قول
الله تعالى [ 121 آل عمران ] : ) و إذ غَدَوتَ من أهلِكَ تُبَوِّىءُ
المؤمنينَ مَقاعدَ للقِتال و اللهُ سميعٌ عليم ( و قوله جل
ذِكرُه [ 140 آل عمران ] : ) و لا تَهِنوا و لا تحزَنوا و أنتمُ الأعلونَ
إن كنتم مؤمنين . إن يَمسَسْكم قَرحٌ فقد مسَّ القوم قَرحٌ مِثله ، و تلكَ الأيامُ
نداوِلها بينَ الناس و ليَعلَمَ اللهُ الذين آمنوا و يتَّخِذَ منكم شُهَداءَ و
اللهُ لا يحبُّ الظالمين . و ليُمحِّصَ اللهُ الذين آمنوا و يَمحَق الكافرين . أم
حَسِبتُم أن تَدخلوا الجنَّةَ و لمّا يَعلم اللهُ الذينَ جاهدوا منكم و يعلم
الصابرين . و لقد كنتم تمنَّونَ الموتَ من قبل أن تَلقَوْهُ ، فقد رأيتموهُ و أنتم
تنظرون ( ، و قولهِ [ 152 آل عمران ] : ) و لقد
صَدَقكمُ اللهُ وعدَه إذ تَحُسُّونهم باذنه ، حتى إذا فَشِلْتم و تَنازعتم في
الأمرِ و عَصَيتم من بعدِ ما أراكْم ما تُحِبُّونَ ، منكم مَنْ يُريد الدُّنيا و
منكم من يُريد الآخِرة ، ثم صَرَفكم عنهم ليبتَلِيَكم ، و لقد عَفا عنكم ، واللهُ
ذو فضلٍ على المؤمنين ( [ تَحُسُّونهم : تستأصلونَهم قتلاً ] ، و
قوله : ) و لا
تَحسبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً ( الآية.[1]
عن
زيدِ بن ثابت رضيَّ اللهُ عنه قال : لما خرجَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم إلى
غزوة أُحُد ، رَجَعَ ناسٌ ممن خرَجَ معه. و كان أصحابُ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و
سلّم فِرقَتَين : فِرقةٌ تقول نقاتِلهم ، وفرقةٌ تقول : لا نقاتلهم . فنزلت ) فما لكم في
المنافقين فِئتين و اللهُ أركَسَهُم بما كَسبوا ( وقال (( إنها
طَيْبة [ المدينة المنورة ] تَنفي الذُّنوب، كما تنفي النارُ خَبَثَ الفِضَّة )).[2]
عن
جابر رضيَّ اللهُ عنه قال : نزلت هذه الآية فينا [ 122 آل عمران ] : ) إذ هَمَّتْ
طائفتانِ منكم أن تَفْشَلا و اللهُ وَليُّهما ، وعلى اللهِ فليتوكلِ المؤمنون ( بني سَلَمِةَ
و بني حارثة ، وما أحِبُّ أنَّها لم تَنزل و اللهُ يقول ) و اللهُ
وليُّهما ( .[3]
عن
انس بن مالك رضيَّ اللهُ عنه : أن النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم صعِدَ أُحُداً
وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ ، فرَجَفَ بهم ، فقال (( اثبُتْ أحُدُ ، فإن عليكَ نبيٌّ
وصدّيقٌ وشَهيدان )).[4]
عن
جابرٍ بن عبد الله رضيَّ اللهُ عنهما قال : قال رجلٌ للنبيِّ صلى اللهُ عليهِ و
سلّم يومَ أُحد : أ رأيتَ إن قُتِلتُ فأينَ أنا ؟ قال (( في الجنة )) . فألقى
تمراتٍ في يدهِ ، ثمَّ قاتلَ حتى قُتِل .[5]
[1] صحيح البخاري \ باب غزوة
أحد
[2] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب غزوة أحد - حديث : 3842
[3] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما
وعلى الله - حديث : 3843
[4] صحيح البخاري - كتاب المناقب \ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو
كنت مُتخذا خليلا - حديث : 3493
[5] صحيح البخاري - كتاب المغازي \ باب غزوة أحد - حديث : 3838