الأربعاء، 2 يوليو 2014

تأملات في سد يأجوج ومأجوج

تأملات

وأقول  ومن الله تعالى التوفيق

1-  أنّ السد والردم شيئان مختلفان
فالسد هو حاجز مجّوف قد يكون له منافذ وحسب تصميمه
أمّا الردم فهو حاجز غير مجوف وليس له منافذ لذلك نجد القرآن العظيم والسنة الصحيحة قد ذكرت ما بناه ذو القرنين بالردم وليس بالسد مع كون القوم قد طلبوا منه بناء سدا
جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش أن النبي  صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم استيقظ من نومه وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من   ردم  يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد سفيان بيده عشرة قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث 

2-   أشار القرآن العظيم إلى طرق تعدين المعادن وعمل السبائك المعدنية
3-  في قوله تعالى

{ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً }الكهف97

نجد أن الله تعالى بين أعجازا رائعا حيث جاءت الكلمة الأولى بالتخفيف (اسْطَاعُوا ) لأنه لا يحتاج إلى جهد كبير ولا إلى استعمال  آلات  لفعل ذلك
بينما في الثانية جاءت مثقلة وبحرف التاء (اسْتَطَاعُوا ) لان الأمر هنا يحتاج إلى جهد كبير واستعمال الآلات لغرض ثقب الردم العظيم الذي تم بناءه من سبيكة الحديد والنحاس
4-  إن الهاء في كلمة يَظْهَرُوهُ يعود إلى القوم الذين طلبوا بناء الردم وليس كما يتوهم البعض بأنه يعود إلى قوم يأجوج ومأجوج
حيث بين الحبيب المصطفى صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم أنه قد تم فتح فتحة صغيره من الردم في زمنه صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم
5-  أنّ يأجوج ومأجوج هما من ذرية سيدّنا آدم عليه الصلاة والسلام
كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه  الإمام البخاري رحمه الله تعالى
عن أبي سعيد ألخدري قال قال النبي  صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم  يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم يقول لبيك ربنا وسعديك فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار قال يا رب وما   بعث النار  قال من كل  قال تسعمائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي  صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم  من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال شطر أهل الجنة فكبرنا قال أبو أسامة عن الأعمش ترى الناس سكارى وما هم بسكارى وقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين
وقوله صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم   ومنكم واحد أي من غير يأجوج ومأجوج
6-  أن الإسلام العظيم دعا إلى التكافل والى الزّكاة والى الصّدقة والى الإنفاق في طرق الخير حتى يعم المجتمع التكافؤ والسعادة وقد علمنا أن في زمن الخلافة الراشدة فد فاض المال ولا يوجد من يأخذه

والله تعالى أعلم وأحكم

قال تعالى

{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }الإنسان8

{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }آل عمران92

{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }البلد 14

{.. فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ..}المائدة 89

{ ..فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً... }المجادلة 4

{ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }الذاريات19

{ ..وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ  ..}البقرة 177


نقلت

بتصرف يسير (اعداد عبد الستار المشهداني)


من محاضرات الشيخ الأستاذ محمود غريب

ليست هناك تعليقات: