الاثنين، 7 أبريل 2014

حفر الخندق



عن البراءِ رضيَّ اللهُ عنه قال : لما كان يومُ الأحزابِ وخندقِ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، رأيته ينقل مِن تراب الخندق حتى وارى [ أخفى ] عني الترابُ جِلدةَ بطنهِ – وكان كثيرَ الشعر – فسمعتهُ يَرتجِزُ بكلماتِ ابن رَواحةَ وهو ينقلُ منَ الترابِ يقول ((
اللهمَّ لولا أنتَ ما اهتدَينا    ولا تصدقنا ولا صلَّينا
فأنزلنْ سكينةً علينا         وثبِّتِ الأقدام إن لاقَينا
                   إنَّ الأُلى قد بَغَوا علينا        وإن أرادوا فتنةً أبَينا
                                              )) قال : ثمَّ يمدُّ صوتهُ بآخرها [ أبَينا ، أبَينا ].[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب غزوة الخندق وهي الأحزاب - حديث :‏3896‏

من معجزات الرسول (صلى الله عليه وسلم )



عن جابرٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : كنّا يومَ الخَندقِ نحفِرُ فعرضَتْ كدية [ القطعة الشديدة الصلبة من الأرض ] شديدة ، فجاءوا النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم فقالوا : هذة كديةٌ عرضَت في الخندق فقال (( أنا نازل )). ثم قام وبطنهُ مَعصوب بحجَر ، ولبِثنا ثلاثةَ أيامٍ لا نذوقُ ذَواقاً ، فأخذَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم المِعْوَل فضرب في الكدية ، فعاد كثيباً [ رملاً ] أهْيل أو أهْيَم [ سائلاً ]. فقلت : يا رسولَ الله ائذن لي إلى البيت . فقلتُ لامرأتي : رأيتُ بالنبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم شيئاً ما كان في ذلك صبر ، فعندَكِ شيء؟ فقالت : عندي شعير و عَناق [ الأنثى من المعز ] . فذبحتُ العَناق ، وطحنَتِ الشعيرَ حتى جَعلنا اللحمَ بالبُرمةِ [ قِدر للطبخ ]. ثمَّ جئتُ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم والعجينُ قد انكسرَ ، والبُرمة بينَ الأثافيِّ قد كادَت أن تَنضَجَ ، فقلتُ : طُعيِّم [ المبالغة في تحقير الطعام وبيان قلته ] لي ، فقم أنتَ يا رسولَ الله ورجلٌ أو رجلان . قال (( كم هو )) ؟ فذكرت له ، فقال (( كثيرٌ طيِّب )). قال (( قل لها لا تَنزعِ البرمةَ و لا الخُبزَ من التنُّور حتى آتي )). فقال (( قوموا )). فقام المهاجرونَ و الأنصارُ . فلما دخلَ على امرأتهِ قال : ويحَكِ ، جاءَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم بالمهاجرينَ والأنصارِ ومَن معهم . قالت : هل سألك ؟ قلتُ : نعم . فقال (( ادخلوا ولا تَضاغَطوا [ تزدحموا ] )). فجعلَ يَكسِرُ الخبزَ ويَجعلُ عليه اللحمَ ، ويُخمِّرُ [ يُغطي ] البرمةَ والتنُّور إذا أخذ منه ، ويُقرِّبُ إلى أصحابهِ ثم يَنزع ، فلم يَزلْ يكسِرُ الخبز ويغرِف حتى شُبعوا ، وبقيَ بقيةٌ ، قال (( كلي هذا وأهدِي ، فإنَّ الناسَ اصابَتْهم مَجاعة )).[1]


عن جابرِ بن عبدالله رضيَّ اللهُ عنهما قال : لما حُفِرَ الخندقُ رأيت بالنبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم خَمَصاً [ خموص البطن إشارةً إلى الجوع ] شديداً ، فانكفَيتُ إلى إمرأتي فقلتُ : هل عندكِ شيء ؟ فإني رأيت برسول الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم خَمصاً شديداً . فأخرجَتْ إليَّ جِراباً فيه صاعٌ من شَعير ، ولنا بُهيمةٌ داجن [ سمينة ] فذبحْتُها ، وطحَنتِ الشعيرَ ، ففرَغَتْ إلى فَراغي ، وقطعتُها في بُرمَتها . ثم وليتُ إلى رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم . فقالت : لا تفضحني برسولِ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم و بمن معهُ . فجِئتُهُ فسارَرْتهُ فقلت : يا رسولَ الله ذبحنا بُهيْمةً لنا وطَحنّا صاعاً من شعير كان عندَنا ، فتعالَ أنت ونفر معك ، فصاحَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( يا أهلَ الخندقِ ، إن جابراً قد صَنع سُوراً [ صنيعاً ] ، فحيَّ هلا بكم )) فقال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( لا تُنزِلُنَّ برمتكم ، ولا تخبزُنَّ عجينكم حتى أجيءَ )) . فجئتُ و جاء رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم يَقدُمُ الناسَ ، حتى جئتُ امرأتي فقالت : بكَ وبك . فقلت : قد فعلتُ الذي قلتِ . فاخرجت له عجيناً ، فبصقَ فيه وبارك ، ثم عمدَ إلى بُرمَتِنا فبصق وبارك . ثم قال (( ادعُ خابزةً فلتخبزْ معي . واقدَحي من برمتكم ولا تنزلوها )) ، وهم ألف ، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوهُ وانحرفوا [ مالوا عن الطعام من الشبع ] ، وإن برمَتَنا لتغطُّ كما هي ، وإن عَجينَنا ليُخبَزُ كما هو [ أنظر تواضع الرسول صلى اللهُ عليهِ و سلّم و بركة دعائه ومعجزاته ].[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب غزوة الخندق وهي الأحزاب - حديث :‏3892‏


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب غزوة الخندق وهي الأحزاب - حديث :‏3891‏

ما لاقى المسلمون يوم الخندق



عن ابن عمرَ رضيَّ اللهُ عنهما : أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم عَرَضه يومَ أحُد و هو ابن أربعَ عشرةَ سنةً فلم يُجزْهُ [ لم يرخص له في الخروج للقتال ] ، وعرضه يومَ الخندقِ وهو ابنُ خمسَ عشرةَ سنةً فأجازَه .[1]
عن أنسٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : خَرجَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم إلى الخندق ، فإذا المهاجرونَ و الأنصارُ يحفِرون في غَداةٍ باردة ، فلم يكنْ لهم عبيدٌ يَعملونَ ذلك لهم ، فلما رأى ما بهم منَ النَّصَبِ والجوع قال (( اللهمَّ إن العيشَ عيشُ الآخرة ، فاغفِرْ للأنصارِ والمهاجرة )). فقالوا مجيبين له :
نحنُ الذين بايَعوا محمدا   على الجهادِ ما بَقينا أبدا[2]
عن انسٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : جَعلَ المهاجِرونَ و الأنصارُ يَحفِرونَ الخندقَ حَولَ المدينة ، و يَنقلونَ التراب على متونهم و هم يقولون :
نحنُ الذين بايَعوا محمدا   على الإسلام ما بَقينا أبدا
قال يقولُ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم و هوَ يُجيبُهم (( اللهم إنه لا خيرَ إلاّ خيرُ الآخرة ، فبارك في الأنصار و المهاجرة )). قال : يؤتَونَ بملء كفي من الشعير ، فيُصنَعُ لهم بإهالةٍ [ الدهن ] سَنِخةٍ [ قديمة تغير لونها و طعمها ] توضعُ بينَ يَديِ القوم والقومُ جياعٌ وهي بَشِعةٌ في الحلقِ ولها ريح منتن [ هذا ما كانوا يأكلونه صابرين محتسبين رضيَّ اللهُ عنهم ].[3]



[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب غزوة الخندق وهي الأحزاب - حديث : ‏3887‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب الجهاد والسير \  باب التحريض على القتال - حديث : ‏2699‏
[3] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب غزوة الخندق وهي الأحزاب - حديث :‏3890‏

الأحد، 6 أبريل 2014

غزوة الخندق وهي غزوة الأحزاب



عن عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها : )  إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفلَ منكم وإذ زاغَتِ الأبصارُ وبَلغتِ القلوبُ الحناجِرَ ( قالت : كان ذلك يومَ الخندق .[1]



[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب غزوة الخندق وهي الأحزاب - حديث : ‏3893‏