الخميس، 3 يوليو 2014

الاعجاز في ترتيب سور القرآن


 الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيّ المصطفى

أما بعد............

الدارس للقرآن الكريم يرى

أن السورة القرآنية تمثل وحدة متكاملة في مضمونها

بحيث تعالج الهدف الذي نزلت من أجله علاجا واضحا

وهي مع ذلك

ترتبط بالسورة التي قبلها في ترتيب المصحف ارتباط الجار الكريم بجاره الملاصق له

بحيث لو رفعنا الفاصل بين السورتين

وهو البسملة ----  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ -----

لوجدنا وحدة بين السورتين كاملة

فضلا عن الارتباط الكبير الذي بين آيات الموضوع الواحد في كل القرآن

فبين آيات السورة انسجام

وبين السورة والسورة المجاورة لها ارتباط

وبين آيات الموضوع الواحد

--- كالجهاد ---والصلاة-----والمواعظ------ تكامل

وقد اخترت سورة الواقعة مثالا لذلك................

فهي تأتي بعد سورة الرحمن لأنها تتحد معها في أغراض كثيرة

فسورة الرحمن تتحدث عن الكون .... من إنسان وشمس وقمر وأرض .

وسورة الواقعة تتحدث عن نهاية ---- الإنسان والشمس والقمر والأرض -----

وسورة الرحمن تتحدث عن ملامح النهاية والجنة والنار

وهو نفس الهدف الذي تهدف إليه سورة الواقعة

وسورة الرحمن تختم بقوله تعالى

{ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }الرحمن78

فلو رفعنا من القرآن ---- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ -----

لكان المعنى منسجما تمام الانسجام لان الجلال لله تعالى في الدنيا والآخرة

ولكنه أكمل ما يكون الجلال {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ }الواقعة1  لان سلطانه المطلق يومها لا ينكره أحد ..

قال تعالى :----


{ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }غافر16

أما أنسباك آيات السورة مع بعضها فنجد سورة الواقعة تعالج موضوع البعث والجزاء....

وهي مقسّمة إلى الأقسام الآتية : ----

مقدمة...........وفصول ثلاثة...........وخاتمة.............

أما المقدمة :---

فتتحدث عن نهاية العالم وعن التغيير الذي سيحدث للكون ....

{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }إبراهيم48

{  إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ .  لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ .  خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ .  إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً .  وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً .  فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً }

الواقعة 1 – 6

والمقدمة تنتهي عند الآية رقم -6 فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً

ثم يأتي الفصل الأول :-----

وهو يقسم الناس إلى أقسام ثلاثة وهم :---

أصـــــــــــــــــــحاب المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيمنة

وأصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحاب المــــــــــــــشأمة

والســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابقون

ويذكر جزاء كل قسم وسبب استحقاقهم هذا الجزاء

{  وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ .  فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ .  وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ .  وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ .  وَمَاء مَّسْكُوبٍ .  وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ .  لَّا

مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ .  وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ .  إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء .  فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً .  عُرُباً أَتْرَاباً .  لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ .  ثُلَّةٌ مِّنَ

الْأَوَّلِينَ .  وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ }

الواقعة 27 – 40

{  وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ .  فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ .  وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ .  لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ .  إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ .

وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ .  وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ .  أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ .  قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ

وَالْآخِرِينَ .  لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ .  ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ .  لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ .  فَمَالِؤُونَ مِنْهَا

الْبُطُونَ .  فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ .  فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ .  هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ }

الواقعة 41 – 56


{  وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ .  أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ .  فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ .  ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ .  وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ .  عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ .

مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ .  يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ .  بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ .  لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ .

وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ .  وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ .  وَحُورٌ عِينٌ .  كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ .  جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .  لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا

لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً .  إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً }

الواقعة 10 - 26


وينتهي هذا الفصل بقوله تعالى :- هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ



الفصل الثاني:----

يناقش المنكرين للبعث ...

ويسوق أدلة واضحة على البعث مستخدما عناصر الطبيعة المعلومة لدى الجميع وهي:-

1)    الجنين

وكيف أن الله تعالى يكونه في بطن أم بدون تدخل من أحد .

{  نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ .  أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ .  أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ .  نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ .

عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ .  وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ }

الواقعة 57 - 62

2)الزرع

وكيف أن الله تعالى..... يد القدر الأعلى..... ترعاه فتغذيه وتحافظ عليه

{  أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ .  أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ .  لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ .  إِنَّا لَمُغْرَمُونَ .  بَلْ نَحْنُ

مَحْرُومُونَ }

الواقعة 63 – 67



3)الماء

وكيف أن الله تعالى يسوقه إلى البلد الميت وينزله غيثا

{  أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ .  أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ .  لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ }

الواقعة 68 -  70


4)النار

ومظهر قدرة الله تعالى فيها كبير

{  أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ .  أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ .  نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ }

الواقعة 71 - 73


ونلاحظ أن رجل الشارع.........

يعرف عناصر المناقشة الأربعة

كما أن الدارس في أرقى البلاد .........

يدرك عظمة الصانع الحكيم فيها

وبسرعة يأمر القرآن العاقل أن

يســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبح


{  فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ }

الواقعة 74


سبحان ربّي العظيم وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

الفصل الثالث:----

وهو يبدأ بالقسم بمواقع النجوم على كرم القرآن ونزوله من عند الله تعالى ...


{  فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ .  وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ .  إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ .  فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ .  لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ .  تَنزِيلٌ مِّن

رَّبِّ الْعَالَمِينَ }

الواقعة 75 – 80

وللقسم أثر عظيم في النفس

ومن الظريف أنني رأيت بعض المنكرين لوجود الله تعالى ... يقسم في حديثه بالله العظيم !!!!

ثم يتكلم القرآن عن الروح مظهرا ضعف الدنيا أمام سرها العجيب


{  فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ .  وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ .  وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ .  فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ .  تَرْجِعُونَهَا

إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
الواقعة 83 - 87


وعجز الناس عن عودة الروح إلى الجسد كاف في أثبات البعث والجزاء


ثم تأتي الخاتمة وهي ترد العجز إلى الصدر

وتقسم الناس – مرة أخرى – إلى  ثلاثة أقسام

والذي أرتاح له ويتفق مع فهمي للقرآن....

إن نهاية السورة لا تكرر أولها

لان القرآن لا تكرار فيه ( إلا لفائدة )

فكيف نفهم خاتمة السورة بعيدا عن التكرار ؟؟؟

نلاحظ أن أول السورة قسم الناس إلى ( أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقين )

هذا التقسيم جاء بعد نهاية الدنيا....فهو بيان لدرجات الناس في الآخرة.....

أما آخر السورة وهو قوله تعالى :---

{  فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ .  فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ .  وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ .  فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ . وَأَمَّا

إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ .  فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ .  وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ }

الواقعة 88 - 94

فيأتي بعد بيان نهاية الإنسان

ونهاية الإنسان تفهم من قوله تعالى :--

{  فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ .  وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ .  وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ .  فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ . تَرْجِعُونَهَا

إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }


الواقعة 83 - 87

إذن آخر السورة تقسم الناس في القبر إلى الأقسام الثلاثة


أصــــــــــــــــــــــــــــحاب يــــــــــــــــــــــــــــــمين

وأصـــــــــــــــــــــــــحاب شــــــــــــــــــــــــــــــمال

ومــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقربين

فصدر السورة يتحدث عن الآخرة

وآخر السورة يتحدث عن جزاء القبر

وبذلك فلا تكرار..................

وبعد :--

إن القرآن وحدة متكاملة وآياته حبات عقد نوراني  لذلك فهو حق اليقين



وأي يقين أوضح من القرآن ؟؟؟

أقول ذلك :----

حتى لا تخطيء فهم القرآن

( اعداد عبد الستار المشهداني )


  


