عن
قيسٍ قال : رأيتُ يدَ طلحةَ شلاّء وَقى بها النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم يوم
أحُد .
عن
ثَعلَبةُ بن أبي مالكٍ : أنَّ عمرَ بن الخطّابِ رضيَّ اللهُ عنه قَسَمَ مُروطاً
بينَ نساء من نساء أهل المدينة ، فبقيَ منها مِرْطٌ جيّد ، فقال لهُ بعضُ مَن
عندَه : يا أميرَ المؤمنين ، أعطِ هذا بنتَ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم التي
عندكَ [ زوجتُهُ ] – يريدونَ أمَّ كلثومٍ بنتَ عليّ – فقال عمر : أُمُّ سُلَيطٍ
أحقُّ به . و أُمُّ سُلَيط [ والدة أبي سعيدٍ الخُدري ] من نِساء الأنصار ممن
بايعَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم . قال عمرُ : فانها كانت تُزْفِرُ [ تحمل
أو تخيط ] لنا القرَبَ يوم أُحُد .
عن
عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها قالت : لما كان يومُ أحُدٍ هُزِمَ المشركون ، فصَرَخَ
إبليسُ لعنةُ اللهِ عليه : أي عِبادَ اللهِ ، أُخْراكم . فرجَعَت أولاهم
فاجتَلَدَت هيَ و أخراهم ، فبَصُرَ حُذيفةُ فإذا هو بأبيه اليمانِ فقال : أي
عِبادَ الله ، أبي أبي . قال قالت : فو اللهِ ما احتَجَزُوا حتى قَتلوه . فقال حذَيفةُ
: يَغفِرَ اللهُ لكم . قال عروة : فو اللهِ ما زالت في حُذَيفةَ بقيةُ خيرٍ حتى
لحِقَ بالله .
عن
البراء رضيَّ اللهُ عنه قال : لَقِينا المشركينَ يومئذٍ ، و أجلسَ النبيُّ صلى
اللهُ عليهِ و سلّم جَيشاً منَ الرُّماةِ [ قيلَ كانوا خمسين رجلاً ] ، و أمَّرَ
عليهم عبدَ اللهِ [ بن جُبَير ] و قال (( لا تَبرَحوا ، إن رأيتمونا ظَهرْنا عليهم
فلا تبرَحوا ، و إن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعِينونا . فلما لَقينا هَرَبوا [
المشركين ] ، حتى رأيتُ النساء يَشتَدِدْن في الجبل ، رَفعنَ عن سُوقهنَّ قد بَدَت
خلاخِلُهنَّ فأخَذوا يقولون [ الرماة ] : الغنيمةَ الغنيمة . فقال عبدُ الله
:عَهدَ إليَّ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم أن لا تبرَحوا . فأبَوا . فلما أبوا
صُرِفَ وُجوهُهم [ تحيروا فلم يدروا أين يتوجهوا . قال تعالى ) إذ تُصْعِدون
و لا تَلْوُونَ على أحَد ، والرسولُ يَدعوكم في أُخراكم ، فأثابَكم غَمّاً بغمّ ،
لكيلا تحْرَنوا على ما فاتكم و لاما أصابكم ، و اللهُ خَبيرٌ بما تعملون ( ] ، فأصيبَ
سبعون قَتيلاً [ قال تعالى : ) و اتقوا فتنةً لا تصبينَ الذينَ ظلموا منكم
خاصة ( ] . و أشرفَ أبو سفيانَ فقال : أفي القومِ محمد ؟ فقال [ رسولِ
الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم ] : (( لا تُجيبوه )). فقال
: أفي القوم ابنُ ابي قُحافة ؟ قال : (( لا تُجيبوه )). فقال : أفي القوم
ابنُ الخطّاب ؟ [ أنظر منزلة أبي بكر و
عمر من النبي صلى اللهُ عليهِ و سلّم و خصوصيتهما به بحيث كان أعداؤه لا يعرفون
بذلك غيرهما ] فقال : إن هؤلاء قُتِلوا ، فلو كانوا أحياء لأجابوا . فلم يَملكْ
عمرُ نفسَه فقال : كذَبتَ يا عدوَّ الله ، أبقى اللهُ عليكَ ما يُخزيك . قال : أبو
سفيان : اعلُ هُبَل . فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( أجِيبوه )) . قالوا
: ما نقول ؟ قال (( قولوا اللهُ أعلى و أجلّ )) . قال أبو سفيان : لنا العُزَّى و
لا عُزى لكم . فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( أجيبوه )) . قالوا : ما
نقول ؟ قال (( قولوا : اللهُ مَولانا و لا مَولى لكم )) . قال : أبو سفيان يومٌ
بيوم بَدر ، و الحربُ سِجال ، و تجِدون مُثْلةً لم آمُرْ بها و لم تَسُؤْني .
قال
تعالى [ 155 آل عمران ] : ) إنَّ الذينَ تَوَلَّوا منكم يومَ الْتقى
الجمعانِ إنما استْزَلَّهمُ الشيطانُ ببعضِ ما كسَبوا ، ولقد عفا اللهُ عنهم ، إن
اللهَ غفورٌ رحيم ( .
عن
أنس رضيَّ اللهُ عنه : شُجَّ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يومَ أحُدٍ فقال ((
كيفَ يُفلِحُ قومٌ شجَّوا نبيَّهم )) ؟ فنزلت ) ليس لكَ من
الأمرِ شيءٌ أو يَتوبَ عليهم أو يُعذِّبهم فانهم ظالمون ( .
عن
ابي هريرةَ رضيَّ اللهُ عنه قال : قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( اشتدَّ
غَضَبُ اللهِ على قومٍ فعلوا بنَبيِّه – يُشير إلى ربَاعيَّته – اشتدَّ غضبُ اللهِ
على رجلٍ يَقتلهُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم في سبيلِ الله )).
عن
سهلِ بن سعدٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : كانت فاطمةُ عليها السلامُ بنتُ رسولِ الله
صلى اللهُ عليهِ و سلّم تغسِله و علىٌّ يسكبُ الماءَ بالمِجنِّ ، فلما رأت فاطمةُ
أنَّ الماء لا يَزيدُ الدَّمَ إلا كثرةً أخذَت قطعةً من حَصير فأحرقتْها و
ألصَقَتها فاستمسكَ الدم . و كُسِرَت ربَاعيته يومَئذ ، و جُرحَ وجههُ ، و كسِرَت
البيضةُ [ غطاء الرأس في الحرب ] على رأسه. [ اراد اللهُ جلّ و علا تعظيم أجر رسول
اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم و رفعِ درجته و ليتأسى به أتباعه في الصبر على
المكاره ، و العاقبة للمتقين .]
عن
عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها ) الذين استجابوا للهِ و الرسولِ من بعد ما
اصابهمُ القَرحُ لِلذينَ أحسَنوا منهم و اتَّقَوا أجرٌ عظيم ( قالت لِعروةَ
[ ابن الزبير وابن أختها أسماء ] : يا ابن أختي ، كان أبواك منهم : الزبيرُ و أبو
بكر . لما أصابَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ما اصابَ يومَ أُحُدٍ و
انصرفَ عنه المشركون خافَ أن يرجعوا ، قال : من يَذهَبُ في إثرهم ؟ فانتدبَ منهم سبعون
رجلاً . قال : كان فيهم أبو بكرٍ و الزُّبير .