عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر
يقول : ( وأعدوا لهم
ما استطعتم من قوة
ألا أن القوة الرمي ألا أن القوة الرمي ألا أن القوة الرمي ).
رواه مسلم.
في هذا الحديث الشريف فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) بأن القوة الرمي وأعادها ثلاثاً وقد أشكل هذا الحديث على
شراح الحديث وعلمائه في الازمان السابقة حيث انهم تعجبوا من إن رسول الله صلى الله
عليه و سلم يفسر القوة بالرمي في حين كانت المعارك لا تحسم إلا بالسيوف وكانت
السهام والرماح تستعمل في إيذاء العدو لكنها لا تنهي المعارك.
ولكن الرسول
صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق بالهوى والذي اطلعه الله على ما هو كائن الى يوم
القيامة اراد تنبيه الامة الى ان سلاح المستقبل وقوة الجيوش ستكون في الرمي لذلك
فان رسول الله وهذا من دلائل نبوته لم يقل في حديثه مثلا ( ان القوة رمي السهام أو ان القوة رمي المنجنيق ) ولكن ذكر كلمة (الرمي)
وهي كلمة عامة تشمل جميع اسلحة الرمي وقد تحققت نبوءة رسول الله في هذه القرون
القريبة فإن جميع اسلحة الحروب الان تتضمن عملية الرمي مثل ( رمي البنادق ورمي
الصواريخ ورمي الطائرات ) ومن كان يملك قوة الرمي الابعد او الاقوى كانت له القوة العضمى في المعارك .
لذلك روى
البخاري في باب "التحريض على الرمي" عن سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ - رضى الله عنه - قَالَ مَرَّ
النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ
فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « ارْمُوا بَنِى إِسْمَاعِيلَ ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِى
فُلاَنٍ » . قَالَ فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ . فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَا لَكُمْ لاَ تَرْمُونَ » . قَالُوا كَيْفَ
نَرْمِى وَأَنْتَ مَعَهُمْ . قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ » .
انظر
الى جمال الجملة الاخيرة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( معكم كلكم ) فهو
ان شاء الله مع كل من يرمي في سبيل الله في غزة وغيرها .
والله الموفق سبحانه وتعالى.