الخميس، 27 أغسطس 2015

قصة الموت بين بغداد والقاهرة .... 12


الفصل الثاني عشر

أحس احمد بالخطر يقترب مع اقتراب سيارات المسلحين. بدأ المطاردون باطلاق النار على السيارة ولكن الاطلاقات مرت فوق السيارة وبالقرب منها .
 وبدأ الدكتور عبد الكريم بالدعاء بصوت مرتفع بعد ان احس بخطر الموت. كان احمد يدرك ان السيارة الصغيرة التي يقودها لن تستطيع الاستمرار في هذا السباق العنيف في هذه الطريق الوعرة وان سيارات المطاردين الرباعية الدفع ستلحق بهم في خلال ثواني قليلة و ليس دقائق ولكن لم يكن هناك امامه خيار آخر.
فجأة سمع احمد صوت طائرة عمودية يقترب , كان صوتها يدل على انها على ارتفاع منخفظ وتقترب من مكانه. اصبحت الطائرة فوق الطريق و لمح احمد ظل الطائرة على الارض.
مع ضجيج صوت الطائرة سمع احمد صوت رشقات من مدفع رشاش استطاع احمد ان يميز صوته كان عيار 12.7 ملم , لم تصب الاطلاقات السيارة و مع مرور الثواني لاحظ احمد ان الطائرة لم تستهدْف سيارته باطلاق النار و رأى عبر المرآة ان سيارات المطاردين توقفت.
هل هي هذه هي النجدة التي تكلم عنها كمال ! تسائل احمد.
استمر احمد في الانطلاق بسرعة. فجأة توقف اطلاق النار و لكن عاد صوت الطائرة العمودية يقترب وهذه المرة ابصر طائرة عمودية من نوع سي هوك امريكية الصنع ولكن من طراز قديم تدور في مناورة للهبوط على الطريق على  مسافة مئة متر امام سيارته.
ادرك احمد ان هذه الطائرة هبطت من اجل الدكتور عبد الكريم وانه عليه ان يخفف السرعة قبل وصوله الى الطائرة ,
-         ما هذه الطائرة ؟
تسائل الدكتور عبد الكريم
-         انها نجدة لانقاذنا , لا تخف.
لم يكن احمد متأكدا ولكنه اراد ان يخفف على الرجل الذي اصيب بذعر شديد بسبب المطاردة.
هبطت الطائرة مثيرةً عاصفةً من الغبار , توقف احمد على مسافة منها ولكنه لمح مجموعة من الاجسام السوداء تخرج من بين الغبار , كانوا اربعة من جنود القوات الخاصة بملابس سوداء مسلحين برشاشات امريكية الصنع و جعب ذخيرة على صدورهم وظهورهم , احاط الاربعة بالسيارة موجهين فوهات البنادق الى السيارة .
فتح المسلحون بابي السيارة وسحبوا احمد والدكتور ودفعوهما امامهما باتجاه الطائرة بسرعة وبدون أي كلمة , استسلم احمد والدكتور لقوة السلاح , صعدا في الطائرة التي كانت تحمل رشاشين على الجانبين من عيار 12.7 ملم و قد امسك عسكري بكل منها. اجلس المسلحون احمد والدكتور على الكراسي , كلاً مقابل الاخر وجلس المسلحون بجانبيهما وفور ذلك بدأت الطائرة بالارتفاع , لم تدم العملية اكثر من دقيقة , دلت على انهم قوة محترفة.
كانت الوجوه غريبة لاحمد و توقع انهم قوة من الاكراد لكنه تفاجأ انهم قيدوا يديه ووضعوا كيسا من القماش على رأسه ليمنعوه من الرؤية .
اصبح احمد في حيرة من امره من هذا التصرف ولكنه آثر الصمت في هذا الوضع الخطير والمبهم , طوال الطريق ساد صمت غريب في الطائرة سوى صوت محرك الطائرة .
بعد دقائق عديدة هبطت الطائرة وانُزل احمد من الطائرة و تم جره عبر مسافة امتار و طلب منه بلغة عربية الجلوس والهدوء. عرف احمد انه وضع في غرفة مكتومة الصوت , بقي الكيس على راسه يحجب عنه النظر و لم يستطع سماع اي صوت , ومضى الوقت ببطء شديد.
انتبه احمد على صوت باب يفتح واقدام تقترب امسكت قبضة يد بذراعه بغلظة و اجبرته على الوقوف وبدأت تسحبه , قاده الغريب عبر ممرات وابواب ثم توقف في مكان وقد احس احمد بحرارة الجو وعرف انه اصبح في الخارج وهناك سمع حوارا باللغة الكردية .
سحبته اليد مرة اخرى وقادته بضعة خطوات ثم سمع صوت باب سيارة يفتح , وُضع احمد داخل السيارة برفق واغلقت الباب خلفه.
ادركت احمد انه وضع في سيارة عادية بجانب السائق , فتحت باب السائق وركب السائق وبدأت السيارة بالحركة.
توقفت السيارة بعد دقائق واحس بالكيس يرفع عن راسه ونظر احمد ليجد كمال بالقرب منه :
-         انا اسف على هذه المعاملة سأفك قيدك .
-         شكرا كمال.
ازال كمال قيد احمد .
-         اين دكتور عبد الكريم ؟
-         دعك منه ... عليك الاهتمام بنفسك.
انطلق كمال بالسيارة بسرعة كانت المنطقة جبلية وعرة .
-         الم يكن من المخطط ان يسافر عبد الكريم معي الى الجزائر.
اخرج احمد تذكرة من جيبه وسلمها الى احمد.
-         هذه تذكرة طائرة الى الجزائر , الطائرة ستحلق في العاشرة بعد ساعة من الآن .
استمع احمد للهجة كمال الحادة وعرف إن لا فائدة من النقاش .... دقائق ووصلت السيارة الى داخل اربيل اوقف كمال السيارة قرب احد الشوارع :
-         لن استطيع ان ارافقك ابعد , الفندق على بعد 100 متر يمينا ... اذهب فورا وخذ جوازك واغراضك من الفندق واذهب الى المطار وارحل ...
ادرك احمد ان الامور تسير بالشكل غير الصحيح و انه ربما كان ضحية حيلة كبيرة.

ليست هناك تعليقات: