عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل
كانت من الفصاحة على جانب عظيم، وقد أعطيت شطر الحسن فعشقها عبد الله بن أبي بكر الصديق وكلف بها حتى كاد أن يطير عقله، فلما تزوج بها أقام سنة لم يشتغل بسواها، فلما كان يوم الجمعة وهو معها إذ فاتته الصلاة وهو لا يدري وجاء أبوه فوجده عندها فقال له: أجمعت؟ فقال: وهل صلى الناس؟ فقال: قد ألهتك عن الصلاة طلقها فطلقها، واعتزلت ناحية فلما كان الليل قلق قلقا شديدا فأنشد:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق
لها منطق جزل ورأى ومنصب ... وخلق سوي في حياء ومصدق
فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها ... ولا مثلها في غير شيء يطلق
وكان أبو بكر على سطح يصلي فسمعه فرق له فقال له: راجعها، ثم ضمها إليه وأعطاها حديقة على أن لا تتزوج بعده وأنشد:
أعاتك قد طلقت من غير ريبة ... وروجعت للأمر الذي هو كائن
كذلك أمر الله غاد ورائح ... على الناس فيه ألفة وتباين
ومازال قلبي للتفرق طائرا ... وقلبي لما قد قدر الله ساكن
ليهنك أني لا أرى فيك سخطة ... وأنك قد تمت عليك المحاسن
فإنك ممن زين الله وجهه ... وليس لوجه زائنه الله شائن
فلما قتل بالطائف رثته فقالت:
رزئت بخير الناس بعد نبيهم ... وبعد أبي بكر وما كان قصرا
ف لله عينا من رأى مثله فتى ... أكر وأحمى في الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه أوسنة خاضها ... إلى الموت حتى يترك الموت أحمرا
فآليت لا تنفك عيني سخينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
مدى الدهر ما غنت حمامة أيكة ... وما طرد الليل الصباح المنورا
وتزوجها عمر بعد أن استفتى عليا في ذلك فأفتى بأنها ترد الحديقة إلى أهله وتتزوج ففعلت فذكرها علي بقولها: فآليت لا تنفك البيت، ثم قال: (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (الصف: 3) ثم تزوجها بعده الزبير وبعده الحسين بن علي - عليه السلام - حتى قال عمر: من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة، وخطبها علي فقالت: إن لأضن بك عن القتل، وخطبها مروان بعد الحسين فقالت: ما كنت متخذة حما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت عاتكة ترثي عمر بن الخطاب:
عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي على الإمام النحيب
فجعتني المنون بالفارس المع ... لم يوم الهياج والتلبيب
عصمة الناس والمعني على الده ... ر غياث المنتاب والحروب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا ... قد سقته المنون كأس شعوب
ولها فيه أيضا:
وفجعني فيروز لا در دره ... بأبيض تال للكتاب نجيب
رؤئف على الداني غليظ على العدا ... أخي ثقة في النائبات منيب
متى ما يقل لا يكذب القول فعله ... يريع إلى الخيرات غير قطوب
وقالت ترثيه أيضا:
من لنفس عادها أحزانها ... ولعين شفها طول السهد
جسد لفف في أكفانه ... رحمة الله على ذاك الجسد
فيه تفجيع لمولى غارم ... لم يدعه الله يمشي بسبد
فيه تفجيع لمولى غارم ... لم يدعه الله يمشي بسبد
وقالت ترثي الزبير، وتخاطب عمرو بن جرموز الذي قتله غدرا عند رجوعه من حرب الجمل:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشا رعش الجنان ولا اليد
شلت يمينك إن قتلت مسلما ... حلت عليك عقوبة المتعمد
عن الزبير لذو بلاء صادق ... سمح سجيته كريم المشهد
كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يا ابن فقع القردد
فاذهب فما ظفرت يداك بمثله ... فيمن مضى ممن يروح ويغتدي
عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي على الإمام النحيب
فجعتني المنون بالفارس المع ... لم يوم الهياج والتلبيب
عصمة الناس والمعني على الده ... ر غياث المنتاب والحروب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا ... قد سقته المنون كأس شعوب
ولها فيه أيضا:
وفجعني فيروز لا در دره ... بأبيض تال للكتاب نجيب
رؤئف على الداني غليظ على العدا ... أخي ثقة في النائبات منيب
متى ما يقل لا يكذب القول فعله ... يريع إلى الخيرات غير قطوب
وقالت ترثيه أيضا:
من لنفس عادها أحزانها ... ولعين شفها طول السهد
جسد لفف في أكفانه ... رحمة الله على ذاك الجسد
فيه تفجيع لمولى غارم ... لم يدعه الله يمشي بسبد
فيه تفجيع لمولى غارم ... لم يدعه الله يمشي بسبد
وقالت ترثي الزبير، وتخاطب عمرو بن جرموز الذي قتله غدرا عند رجوعه من حرب الجمل:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشا رعش الجنان ولا اليد
شلت يمينك إن قتلت مسلما ... حلت عليك عقوبة المتعمد
عن الزبير لذو بلاء صادق ... سمح سجيته كريم المشهد
كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يا ابن فقع القردد
فاذهب فما ظفرت يداك بمثله ... فيمن مضى ممن يروح ويغتدي
وقالت ترثي الحسين عليه السلام:
وحسينا ولا نسيت حسينا ... أقصدته أسنة العداء
غادروه بكربلاء صريعا ... جادت المزن في ذرى كربلاء
من كتاب الدر المنثور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق