الأحد، 1 يونيو 2014

الشافعي والسفر




ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ         مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ         وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ          إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست  والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ً    لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ          والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ                      وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ

الشافعي ومصير الظالم




إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً       وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها        ستبدي له مالم يكن في حسابهِ
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً          يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ           أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى         وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ
وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً        وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه

السبت، 31 مايو 2014

ماهر في عدو الشمس (الحلقة الثالثة والأخيرة)




 ماهر في الأقصر من جديد
استمر العمل في مدينة الشمس بهدوء يوما بعد يوم وماهر مشغول في مشاريعه المتعددة المترامية الأطراف قبل أن تعود مشكلة المهربين للظهور.
تلقى ماهر مكالمة من كمال تخبره بتجدد الهجمات على المشروع.
اتصل ماهر بسالم ابن رئيس المهربين ليستوضح منه الأمر.
سالم : لقد قتل أبي وتولى آخر الرئاسة على المهربين وهو من آمر بمهاجمة المشروع.
ماهر : الكلام في الهاتف لا يفيد ، أريد أن أراك.
سالم : لا استطيع
ماهر : ثق بي يا سالم كما وثق أبوك بكلامي.
سالم : الوضع صعب و ....
ماهر : سأصل في اقرب وقت ويجب أن أراك.
وبعد ساعات كان ماهر في طريقه إلى مصر.
وفي الأقصر كرر ماهر اتصاله بسالم حتى أقنعه بمقابلته  واتفقا على اللقاء في احد المقاهي بعد أن طمأنه ماهر من ناحية الشرطة.
التقى الاثنان حسب الموعد.
ماهر : سالم احكي لي حكايتكم مع مدينة الشمس.
سالم : نحن ناس نعيش على التهريب ونقوم بذلك لأشخاص يعطونا نقود مقابل كل صفقة مواد نهربها وقد كان والدي يتصل به رجل عبر الهاتف الدولي يناديه والدي "الباشا" ويقوم "الباشا" بتوجيه  أبي بخصوص المواد المهربة ومكان استلامها وتسليمها ومن ثم نقوم نحن بتنفيذ العملية وإدخال المواد المهربة وتسليمها إلى الأشخاص المحددين في الفترة الأخيرة قبل مقتل والدي اقنع "الباشا: والدي إن مدينة الشمس هي قاعدة لحرس الحدود وإنها بنيت لمطاردة المهربين وتوقيفهم وشجعه على مهاجمة المدينة لمنع إكمالها .. وقد اقتنع أبي بذلك واخذ يرسل الرجال لمهاجمة المدينة وإخافة الحراس وإتلاف مواد البناء.. ولكن بعد أن قابلته أنت وأعجب بشجاعتك واقتنع بكلامك أمر الرجال بعدم التعرض للمدينة رغم محاولة "الباشا" إقناع أبي بالاستمرار بذلك.
وفجأة قُتل أبي على يد مجهول وتولى احد مساعديه رئاسة المهربين وعاد فأمر الرجال بمهاجمة المدينة.
ماهر : ولماذا قتل أبوك.
سالم : لا ادري !
ماهر : ألا تعتقد إن مقتل أبيك له علاقة بمدينة الشمس.
سالم  : كيف ؟
ماهر : ألا ترى انه عندما أوقف أبوك الاعتداء على المدينة قتل وبعدها عادت الاعتداءات على المدينة.
سالم : ماذا تعني !
ماهر : عندما رفض أبوك أوامر "الباشا" تعرض للقتل.
سالم : تقصد إن الباشا هو الذي قتل أبي ؟
ماهر : عن طريق احد رجاله أو احد رجال أبيك.
سالم : أنت تريد أن توقع العداوة بيني وبين المهربين.
ماهر : أنا أريد أن تدرك الواقع و تتأكد هل إن ذلك هو حقا ما حدث أو لا ؟ .. وإذا ظهر إن ظني صحيح عندها إذا أردت مساعدتي في القصاص من المجرمين فأساعدك.
انتهى اللقاء وقد توضحت أمام ماهر الصورة بينما راح سالم في بحر من الأفكار والتأملات.
توجه ماهر إلى الشرطة ليطلعهم على معلوماته وليدرس مع الشرطة طرق حماية المدينة من المهربين وسبل توفير الحماية للعمال والحراس.
بقي ماهر في الأقصر ينتظر حدوث تطورات ولمتابعة مراحل العمل في المدينة.
بعد أيام تلقى ماهر اتصال من سالم.
سالم : كان ظنك صحيح.
ماهر : أريد أن أراك.
التقى الاثنان من جديد وقص سالم ما توصل إليه من معلومات.
سالم : لقد قام بعض رجال أبي بقتله بتشجيع من "الباشا" وطمعا في رئاسة المهربين.
ماهر : وهل عرفوا انك عرفت.
سالم : لا اعتقد.
ماهر : سيدركون قريبا انك عرفت وعندها ستكون حياتك في خطر.
سالم : لذلك أريد أن انتقم منهم في أسرع وقت.
ماهر : الانتقام ليس عمل حميد ولكن القصاص من المجرمين ذلك هو الأهم. سالم أنت ما زلت شاب صغير ولا اعتقد انك اشتركت في جريمة ما ولكنت تبعت أبيك وفعلت ما طلبه منك. والتهريب جريمة وليست عمل شريف وان استمررت في التهريب فانك ستعيش خائفا من الشرطة أو القتل أو ستتعرض فعلا للقتل أو السجن وسيكون مستقبل حياتك كئيبا مظلما. وأنا أريد أن يكون لك مستقبل أفضل.
سالم : التهريب عمل أبي وجدي.
ماهر : وهل في ذلك فخر ، انتم خارجون على القانون تجلبون المخدرات والأسلحة والمواد الممنوعة التي تضر الناس والبلاد ومصيركم أما السجن أو القتل أو آن تعيش خائفا طوال حياتك. سأعطيك فرصة لتكون إنسان حر وصالح، اترك التهريب والمهربين ونفذ ما اطلبه منك وسأوفر لك عمل محترم ونافع ويضمن لك حياة طيبة و في أي مكان تختاره وسوف تعيش بأمان بدون خوف من الشرطة. فكر بالأمر واخبرني.
تركه ماهر بعد أن وضح له وذكره بالحق وعرض عليه فرصة ليتوب وليبدأ بداية حسنة وصحيحة.
لم ينتظر ماهر طويلا قبل أن يتصل به سالم ليطلب منه لقاءه.
عرض ماهر على سالم أن يشهد للشرطة على المهربين وان يخبر الشرطة بكل معلوماته عن المهربين وأماكن اختفائهم وطرق تهريبهم وكل ما يعلم مقابل أن يضمن له اعتباره شاهد من قبل الشرطة وان يضمن له عمل جيد ومكان إقامة جديد.
اتصل ماهر بالمحامي ليتصل بالشرطة ويتفق معهم على صيغة لشهادة سالم مقابل عدم سجنه و بعد ساعات كان سالم يشهد في مركز الشرطة ويدلي بمعلوماته عن المهربين. وفي سباق مع الزمن اتصل ماهر مع المسؤولين في البلد وعرض عليهم هذه الأحداث وطلب منهم المساعدة في حماية المدينة وتكثيف الجهود للقضاء على المهربين والاستفادة من معلومات سالم.
بعد أسبوع بدأت الشرطة وحرس الحدود حملة واسعة للقبض على المهربين ونجحت هذه الحملة في القبض على الرئيس ومعظم إتباعه والاستيلاء على كميات كبيرة من المواد المهربة.
أما سالم فقد حقق ماهر ما وعده إياه فوفر له عملا محترما له في شركته.
وقبل ان يغادر الاقصر التقى ماهر مدير المباحث واطمأن على امن مدينة الشمس وعلى النجاح في وضع حد لأعمال المهربين. وعلم ماهر إن الشرطة بدأت في تتبع "الباشا" للقبض عليه.
بعد عدة أشهر عاد ماهر ليفتتح مدينة الشمس وليتم تسليم المنازل والشقق لاصحابها ولتشرق الشمس بطاقتها النافعة النظيفة على المدينة معلنة ولادة الحياة في هذه المدينة الجميلة.

تمت بإذن الله

الجمعة، 30 مايو 2014

ماهر في عدو الشمس ( الحلقة الثانية )




ماهر ورئيس المهربين
ماهر : أريد أن أقابل رئيس المهربين !!!
كانت هذه آخر جملة نطق بها و أثارت استغراب كمال وعلي.
كمال : أستاذ ماهر ذلك خطير.
علي : نعم يا أستاذ هذا آمر خطير.
ماهر : يجب أن اعرف لماذا يهاجمون المشروع.
كمال : الشرطة ستتولى القبض عليهم وحمايتنا.
ماهر : لو كانوا يستطيعون لما حدث أمس ما حدث.
واستمر النقاش واستمر إصرار ماهر على ضرورة لقاء المهربين ومعرفة سبب اعتدائهم على المشروع ومحاولة إقناعهم بالتوقف عن ذلك.
عزم ماهر على لقاء المهربين وقرر إعلام ضابط الشرطة المسئول عن المنطقة
وطلب إلى علي محاولة الاتصال بالمهربين للاتفاق معهم على موعد للقاء رئيسهم.
                                          
بالرغم من تحذيرات ضابط الشرطة عزم ماهر على التوجه مع علي إلى قرية صغيرة كان قد رتب موعدا فيها مع احد المهربين الذي سيقوده إلى الرئيس.
انطلقت السيارة يقودها ماهر وبجواره علي بعد أن ودع كمال وطلب منه البقاء على استعداد لأي طارئ.
و طلب ماهر من علي أن يكلمه عن أحوال المنطقة والقرية المتوجهين لها. استفاض علي في الكلام عن أحوال الناس وكيف أن اغلبهم يعمل في التهريب بجميع أنواعه ويتخذون ذلك العمل حرفة يتوارثونها عن أبائهم وكيف إن الشرطة وحرس الحدود يحاولون وقفهم ومنعهم من الانتقال عبر الحدود.كان وصول السيارة الحديثة مع الأشخاص الغرباء مثيرا للانتباه في تلك القرية الصغيرة حيث وصلوا إلى مكان اللقاء !
انتظر الاثنان في السيارة ولكن لم يأت احد إلى أن قرر الاثنان العودة من حيث أتوا وجدد علي الموعد وذهب الاثنان مرة ثانية وثالثة وفي كل مرة كان الموعد وهميا !!
ورغم ذلك أصر ماهر على الذهاب وفي المرة الرابعة وصل الاثنان حسب الموعد.
لم يتقدم الاثنان كثيرا حتى أوقفهم مسلحان ظهروا أمام السيارة شهرا البنادق في وجهيهما وبشيء من الخشونة قاد المسلحان ماهر وعلي سيرا على الإقدام بين المنازل الصغيرة والشوارع الضيقة ، بعد عشر دقائق من السير دخلوا إلى منزل طيني صغير امتلأ بالرجال المدججين بالسلاح . توسطهم رجل ظهر عليه علامات الرئاسة.
بعد التحية جرى الحوار التالي:
رئيس المهربين : ماذا تريد ؟
ماهر : أنا مدير شركة بناء مدينة الشمس و أريد أن اعرف لماذا هاجمتوا المدينة ؟
الرئيس : أنت تبني معسكر للجيش.
تفاجأ ماهر من هذه الكلمة.
ماهر : ذلك غير صحيح نحن نبني مدينة سكنية.
الرئيس : انأ معلوماتي مؤكدة.
ماهر : لدينا عقود بيع لموظفين وشركات سياحية لتأجير فندق ومرافق الترفيه في المدينة وعقود مع شركات لتوفير الخدمات في المدينة.
الرئيس : هل تريدني أن أصدقك.
ماهر : نعم صدقني ، انأ استطيع أن احضر لك نسخ من كل العقود واثبت لك إن الذي نقل لك تلك المعلومات غير صادق.
الرئيس : ومن يثبت لي إن أوراقك غير مزورة.
ماهر : لم أجازف وأتحمل مشقة الحضور إلى هنا لأكذب عليك أو لآتيك  بأوراق مزورة. ولو إني كنت ابني معسكر للجيش لما وجدتني هنا ولكن لوجدت الجيش المصري كله هنا.
ساد الصمت وظهر أن ماهر اثر في الرئيس وظهرت على وجهه إمارات الإعجاب والتصديق ! بعد ذلك دار حديث عام استفسر فيه رئيس المهربين عن المدينة وما فيها وأجاب ماهر عن الأسئلة بأجوبة مفصلة ليبين له صدق كلامه ذاكرا عدد المنازل وعدد السكان المتوقع أن يسكنوا فيها وحجم المرافق الخدمية واعتمادها على محطات الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء والتكيف وتصفية المياه وتكلم عما توفره المدينة من فرصة لإسكان ذو الدخل المحدود من الموظفين وأصحاب المشاغل الصغيرة .
بعد حوار طويل ومجادلة استطاع ماهر الحصول على وعد من الرئيس بعدم مهاجمة المدينة مرة أخرى ودعا ماهر لتناول الغداء.
الرئيس : الم تخف من الحضور إلينا ؟
ماهر : أنا ضيف عندكم و لا اعتقد إنكم تؤذون الضيف ! كما إن محاولتي لإنجاح العمل في مشروع مدينة الشمس يستحق التضحية.
الرئيس : ألا تخاف أن تدخل الشرطة فتقبض عليك معنا ؟
ماهر : أنا واثق إني لا ارتكب خطأ كما إن الشرطة تعرف ما تعرضت إليه المدينة وسيتفهمون الحال.
أصر ماهر على الحصول على رقم هاتف الرئيس لكي يمكن الاتصال به عند حدوث طارئ.
تردد رئيس المهربين في ذلك ولكنه أخيرا طلب من ابنه سالم إعطاء رقم هاتفه إلى ماهر.
ودع ماهر رئيس المهربين وعاد مع علي قبل حلول الظلام.
عاد ماهر وهو يشعر بالنجاح والفخر في انه استطاع تحقيق الأمان لمدينة الشمس وان بناء مدينة الشمس سيستمر وسيتم انجازها في الوقت المحدد بمشيئة الله.
في اليوم التالي كان ماهر في مركز الشرطة حيث أعطى للضابط فكرة عن اليوم السابق وعن لقائه برئيس المهربين والوعد بعدم مهاجمة المدينة.
غادر ماهر وهو في غاية السعادة لنجاحه في حل المشكلة .
ولكن هل انتهت المشكلة !!!
(نهاية الحلقة الثانية)