الثلاثاء، 3 يونيو 2014

الشافعي والناس



وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ        أخا ثقة ٍ عند ابتلاء الشدائد
تقلبتُ في دهري رخاءً وشدَّة ً وناديتُ في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أرَ فيما ساءني غير شامت       وَلَمْ أَرَ فِيما سَرَّنِي غَيْرَ حاسِدِ

وقال
إنِّي صَحِبْتُ أناساً مَا لَهُمْ عَدَدُ    وَكُنْت أَحْسبُ أنِّي قَدْ مَلأَتُ يدِي
لَمَّا بَلَوْتُ أخِلائي وَجَدْتُهُمُ      كالدَّهرِ في الغدرِ لم يبقوا على أحدِ
إن غبتُ فشرُّ الناس يشتمني        وَإنْ مَرضْتُ فَخَيْرُ النَّاسِ لَمْ يَعُدِ
وإن رأوني بخيرٍ ساءهم فرحي          وإن رأوني بشرَّ سرَّهم نكدي

الشافعي وخصومة الجهال




قالوا سكتَّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم    إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ  وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة ٌ؟ والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ

الاثنين، 2 يونيو 2014

الشافعي و طرق السعادة

صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا
من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا
منْ صدق الله لم ينلهُ أذى

ومن رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا

الشافعي والصبر عند النوازل

وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى     ذرعاً، وعند الله منها المخرجُ

ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها فرجت، وكنتُ أظنُّهالا تفرجُ

الشافعي والصديق الحقيقي

أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي   وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي
يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ             ويحفظي حياً وبعدَ مماتي
فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ     لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَ الْحَسَنَاتِ

تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَ أقلَّهُمْ    على كثرة ِ الإخوان أهلُ ثقاتي

الشافعي و التعلم

اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ       فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً    تجرَّعَ ذُلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ             فكبِّر عليه أربعاً لوفاته

وَذَاتُ الْفَتَى واللَّهِ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى    إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ

الأحد، 1 يونيو 2014

الشافعي والعفو




لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ   أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ            لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ     كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ
النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ         وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ

الشافعي والسفر




ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ         مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ         وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ          إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست  والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ً    لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ          والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ                      وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ

الشافعي ومصير الظالم




إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً       وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها        ستبدي له مالم يكن في حسابهِ
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً          يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ           أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى         وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ
وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً        وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه