السبت، 21 فبراير 2015

احاديث عظيمة للموعظة ( تحريم للظلم )

باب تحريم الظلم:
«6737» حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي حدثنا مروان- يعني ابن محمد الدمشقي- حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال:
((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)).
قال سعيد كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
«6738» حدثنيه أبو بكر بن إسحاق حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز بهذا الإسناد غير أن مروان أتمهما حديثا. «6739» قال أبو إسحاق حدثنا بهذا الحديث الحسن والحسين ابنا بشر ومحمد بن يحيى قالوا حدثنا أبو مسهر. فذكروا الحديث بطوله.
«6740» حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى:
((إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي فلا تظالموا)). وساق الحديث بنحوه وحديث أبي إدريس الذي ذكرناه أتم من هذا.
«6741» حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا داود- يعني ابن قيس- عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)).
«6742» حدثني محمد بن حاتم حدثنا شبابة حدثنا عبد العزيز الماجشون عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الظلم ظلمات يوم القيامة)).
«6743» حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)).
«6744» حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالا: حدثنا إسماعيل- وهو ابن جعفر- عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((أتدرون ما المفلس)). قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ((إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)).
«6745» حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل- يعنون ابن جعفر- عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)).
«6746» حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو معاوية حدثنا بريد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله عز وجل يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته)). ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.

الخميس، 19 فبراير 2015

كيف يحاسب المؤمن يوم القيامة ؟

باب قول الله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين}: «2441» حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام قال: أخبرني قتادة عن صفوان بن محرز المازني قال بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل، فقال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه، ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب. حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم. فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين)).

[أطرافه 4685، 6070، 7514، تحفة 7096].

الأربعاء، 18 فبراير 2015

قصة الخوارج مع امير المؤمنين علي رضي الله عنه

صفحة رقم ١٣٧٣ من الكامل في التاريخ

ذكر خبر الخوارج عند توجيه الحكمين وخبر يوم النهر

لما أراد علي أن يبعث أبا موسى للحكومة أتاه رجلان من الخوارج: زرعة بن البرج الطائي، وحرقوص بن زهير السعدي، فقالا له: لا حكم إلا لله!

(فقال علي: لا حكم إلا لله) .

 وقال حرقوص بن زهير: تب من خطيئتك، وارجع عن قضيتك، واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا. فقال علي: قد أردتكم على ذلك فعصيتموني، وقد كتبنا بيننا وبين القوم كتابا، وشرطنا شروطا، وأعطينا عليها عهودا، وقد قال الله تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} [النحل: 91] .

 فقال حرقوص: ذلك ذنب ينبغي أن تتوب عنه. فقال علي: ما هو ذنب ولكنه عجز عن الرأي، وقد نهيتكم. فقال زرعة: يا علي (لئن لم تدع تحكيم) الرجال لأقاتلنك، اطلب وجه الله - تعالى -. فقال علي: بؤسا لك ما أشقاك! كأني بك قتيلا تسفي عليك الرياح! قال: وددت لو كان ذلك. فخرجا من عنده يحكمان.]  قولهم : ﻻحكم الا لله [

و خطب علي ذات يوم، فحكمت المحكمة في جوانب المسجد،

 فقال علي: الله أكبر، كلمة حق أريد بها باطل! إن سكتوا غممناهم، وإن تكلموا حججناهم، وإن خرجوا علينا قاتلناهم.

 فوثب يزيد بن عاصم المحاربي فقال: الحمد لله غير مودع ربنا ولا مستغنى عنه! اللهم إنا نعوذ بك من إعطاء الدنية في ديننا، فإن إعطاء الدنية في الدين، إدهان في أمر الله، وذل راجع بأهله إلى سخط الله، يا علي أبالقتل تخوفنا؟ أما والله إني لأرجو أن نضربكم بها عما قليل غير مصفحات، ثم لتعلم أينا أولى بها صليا. ثم خرج هو وإخوة له ثلاثة، فأصيبوا مع الخوارج بالنهر، وأصيب أحدهم (بعد ذلك) بالنخيلة.


ثم خطب علي يوما آخر، فقام رجل فقال: لا حكم إلا لله! ثم توالى عدة رجال يحكمون.

فقال علي: الله أكبر، كلمة حق أريد بها باطل! أما إن لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا: لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تبدأونا، إنما فيكم أمر الله. ثم رجع إلى مكانه من الخطبة.

ثم إن الخوارج لقي بعضهم بعضا، واجتمعوا في منزل عبد الله بن وهب الراسبي، فخطبهم، فزهدهم في الدنيا، وأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم قال:
اخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كور الجبال، أو إلى بعض هذه المدائن منكرين لهذه البدع المضلة. فقال له حرقوص بن زهير: إن المتاع بهذه الدنيا قليل، وإن الفراق لها وشيك، فلا تدعونكم زينتها وبهجتها إلى المقام بها، ولا تلفتنكم عن طلب الحق وإنكار الظلم، ف {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} [النحل: 128] . فقال حمزة بن سنان الأسدي: يا قوم إن الرأي ما رأيتم، فولوا أمركم رجلا منكم، فإنكم لا بد لكم من عماد وسناد وراية تحفون بها وترجعون إليها. فعرضوها على زيد بن حصين الطائي فأبى، وعرضوها على حرقوص بن زهير فأبى، وعلى حمزة بن سنان، وشريح بن أوفى العبسي فأبيا، وعرضوها على عبد الله بن وهب، فقال: هاتوها، أما والله لا آخذها رغبة في الدنيا، ولا أدعها فرقا من الموت. فبايعوه لعشر خلون من شوال. (وكان يقال له ذو الثفنات) .ثم اجتمعوا في منزل شريح بن أوفى العبسي، فقال ابن وهب: اشخصوا بنا إلى بلدة نجتمع فيها لإنقاذ حكم الله، فإنكم أهل الحق. قال شريح: نخرج إلى المدائن فننزلها، ونأخذها بأبوابها، ونخرج منها سكانها، ونبعث إلى إخواننا من أهل البصرة فيقدمون علينا. فقال زيد بن حصين: إنكم إن خرجتم مجتمعين اتبعتم، ولكن اخرجوا وحدانا مستخفين، فأما المدائن فإن بها من يمنعكم، ولكن سيروا حتى ننزل جسر النهروان، وتكاتبوا إخوانكم من أهل البصرة. قالوا: هذا الرأي.

وكتب عبد الله بن وهب إلى من بالبصرة منهم، يعلمونهم ما اجتمعوا عليه، ويحثونهم على اللحاق بهم، وسير الكتاب إليهم، فأجابوه أنهم على اللحاق به. فلما عزموا على المسير تعبدوا ليلتهم، وكانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة، وساروا يوم السبت، فخرج شريح بن أوفى العبسي وهو يتلو قول الله تعالى: {فخرج منها خائفا يترقب} [القصص: 21] إلى {سواء السبيل} [القصص: 22] . وخرج معهم طرفة بن عدي بن حاتم الطائي، فاتبعه أبوه، فلم يقدر عليه، فانتهى إلى المدائن ثم رجع، فلما بلغ ساباط لقيه عبد الله بن وهب الراسبي في نحو عشرين فارسا، فأراد عبد الله قتله، فمنعه عمرو بن مالك النبهاني، وبشر بن زيد البولاني، وأرسل عدي إلى سعد بن مسعود عامل علي على المدائن يحذره أمرهم، وأخذ أبواب المدائن، وخرج في الخيل، واستخلف بها ابن أخيه المختار بن أبي عبيد، وسار في طلبهم. فأخبر عبد الله بن وهب خبره، فرابأ طريقه وسار على بغداد، ولحقهم سعد بن مسعود بالكرخ في خمسمائة فارس عند المساء، فانصرف إليهم عبد الله في ثلاثين فارسا، فاقتتلوا ساعة، وامتنع القوم منهم.

وقال أصحاب سعد لسعد: ما تريد من قتال هؤلاء ولم يأتك فيهم أمر؟ خلهم فليذهبوا، واكتب إلى أمير المؤمنين فإن أمرك باتباعهم اتبعهم، وإن كفاكهم غيرك كان في ذلك عافية لك. فأبى عليهم. فلما جن عليهم الليل خرج عبد الله بن وهب، فعبر دجلة إلى أرض جوخى، وسار إلى النهروان، فوصل إلى أصحابه وقد أيسوا منه، وقالوا: إن كان هلك ولينا الأمر زيد بن حصين، أو حرقوص بن زهير.

وسار جماعة من أهل الكوفة يريدون الخوارج ليكونوا معهم، فردهم أهلوهم كرها، منهم: القعقاع بن قيس الطائي - عم الطرماح بن حكيم -، وعبد الله بن حكيم بن عبد الرحمن البكائي، وبلغ عليا أن سالم بن ربيعة العبسي يريد الخروج، فأحضره عنده ونهاه فانتهى.

ولما خرجت الخوارج من الكوفة أتى عليا أصحابه وشيعته فبايعوه وقالوا: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت. فشرط لهم فيه سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه ربيعة بن أبي شداد الخثعمي، وكان شهد معه الجمل وصفين، ومعه راية خثعم، فقال له: بايع على كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ربيعة: على سنة أبي بكر وعمر. قال له علي: ويلك! لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكونا على شيء من الحق. فبايعه. فنظر إليه علي وقال: أما والله لكأني بك وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت، وكأني بك وقد وطئتك الخيل بحوافرها. فقتل يوم النهر مع خوارج البصرة.

وأما خوارج البصرة فإنهم اجتمعوا في خمسمائة رجل، وجعلوا عليهم مسعر بن فدكي التميمي، فعلم بهم ابن عباس فأتبعهم أبا الأسود الدؤلي، فلحقهم بالجسر الأكبر، فتوافقوا حتى حجز بينهم الليل، وأدلج مسعر بأصحابه، وأقبل يعترض الناس، وعلى مقدمته الأشرس بن عوف الشيباني، وسار حتى لحق بعبد الله بن وهب بالنهر.



فخرج جارية، فاجتمع إليه ألف وسبعمائة، فوافوا عليا وهم ثلاثة آلاف ومائتان، فجمع إليه رءوس أهل الكوفة ورءوس الأسباع ووجوه الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل الكوفة أنتم إخواني وأنصاري وأعواني على الحق، وأصحابي إلى جهاد المحلين، بكم أضرب المدبر، وأرجو تمام طاعة المقبل، وقد استنفرت أهل البصرة فأتاني منهم ثلاثة آلاف ومائتان، فليكتب لي رئيس كل قبيلة ما في عشيرته من المقاتلة وأبناء المقاتلة الذين أدركوا القتال وعبدان عشيرته ومواليهم، ويرفع ذلك إلينا.

فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني فقال: يا أمير المؤمنين سمعا وطاعة، أنا أول الناس أجاب ما طلبت. وقام معقل بن قيس، وعدي بن حاتم، وزياد بن خصفة، وحجر بن عدي، وأشراف الناس والقبائل، فقالوا مثل ذلك، وكتبوا إليه ما طلب، وأمروا أبناءهم وعبيدهم أن يخرجوا معهم، ولا يتخلف منهم متخلف، فرفعوا إليه أربعين ألف مقاتل، وسبعة عشر ألفا من الأبناء ممن أدرك، وثمانية آلاف من مواليهم وعبيدهم، وكان جميع أهل الكوفة خمسة وستين ألفا سوى أهل البصرة، وهم ثلاثة آلاف ومائتا رجل. وكتب إلى سعد بن مسعود بالمدائن يأمره بإرسال من عنده من المقاتلة.


ذكر قتال الخوارج


فيل: لما أقبلت الخارجة من البصرة حتى دنت من النهروان رأى عصابة منهم رجل يسوق بامرأة على حمار، فدعوه فانتهروه، فأفزعوه وقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا له: أفزعناك؟ قال: نعم. قالوا: لا روع عليك، حدثنا عن أبيك حديثا سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنفعنا به. فقال: حدثني أبي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «تكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه، يمسي فيها مؤمنا ويصبح كافرا، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا». قالوا: لهذا الحديث سألناك، فما تقول في أبي بكر وعمر؟ فأثنى عليهما خيرا. قالوا: ما تقول في عثمان في أول خلافته وفي آخرها؟ قال: إنه كان محقا في أولها وفي آخرها. قالوا: فما تقول في علي قبل التحكيم وبعده؟ قال: إنه أعلم بالله منكم، وأشد توقيا على دينه، وأنفذ بصيرة. فقالوا: إنك تتبع الهوى، وتوالي الرجال على أسمائها لا على أفعالها، والله لنقتلنك قتلة ما قتلناها أحدا.

فأخذوه وكتفوه، ثم أقبلوا به وبامرأته، وهي حبلى (متم) ، حتى نزلوا تحت نخل مواقير، فسقطت منه رطبة، فأخذها أحدهم فتركها في فيه، فقال آخر: أخذتها بغير حلها وبغير ثمن، فألقاها. ثم مر بهم خنزير لأهل الذمة، فضربه أحدهم بسيفه، فقالوا: هذا فساد في الأرض. فلقي صاحب الخنزير فأرضاه، فلما رأى ذلك منهم ابن خباب قال: لئن كنتم صادقين فيما أرى، فما علي منكم من بأس، إني مسلم ما أحدثت في الإسلام حدثا، ولقد آمنتموني قلتم: لا روع عليك. فأضجعوه فذبحوه، فسال دمه في الماء، وأقبلوا إلى المرأة فقالت: أنا امرأة، ألا تتقون الله! فبقروا بطنها، وقتلوا ثلاث نسوة من طيء، وقتلوا أم سنان الصيداوية. فلما بلغ عليا قتلهم عبد الله بن خباب، واعتراضهم الناس، بعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم، وينظر ما بلغه عنهم، ويكتب به إليه ولا يكتمه. فلما دنا منهم يسائلهم قتلوه، وأتى عليا الخبر والناس معه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، علام ندع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في عيالنا وأموالنا؟ سر بنا إلى القوم، فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام.

وقام إليه الأشعث بن قيس، وكلمه بمثل ذلك، وكان الناس يرون أن الأشعث يرى رأيهم ; لأنه كان يقول يوم صفين: أنصفنا قوم يدعون إلى كتاب الله. فلما قال هذه المقالة علم الناس أنه لم يكن يرى رأيهم.

فأجمع علي على ذلك، وخرج فعبر الجسر وسار إليهم، فلقيه منجم في مسيره، فأشار عليه أن يسير وقتا من النهار، فقال له: إن أنت سرت في غيره لقيت أنت وأصحابك ضرا شديدا. فخالفه علي، وسار في الوقت الذي نهاه عنه، فلما فرغ من أهل النهر حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمر بها المنجم لقال الجهال الذين لا يعلمون شيئا: سار في الساعة التي أمر بها المنجم فظفر. وكان المنجم مسافر بن عفيف الأزدي.

فأرسل علي إلى أهل النهر: أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم أقتلهم بهم، ثم أنا تارككم وكاف عنكم حتى ألقى أهل المغرب، فلعل الله يقبل بقلوبكم ويردكم إلى خير مما أنتم عليه من أمركم. فقالوا: كلنا قتلهم، وكلنا مستحل لدمائكم ودمائهم. وخرج إليهم قيس بن سعد بن عبادة، فقال لهم: عباد الله، أخرجوا إلينا طلبتنا منكم، وادخلوا في هذا الأمر الذي خرجتم منه، وعودوا بنا إلى قتال عدونا وعدوكم، فإنكم ركبتم عظيما من الأمر، تشهدون علينا بالشرك، وتسفكون دماء المسلمين! فقال لهم عبد الله بن شجرة السلمي: إن الحق قد أضاء لنا، فلسنا متابعيكم أو تأتونا بمثل عمر، فقال: ما نعلمه [فينا] غير صاحبنا، فهل تعلمونه فيكم؟ قالوا: لا. قال: نشدتكم الله في أنفسكم أن تهلكوها، فإني لا أرى الفتنة إلا وقد غلبت عليكم.

وخطبهم أبو أيوب الأنصاري فقال: عباد الله، إنا وإياكم على الحال الأولى التي كنا عليها، أليست بيننا وبينكم فرقة، فعلام تقاتلوننا؟ فقالوا: إنا لو تابعناكم اليوم حكمتم غدا. قال: فإني أنشدكم الله أن تعجلوا فتنة العام مخافة ما يأتي في القابل.

وأتاهم علي فقال: أيتها العصابة التي أخرجها عداوة المراء واللجاجة! وصدها عن الحق الهوى، وطمع بها النزق، وأصبحت في الخطب العظيم! إني نذير لكم أن تصبحوا تلعنكم الأمة غدا صرعى بأثناء هذا الوادي وبأهضام هذا الغائط بغير بينة من ربكم ولا برهان مبين، ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة، ونبأتكم أنها مكيدة، وأن القوم ليسوا بأصحاب دين، فعصيتموني، فلما فعلت شرطت واستوثقت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن، ويميتا ما أمات القرآن، فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنة، فنبذنا أمرهما، ونحن على الأمر الأول؟ فمن أين أتيتم؟ فقالوا: إنا حكمنا، فلما حكمنا، أثمنا، وكنا بذلك كافرين وقد تبنا، فإن تبت فنحن معك ومنك، وإن أبيت فإنا منابذوك على سواء.

 فقال علي: أصابكم حاصب ولا بقي منكم وابر، أبعد إيماني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجرتي معه وجهادي في سبيل الله أشهد على نفسي بالكفر! لقد ضللت إذا، وما أنا من المهتدين. ثم انصرف عنهم.

وقيل: إنه كان من كلامه لهم: يا هؤلاء، إن أنفسكم قد سولت لكم فراقي لهذه الحكومة التي أنتم بدأتموها وسألتموها، وأنا لها كاره، وأنبأتكم أن القوم إنما طلبوها مكيدة ودهنا فأبيتم علي إباء المخالفين، وعندتم عنود النكداء العاصين، حتى صرفت رأيي إلى رأيكم، (رأي معاشر والله، أخفاء الهام، سفهاء الأحلام، فلم آت) ، لا أبا
لكم، هجرا! والله ما ختلتهم عن أموركم، ولا أخفيت شيئا من هذا الأمر عنكم، ولا أوطأتكم عشوة، ولا (دنيت لكم الضراء) ، وإن كان أمرنا لأمر المسلمين ظاهرا، فأجمع رأي ملأكم [على] أن اختاروا رجلين، فأخذنا عليهما أن يحكما بما في القرآن ولا يعدواه، فتاها، فتركا الحق وهما يبصرانه، وكان الجور هواهما، والثقة في أيدينا حين خالفا سبيل الحق، وأتيا بما لا يعرف، فبينوا لنا بماذا تستحلون قتالنا والخروج عن جماعتنا، وتضعون أسيافكم على عواتقكم، ثم تستعرضون الناس تضربون رقابهم؟ إن هذا لهو الخسران المبين، والله لو قتلتم على هذا دجاجة لعظم عند الله قتلها! فكيف بالنفس التي قتلها عند الله حرام؟

فتنادوا: لا تخاطبوهم ولا تكلموهم وتهيأوا للقاء الله، (الرواح الرواح إلى الجنة! فعاد علي عنهم) .

ثم إن الخوارج قصدوا جسر النهر، وكانوا غربه، فقال لعلي أصحابه: إنهم قد عبروا النهر. فقال: لن يعبروا. فأرسلوا طليعة، فعاد وأخبرهم أنهم عبروا النهر، وكان بينهم وبينه عطفة من النهر، فلخوف الطليعة منهم لم يقربهم، فعاد فقال: إنهم قد عبروا النهر.

فقال علي: والله ما عبروه، وإن مصارعهم لدون الجسر، ووالله لا يقتل منكم عشرة، ولا يسلم منهم عشرة! وتقدم علي إليهم فرآهم عند الجسر لم يعبروه، وكان الناس قد شكوا في قوله، وارتاب به بعضهم، فلما رأوا الخوارج لم يعبروا كبروا وأخبروا عليا بحالهم، فقال: والله ما كذبت ولا كذبت! ثم إنه عبأ أصحابه، فجعل على ميمنته حجر بن عدي، وعلى ميسرته شبث بن ربعي، أو معقل بن قيس الرياحي، وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري، وعلى الرجالة أبا قتادة الأنصاري، وعلى أهل المدينة - وهم سبعمائة أو ثمانمائة - قيس بن سعد بن عبادة، وعبأت الخوارج فجعلوا على ميمنتهم زيد بن حصين الطائي، وعلى الميسرة شريح بن أوفى العبسي، وعلى خيلهم حمزة بن سنان الأسدي، وعلى رجالتهم حرقوص بن زهير السعدي.

وأعطى علي أبا أيوب الأنصاري راية الأمان، فناداهم أبو أيوب فقال: من جاء تحت هذه الراية فهو آمن، ومن لم يقتل ولم يستعرض، ومن انصرف منكم إلى الكوفة أو المدائن، وخرج من هذه الجماعة فهو آمن، لا حاجة لنا بعد أن نصيب قتلة إخواننا منكم في سفك دمائكم.

فقال فروة بن نوفل الأشجعي: والله ما أدري على أي شيء نقاتل عليا، أرى أن أنصرف حتى يتضح لي بصيرتي في قتاله أو أتابعه. فانصرف في خمسمائة فارس حتى نزل البندنيجين والدسكرة. وخرجت طائفة أخرى متفرقين، فنزلوا الكوفة، وخرج إلى علي نحو مائة، وكانوا أربعة آلاف، فبقي مع عبد الله بن وهب ألف وثمانمائة، (فزحفوا إلى علي) ، وكان علي قد قال لأصحابه: كفوا عنهم حتى يبدأوكم. فتنادوا: الرواح إلى الجنة! وحملوا على الناس، فافترقت خيل علي فرقتين: فرقة نحو الميمنة، وفرقة نحو الميسرة، واستقبلت الرماة وجوههم بالنبل، عطفت عليهم الخيل من الميمنة والميسرة، ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف، فما لبثوا أن أناموهم. فلما رأى حمزة بن سنان الهلاك نادى أصحابه: أن انزلوا! فذهبوا لينزلوا، فلم يلبثوا أن حمل عليهم الأسود بن قيس المرادي، وجاءتهم الخيل من نحو علي، فأهلكوا في ساعة، فكأنما قيل لهم موتوا فماتوا.




ذكر مقتل ذي الثدية

قد روى جماعة أن عليا كان يحدث أصحابه قبل ظهور الخوارج، أن قوما يخرجون يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، علامتهم رجل مخدج اليد، سمعوا ذلك منه مرارا، فلما خرج أهل النهروان، سار بهم إليهم علي، وكان منه معهم ما كان، فلما فرغ أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج فالتمسوه، فقال بعضهم: ما نجده، حتى قال بعضهم: ما هو فيهم، وهو يقول: والله إنه لفيهم، والله ما كذبت ولا كذبت! ثم إنه جاءه رجل فبشره (فقال: يا أمير المؤمنين) قد وجدناه. وقيل: بل خرج علي في طلبه قبل أن يبشره الرجل، ومعه سليم بن ثمامة الحنفي، والريان بن صبرة، فوجده في حفرة على شاطئ النهر، في خمسين قتيلا، فلما استخرجه نظر إلى عضده، فإذا لحم مجتمع كثدي المرأة، وحلمة عليها شعرات سود، فإذا مدت امتدت حتى تحاذي يده الطولى، ثم تترك فتعود إلى منكبيه. فلما رآه

قال: الله أكبر ما كذبت ولا كذبت، لولا أن تنكلوا عن العمل لأخبرتكم بما قص الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - لمن قاتلهم مستبصرا في قتالهم، عارفا للحق الذي نحن عليه.

وقال حين مر بهم وهم صرعى: بؤسا لكم! لقد ضركم من غركم! قالوا: يا أمير المؤمنين من غرهم؟

 قال: الشيطان وأنفس أمارة بالسوء، غرتهم بالأماني، وزينت لهم المعاصي، ونبأتهم أنهم ظاهرون.

قيل: وأخذ ما في عسكرهم من شيء، فأما السلاح والدواب وما شهر عليه فقسمه بين المسلمين، وأما المتاع والإماء والعبيد، فإنه رده على أهله حين قدم.

وطاف عدي بن حاتم في القتلى على ابنه طرفة فدفنه، ودفن رجال من المسلمين قتلاهم. (فقال علي حين بلغه: أتقتلونهم ثم تدفنونهم؟ ارتحلوا! فارتحل الناس) .

فلم يقتل من أصحاب علي إلا سبعة. وقيل: كانت الوقعة سنة ثمان وثلاثين. وكان فيمن قتل من أصحابه: يزيد بن نويرة الأنصاري، وله صحبة وسابقة، وشهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وكان أول من قتل.



.... منقول  بتصرف

الأحد، 15 فبراير 2015

اين نحن من عدالة عمر ( رضي الله عنه ) .. إقرأ

صفحة رقم ١١٢٣ من الكامل في التاريخ

قال عمر: لئن عشت إن شاء الله لأسيرن في الرعية حولا، فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع دوني، أما عمالهم فلا يرفعونها إلي، وأما هم فلا يصلون إلي، فأسير إلى الشام فأقيم شهرين، وبالجزيرة شهرين، وبمصر شهرين، وبالبحرين شهرين، وبالكوفة شهرين، وبالبصرة شهرين، والله لنعم الحول هذا! وقيل لعمر: إن هاهنا رجلا من الأنبار له بصر بالديوان لو اتخذته كاتبا. فقال: لقد اتخذت إذن بطانة من دون المؤمنين.

قيل: خطب عمر الناس فقال: والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق لو أن جملا هلك ضياعا بشط الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه.

وقال أبو فراس: خطب عمر الناس فقال: أيها الناس، إني ما أرسل إليكم عمالا ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم، وإنما أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفس عمر بيده لأقصنه منه. فوثب عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيتك إن كان رجل من [أمراء] المسلمين على رعية، فأدب بعض رعيته إنك لتقصه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده إذن لأقصنه منه، وكيف لا أقصه منه وقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه! ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تحمدوهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم.

قال بكر بن عبد الله: جاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرحمن بن عوف وهو يصلي في بيته ليلا، فقال له عبد الرحمن: ما جاء بك في هذه الساعة؟ قال: رفقة نزلت في ناحية السوق خشيت عليهم سراق المدينة، فانطلق فلنحرسهم. فأتيا السوق فقعدا على نشز من الأرض يتحدثان، فرفع لهما مصباح فقال عمر: ألم أنه عن المصابيح بعد النوم؟ فانطلقا فإذا قوم على شراب لهم. قال: انطلق فقد عرفته. فلما أصبح أرسل إليه قال: يا فلان كنت وأصحابك البارحة على شراب! قال: وما أعلمك يا أمير المؤمنين؟ قال: شيء شهدته. قال: أولم ينهك الله عن التجسس؟ فتجاوز عنه.

وإنما نهى عمر عن المصابيح لأن الفأرة تأخذ الفتيلة فترمي بها في سقف البيت

حمل تطبيق الكامل في التاريخ لاجهزة الأندرويد http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh

التحذير من الفتن

باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم:

«7081» حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. قال إبراهيم وحدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به)).

[طرفاه 3601، 7082، تحفة 14953، 13179].

«7082» حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به)).

[طرفاه 3601، 7081، تحفة 15169].

الأحد، 8 فبراير 2015

حرمة ﻻ اله اﻻ الله

باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله:

«284» حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح- واللفظ متقارب- أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد بن الأسود أنه أخبره أنه قال يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها. ثم لاذ مني بشجرة فقال أسلمت لله. أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقتله)). قال فقلت يا رسول الله إنه قد قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال)).

«285» حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي (ح) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج جميعا عن الزهري بهذا الإسناد أما الأوزاعي وابن جريج ففي حديثهما قال أسلمت لله. كما قال الليث في حديثه. وأما معمر ففي حديثه فلما أهويت لأقتله قال لا إله إلا الله.

«286» وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: حدثني عطاء بن يزيد الليثي ثم الجندعي أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن المقداد بن عمرو بن الأسود الكندي- وكان حليفا لبني زهرة وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- أنه قال يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار ثم ذكر بمثل حديث الليث.

«287» حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر (ح) وحدثنا أبو كريب وإسحاق بن إبراهيم عن أبي معاوية كلاهما عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أسامة بن زيد وهذا حديث ابن أبي شيبة قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلا فقال لا إله إلا الله. فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقال لا إله إلا الله وقتلته)). قال: قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح. قال: ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا)). فمازال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ. قال: فقال سعد وأنا والله لا أقتل مسلما حتى يقتله ذو البطين. يعني أسامة قال: قال رجل ألم يقل الله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} فقال سعد قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة.

«288» حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا حصين حدثنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله. فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته. قال فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله)). قال: قلت يا رسول الله إنما كان متعوذا. قال فقال: ((أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله)). قال فمازال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

«289» حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا معتمر قال: سمعت أبي يحدث أن خالدا الأثبج ابن أخي صفوان بن محرز حدث عن صفوان بن محرز أنه حدث أن جندب بن عبد الله البجلي بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة ابن الزبير فقال اجمع لي نفرا من إخوانك حتى أحدثهم. فبعث رسولا إليهم فلما اجتمعوا جاء جندب وعليه برنس أصفر فقال تحدثوا بما كنتم تحدثون به. حتى دار الحديث فلما دار الحديث إليه حسر البرنس عن رأسه فقال إني أتيتكم ولا أريد أن أخبركم عن نبيكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين وإنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله وإن رجلا من المسلمين قصد غفلته قال وكنا نحدث أنه أسامة بن زيد فلما رفع عليه السيف قال لا إله إلا الله. فقتله فجاء البشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع فدعاه فسأله فقال: ((لم قتلته)). قال يا رسول الله أوجع في المسلمين وقتل فلانا وفلانا- وسمى له نفرا- وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقتلته)). قال نعم. قال: ((فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة)). قال يا رسول الله استغفر لي. قال: ((وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة)). قال فجعل لا يزيده على أن يقول: ((كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة)).

حرمة ﻻ اله اﻻ الله

باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله:

«284» حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح- واللفظ متقارب- أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد بن الأسود أنه أخبره أنه قال يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها. ثم لاذ مني بشجرة فقال أسلمت لله. أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقتله)). قال فقلت يا رسول الله إنه قد قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال)).

«285» حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي (ح) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج جميعا عن الزهري بهذا الإسناد أما الأوزاعي وابن جريج ففي حديثهما قال أسلمت لله. كما قال الليث في حديثه. وأما معمر ففي حديثه فلما أهويت لأقتله قال لا إله إلا الله.

«286» وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: حدثني عطاء بن يزيد الليثي ثم الجندعي أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن المقداد بن عمرو بن الأسود الكندي- وكان حليفا لبني زهرة وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- أنه قال يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار ثم ذكر بمثل حديث الليث.

