الجمعة، 30 مايو 2014

ماهر في عدو الشمس ( الحلقة الثانية )




ماهر ورئيس المهربين
ماهر : أريد أن أقابل رئيس المهربين !!!
كانت هذه آخر جملة نطق بها و أثارت استغراب كمال وعلي.
كمال : أستاذ ماهر ذلك خطير.
علي : نعم يا أستاذ هذا آمر خطير.
ماهر : يجب أن اعرف لماذا يهاجمون المشروع.
كمال : الشرطة ستتولى القبض عليهم وحمايتنا.
ماهر : لو كانوا يستطيعون لما حدث أمس ما حدث.
واستمر النقاش واستمر إصرار ماهر على ضرورة لقاء المهربين ومعرفة سبب اعتدائهم على المشروع ومحاولة إقناعهم بالتوقف عن ذلك.
عزم ماهر على لقاء المهربين وقرر إعلام ضابط الشرطة المسئول عن المنطقة
وطلب إلى علي محاولة الاتصال بالمهربين للاتفاق معهم على موعد للقاء رئيسهم.
                                          
بالرغم من تحذيرات ضابط الشرطة عزم ماهر على التوجه مع علي إلى قرية صغيرة كان قد رتب موعدا فيها مع احد المهربين الذي سيقوده إلى الرئيس.
انطلقت السيارة يقودها ماهر وبجواره علي بعد أن ودع كمال وطلب منه البقاء على استعداد لأي طارئ.
و طلب ماهر من علي أن يكلمه عن أحوال المنطقة والقرية المتوجهين لها. استفاض علي في الكلام عن أحوال الناس وكيف أن اغلبهم يعمل في التهريب بجميع أنواعه ويتخذون ذلك العمل حرفة يتوارثونها عن أبائهم وكيف إن الشرطة وحرس الحدود يحاولون وقفهم ومنعهم من الانتقال عبر الحدود.كان وصول السيارة الحديثة مع الأشخاص الغرباء مثيرا للانتباه في تلك القرية الصغيرة حيث وصلوا إلى مكان اللقاء !
انتظر الاثنان في السيارة ولكن لم يأت احد إلى أن قرر الاثنان العودة من حيث أتوا وجدد علي الموعد وذهب الاثنان مرة ثانية وثالثة وفي كل مرة كان الموعد وهميا !!
ورغم ذلك أصر ماهر على الذهاب وفي المرة الرابعة وصل الاثنان حسب الموعد.
لم يتقدم الاثنان كثيرا حتى أوقفهم مسلحان ظهروا أمام السيارة شهرا البنادق في وجهيهما وبشيء من الخشونة قاد المسلحان ماهر وعلي سيرا على الإقدام بين المنازل الصغيرة والشوارع الضيقة ، بعد عشر دقائق من السير دخلوا إلى منزل طيني صغير امتلأ بالرجال المدججين بالسلاح . توسطهم رجل ظهر عليه علامات الرئاسة.
بعد التحية جرى الحوار التالي:
رئيس المهربين : ماذا تريد ؟
ماهر : أنا مدير شركة بناء مدينة الشمس و أريد أن اعرف لماذا هاجمتوا المدينة ؟
الرئيس : أنت تبني معسكر للجيش.
تفاجأ ماهر من هذه الكلمة.
ماهر : ذلك غير صحيح نحن نبني مدينة سكنية.
الرئيس : انأ معلوماتي مؤكدة.
ماهر : لدينا عقود بيع لموظفين وشركات سياحية لتأجير فندق ومرافق الترفيه في المدينة وعقود مع شركات لتوفير الخدمات في المدينة.
الرئيس : هل تريدني أن أصدقك.
ماهر : نعم صدقني ، انأ استطيع أن احضر لك نسخ من كل العقود واثبت لك إن الذي نقل لك تلك المعلومات غير صادق.
الرئيس : ومن يثبت لي إن أوراقك غير مزورة.
ماهر : لم أجازف وأتحمل مشقة الحضور إلى هنا لأكذب عليك أو لآتيك  بأوراق مزورة. ولو إني كنت ابني معسكر للجيش لما وجدتني هنا ولكن لوجدت الجيش المصري كله هنا.
ساد الصمت وظهر أن ماهر اثر في الرئيس وظهرت على وجهه إمارات الإعجاب والتصديق ! بعد ذلك دار حديث عام استفسر فيه رئيس المهربين عن المدينة وما فيها وأجاب ماهر عن الأسئلة بأجوبة مفصلة ليبين له صدق كلامه ذاكرا عدد المنازل وعدد السكان المتوقع أن يسكنوا فيها وحجم المرافق الخدمية واعتمادها على محطات الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء والتكيف وتصفية المياه وتكلم عما توفره المدينة من فرصة لإسكان ذو الدخل المحدود من الموظفين وأصحاب المشاغل الصغيرة .
بعد حوار طويل ومجادلة استطاع ماهر الحصول على وعد من الرئيس بعدم مهاجمة المدينة مرة أخرى ودعا ماهر لتناول الغداء.
الرئيس : الم تخف من الحضور إلينا ؟
ماهر : أنا ضيف عندكم و لا اعتقد إنكم تؤذون الضيف ! كما إن محاولتي لإنجاح العمل في مشروع مدينة الشمس يستحق التضحية.
الرئيس : ألا تخاف أن تدخل الشرطة فتقبض عليك معنا ؟
ماهر : أنا واثق إني لا ارتكب خطأ كما إن الشرطة تعرف ما تعرضت إليه المدينة وسيتفهمون الحال.
أصر ماهر على الحصول على رقم هاتف الرئيس لكي يمكن الاتصال به عند حدوث طارئ.
تردد رئيس المهربين في ذلك ولكنه أخيرا طلب من ابنه سالم إعطاء رقم هاتفه إلى ماهر.
ودع ماهر رئيس المهربين وعاد مع علي قبل حلول الظلام.
عاد ماهر وهو يشعر بالنجاح والفخر في انه استطاع تحقيق الأمان لمدينة الشمس وان بناء مدينة الشمس سيستمر وسيتم انجازها في الوقت المحدد بمشيئة الله.
في اليوم التالي كان ماهر في مركز الشرطة حيث أعطى للضابط فكرة عن اليوم السابق وعن لقائه برئيس المهربين والوعد بعدم مهاجمة المدينة.
غادر ماهر وهو في غاية السعادة لنجاحه في حل المشكلة .
ولكن هل انتهت المشكلة !!!
(نهاية الحلقة الثانية)

ليست هناك تعليقات: