الاثنين، 31 مارس 2014

هجرة أصحاب النبي صلى اللهُ عليهِ و سلّم



قال تعالى : ) للفُقَراء المهاجِرينَ الذينَ أُخرجوا من دِيارِهم وأموالهم يَبتَغونَ فَضلاً من اللهِ ورِضواناً و ينصُرونَ اللهَ ورسوله ، أولئكَ همُ الصادقون ( [ الحشر : 8 ].
عن عمر رضيَّ اللهُ عنه قال : سمعتُ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، يقول (( الأعمالُ بالنِّيَّة ، فمَن كانت هِجرتهُ إلى دُنيا يُصيبها ، أو امرأةٍ يتزوَّجُها ، فهِجرتهُ إلى ما هاجرَ إليه ، و من كانت هجرتهُ إلى اللهِ و رسوله فهجرتهُ إلى اللهِ و رسوله )).[1]
قال خَبّاب رضيَّ اللهُ عنه : هاجَرنْا معَ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم نُريدُ وجهَ اللهِ ، فوقعَ أجرُنا على الله ، فمنّا مَن مضى لم يأخذْ من أجرِهِ شيئاً منهم مُصعَبُ بن عُمير ، قُتلَ يومَ أحُدٍ و تركَ نَمِرَةً ، فكنّا إذا غطَّينا بها رأسَهُ بَدَت رِجلاهُ ، و إذا غطَّينا رجلَيهِ بدا رأسُه ، فأمَرَنا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم أن نُغطي رأسَهُ و نجعلَ على رجلَيهِ شيئاً من إدخر [ نبات ]. و مِنّا مَن أينَعَت له ثمرَتهُ فهوَ يَهدِبُها .[2]
عن البراء رضيَّ اللهُ عنه قال : أوَّلُ مَن قَدِمَ علينا مُصعَبُ بن عُمير و ابنُ أمِّ مكتومٍ وكانوا يُقرِئانَ الناسَ [ يعلمون الناس القرآن ] ، فقَدِمَ بلالٌ و سعدٌ وعَمَّارُ بن ياسِرٍ . ثمَّ قدِمَ عمرُ بن الخطّابِ في عشرينَ من أصحابِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، ثمَّ قدِمَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فما رأيتُ أهلَ المدينةِ فَرِحوا بشيء فرحَهم برسولِ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، حتى جَعلَ الإماءُ يَقُلْنَ : قَدِمَ رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فما قدِمَ حتى قرأتُ ) سَبِّحِ اسمَ رَبِّك الأعلى ( في سُوَرٍ من المفصَّل .[3]
عن عُبَيدَ الله بنَ عَديِّ بن الْخِيار قال : دخلتُ على عثمانَ [ بن عفان رضيَّ اللهُ عنه ] ، فتشهَّدَ ثم قال : أما بعدُ فان الله بَعثَ محمداً صلى اللهُ عليهِ و سلّم بالحقّ ، و كنتُ ممن استجابَ للهِ و لرسولهِ و آمنَ بما بُعثَ به محمدٌ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، ثم هاجَرتُ هِجَرتَين، و كنت صهرَ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، و بايعتُه ، فو الله ما عَصيتُهُ و لا غَشَشته حتى توفاه الله .[4]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة - حديث : ‏3707‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة - حديث : ‏3706‏
[3] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة - حديث : ‏3730‏
[4] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة - حديث : ‏3732‏

بيعة العقبة الثانية



عن عُبادةَ بن الصامت رضيَّ اللهُ عنه [ و كان منَ الذين شهدوا بدراً مع رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم و مِن أصحابهِ ليلةَ العقَبةِ ] أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم قال و حولَهُ عِصابةٌ من أصحابهِ (( تعالَوا بايعوني على أن لا تُشركوا باللهِ شيئاً ، و لا تَسِرقوا ، و لا تَزنوا ، و لا تقتلوا أولادَكم [ وفي رواية و لا نقتُلَ النفسَ التي حرَّمَ الله إلا بالحق ]، و لا تأتوا ببُهتانٍ تَفتَرُونَهُ بينَ أيدِيكم و أرجُلِكم ، و لا تَعصوني في مَعروف . فمن وَفى منكم فأجرُهُ على اللهِ ، و من أصاب من ذلكَ شيئاً فعوقبَ بهِ في الدنيا فهو كفّارة ، و من أصابَ من ذلكَ شيئاً فسترَهُ اللهُ فأمرُهُ إلى الله : إن شاءَ عاقَبهُ ، و إن شاءَ عفا عنه )). قال : فبايَعنْاه على ذلك .[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة  - حديث : ‏3701‏

