الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

قصة الموت بين بغداد و القاهرة ..... ١١

الفصل الحادي عشر
اخذ مسلحوا الميليشيا احمد الى الخطوط الخلفية و اكتفوا بالاطلاع على هويته و سؤاله عدة اسئلة مثل , من اين اتى و الى اين هو ذاهب. التزم احمد بالرواية التي علمها له "كمال" وكانت القصة موفقة و سببا في نجاته من الميليشيا. اركب المسلحون احمد سيارة متوجهة الى سامراء تستخدم لنقل الجرحى. هناك توجه الى محل للهواتف النقالة واشترى جهازا ليتصل بالدكتور "عبد الكريم" . ادخل احمد رقم الهاتف وضغط زر الاتصال.
في المرة الاولى لم يجب احد , في المحاولة الثانية , في المحاولة الثالثة فتح الاتصال :
الو !
السلام عليكم , دكتور "عبد الكريم".
من انت ؟
انا "ناصر" ارسلني "ابو عامر".
من هو "ابو عامر" , ما اسمه ؟
"حسين" ... ذكر احمد اسمه الاول المشهور به و تردد  في اعطاء اسمه الكامل بسبب كون الاتصال معرض للتنصت.
حسنا ... اين انت ؟
انا في سامراء.
هل لديك سيارة ؟
كلا.
ساعطيك عنواني حاول ان تكون حذرا عند قدومك.
حفظ احمد العنوان في ذاكرته واستأجر سيارة لتنقله الى الشارع الذي يقع فيه مسكن الدكتور عبد الكريم.
بعد ربع ساعة وصل احمد الى العنوان المطلوب. كان بيتا من طابقين ذي واجهة صغيرة , دق احمد الجرس وانتظر.
بعد دقائق من الانتظار , خرج رجل قصير اشيب الشعر ذو لحية خفيفة.
السلام عليكم.
ناصر.
نعم انا ناصر , دكتور "عبد الكريم" ؟
نعم .
بعد تبادل التحايا سأل "عبد الكريم" احمد عدة اسئلة ليتأكد من حقيقة "ناصر" وكونه من اصحاب "ابو عامر" ثم قص احمد ل"عبد الكريم" كيف اتصل به "ابو عامر" وكلفه بالمهمة وشرح له باختصار كيفية وصوله الى سامراء و عرض عليه خطة "كمال" في الخروج من المدينة. رغم قلق "عبد الكريم" إلا إنه ادرك ان هذه فرصته الثمينة للخروج مع رفيق امين و حارس يحميه من مخاطر الطريق. وافق "عبد الكريم" وقدم لاحمد بعض الطعام والشراب , وطلب منه المبيت في البيت وليكن خروجهم في صباح اليوم التالي لإنهم في ساعة متأخرة من النهار و الخروج في الليل في مثل هذه المناطق خطير بحد ذاته.
في صباح اليوم التالي أعد الدكتور عبد الكريم حقائبه و ارتدى ملابس انيقة  و جلب معه عدة قناني من الماء البارد.
اخرج احمد سيارة "عبد الكريم" من المنزل الذي وقف "عبد الكريم" يقفل بابه و يودعه في نظرة أخيرة.
انطلقت السيارة يقودها احمد وبدأ احمد في محاولة فك اسرار بدت غامضة له.
دكتور , هل تعرف أبو عامر شخصياً ؟
نعم .
كيف ؟
عملت معه سابقا.
في ماذا ؟
كان بيننا عمل منذ سنوات.
ما هو اختصاصك.
انا دكتور في الهندسة الالكترونية ؟
و ما هو المشروع الذي أنجزته مع أبو عامر.
انه سر , وان كان لم يخبرك فكيف اخبرك انا.
وكيف اتصلت به ؟
عبر البريد الالكتروني.
و هل اجابك ؟
نعم.
زادت الأمور غموضا لاحمد فهذه اول مرة يعلم ان أبو عامر لديه بريد الكتروني ويستعمله لمراسلة احد وخاصة ان جميع البريد الالكتروني مراقب و مكشوف لدى الأعداء.
لماذا لم تذهب الى بغداد ؟
قبل سبع سنين كنت أعيش في بغداد وحينها تم تهديدي بالقتل فخرجت الى سامراء ولم اعد منذ ذلك اليوم.
ولماذا لم تذهب الى الشرطة.
الشرطة , ان معظم القتلة كانوا اما من الشرطة او ممن يتعاونون معهم.
اذن طيلة هذه السنوات كنت تعيش بأمان في سامراء.
نعم.
و ما الذي جد في الامر وجعلك تتعرض للتهديد من جديد ؟
لا اعلم.
تجاوزت السيارة عدة نقاط تفتيش عسكرية قبل ان تغادر المدينة. بعد دقائق قليلة وصلت السيارة الى نقطة تفتيش مكونة من عدة سيارات بيضاء مضللة و اشخاص بملابس سوداء.
انها نقطة وهمية.
ما معنى وهمية.
ليست حكومية.
كان هناك مسلحين يقطعان الطريق , اشار احدهما اليهم للتوقف على جانب الطريق , توقف احمد في مكان بعيدا عن السيارات البيضاء .
اقترب احد المسلحين وطلب بطاقتي هويتهما بعد ان نظر داخل السيارة. سلم الاثنان هويتهما الى المسلح الذي اخذها الى احد السيارات المضللة , نظر اليه احمد باستغراق و راقب المسلح وهو يعود , بنظره الثاقب لاحظ احمد ان المسلح عاد بدون البطاقات وادرك ان الامر مريب.
بسرعة ادار احمد السيارة وضغط دواسة الوقود وانطلق .
دكتور , اخفظ رأسك.
انطلقت السيارة بسرعة فيما اطلق المسلحان اطلاقات الرصاص عليها بعد ان ابتعدت بعض الامتار.
دكتور اخرج هاتفك ودون الرقم التالي.
امسك احمد بمقود السيارة بقوة وهي تقفز فوق الطريق بسبب السرعة و وعورة الطريق.
كان الدكتور يرتعش من الخوف و احتاج الى دقائق ليخرج هاتفه ويدون الرقم الذي ردده احمد. ضغط عبد الكريم زر الاتصال  الذي انقطع بعد لحظات بدون اجابة .
بدأ احمد في المرآة يشاهد السيارات البيضاء تقترب , بينما كانت سحابة من الغبار ترتفع وراء السيارة. استمرت المطاردة واخذت السيارات البيضاء تقترب كالذئاب المسعورة من فريستها.

ليست هناك تعليقات: