573، 3575، تحفة 527].
«3575» حدثنا عبد الله بن منير سمع يزيد أخبرنا حميد عن أنس رضي الله عنه قال حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار من المسجد يتوضأ، وبقي قوم، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فيه ماء، فوضع كفه فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، فضم أصابعه فوضعها في المخضب، فتوضأ القوم كلهم جميعا. قلت كم كانوا قال ثمانون رجلا. [أطرافه 169، 195، 200، 3572، 3573، 3574، تحفة 809- 234/ 4].
«3576» حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال عطش الناس يوم الحديبية، والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه، فقال: ((ما لكم)). قالوا ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا. قلت كم كنتم قال لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة. [أطرافه 4152، 4153، 4154، 4840، 5639، تحفة 2242].
«3577» حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة، والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير البئر، فدعا بماء فمضمض ومج في البئر، فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت- أو صدرت- ركائبنا. [طرفاه 4150، 4151، تحفة 1807].
«3578» حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا، أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء قالت نعم. فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذهبت به، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آرسلك أبو طلحة)). فقلت نعم. قال بطعام. فقلت نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: ((قوموا)). فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته. فقال أبو طلحة يا أم سليم، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، وليس عندنا ما نطعمهم. فقالت الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلمي يا أم سليم ما عندك)). فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت، وعصرت أم سليم عكة فأدمته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله أن يقول، ثم قال: ((ائذن لعشرة)). فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ((ائذن لعشرة)). فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ((ائذن لعشرة)). فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ((ائذن لعشرة)). فأكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون- أو ثمانون- رجلا. [أطرافه 422، 5381، 5450، 6688، تحفة 200- 235/ 4].
«3579» حدثني محمد بن المثنى حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء فقال: ((اطلبوا فضلة من ماء)). فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، ثم قال: ((حي على الطهور المبارك، والبركة من الله)) فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. [تحفة 9454].
«3580» حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء قال: حدثني عامر قال: حدثني جابر رضي الله عنه أن أباه توفي وعليه دين، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن أبي ترك عليه دينا وليس عندي إلا ما يخرج نخله، ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه، فانطلق معي لكي لا يفحش علي الغرماء. فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر، ثم جلس عليه فقال: ((انزعوه)). فأوفاهم الذي لهم، وبقي مثل ما أعطاهم. [أطرافه 2127، 2395، 2396، 2405، 2601، 2709، 2781، 4053، 6250، تحفة 2344].
«3581» حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء، وأن النبي- صلى الله عليه وسلم قال مرة: ((من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس)). أو كما قال، وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة، وأبو بكر وثلاثة، قال فهو أنا وأبي وأمي- ولا أدري هل قال امرأتي وخادمي- بين بيتنا وبين بيت أبي بكر، وأن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك. قال أو عشيتهم قالت أبوا حتى تجيء، قد عرضوا عليهم فغلبوهم، فذهبت فاختبأت، فقال يا غنثر. فجدع وسب وقال كلوا وقال لا أطعمه أبدا. قال وايم الله ما كنا نأخذ من اللقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل، فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر قال لامرأته يا أخت بني فراس. قالت لا وقرة عيني لهي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرات. فأكل منها أبو بكر، وقال إنما كان الشيطان- يعني يمينه- ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده. وكان بيننا وبين قوم عهد، فمضى الأجل، فتفرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس. الله أعلم كم مع كل رجل، غير أنه بعث معهم، قال أكلوا منها أجمعون. أو كما قال. [أطرافه 602، 6140، 6141، تحفة 9688- 236/ 4].
«3582» حدثنا مسدد حدثنا حماد عن عبد العزيز عن أنس وعن يونس عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله هلكت الكراع، هلكت الشاء، فادع الله يسقينا، فمد يديه ودعا. قال أنس وإن السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح أنشأت سحابا ثم اجتمع، ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل- أو غيره- فقال يا رسول الله، تهدمت البيوت، فادع الله يحبسه. فتبسم ثم قال: ((حوالينا ولا علينا)). فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل. [أطرافه 932، 933، 1013، 1014، 1015، 1016، 1017، 1018، 1019، 1021، 1029، 1033، 6093، 6342، تحفة 1014، 493- 237/ 4].
«3583» حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان حدثنا أبو حفص- واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء- قال: سمعت نافعا عن ابن عمر رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه. [تحفة 8235]. «3583» وقال عبد الحميد أخبرنا عثمان بن عمر أخبرنا معاذ بن العلاء عن نافع بهذا. ورواه أبو عاصم عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. [تحفة 7763، 8449].
«3584» حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: سمعت أبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار- أو رجل- يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال: ((إن شئتم)). فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه تئن أنين الصبي، الذي يسكن، قال: ((كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها)). [أطرافه 449، 918، 2095، 3585، تحفة 2215].
«3585» حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر، وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت. [أطرافه 449، 918، 2095، 3584، تحفة 2232- 238/ 4].
«3586» حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة. حدثني بشر بن خالد حدثنا محمد عن شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل يحدث عن حذيفة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة فقال حذيفة أنا أحفظ كما قال. قال هات إنك لجريء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)). قال ليست هذه، ولكن التي تموج كموج البحر. قال يا أمير المؤمنين لا بأس عليك منها، إن بينك وبينها بابا مغلقا. قال يفتح الباب أو يكسر قال لا بل يكسر. قال ذاك أحرى أن لا يغلق. قلنا علم الباب قال نعم، كما أن دون غد الليلة، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقا، فسأله فقال من الباب قال عمر. [أطرافه 525، 1435، 1895، 7096، تحفة 3337].
«3587» حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة)). [تحفة 13746].
«3588» ((وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر، حتى يقع فيه، والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام)). [طرفاه 3493، 3496، تحفة 13746].
«3589» ((وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله)). [تحفة 13746].
«3590» حدثني يحيى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، وجوههم المجان المطرقة، نعالهم الشعر)). تابعه غيره عن عبد الرزاق. [أطرافه 2928، 2929، 3587، 3591، تحفة 14732].
«3591» حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال: قال إسماعيل أخبرني قيس قال أتينا أبا هريرة رضي الله عنه فقال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن في سني أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن سمعته يقول وقال هكذا بيده: ((بين يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر، وهو هذا البارز)). وقال سفيان مرة وهم أهل البازر. [أطرافه 2928، 2929، 3587، 3590، تحفة 14292- 239/ 4].
«3592» حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم سمعت الحسن يقول: حدثنا عمرو بن تغلب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بين يدي الساعة تقاتلون قوما ينتعلون الشعر، وتقاتلون قوما كأن وجوههم المجان المطرقة)). [طرفه 2927، تحفة 10710].
«3593» حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله)). [طرفه 2925، تحفة 6851].
«3594» حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي على الناس زمان يغزون، فيقال فيكم من صحب الرسول صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم. فيفتح عليهم، ثم يغزون فيقال لهم هل فيكم من صحب من صحب الرسول صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم. فيفتح لهم)). [طرفاه 2897، 3649، تحفة 3983].
«3595» حدثني محمد بن الحكم أخبرنا النضر أخبرنا إسرائيل أخبرنا سعد الطائي أخبرنا محل بن خليفة عن عدي بن حاتم قال بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر، فشكا قطع السبيل. فقال: ((يا عدي هل رأيت الحيرة)). قلت لم أرها وقد أنبئت عنها. قال: ((فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة، حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحدا إلا الله))- قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيئ الذين قد سعروا البلاد: ((ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى)). قلت كسرى بن هرمز قال: ((كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله منه، فلا يجد أحدا يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له. فيقولن ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك فيقول بلى. فيقول ألم أعطك مالا وأفضل عليك فيقول بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم)). قال عدي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اتقوا النار ولو بشقة تمرة، فمن لم يجد شقة تمرة فبكلمة طيبة)). قال عدي فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: ((يخرج ملء كفه)). [أطرافه 1413، 1417، 6023، 6539، 6540، 6563، 7443، 7512، تحفة 9874- 240/ 4].
«3596» حدثني سعيد بن شرحبيل حدثنا ليث عن يزيد عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: ((إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، إني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا، ولكن أخاف أن تنافسوا فيها)). [أطرافه 1344، 4042، 4085، 6426، 6590، تحفة 9956].
«3597» حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة رضي الله عنه قال أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من الآطام، فقال: ((هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر)). [أطرافه 1878، 2467، 7060، تحفة 106].
«3598» حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: حدثني عروة بن الزبير أن زينب ابنة أبي سلمة حدثته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان حدثتها عن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: ((لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا)). وحلق بإصبعه وبالتي تليها، فقالت زينب فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال: ((نعم، إذا كثر الخبث)). [أطرافه 3346، 7059، 7135، تحفة 15880- 241/ 4].
«3599» وعن الزهري حدثتني هند بنت الحارث أن أم سلمة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((سبحان الله، ماذا أنزل من الخزائن وماذا أنزل من الفتن)). [أطرافه 115، 1126، 5844، 6218، 7069، تحفة 18290].
«3600» حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال لي إني أراك تحب الغنم، وتتخذها، فأصلحها وأصلح رعامها، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم، يتبع بها شعف الجبال- أو سعف الجبال- في مواقع القطر، يفر بدينه من الفتن)). [أطرافه 19، 3300، 6495، 7088، تحفة 4103، 4105].
«3601» حدثنا عبد العزيز الأويسي حدثنا إبراهيم عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به)). [طرفاه 7081، 7082، تحفة 13179، 15188].
«3602» وعن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية، مثل حديث أبي هريرة هذا، إلا أن أبا بكر يزيد: ((من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله)). [تحفة 11716].
«3603» حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ستكون أثرة وأمور تنكرونها)). قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال: ((تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم)). [طرفه 7052، تحفة 9229- 242/ 4].
«3604» حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أبو أسامة حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يهلك الناس هذا الحي من قريش)). قالوا فما تأمرنا قال: ((لو أن الناس اعتزلوهم)). قال محمود حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن أبي التياح سمعت أبا زرعة. [طرفاه 3605، 7058، تحفة 14926].
«3605» حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: ((هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش)). فقال مروان غلمة. قال أبو هريرة إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان. [طرفاه 3604، 7058، تحفة 13084].
«3606» حدثنا يحيى بن موسى حدثنا الوليد قال: حدثني ابن جابر قال: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال: حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر قال: ((نعم)). قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال: ((نعم، وفيه دخن)). قلت وما دخنه قال: ((قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر)). قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال: ((نعم دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها)). قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال: ((هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)) قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)). قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)). [طرفاه 3607، 7084، تحفة 3362].
«3607» حدثني محمد بن المثنى قال: حدثني يحيى بن سعيد عن إسماعيل حدثني قيس عن حذيفة رضي الله عنه قال تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر. [طرفاه 3606، 7084، تحفة 3380- 243/ 4].
«3608» حدثنا الحكم بن نافع حدثنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة)). [أطرافه 85، 1036، 1412، 3609، 4635، 4636، 6037، 6506، 6935، 7061، 7115، 7121، تحفة 15174].
«3609» حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان، فيكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة، ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله)). [أطرافه 85، 1036، 1412، 3608، 4635، 4636، 6037، 6506، 6935، 7061، 7115، 7121، تحفة 14706، 14719].
«3610» حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة- وهو رجل من بني تميم- فقال يا رسول الله اعدل. فقال: ((ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل)). فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه، فأضرب عنقه. فقال: ((دعه فإن له أصحابا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه- وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس)). قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل، فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته. [أطرافه 3344، 4351، 4667، 5058، 6163، 6931، 6933، 7432، 7562، تحفة 4421- 244/ 4].