«287» حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر (ح) وحدثنا أبو كريب وإسحاق بن إبراهيم عن أبي معاوية كلاهما عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أسامة بن زيد وهذا حديث ابن أبي شيبة قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلا فقال لا إله إلا الله. فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقال لا إله إلا الله وقتلته)). قال: قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح. قال: ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا)). فمازال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ. قال: فقال سعد وأنا والله لا أقتل مسلما حتى يقتله ذو البطين. يعني أسامة قال: قال رجل ألم يقل الله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} فقال سعد قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة.

«288» حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا حصين حدثنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله. فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته. قال فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله)). قال: قلت يا رسول الله إنما كان متعوذا. قال فقال: ((أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله)). قال فمازال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

«289» حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا معتمر قال: سمعت أبي يحدث أن خالدا الأثبج ابن أخي صفوان بن محرز حدث عن صفوان بن محرز أنه حدث أن جندب بن عبد الله البجلي بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة ابن الزبير فقال اجمع لي نفرا من إخوانك حتى أحدثهم. فبعث رسولا إليهم فلما اجتمعوا جاء جندب وعليه برنس أصفر فقال تحدثوا بما كنتم تحدثون به. حتى دار الحديث فلما دار الحديث إليه حسر البرنس عن رأسه فقال إني أتيتكم ولا أريد أن أخبركم عن نبيكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين وإنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله وإن رجلا من المسلمين قصد غفلته قال وكنا نحدث أنه أسامة بن زيد فلما رفع عليه السيف قال لا إله إلا الله. فقتله فجاء البشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع فدعاه فسأله فقال: ((لم قتلته)). قال يا رسول الله أوجع في المسلمين وقتل فلانا وفلانا- وسمى له نفرا- وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقتلته)). قال نعم. قال: ((فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة)). قال يا رسول الله استغفر لي. قال: ((وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة)). قال فجعل لا يزيده على أن يقول: ((كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة)).

السبت، 7 فبراير 2015

هل يجوز حرق الكفار والمشركين ؟

باب لا يعذب بعذاب الله:
«3016» حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال:
((إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار))
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج:
((إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما)).
[طرفه 2954، تحفة 13481- 75/ 4].

الأحد، 1 فبراير 2015

وفاء رسول الله بالعهد واخلاقه حتى مع المشركين !

باب الوفاء بالعهد:
«4740» وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل حدثنا حذيفة بن اليمان :
قال ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي- حسيل- قال فأخذنا كفار قريش قالوا إنكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده ما نريد إلا المدينة. فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال:
((انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم)).

الجمعة، 30 يناير 2015

ماذا تفعل ايام الفتن ؟

«4890» حدثني محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني
فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال:
((نعم))
فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال:
((نعم وفيه دخن)).
قلت وما دخنه قال:
((قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر)).
فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال:
((نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)). فقلت يا رسول الله صفهم لنا. قال:
((نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)).
قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال,
((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)).
فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال:
((فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)).

الأربعاء، 28 يناير 2015

الفرار من الفتن

باب من الدين الفرار من الفتن

: «19» حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن)).

[أطرافه 3300، 3600، 6495، 7088، تحفة 4103].

الثلاثاء، 27 يناير 2015

النهي عن ترك النار موقدة حين النوم

باب لا تترك النار في البيت عند النوم:

«6293» حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون)). [تحفة 6814- 81/ 8].

«6294» حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم)). [تحفة 9048].

«6295» حدثنا قتيبة حدثنا حماد عن كثير عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمروا الآنية وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا المصابيح، فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت)). [أطرافه 3280، 3304، 3316، 5623، 5624، 6296، تحفة 2476].

الخميس، 22 يناير 2015

ابواب الشهادة

باب الشهادة سبع سوى القتل: «2829» حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهداء خمسة المطعون، والمبطون، والغرق وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله)). [أطرافه 653، 720، 5733].

«2830» حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم عن حفصة بنت سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الطاعون شهادة لكل مسلم)). [طرفه 5732].

الأحد، 18 يناير 2015

كيف صرف الله سبحانه و تعالى عن رسول الله شتم المشركين له ولعنهم اياه !

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد)).
رواه البخاري

[ ذلك لان المشركين كانوا يلقبونه عليه الصﻻة والسﻻم ب"مذمم" بدﻻ من "محمد" ]

الخميس، 15 يناير 2015

كيف امسك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشيطان ؟

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى صَلاَةً قَالَ: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي، فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَذَعَتُّهُ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ- عَلَيْهِ السَّلاَمُ- رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي. فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا)). 

الأربعاء، 14 يناير 2015

تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم

ِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ، وَكَانَتْ لاَ تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ وَضَعَهُ)).