الأحد، 20 ديسمبر 2015
السبت، 19 ديسمبر 2015
الجمعة، 18 ديسمبر 2015
الخميس، 17 ديسمبر 2015
كيف تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع منتقديه و محبيه بادب وحب ؟
لما انتهى المسلمون من غزوة حنين ظافرين غانمين ، وزع النبي
صلى الله عليه وسلم الغنائم على المسلمين ، واهتمَّ خاصة بالمؤلفة قلوبهم ليكون
ذلك تثبيتاً لهم على إسلامهم ، ووكل أصحاب الإيمان إلى إيمانهم وإسلامهم ..
فتساءل الأنصار في مرارة : لماذا لم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حظهم من
الفيء والغنائم ، وأخذوا يتهامسون بذلك ..
فسمع سعد بن عبادة همسهم وكلامهم ، فذهب من فوره إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : يا رسول الله إنَّ هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت
في هذا الفيء الذي أصبته .. قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ،
ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء ..
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم : (وأين أنت من ذلك يا سعد ؟) ..
فأجاب سعد بصراحة قائلاً : ما أنا إلا واحد من قومي ..
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذاً فاجمع لي قومك ) ..
فجمع سعد قومه من الأنصار ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يدخل عليهم أحد وهو
معهم ..
فجاءهم بأبي هو وأمي ، فنظر في وجوههم ، فتبسم في
وجوههم ابتسامة متألقة ..ابتسامة عرفان وتقدير لصنيعهم ..
ثم قال : ( يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم ؟ وجدةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم ؟
..
ألم آتكم ضلالاً ..فهداكم الله بي !.
وعالة ..فأغناكم الله بي !.
وأعداءً ..فألَّف الله بين قلوبكم بي !.)
قالوا : بلى الله ورسوله أمنُّ وأفضل ..
فقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ )
قالوا : بمَ نجيبك يا رسول الله ؟ لله ورسوله المنُّ والفضل ..
فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما والله لو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدِّقتم :
أتيتنا مُكذَّباً فصدَّقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وعائلاً فآسيناك ، وطريداً
فآويناك ..
يا معشر الأنصار ..
أوجدتم في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم لإسلامكم ؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول
الله في رحالكم ؟! ..
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول
الله في رحالكم ؟! ..
فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ..
ولو سلك الناس شعباً لسلكت شعب الأنصار!
اللهم ارحم الأنصار ..
اللهم ارحم الأنصار ..
وأبناء الأنصار ..
وأبناء أبناء الأنصار ) ..
من كتاب البكاؤون واصله في الصحيحين
الأربعاء، 16 ديسمبر 2015
على ماذا نبكي ؟؟!!
السؤال على ماذا نبكي ؟؟!!..
نبكي على مصائبنا وآلامنا ..
هذا يبكي على أبٍ أو أم ..
وذاك يبكي على أخٍ أو أخت ..
وآخر يبكي على صاحب أو حبيب أو قريب ..
وذاك يبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية ..
بل الأدهى والأطم هناك من يبكي على أحداث في مسلسلات وشاشات وقنوات ..
وآخر يبكي على خسارة في المباريات ..فيا خسارة هؤلاء ..
شتان والله بين دموعهم ودموعنا ..
بكت أم أيمن ..
بكت أم أيمن رضي الله عنها لما جاءها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يزورانها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالا لها :
يا أم ما يبكيك ؟..
يا أم أيمن ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله !!..
قالت : بلى أعلم أنَّ ما عند الله خير لرسوله ، ولكن أبكي انقطاع الوحي من السماء ..
بكت همَّا وحزنا وخوفاً على الأمة بعد نبيها ..
فماذا عساى أن أقول عنهم وعن أخبارهم..
فمنهم من بلَّ الأرض بدموعه ..
ومنهم من إذا ذُكرت النار خرَّ على وجهه مغشياً عليه ..
بل منهم من إذا سمع الأذان ارتعدت فرائصه ..
ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمَّر وجهه ، وسالت دموعه ..
اسمع وافتح القلب قبل أن تفتح الآذان ..
هذا يبكي على أبٍ أو أم ..
وذاك يبكي على أخٍ أو أخت ..
وآخر يبكي على صاحب أو حبيب أو قريب ..
وذاك يبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية ..
بل الأدهى والأطم هناك من يبكي على أحداث في مسلسلات وشاشات وقنوات ..
وآخر يبكي على خسارة في المباريات ..فيا خسارة هؤلاء ..
شتان والله بين دموعهم ودموعنا ..
بكت أم أيمن ..
بكت أم أيمن رضي الله عنها لما جاءها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يزورانها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالا لها :
يا أم ما يبكيك ؟..
يا أم أيمن ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله !!..
قالت : بلى أعلم أنَّ ما عند الله خير لرسوله ، ولكن أبكي انقطاع الوحي من السماء ..
بكت همَّا وحزنا وخوفاً على الأمة بعد نبيها ..
فماذا عساى أن أقول عنهم وعن أخبارهم..
فمنهم من بلَّ الأرض بدموعه ..
ومنهم من إذا ذُكرت النار خرَّ على وجهه مغشياً عليه ..
بل منهم من إذا سمع الأذان ارتعدت فرائصه ..
ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمَّر وجهه ، وسالت دموعه ..
اسمع وافتح القلب قبل أن تفتح الآذان ..
زارت امرأة زوجة الأوزاعي ، فدخلت إلى مصلاه في البيت فإذا
هو مبلول ، فجاءت تقول لزوجته : ثكلتك أمك .. غفلت عن الصبيان فبالوا في مصلى
الأوزاعي..
فقالت زوجة الأوزاعي : ويحك هذه دموع الأوزاعي في مصلاه ..
بكى الباكون للرحمن ليلاً
بقاع الأرض من شوقٍ إليهم
وباتوا دمعهم ما يسأمونا
تحنّ متى عليها يسجدونا
ما أغلى تلك الدموع ..
وما أغلى ثمنها ..
إنَّ القلوب لتحيى بسماع أخبار الصالحين وآثارهم ..
وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم ..
عباد الله..
إياكم أن تقولوا أنَّ للبكاء علاقة بضعف الشخصية ..
أو أن البكاء لا يليق بأهل الشجاعة والبأس..
نعم ..
لا يليق البكاء عند الوقوف في وجه الأعداء ..
ولا يليق البكاء عند سماع صهيل الخيل ، ومقارعة السيوف ، وتطاير الأشلاء ..
فهذا فعل الجبناء..
فالبكاء الذي نعنيه وما نحن بصدده ..
هو البكاء :
خشية ..
ورهبة ..
وخضوعاً ..
وذلاً ..
وعبودية لله ربِّ العالمين ..
إنه بكاء الذل والمسكنة لذي الجلال والعزة والجبروت ..
إنه البكاء خوفاً من الحي الذي لا يموت ..
فهذا عبد الله بن الشّخّير رضي الله عنه يقول عن سيد الخلق أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء .
يبكي وهو سيد الشجعان وأشجع الفرسان..
ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمروا أبا بكر للصلاة في الناس في مرضه صلى الله عليه وسلم ، قالت عائشة رضي الله عنها :
إنَّ أبا بكر رجل أسيف - أي رقيق القلب ، سريع البكاء - إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة ..
وفي رواية إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء..
لكن انظر إلى حزمه وقوته وصلابته أيام الردة يوم أن تصدى للمرتدين ..
وما أكثرهم اليوم ..
فتصدى لهم الصديق رضي الله عنه ، ونصر الله به الدين رغم كثرة المخالفين..
أما الفاروق عمر فمعروف أنه شديد ، القوة شديد البأس ومع هذا كان حاضر الدمعة ، رقيق القلب ..
فقالت زوجة الأوزاعي : ويحك هذه دموع الأوزاعي في مصلاه ..
بكى الباكون للرحمن ليلاً
بقاع الأرض من شوقٍ إليهم
وباتوا دمعهم ما يسأمونا
تحنّ متى عليها يسجدونا
ما أغلى تلك الدموع ..
وما أغلى ثمنها ..
إنَّ القلوب لتحيى بسماع أخبار الصالحين وآثارهم ..
وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم ..
عباد الله..
إياكم أن تقولوا أنَّ للبكاء علاقة بضعف الشخصية ..
أو أن البكاء لا يليق بأهل الشجاعة والبأس..
نعم ..
لا يليق البكاء عند الوقوف في وجه الأعداء ..
ولا يليق البكاء عند سماع صهيل الخيل ، ومقارعة السيوف ، وتطاير الأشلاء ..
فهذا فعل الجبناء..
فالبكاء الذي نعنيه وما نحن بصدده ..
هو البكاء :
خشية ..
ورهبة ..
وخضوعاً ..
وذلاً ..
وعبودية لله ربِّ العالمين ..
إنه بكاء الذل والمسكنة لذي الجلال والعزة والجبروت ..
إنه البكاء خوفاً من الحي الذي لا يموت ..
فهذا عبد الله بن الشّخّير رضي الله عنه يقول عن سيد الخلق أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء .
يبكي وهو سيد الشجعان وأشجع الفرسان..
ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمروا أبا بكر للصلاة في الناس في مرضه صلى الله عليه وسلم ، قالت عائشة رضي الله عنها :
إنَّ أبا بكر رجل أسيف - أي رقيق القلب ، سريع البكاء - إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة ..
وفي رواية إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء..
لكن انظر إلى حزمه وقوته وصلابته أيام الردة يوم أن تصدى للمرتدين ..
وما أكثرهم اليوم ..
فتصدى لهم الصديق رضي الله عنه ، ونصر الله به الدين رغم كثرة المخالفين..
أما الفاروق عمر فمعروف أنه شديد ، القوة شديد البأس ومع هذا كان حاضر الدمعة ، رقيق القلب ..
روى البخاري عن عبد الله بن شداد قال : سمعت نشيج عمر وأنا
في آخر الصفوف وهو يقرأ { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ } ..
قل لي واصدقني المقال..
أما تبكيك آيات القرآن !!!..
أما تبكيك آيات القرآن وهي تخبرك ..
عن الجنة وأوصافها ..
وعن النار وأخبارها ..
قال الله عن كتابه ، وعن أثر آياته على عباده الصالحين :{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.
يقول ابن مسعود كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : ( اقرأ علي القرآن )..
قلت : أقرأ عليك وعليك أُنزل !!.
قال صلى الله عليه وسلم : ( إني أحب أن أسمعه من غيري )..
قال ابن مسعود فافتتحت سورة النساء حتى إذا بلغت قوله تبارك وتعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً } - والخطاب له صلى الله عليه وسلم { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً } ..
قال : فلما بلغت ذلك قال لي صلى الله عليه وسلم : ( حسبك يا ابن مسعود )..
قال : فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان ..
تذرفان خوفاً وخشية من الجبار ..
تذرفان شفقة ورأفة بأمته ..
وسأكمل لكم ، وأقرأعليكم الآية التي تليها حتى تعلم عظيم ذلك الموقف ، وذلك المشهد العظيم قال الله { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً ، يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً }..
يالله .. أما بكيت شوقاً لله !! ..
قل لي واصدقني المقال..
أما تبكيك آيات القرآن !!!..
أما تبكيك آيات القرآن وهي تخبرك ..
عن الجنة وأوصافها ..
وعن النار وأخبارها ..
قال الله عن كتابه ، وعن أثر آياته على عباده الصالحين :{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.
يقول ابن مسعود كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : ( اقرأ علي القرآن )..
قلت : أقرأ عليك وعليك أُنزل !!.
قال صلى الله عليه وسلم : ( إني أحب أن أسمعه من غيري )..
قال ابن مسعود فافتتحت سورة النساء حتى إذا بلغت قوله تبارك وتعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً } - والخطاب له صلى الله عليه وسلم { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً } ..
قال : فلما بلغت ذلك قال لي صلى الله عليه وسلم : ( حسبك يا ابن مسعود )..
قال : فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان ..
تذرفان خوفاً وخشية من الجبار ..
تذرفان شفقة ورأفة بأمته ..
وسأكمل لكم ، وأقرأعليكم الآية التي تليها حتى تعلم عظيم ذلك الموقف ، وذلك المشهد العظيم قال الله { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً ، يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً }..
يالله .. أما بكيت شوقاً لله !! ..
أما بكيت شوقاً لله ، وسكنى جنته في جواره ..
أما بكيت خوفاً من دخول النار ، والحرمان من رؤية القهَّار ..
اسمع ماذا قال الله عن أهل النار { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ،كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ،ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ }
والله .. والله .. والله...
ما في الجنة نعيم ألذ وأحلى وأعظم من ...
رؤية الرحمن الرحيم ...
ووالله .. والله.. والله ...
ما في النار عذاب أشد وأعظم من ...
الحرمان من رؤية وجهه الكريم ..