«3611» حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضي الله عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)). [طرفاه 5057، 6930، تحفة 10121].
«3612» حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال: ((كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)). [طرفاه 3852، 6943، تحفة 3519].
«3613» حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد حدثنا ابن عون قال أنبأني موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه. فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه، فقال ما شأنك فقال شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله، وهو من أهل النار. فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا. فقال موسى بن أنس فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: ((اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار، ولكن من أهل الجنة)). [طرفه 4846، تحفة 1612- 245/ 4].
«3614» حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قرأ رجل الكهف وفي الدار الدابة فجعلت تنفر فسلم، فإذا ضبابة- أو سحابة- غشيته، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرأ فلان، فإنها السكينة نزلت للقرآن، أو تنزلت للقرآن)). [طرفاه 4839، 5011، تحفة 1872].
«3615» حدثنا محمد بن يوسف حدثنا أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحراني حدثنا زهير بن معاوية حدثنا أبو إسحاق سمعت البراء بن عازب يقول جاء أبو بكر رضي الله عنه إلى أبي في منزله، فاشترى منه رحلا فقال لعازب ابعث ابنك يحمله معي. قال فحملته معه، وخرج أبي ينتقد ثمنه، فقال له أبي يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما حين سريت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أسرينا ليلتنا، ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة، لها ظل لم تأت عليه الشمس فنزلنا عنده، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانا بيدي ينام عليه، وبسطت فيه فروة، وقلت نم يا رسول الله، وأنا أنفض لك ما حولك. فنام وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أردنا فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من أهل المدينة أو مكة. قلت أفي غنمك لبن قال نعم. قلت أفتحلب قال نعم. فأخذ شاة. فقلت انفض الضرع من التراب والشعر والقذى. قال فرأيت البراء يضرب إحدى يديه على الأخرى ينفض، فحلب في قعب كثبة من لبن، ومعي إداوة حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم يرتوي منها، يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكرهت أن أوقظه، فوافقته حين استيقظ، فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت اشرب يا رسول الله- قال- فشرب، حتى رضيت ثم قال: ((ألم يأن للرحيل)). قلت بلى- قال- فارتحلنا بعد ما مالت الشمش، واتبعنا سراقة بن مالك، فقلت أتينا يا رسول الله. فقال: ((لا تحزن، إن الله معنا)). فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به فرسه إلى بطنها- أرى في جلد من الأرض، شك زهير- فقال: إني أراكما قد دعوتما علي فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب. فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا فجعل لا يلقى أحدا إلا قال كفيتكم ما هنا. فلا يلقى أحدا إلا رده. قال ووفى لنا. [أطرافه 2439، 3652، 3908، 3917، 5607، تحفة 6587- 246/ 4].
«3616» حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي- يعوده- قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس طهور إن شاء الله. فقال له: ((لا بأس طهور إن شاء الله)). قال قلت طهور كلا بل هي حمى تفور- أو تثور- على شيخ كبير، تزيره القبور. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فنعم إذا)). [أطرافه 5656، 5662، 7470، تحفة 6055].
«3617» حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانيا فكان يقول ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه، لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا. فألقوه فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم. فألقوه فحفروا له، وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه. [تحفة 1051].
«3618» حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال وأخبرني ابن المسيب عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله)). [أطرافه 3027، 3120، 6630، تحفة 13334].
«3619» حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رفعه قال: ((إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده- وذكر وقال- لتنفقن كنوزهما في سبيل الله)). [طرفاه 3121، 6629، تحفة 2204- 247/ 4].
«3620» حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته. وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريد، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: ((لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت)). [أطرافه 4373، 4378، 7033، 7461، تحفة 6518].