الأربعاء، 2 يوليو 2014

احوال القلب

  (وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) – 11
القلب
 الحمد لله ربّ العالمين
اللهمّ صلّ على سيدّنا محّمد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين والشهداء والصالحين وعلى أهل الجنّة وعلى الملائكة وبارك عليه وعليهم وسلّم كما تحبه وترضاه يا الله آمين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا محمد24 أحبتي في الله تعالى .....لنتأمل معا هذه المعجزة  التي تكلم عنها القرآن العظيم في عشرات من  الآيات وتكلم بها سيدّنا رسول الله صلّ ياربّ عليه وعلى آله وبارك وسلّم
 في عشرات من الأحاديث المباركة والصحيحة ألا وهي
 القلب
أيها الأفاضل لنطلع سويا على ما جاء في كتاب الله العزيز حول القلب أو الفؤاد لكي نستلهم من فيض القرآن العظيم مااتصفت به القلوب كي ندرك عظمة هذا العضو ((القلب)) وندرك عظمة الخالق تعالى ولكي نزداد يقينا وفخرا بديننا العظيم ونزداد ايمانا بمعجزة القرآن العظيم ومعجزة سيدّنا رسول الله صلّ ياربّ عليه وعلى آله وبارك وسلّم الذي لا ينطق عن الهوى
قال تعالى
{  يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ 0  إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء 88-89
1-   ختم القلب
{خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }البقرة 7  أي طبع الله على قلوب هؤلاء وعلى سمعهم, وجعل على أبصارهم غطاء; بسبب كفرهم وعنادهم مِن بعد ما تبيَّن لهم الحق, فلم يوفقهم للهدى, ولهم عذاب شديد في نار جهنم. 
2-  مرض القلب
{ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }البقرة  10 أي في قلوبهم شكٌّ وفساد فابْتُلوا بالمعاصي الموجبة لعقوبتهم, فزادهم الله شكًا, ولهم عقوبة موجعة بسبب كذبهم ونفاقهم.
3-  قسوة القلب
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة74  أي اشتدت قلوبكم وغلظت, فلم يَنْفُذ إليها خير, ولم تَلِنْ أمام الآيات الباهرة التي أريتكموها, حتى صارت قلوبكم مثل الحجارة الصمَّاء, بل هي أشد منها غلظة; لأن من الحجارة ما يتسع وينفرج حتى تنصبَّ منه المياه صبًا, فتصير أنهارًا جاريةً, ومن الحجارة ما يتصدع فينشق, فتخرج منه العيون والينابيع, ومن الحجارة ما يسقط من أعالي الجبال مِن خشية الله تعالى وتعظيمه. وما الله بغافل عما تعملون.
4-  الطبع على القلب
{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء
(فبما نقضهم) ما زائدة والباء للسببية متعلقة بمحذوف ، أي لعناهم بسبب نقضهم (ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم) للنبيّ صلى الله عليه وسلم (قلوبنا غلف) لا تعي كلامك (بل طبع) ختم (الله عليها بكفرهم) فلا تعي وعظا (فلا يؤمنون إلا قليلا) منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه
5-  امتزاج الشرك في القلب
155{ ... وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ... }البقرة93
لأن عبادة العجل قد امتزجت بقلوبكم بسبب تماديكم في الكفر.
6-  القلب يستلم الوحي
{ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97
من كان عدوًا لجبريل فإنه نزَّل القرآن على قلبك بإذن الله تعالى
7-  تشابه القلوب
{ وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }البقرة118 ومثل هذا القول قالته الأمم من قبلُ لرسلها عنادًا ومكابرة; بسبب تشابه قلوب السابقين واللاحقين في الكفر والضَّلال
8-  نفاق القلب
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ }البقرة204 وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة, ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام, وفي هذا غاية الجرأة على الله, وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين.
9-  مقاصد القلوب
{ لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }البقرة225 لا يعاقبكم الله بسبب أيمانكم التي تحلفونها بغير قصد, ولكن يعاقبكم بما قصدَتْه قلوبكم.
10-                  يقين القلب
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260
11-                  آثام القلب
{ وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }البقرة283
12-                  زيغ القلب
{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7 { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران8
13-                  تأليف القلوب
{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103
14-                  فزع القلب
{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ }آل عمران151
سنقذف في قلوب الذين كفروا أشدَّ الفزع والخوف بسبب إشراكهم بالله آلهة مزعومة
15-                  تمحيص القلب
{ ..وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }
آل عمران154
16-حسرة القلوب
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }آل عمران156
16-                  فظاظة القلب
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
17-إيمان القلب
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ...}المائدة41
18-تقلب القلوب
{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }الأنعام110 ونقلب أفئدتهم وأبصارهم, فنحول بينها وبين الانتفاع بآيات الله, فلا يؤمنون بها كما لم يؤمنوا بآيات القرآن عند نزولها أول مرة, ونتركهم في تمرُّدهم على الله متحيِّرين, لا يهتدون إلى الحق والصواب.
19- فقه القلوب
{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
ولقد خلقنا للنار -التي يعذِّب الله فيها مَن يستحق العذاب في الآخرة - كثيرًا من الجن والإنس, لهم قلوب لا يعقلون بها, فلا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا
20- وجل القلوب
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2
21- ربط القلوب
{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }الأنفال11 أي ليشدَّ على قلوبكم بالصبر عند القتال
22- إحالة المرء عن قلبه
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24 واعلموا - أيها المؤمنون - أن الله تعالى هو المتصرف في جميع الأشياء, والقادر على أن يحول بين الإنسان وما يشتهيه قلبه
23- غيظ القلوب
{ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة15
24- الشد على القلوب
{ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ }يونس88
25- حنين القلوب
{ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }إبراهيم37  (ربنا إني أسكنت من ذريتي) أي بعضها وهو إسماعيل مع أمه هاجر (بواد غير ذي زرع) هو مكة (عند بيتك المحرم) الذي كان قبل الطوفان (ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة) قلوبا (من الناس تهوي) تميل وتحن (إليهم) قال ابن عباس لو قال أفئدة الناس لحنت إليه فارس والروم والناس كلهم (وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) وقد فعل بنقل الطائف إليه
26- عذاب القلوب
{ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ }الهمزة7 (التي تطلع) تشرف (على الأفئدة) القلوب فتحرقها وألمها أشد من ألم غيرها للطفها
27- القلوب محل الكفر أو الإيمان
{ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ }الحجر12
{ مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النحل106
28- أغطية القلوب
{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً }الإسراء46
وجعلنا على قلوب المشركين أغطية؛ لئلا يفهموا القرآن، وجعلنا في آذانهم صممًا؛ لئلا يسمعوه
29- ربط القلوب
{ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً }الكهف14
30- لهو القلوب
{ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }الأنبياء3 أي أن قلوبهم غافلة عن القرآن الكريم, مشغولة بأباطيل الدنيا وشهواتها, لا يعقلون ما فيه
31- التقوى في القلوب
{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32
32- القلوب مراكز العقول
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46
33- سلامة القلوب
{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89 أي من الشرك و الكفر والنفاق والرذيلة.
.
34- طهارة القلوب
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً }الأحزاب53
35- اشمئزاز القلوب
{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الزمر45 وإذا ذُكِر الله وحده نفرت قلوب الذين لا يؤمنون بالمعاد والبعث بعد الممات, وإذا ذُكِر الذين مِن دونه من الأصنام والأوثان والأولياء إذا هم يفرحون؛ لكون الشرك موافقًا لأهوائهم.
36- أقفال القلوب
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24  (أفلا يتدبرون القرآن) فيعرفون الحق (أم) بل (على قلوب) لهم (أقفالها) فلا يفهمونه
37- الرجل أحادي القلب
{ مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ }الأحزاب4 لان المرأة الحامل يكون في جوفها قلبين ((قلبها وقلب جنينها))
38- خشوع القلب
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16
39- القلوب محل لرأفة والرحمة
{ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد27
40- غل القلوب
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10 (والذين جاؤوا من بعدهم) من بعد المهاجرين والأنصار إلى يوم القيامة (يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا) حقدا (للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)
41- شتات القلوب
{ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }الحشر
42- قلق القلوب
{ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ }النازعات8 (قلوب يومئذ واجفة) خائفة قلقة
43- رين القلوب
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }المطففين14
(كلا) ردع وزجر لقولهم ذلك (بل ران) غلب (على قلوبهم) فغشيها (ما كانوا يكسبون) من المعاصي فهو كالصدأ
44- إنابة القلب
{ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }ق33
45- حضور القلب مع الله تعالى
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }ق37 إن في إهلاك القرون الماضية لعبرة لمن كان له قلب يعقل به, أو أصغى السمع, وهو حاضر بقلبه, غير غافل ولا ساهٍ.
46- هداية القلب
{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }التغابن11 ما أصاب أحدًا شيءٌ من مكروه يَحُلُّ به إلا بإذن الله وقضائه وقدره. ومَن يؤمن بالله يهد قلبه للتسليم بأمره والرضا بقضائه،
أحبتي الفواضل والآن أترك حضراتكم مع أهل العلم والاختصاص لإكمال هذا الموضوع ومع البحث الرائع الذي كتبه فضيلة الأستاذ

عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com جزاه الله تعالى خير الجزاء وجعله في موازين حسناته ونفع به آمين

تأملات في سد يأجوج ومأجوج

تأملات

وأقول  ومن الله تعالى التوفيق

1-  أنّ السد والردم شيئان مختلفان
فالسد هو حاجز مجّوف قد يكون له منافذ وحسب تصميمه
أمّا الردم فهو حاجز غير مجوف وليس له منافذ لذلك نجد القرآن العظيم والسنة الصحيحة قد ذكرت ما بناه ذو القرنين بالردم وليس بالسد مع كون القوم قد طلبوا منه بناء سدا
جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش أن النبي  صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم استيقظ من نومه وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من   ردم  يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد سفيان بيده عشرة قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث 

2-   أشار القرآن العظيم إلى طرق تعدين المعادن وعمل السبائك المعدنية
3-  في قوله تعالى

{ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً }الكهف97

نجد أن الله تعالى بين أعجازا رائعا حيث جاءت الكلمة الأولى بالتخفيف (اسْطَاعُوا ) لأنه لا يحتاج إلى جهد كبير ولا إلى استعمال  آلات  لفعل ذلك
بينما في الثانية جاءت مثقلة وبحرف التاء (اسْتَطَاعُوا ) لان الأمر هنا يحتاج إلى جهد كبير واستعمال الآلات لغرض ثقب الردم العظيم الذي تم بناءه من سبيكة الحديد والنحاس
4-  إن الهاء في كلمة يَظْهَرُوهُ يعود إلى القوم الذين طلبوا بناء الردم وليس كما يتوهم البعض بأنه يعود إلى قوم يأجوج ومأجوج
حيث بين الحبيب المصطفى صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم أنه قد تم فتح فتحة صغيره من الردم في زمنه صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
5-  أنّ يأجوج ومأجوج هما من ذرية سيدّنا آدم عليه الصلاة والسلام
كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه  الإمام البخاري رحمه الله تعالى
عن أبي سعيد ألخدري قال قال النبي  صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم  يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم يقول لبيك ربنا وسعديك فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار قال يا رب وما   بعث النار  قال من كل  قال تسعمائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي  صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم  من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال شطر أهل الجنة فكبرنا قال أبو أسامة عن الأعمش ترى الناس سكارى وما هم بسكارى وقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين
وقوله صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم   ومنكم واحد أي من غير يأجوج ومأجوج
6-  أن الإسلام العظيم دعا إلى التكافل والى الزّكاة والى الصّدقة والى الإنفاق في طرق الخير حتى يعم المجتمع التكافؤ والسعادة وقد علمنا أن في زمن الخلافة الراشدة فد فاض المال ولا يوجد من يأخذه

والله تعالى أعلم وأحكم

قال تعالى

{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }الإنسان8

{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }آل عمران92

{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }البلد 14

{.. فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ..}المائدة 89

{ ..فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً... }المجادلة 4

{ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }الذاريات19

{ ..وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ  ..}البقرة 177


نقلت

بتصرف يسير (اعداد عبد الستار المشهداني)


من محاضرات الشيخ الأستاذ محمود غريب

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

من هي اليد التي يحبها الله ورسوله

هذه يد يحبها الله ورسوله صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم   
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيّ
المصطفى
أما بعد
أخي الفاضل وأختي الفاضلة
تفضلوا وعلى بركة الله تعالى للاطلاع على النفحات المباركة في التأمل في قوله تعالى { وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }المائدة38
جاء في التفسير الميّسر:-  والسارق والسارقة فاقطعوا
- يا ولاة الأمر - أيديهما بمقتضى الشرع, مجازاة لهما على أَخْذهما أموال الناس بغير حق, وعقوبةً يمنع الله بها غيرهما أن يصنع مثل صنيعهما. والله عزيز في ملكه, حكيم في أمره ونهيه.
قيل :- أن قطع يد السارق يكثر العاطلين في الأمّة ويعطل الإنتاج !!
قلت :- أن  الدنيا لا تعرف دينا دعا إلى العمل وكرّم اليد العاملة كما فعل الإسلام
واليد في نظر الإسلام هي
1-                      يد عاملة يكرّمها
2-                      يد عاطلة يعلمها
3-                     يد عاجزة يطعمها
4-                      يد عابثة يقطعها
وهو بهذا السلوك يعطي كل يد جزائها ... قال تعالى
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }فصلت46 وللتوضيح أقول:-

1-         أما اليد العاملة المنتجة فقد كرّمها الإسلام
 وجعل ديتها لو اعتدي عليها ( خمسون جملا ) وهو نصف دية الرجل . حتى يحفظها من الاعتداء عليها .
كما أن الإسلام كرمها معنويا فقد مدّ النبيّ صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم   يده الشريفة ليصافح عاملا فأعتذر الرجل بأنّ يده خشنة فقام النبيّ صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم  وقبّل يد العامل تكريما لها وقال ( هذه يد يحبها الله ورسوله ) .