قال ابن عثيمين رحمه الله : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ..
وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب ...
فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه ...
قال صالح المري بلغني عن كعب الأحبار أنه كان يقول :
من بكى خشية من ذنب ، غُفر له ..
ومن بكى اشتياقاً إلى الله ، أباحه النظر إليه تبارك وتعالى يراه متى شاء..
وحدث عيسى المعلم عن ذادان أبي عمر قال :
بلغنا أنه من بكى خوفاً من النار ، أعاذه الله منها ..
ومن بكى شوقاً إلى الجنة ، أسكنه الله إياها ..
اللهم لا تحرمنا فضلك ..
عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول : ( لا تنسوا العظيمتين ).. ( لا تنسوا العظيمتين )..
قلنا : وما العظيمتان ،؟!.
قال : ( الجنة والنار ) .
قال فذكر سول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر ثم بكى حتى جرى أوائل دموعه جانبي لحيته ثم قال : ( والذي نفس محمد بيده لو علمتم ما أعلم من علم الآخرة لمشيتم إلى الصعيد ، ولحسيتم على رؤوسكم التراب )
أما بكيت خوفاً من دخول النار ، والحرمان من رؤية القهَّار ..
اسمع ماذا قال الله عن أهل النار { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ،كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ،ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ }
والله .. والله .. والله...
ما في الجنة نعيم ألذ وأحلى وأعظم من ...
رؤية الرحمن الرحيم ...
ووالله .. والله.. والله ...
ما في النار عذاب أشد وأعظم من ...
الحرمان من رؤية وجهه الكريم ..
قال ابن عثيمين رحمه الله : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ..
وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب ...
فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه ...
قال صالح المري بلغني عن كعب الأحبار أنه كان يقول :
من بكى خشية من ذنب ، غُفر له ..
ومن بكى اشتياقاً إلى الله ، أباحه النظر إليه تبارك وتعالى يراه متى شاء..
وحدث عيسى المعلم عن ذادان أبي عمر قال :
بلغنا أنه من بكى خوفاً من النار ، أعاذه الله منها ..
ومن بكى شوقاً إلى الجنة ، أسكنه الله إياها ..
اللهم لا تحرمنا فضلك ..
عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول : ( لا تنسوا العظيمتين ).. ( لا تنسوا العظيمتين )..
قلنا : وما العظيمتان ،؟!.
قال : ( الجنة والنار ) .
قال فذكر سول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر ثم بكى حتى جرى أوائل دموعه جانبي لحيته ثم قال : ( والذي نفس محمد بيده لو علمتم ما أعلم من علم الآخرة لمشيتم إلى الصعيد ، ولحسيتم على رؤوسكم التراب )
وفي حديث آخر : ( والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ،
ولبكيتم كثيراً ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى
الله ) ..
فلما سمع أبو ذر هذا قال : وددت أني كنت شجرة تعضد ..
والله لو أن القلوب سليمة لتقطّعت ألماً من الحرمان ..
ولكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمان ..
قال ابن القيم رحمه الله : فمن لم يتقطّع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً لتقطّع في الآخرة إذا حقت الحقائق، وظهرت الأمور..
فلا بدّّ من تقطّع القلب ..
إما في الدنيا ..
وإما في الآخرة ..
ولك الخيار..
الفرق بيننا وبينهم أنَّ الكلمات القليلة البسطية تذكرهم وتبكيهم ..
ونحن نسمع الزواجر والروادع مرات مرات ولا يتغير الحال ..
أراد عمر بن عبد العزيز أن يضرب غلاماً له على خطأ أخطأه ..
فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله ..
فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله يا عمر ..واذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة ..
قال : فبكى عمر ، ولم يتوقف بكاءه إلا عندما سمع المنادي يناديه ، وهو في ساعات احتضاره ، وهو يقرأ عليه { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }..
أسألك مرة أخرى ..
وأكرر عليك السؤال ..
أما تبكيك الذنوب ؟!.
أما يبكيك تجرأك على علام الغيوب ؟!.
اسمعوا يا أصحاب الذنوب .. وكلنا ذاك ..
عن عقبة بن عامر قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟
قال :
( أمسك عليك لسانك ..
وليسعك بيتك ..
وابك على خطيئتك )
إبكي ..
قبل أن تشهد عليك الجوارح والأركان ..
إبكي ..
قبل أن تقف في ذلك الموقف العظيم ، ثم يقررك الملك العلام..
يقررك بذنوبك فيقول لك : أتذكر ذنب كذا ؟! أتذكر ذنب كذا ؟! وأنت لا تجد مفراً من السؤال ..
إبكي..
قبل أن يسألك ربك :
ألم تكن تظن أني أراك وأنت تعصاني ؟؟!!.
فلما سمع أبو ذر هذا قال : وددت أني كنت شجرة تعضد ..
والله لو أن القلوب سليمة لتقطّعت ألماً من الحرمان ..
ولكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمان ..
قال ابن القيم رحمه الله : فمن لم يتقطّع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً لتقطّع في الآخرة إذا حقت الحقائق، وظهرت الأمور..
فلا بدّّ من تقطّع القلب ..
إما في الدنيا ..
وإما في الآخرة ..
ولك الخيار..
الفرق بيننا وبينهم أنَّ الكلمات القليلة البسطية تذكرهم وتبكيهم ..
ونحن نسمع الزواجر والروادع مرات مرات ولا يتغير الحال ..
أراد عمر بن عبد العزيز أن يضرب غلاماً له على خطأ أخطأه ..
فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله ..
فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله يا عمر ..واذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة ..
قال : فبكى عمر ، ولم يتوقف بكاءه إلا عندما سمع المنادي يناديه ، وهو في ساعات احتضاره ، وهو يقرأ عليه { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }..
أسألك مرة أخرى ..
وأكرر عليك السؤال ..
أما تبكيك الذنوب ؟!.
أما يبكيك تجرأك على علام الغيوب ؟!.
اسمعوا يا أصحاب الذنوب .. وكلنا ذاك ..
عن عقبة بن عامر قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟
قال :
( أمسك عليك لسانك ..
وليسعك بيتك ..
وابك على خطيئتك )
إبكي ..
قبل أن تشهد عليك الجوارح والأركان ..
إبكي ..
قبل أن تقف في ذلك الموقف العظيم ، ثم يقررك الملك العلام..
يقررك بذنوبك فيقول لك : أتذكر ذنب كذا ؟! أتذكر ذنب كذا ؟! وأنت لا تجد مفراً من السؤال ..
إبكي..
قبل أن يسألك ربك :
ألم تكن تظن أني أراك وأنت تعصاني ؟؟!!.
إبكي ..
فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..
إبكي ..
فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..
إبكي ..
فإن الطفل إذا بكى رحمته أمه ، وربنا أرحم بنا من إمهاتنا ..بل حتى من أنفسنا..
*** من كتاب البكاؤون للشيخ خالد الراشد
الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015
في تسلية أهل المصائب بالعلاج الإلهي و النبوي !
فصل ـ في تسلية أهل المصائب بالعلاج الإلهي و
النبوي
فالإلهي : قوله تعالى : { وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون } وآيات الصبر كثيرة جدا
و النبوي [ قوله صلى الله عليه و سلم : ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله به : { إنا لله وإنا إليه راجعون } اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته و أخلف الله له خيرا منها ] و قد تقدم و أمثال ذلك من الأحاديث
و قد تضمنت هذه الكلمة : { إنا لله و إنا إليه راجعون } علاجا من الله و رسوله لأهل المصائب فإنها من أبلغ علاج المصائب و أنفعه للعبد في عاجله و آجله فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما و تسلى عن مصيبته
أحد الأصلين : أن يتحقق العبد أن نفسه و أهله و ماله و ولده ملك لله عز و جل حقيقة و قد جعله الله عند العبد عارية فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ عاريته من المستعير و أيضا : فإنه محفوف بعدمين عدم قبله و عدم بعده و ملك العبد له متعة معارة في زمن يسير وأيضا : فإنه ليس هو الذي أوجده من عدم حتى يكون ملكه حقيقة و لا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده فليس له فيه تأثير و لا ملك حقيقي و أيضا فإنه متصرف فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي لا تصرف الملاك و لهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي
والثاني : أن مصير العبد و مرجعه الى الله مولاه الحق و لابد أن يخلف الدنيا وراء ظهره و يأتي ربه يوم القيامة فردا كما خلقه أول مرة بلا أهل و لا مال و لا عشيرة و لكن يأتيه بالحسنات و السيئات فإذا كانت هذه بداية العبد و ما خوله و نهايته و حاله فيه فكيف يفرح العبد بولد أو مال أو غير ذلك من متاع الدنيا ؟ أم كيف يأسى على مفقود ؟ ففكرة العبد في بدايته و نهايته من أعظم علاج المصائب ومن علاجه أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } و من تأمل هذه الآية الكريمة وجد فيها شفاء أو دواء المصائب و كل ما ذكرناه في هذا الفصل فهو في هذه الآية فتدبر ذلك
فالإلهي : قوله تعالى : { وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون } وآيات الصبر كثيرة جدا
و النبوي [ قوله صلى الله عليه و سلم : ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله به : { إنا لله وإنا إليه راجعون } اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته و أخلف الله له خيرا منها ] و قد تقدم و أمثال ذلك من الأحاديث
و قد تضمنت هذه الكلمة : { إنا لله و إنا إليه راجعون } علاجا من الله و رسوله لأهل المصائب فإنها من أبلغ علاج المصائب و أنفعه للعبد في عاجله و آجله فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما و تسلى عن مصيبته
أحد الأصلين : أن يتحقق العبد أن نفسه و أهله و ماله و ولده ملك لله عز و جل حقيقة و قد جعله الله عند العبد عارية فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ عاريته من المستعير و أيضا : فإنه محفوف بعدمين عدم قبله و عدم بعده و ملك العبد له متعة معارة في زمن يسير وأيضا : فإنه ليس هو الذي أوجده من عدم حتى يكون ملكه حقيقة و لا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده فليس له فيه تأثير و لا ملك حقيقي و أيضا فإنه متصرف فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي لا تصرف الملاك و لهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي
والثاني : أن مصير العبد و مرجعه الى الله مولاه الحق و لابد أن يخلف الدنيا وراء ظهره و يأتي ربه يوم القيامة فردا كما خلقه أول مرة بلا أهل و لا مال و لا عشيرة و لكن يأتيه بالحسنات و السيئات فإذا كانت هذه بداية العبد و ما خوله و نهايته و حاله فيه فكيف يفرح العبد بولد أو مال أو غير ذلك من متاع الدنيا ؟ أم كيف يأسى على مفقود ؟ ففكرة العبد في بدايته و نهايته من أعظم علاج المصائب ومن علاجه أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } و من تأمل هذه الآية الكريمة وجد فيها شفاء أو دواء المصائب و كل ما ذكرناه في هذا الفصل فهو في هذه الآية فتدبر ذلك
الاثنين، 14 ديسمبر 2015
المصيبة و حقيقتها و ما أعد الله لمسترجعها !
في المصيبة و حقيقتها و ما أعد الله لمسترجعها
قال الله تعالى : { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نعم العدلان و نعمت العلاوة { أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة } الآية ذكره البخاري تعليقا
و قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله و من يؤمن بالله يهد قلبه } قال علقمة وجماعة من المفسرين : هي المصائب تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيرضى و يسلم و الآيات في هذا الباب كثيرة
قال أهل اللغة : يقال مصيبة و مصابة و مصوبة قالوا : وحقيقته الأمر المكروه يحل بالإنسان و قال القرطبي : المصيبة كل ما يؤذي المؤمن و يصيبه يقال : أصابه إصابة و مصابة و صابة و المصيبة واحدة المصائب و المصوبة بضم الصاد مثل المصيبة و أجمعت العرب على همز المصائب و أصله الواو وكأنهم شبهوا الأصل بالزائد و يجمع على مصاوب و هو الأصل وعلى مصائب
و المصاب : الإصابة قال الشاعر :
( أسليم إن مصابكم رجلا ... أهدى السلام تحية ظلم )
و صاب السهم القرطاس يصيبه صيبا : لغة في أصابه و المصيبة : النكبة ينكبها الإنسان و إن صغرت و تستعمل في الشر و [ روى عكرمة مرسلا : إن مصباح النبي صلى الله عليه و سلم انطفأ ذات ليلة فقال : { إنا لله و إنا إليه راجعون } فقيل : أمصيبة هي يا رسول الله ؟ قال : نعم ! كل ما آذى فهو مصيبة ]
و في صحيح مسلم [ من حديث أبي سعيد و أبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما يصيب المؤمن من وصب و لا نصب و لا سقم و لا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته ]
و الوصب : المرض ـ و النصب : التعب
و في الصحيحين [ عن عروة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز و جل بها عنه حتى الشوكة يشاكها ]
و قال الإمام أحمد : [ ثنا يونس ثنا ليث ـ يعني ابن سعد ـ عن يزيد ابن عبد الله عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن أم سلمة قالت : أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قولا سررت به قال : لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول : اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به قالت أم سلمة : فحفظت ذلك منه فلما توفي أبو سلمة استرجعت في مصيبتي و قلت : اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منه ـ وفي لفظ : خيرا منها ـ ثم رجعت إلى نفسي و قلت : من أين خير لي من أبي سلمة ؟ فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أدبغ إهابا لي فغسلت يدي من القرظ و أذنت له فوضعت له وسادة من أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبني إلى نفسي فلما فرغ من مقالته قلت : يا رسول الله ما بي أن لا تكون بك الرغبة و لكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به و أنا امرأة قد دخلت في السن و أنا ذات عيال فقال : أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز و جل عنك و أما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل ما أصابك و أما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي قالت : فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتزوجها رسول الله ] فقالت أم سلمة بعد : أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه : رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد روي هذا الحديث بعدة طرق في الصحاح و المسانيد و سيأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى .
قال الله تعالى : { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نعم العدلان و نعمت العلاوة { أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة } الآية ذكره البخاري تعليقا
و قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله و من يؤمن بالله يهد قلبه } قال علقمة وجماعة من المفسرين : هي المصائب تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيرضى و يسلم و الآيات في هذا الباب كثيرة
قال أهل اللغة : يقال مصيبة و مصابة و مصوبة قالوا : وحقيقته الأمر المكروه يحل بالإنسان و قال القرطبي : المصيبة كل ما يؤذي المؤمن و يصيبه يقال : أصابه إصابة و مصابة و صابة و المصيبة واحدة المصائب و المصوبة بضم الصاد مثل المصيبة و أجمعت العرب على همز المصائب و أصله الواو وكأنهم شبهوا الأصل بالزائد و يجمع على مصاوب و هو الأصل وعلى مصائب
و المصاب : الإصابة قال الشاعر :
( أسليم إن مصابكم رجلا ... أهدى السلام تحية ظلم )
و صاب السهم القرطاس يصيبه صيبا : لغة في أصابه و المصيبة : النكبة ينكبها الإنسان و إن صغرت و تستعمل في الشر و [ روى عكرمة مرسلا : إن مصباح النبي صلى الله عليه و سلم انطفأ ذات ليلة فقال : { إنا لله و إنا إليه راجعون } فقيل : أمصيبة هي يا رسول الله ؟ قال : نعم ! كل ما آذى فهو مصيبة ]
و في صحيح مسلم [ من حديث أبي سعيد و أبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما يصيب المؤمن من وصب و لا نصب و لا سقم و لا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته ]
و الوصب : المرض ـ و النصب : التعب
و في الصحيحين [ عن عروة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز و جل بها عنه حتى الشوكة يشاكها ]
و قال الإمام أحمد : [ ثنا يونس ثنا ليث ـ يعني ابن سعد ـ عن يزيد ابن عبد الله عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن أم سلمة قالت : أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قولا سررت به قال : لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول : اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به قالت أم سلمة : فحفظت ذلك منه فلما توفي أبو سلمة استرجعت في مصيبتي و قلت : اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منه ـ وفي لفظ : خيرا منها ـ ثم رجعت إلى نفسي و قلت : من أين خير لي من أبي سلمة ؟ فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أدبغ إهابا لي فغسلت يدي من القرظ و أذنت له فوضعت له وسادة من أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبني إلى نفسي فلما فرغ من مقالته قلت : يا رسول الله ما بي أن لا تكون بك الرغبة و لكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به و أنا امرأة قد دخلت في السن و أنا ذات عيال فقال : أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز و جل عنك و أما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل ما أصابك و أما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي قالت : فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتزوجها رسول الله ] فقالت أم سلمة بعد : أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه : رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد روي هذا الحديث بعدة طرق في الصحاح و المسانيد و سيأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى .
الباب الاول من كتاب "تسلية اهل المصائب" ل" محمد
بن محمد بن محمد المنبجي الحنبلي "
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)