«3621» فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام أن انفخهما، فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي)). فكان أحدهما العنسي والآخر مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة. [أطرافه 4374، 4375، 4379، 7034، 7037، تحفة 13574].
«3622» حدثني محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى- أراه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرا والله خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله من الخير، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر)). [أطرافه 3987، 4081، 7035، 7041، تحفة 9043].
«3623» حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت أقبلت فاطمة تمشي، كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مرحبا بابنتي)). ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا، فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال. [أطرافه 3625، 3715، 4433، 6285، تحفة 17615- 248/ 4].
«3624» فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت أسر إلي: ((إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي)). فبكيت فقال: ((أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة- أو نساء المؤمنين)). فضحكت لذلك. [أطرافه 3626، 3716، 4434، 6286، تحفة 18040 ل].
«3625» حدثني يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها، فسارها فضحكت، قالت فسألتها عن ذلك. [أطرافه 3623، 3715، 4433، 6285، تحفة 16339].
«3626» فقالت سارني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت. [أطرافه 3624، 3716، 4434، 6286، تحفة 18040].
«3627» حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله. فقال إنه من حيث تعلم. فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية: {إذا جاء نصر الله والفتح}. فقال أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه. قال ما أعلم منها إلا ما تعلم. [أطرافه 4294، 4430، 4969، 4970، تحفة 5456].
«3628» حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة بن الغسيل حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه بملحفة قد عصب بعصابة دسماء، حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئا يضر فيه قوما، وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم)). فكان آخر مجلس جلس به النبي صلى الله عليه وسلم. [طرفاه 927، 3800، تحفة 6146- 249/ 4].
«3629» حدثني عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حسين الجعفي عن أبي موسى عن الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن فصعد به على المنبر، فقال: ((ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)). [أطرافه 2704، 3746، 7109، تحفة 11658].
«3630» حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى جعفرا وزيدا قبل أن يجيء خبرهم، وعيناه تذرفان. [أطرافه 1246، 2798، 3063، 3757، 4262، تحفة 820].
«3631» حدثني عمرو بن عباس حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل لكم من أنماط)). قلت وأنى يكون لنا الأنماط قال: ((أما إنه سيكون لكم الأنماط)). فأنا أقول لها- يعني امرأته- أخري عني أنماطك. فتقول ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنها ستكون لكم الأنماط)). فأدعها. [طرفه 5161، تحفة 3023].
«3632» حدثني أحمد بن إسحاق حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال انطلق سعد بن معاذ معتمرا- قال- فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشأم فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد انتظر حتى إذا انتصف النهار، وغفل الناس انطلقت فطفت، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل فقال من هذا الذي يطوف بالكعبة فقال سعد أنا سعد. فقال أبو جهل تطوف بالكعبة آمنا، وقد آويتم محمدا وأصحابه فقال نعم. فتلاحيا بينهما. فقال أمية لسعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم، فإنه سيد أهل الوادي. ثم قال سعد والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشأم. قال فجعل أمية يقول لسعد لا ترفع صوتك. وجعل يمسكه، فغضب سعد فقال دعنا عنك، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك. قال إياي قال نعم. قال والله ما يكذب محمد إذا حدث. فرجع إلى امرأته، فقال أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي قالت وما قال: قال زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي. قالت فوالله ما يكذب محمد. قال فلما خرجوا إلى بدر، وجاء الصريخ قالت له امرأته أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي قال فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل إنك من أشراف الوادي، فسر يوما أو يومين، فسار معهم فقتله الله. [طرفه 3950، تحفة 4450، 9486- 250/ 4].
«3633» حدثني عبد الرحمن بن شيبة حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة عن أبيه عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رأيت الناس مجتمعين في صعيد، فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي بعض نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم أخذها عمر، فاستحالت بيده غربا، فلم أر عبقريا في الناس يفري فريه، حتى ضرب الناس بعطن)). وقال همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((فنزع أبو بكر ذنوبين)). [أطرافه 3676، 3682، 7019، 7020، تحفة 7022، 14733].
«3634» حدثني عباس بن الوليد النرسي حدثنا معتمر قال: سمعت أبي حدثنا أبو عثمان قال أنبئت أن جبريل- عليه السلام- أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة، فجعل يحدث ثم قام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: ((من هذا)). أو كما قال. قال قالت هذا دحية. قالت أم سلمة ايم الله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم يخبر جبريل أو كما قال. قال فقلت لأبي عثمان ممن سمعت هذا قال من أسامة بن زيد. [طرفه 4980، تحفة 101، 18144].

الأربعاء، 1 أبريل 2015

الخليفة الراشد الظاهر بامر الله ... رحمه الله

صفحة رقم ٦١١١ من الكامل في التاريخ
ذكر خلافة الظاهر بأمر الله. ( 622 هجرية )
قد ذكرنا سنة خمس وثمانين وخمسمائة الخطبة للأمير أبي نصر محمد ابن الخليفة الناصر لدين الله بولاية العهد في العراق وغيره من البلاد، ثم بعد ذلك خلعه الخليفة من ولاية العهد، وأرسل إلى البلاد في قطع الخطبة له، وإنما فعل ذلك ; لأنه كان يميل إلى ولده الصغير علي، فاتفق أن الولد الصغير توفي سنة اثنتي عشرة وستمائة، ولم يكن للخليفة ولد غير ولي العهد، فاضطر إلى إعادته، إلا أنه تحت الاحتياط والحجر لا يتصرف في شيء.
فلما توفي أبوه، ولي الخلافة وأحضر الناس لأخذ البيعة، وتلقب بالظاهر بأمر الله، وعنى أن أباه وجميع أصحابه أرادوا صرف الأمر عنه، فظهر وولي الخلافة بأمر الله لا بسعي من أحد.
ولما ولي الخلافة، أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنة العمرين، فلو قيل إنه لم يل الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القائل صادقا، فإنه أعاد من الأموال المغصوبة في أيام أبيه وقبله شيئا كثيرا، وأطلق المكوس في البلاد جميعها، وأمر بإعادة الخراج القديم في جميع العراق، وأن يسقط جميع ما جدده أبوه، وكان كثيرا لا يحصى

، فمن ذلك أن قرية بعقوبا كان يحصل منها قديما نحو عشرة آلاف دينار، فلما تولى الناصر لدين الله، كان يؤخذ منها كل سنة ثمانون ألف دينار، فحضر أهلها واستغاثوا، وذكروا أن أملاكهم أخذت حتى صار يحصل منها هذا المبلغ، فأمر أن يؤخذ الخراج القديم وهو عشرة آلاف دينار، فقيل له: إن هذا المبلغ يصل إلى المخزن، فمن أين يكون العوض؟ فأقام لهم العوض من جهات أخرى، فإذا كان المطلق من جهة واحدة سبعين ألف دينار، فما الظن بباقي البلاد؟ ومن أفعاله الجميلة أنه أمر بأخذ الخراج الأول من باقي البلاد جميعها، فحضر كثير من أهل العراق، وذكروا أن الأملاك التي كان يؤخذ منها الخراج قديما قد يبس أكثر أشجارها وخربت، ومتى طولبوا بالخراج الأول لا يفي دخل الباقي بالخراج، فأمر أن لا يؤخذ الخراج إلا من كل شجرة سليمة، وأما الذاهب فلا يؤخذ منه .
ومن ذلك أيضا أن المخزن كان له صنجة الذهب تزيد عن صنجة البلد نصف قيراط، يقبضون بها المال، ويعطون بالصنجة التي للبلد يتعامل بها الناس، فسمع بذلك فخرج خطه إلى الوزير، وأوله {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم} [المطففين: 1] . قد بلغنا أن الأمر كذا وكذا، فتعاد صنجة المخزن إلى الصنجة التي يتعامل بها المسلمون، واليهود والنصارى.