2-         أما اليد العاطلة فيعلمها الإسلام كيف تعمل
 والقرآن يروي لنا نموذجا لأمة  خاملة { لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً } جاءهم القائد العادل ذو القرنين فعرضوا عليه مالا ليجعل بينهم  وبين عدوهم سدا . ولكنّ ذو القرنين لم يقبل أخذ المال وطلب منهم أن يعملوا بأيديهم لبناء الردم
{ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً }الكهف95
ثم طلب منهم أن يجمعوا مواد البناء من خيرات بلادهم { آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ } وظل القائد يعمل { حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ } طلب منهم أن يشعلوا النار وأن ينفخوا فيها {... قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً }الكهف96
          أي نحاسا ذائبا ليتماسك الحديد مع النحاس
لقد تمّ الردم وأصبح الشعب الذي كان بالأمس لا يكاد يفقه قولا أصبح يجري التجارب بفخر على الردم ويختبر صلابته
{ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً }الكهف97
هكذا تحول الشعب الضعيف إلى صانع للحواجز العمالقة (الردم )

3-    أمّا اليد العاجزة فالإسلام يطعمها
وحسبك أن تعلم التكافل الاجتماعي في الإسلام قام على خلق الإيثار
{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9
وبناء مجتمع على الإيثار خلق لم تعرفه الدنيا في غير تلاميذ النبيّ صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم

4- أذا لم تبقى سوى اليد العابثة   
إنها ليست منتجة فتحترم ولا عاجزة فتطعم
أنها لا تسرق من أجل الضرورة
لانّ الإسلام لا يقطع يد من سرق من أجل الضرورة
 ولا من الجوع لانّ إطعام الجائع حق الفرد على الجماعة...
ولا تسرق هذه اليد لتتعلم
لانّ سارق كتب العلم والمصحف لا تقطع يده .
إذا أنها تسرق استهتارا بالجماعة الإنسانية
وأمنها وتنفق في قتل الفضيلة وهتك الأعراض
إن الطبيب الماهر يستأصل العضو العاطل إذا علم أن بقاءه سيفسد الجسد .
فان قال قائل :- لكن آية السرقة عامة في كل سارق وهذا يؤكد ما يقال من كثرة العاطلين
أقول :- إن السّنة الشريفة تفسر القرآن وتقيد المطلق..
وقد وضحت سنة النبيّ صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم  وأفعال خلفائه من بعده – وهم تلاميذ النبي – أن السارق لا تقطع يده إلا إذا استوفت التهمة كل شروط الاتهام وأكدت الشريعة أن الشبهة تفسر لصالح المتهم وخطأ القاضي في العفو خير من خطئه في القطع ..
فلا قطع إذا سرق من الجوع
أو سرق من ابنه ، أو من أبيه ، أو من زوجته أو سرق من كتب العلم أو مصحف ولا قطع إذا سرق كتب الإلحاد والخمر والخنزير وأدوات اللهو ، لجواز سرقتها ليتلفها.
ولا قطع لمن سرق في ميدان الحرب لان الجيش بحاجة إلى يده.
و لا قطع لمن سرق مال الغنيمة قبل أن يوزع لان له فيه بعض الحق.
ولا قطع لو كان السارق صغيرا أو غير عاقل.
ولا قطع لو كان المال المسروق قد ترك في مكان عام بدون حرز وحراسة.
فلربّ سال يسأل
إذن من تقطع يده ؟

أقول له : العابث فقط الذي يسرق استهتارا بالقانون وينفق استهتارا بالفضيلة ..
فان قيل: أليس في هذه العقوبة قسوة ؟
أقول له : أقسى منها أن يعيش الإنسان غير آمن في المجتمع على نفسه وماله.
ثم كم يدا قطعها الإسلام حتى استتب الأمن في الجزيرة انه لم يقطع أكثر من ست أياد حتى انتهت دولة الخلفاء.
كم حادث سرقة يحدث في اليوم الواحد ويصبح السارق في غيابة السجن طاقة معطلة.
ثم اكرر أن الأيادي التي تقطع عابثة وليست منتجة.
فإذا قيل : أن ارتفاع مستوى المعيشة كفيل أن يقضي على السرقة بدون أي عقوبة.
أقول له : هل انتهت السرقة من المجتمعات الغريبة التي وصل منها الأمر إلى درجة الطفح الاقتصادي.
الم تحدث سرقات للبنوك في أوروبا ؟
وأقول للجميع :

ماذا على العالم الحائر لو جرب منهج الإسلام.

إن الذين يهاجمون شريعة الإسلام هم الذين يخافون على أيديهم أن تقطع ...
أقول ذلك :
حتى لا نخطئ فهم القرآن.(اعداد عبد الستار المشهداني )