بدء إسلام الأنصار



) والذينَ تَبَوَّءُوا الدارَ والإيمانَ من قبلهم يُحبُّونَ مَن هاجَرَ إليهم ولا يَجِدونَ في صُدورهم حاجةً مما أوتوا ( [ الحشر : 9 ]
عن عائشةَ رضيَّ اللهُ عنها قالت : كان يومُ بعاثَ يَوماً [ حرب بين الأوس والخزرج حدثت قبل أربع أو خمس سنين قبل الهجرة ] قدَّمَهُ للهُ لرسولهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فقَدِمَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم وقد افترَقَ مَلأُهُم ، وقُتِلتْ سَروَاتُهُم وجُرِّحُوا . فقدَّمَهُ الله لرسولهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم في دُخولهم الإسلام .[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب القسامة في الجاهلية - حديث : ‏3656‏

الأحد، 30 مارس 2014

حب أيام زمان

 قال أبو الفرج وشت جارية بثينة بها إلى أبيها وأخيها وقالت لهما إن جميلا عندها فأتيا مشتملين على سيفيهما فرأياه خاليا حجرة منها يحدثها ويشكو إليها بثه ثم قال لها يا بثينة أرأيت ما بي من الشغف والعشق ألا تجزينيه قالت له بماذا قال بما يكون من المتحابين فقالت له يا جميل أهذا تبغي والله لقد كنت عندي بعيدا منه فإذا عاودت تعريضا بريبة لا رأيت وجهي أبدا فضحك وقال والله ما قلت لك هذا إلا لأعلم ما عندك ولو علمت أنك تجيبينني إليه لعلمت أنك تجيبين غيري ولو رأيت منك مساعدة لضربتك بسيفي هذا ما استمسك في يدي إن طاوعتني نفسي أو هجرتك أبدا أما سمعت قولي :
وإني لأرضى من بثينة بالذي ... لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى ... وبالأمل المرجو قد خاب آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي ... أواخره لا نلتقي وأوائله 

فقال أبوها لأخيها قم بنا فما ينبغي لنا بعد هذا اليوم أن نمنع هذا الرجل من إتيانها

وفد الجن




عن ابن عباسٍ رضيَّ اللهُ عنهما قال : انْطَلَقَ رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم في طائِفَةٍ منْ أصحابه عامِدِين إلى سُوقِ عُكاظٍ ، وقد حِيلَ بين الشَّياطين وبين خَبَر السَّماء ، وأُرسِلت عليهمُ الشهُب ، فَرَجَعَتِ الشياطين ، فقالوا : ما لَكُم ؟ فقالوا : حِيلَ بينَنا وبين خَبر السَّماء ، وأُرسِلَت عَلَيْنا الشُّهُب . قال [ ابليس لعنه الله ]: ما حَالَ بينكُم وبين خبر السماءِ إلا ما حدث ، فاضربوا مشارِقَ الأَرضِ ومغارِبَها فانظُروا ما هذا الأمْرُ الذي حَدَث ؟ فانطَلَقوا فضرَبوا مشارِقَ الأرض ومغارِبَها ينظرونَ ما هذا الأمرُ الذي بينَهم وبين خبرِ السماء ؟ فانطلق الذين توجهوا نحْو تِهامَةَ إلى رسول اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم بِنَخْلَةَ [ موضع بين مكة والطائف ] وهو عامِدٌ إلى سوقِ عُكاظٍ وهو يُصَلِّي بأصحابه صلاةَ الفَجْر ، فَلما سَمِعوا القرآن تَسَمَّعوا له ، فقالوا : هذا الذي حال بينكم وبينَ خَبر السماء . فهنالِك رَجَعوا إلى قومهم فقالوا : يا قَومَنا ، إنا سمِعْنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرُّشدِ فآمنَّا به ، وَلَنْ نُشرِكَ بربنا أَحدا . وأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على نبيِّه صلى اللهُ عليهِ وسلّم ) قُل أوحيَ إليَّ أُنه اسْتَمع نفرٌ مِنَ الجن ( وإنما أُوحيَ إليه قوْلُ الجنِّ .[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب الأذان \  أبواب صفة الصلاة -  باب الجهر بقراءة صلاة الفجر
 حديث : ‏752‏