فكتب بعض النواب إليه يقول: إن هذا مبلغ كثير، وقد حسبناه فكان في السنة الماضية خمسة وثلاثين ألف دينار، فأعاد الجواب ينكر على القائل، ويقول: لو أنه ثلاث مائة ألف وخمسون ألف دينار يطلق.
وكذلك أيضا فعل في إطلاق زيادة الصنجة التي للديوان، وهي في كل دينار حبة، وتقدم إلى القاضي أن كل من عرض عليه كتابا صحيحا بملك يعيده إليه من غير إذن، وأقام رجلا صالحا في ولاية الحشري وبيت المال، وكان الرجل حنبليا، فقال: إنني من مذهبي أن أورث ذوي الأرحام، فإن أذن أمير المؤمنين أن أفعل ذلك، وليت وإلا فلا. فقال له: أعط كل ذي حق حقه، واتق الله ولا تتق سواه.
ومنها أن العادة كانت ببغداد أن الحارس بكل درب يبكر، ويكتب مطالعة إلى الخليفة بما تجدد في دربه من اجتماع بعض الأصدقاء ببعض على نزهة، أو سماع، أو غير ذلك، ويكتب ما سوى ذلك من صغير وكبير، فكان الناس من هذا في حجر عظيم، فلما ولي هذا الخليفة - جزاه الله خيرا - أتته المطالعات على العادة، فأمر بقطعها، وقال: أي غرض لنا في معرفة أحوال الناس في بيوتهم؟ فلا يكتب أحد إلينا إلا ما يتعلق بمصالح دولتنا، فقيل له: إن العامة تفسد بذلك، ويعظم شرها، فقال: نحن ندعو الله أن يصلحهم.

ومنها أنه لما ولي الخلافة، وصل صاحب الديوان من واسط، وكان قد سار إليها أيام الناصر لتحصيل الأموال، فأصعد، ومعه من المال ما يزيد على مائة ألف دينار، وكتب مطالعة تتضمن ذكر ما معه، ويستخرج الأمر في حمله، فأعاد الجواب بأن يعاد إلى أربابه، فلا حاجة لنا إليه، فأعيد عليهم.
ومنها أنه أخرج كل من كان في السجون، وأمر بإعادة ما أخذ منهم، وأرسل إلى القاضي عشرة آلاف دينار ليعطيها عن كل من هو محبوس في حبس الشرع وليس له مال.

ومن حسن نيته للناس أن الأسعار في الموصل وديار الجزيرة كانت غالية، فرخصت الأسعار، وأطلق حمل الأطعمة إليها، وأن يبيع كل من أراد البيع للغلة، فحمل منها الكثير الذي لا يحصى، فقيل له: إن السعر قد غلا شيئا، والمصلحة المنع منه، فقال: أولئك مسلمون، وهؤلاء مسلمون، وكما يجب علينا النظر في أمر هؤلاء، كذلك يجب علينا النظر لأولئك.
وأمر أن يباع من الأهراء التي له طعام أرخص مما يبيع غيره، ففعلوا ذلك، فرخصت الأسعار عندهم أيضا أكثر مما كانت أولا، وكان السعر في الموصل لما ولي، كل مكوك بدينار وثلاثة قراريط، فصار كل أربعة مكاكيك بدينار في أيام قليلة، وكذلك باقي الأشياء من التمر والدبس، والأرز والسمسم وغيرها، فالله - تعالى - يؤيده وينصره ويبقيه، فإنه غريب في هذا الزمان الفاسد.
ولقد سمعت عنه كلمة أعجبتني جدا، وهي أنه قيل له في الذي يخرجه ويطلقه من الأموال التي لا تسمح نفس ببعضها، فقال لهم: أنا فتحت الدكان بعد العصر، فاتركوني أفعل الخير، فكم أعيش؟ وتصدق ليلة عيد الفطر من هذه السنة، وفرق في العلماء وأهل الدين مائة ألف دينار.
.... رحمه الله رحمة واسعة.
حمل تطبيق الكامل في التاريخ لاجهزة الأندرويد http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh