الأربعاء، 9 أبريل 2014

صلح الحديبية



عن البراءِ رضيَّ اللهُ عنه قال : لما اعتمرَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم في ذي القَعدةِ فأبى أهلُ مكةَ أن يَدَعوه يدخُلُ مكةَ حتى قاضاهم على أن يُقيمَ بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتابَ كتبوا : هذا ما قاضى عليهِ محمدٌ رسولُ الله ، قالوا : لا نقرُّ لك بهذا ، لو نعلمُ أنكَ رسولُ الله ما مَنَعناك شيئاً ، ولكنْ أنتَ محمدُ بن عبدِ الله . فقال (( أنا رسولُ الله ، وأنا محمدُ بن عبدِ الله )). ثمَّ قال لعليّ (( امحُ رسولَ الله )). فقال عليّ : لا واللهِ لا أمحوك أبداً . [1]
[ فقال (( فأرنيه – أرني مكان الكلمة - ))، فأراه إياه فمحا النبي صلى اللهُ عليهِ و سلّم بيده .]
وعن البراءِ رضيَّ اللهُ عنه : فكتبَ : هذا ما قاضى محمدُ بن عبد الله ، لا يُدخِلُ مكةَ السلاحَ إلاّ السيفَ في القِراب ، وأن لا يَخرُجَ من أهلها بأحدٍ إن أراد أن يَتبعَه ، وأن لا يمنعَ من أصحابه أحداً إن أراد أن يقيمَ بها .[2]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب عمرة القضاء - حديث : ‏4018‏
[2] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب عمرة القضاء - حديث : ‏4018‏

ذكاء قاضي



تنازع  إِلَى  إياس رجلان؛ ادعى أحدهما أنه أودع صاحبه مالاً، وجحده الآخر؛ فَقَالَ: إياس: أين أودعته هَذَا المال ؟ قال: في موضع كذا وكذا؛ قال: وما كان في ذلك الموضع? قال: شجرة؛ قال: فانطلق فالتمس مالك عند الشجرة، فلعلك إِذَا أتيتها تذكر أين وضعت مالك؛ فانطلق الرجل، و قَالَ: إياس للمطلوب: اجلس  إِلَى  أن يجئ صاحبك فجلس فلبث إياس ملياً يحكم بين الناس، ثم قَالَ: للجالس عنده: أترى صاحبك بلغ الموضع الذي أودعك فِيْهِ ? قال: لا؛ قال: يا عدو الله إنك لخائن، فأقر عنده، فحبسه حتى جاء صاحبه ثم أمره بدفع الوديعة.

تحقيق جنائي من ايام زمان



جاء رجلان  إِلَى  إياس بْن معاوية يختصمان في قطيفتين، وهو قاض، إحداهما حمراء، والأخرى خضراء؛ فَقَالَ: أحدهما:
دخلت الحوض لاغتسل ووضعت قطيفتي، وجاء هَذَا، فوضع قطيفته بجنب قطيفتي، ثم دخل فاغتسل فخرج قبل، فأخذ قطيفتي فمضى بها، ثم خرجت فاتبعته فزعم، أنها قطيفته فقال: لك بينة ؟ فقال: لا فقال: إيتوني بمشط فأتى بمشط فسرح رأس هَذَا، ورأس هَذَا فخرج من رأس أحدهما صوف أحمر، وخرج من رأس الآخر صوف أخضر، فقضى بالحمراء للذي خرج من رأسه صوف أحمر، وبالخضراء للذي خرج من رأسه صوف أخضر.

معجزة بئر الحديبية



عن البراءِ رضيَّ اللهُ عنه قال : تعُدُّون أنتُم الفتحَ فتحَ مكة ، وقد كان فتحُ مكةَ فتحاً ، ونحن نعدُّ الفتحَ بيعةَ الرِّضوان يومَ الحُدَيبيةِ : كنّا معَ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم أربعَ عشرةَ مائة ، والحديبيةُ بئرٌ ، فنزَحناها فلم نترُكْ فيها قَطَرة ، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فأتاها فجلَسَ على شَفِيرها ، ثمَّ دعا بإناءٍ من ماء [ قال صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( ائْتوني بدَلو من مائها )) ] فتوضَّأَ ثم مَضْمَضَ ودعا ، ثم صَبَّهُ فيها ، فترَكناها غيرَ بعيد [ قال صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( دَعوها ساعةً ))] ، ثم إنها أصدرَتْنا ما شئنا نَحن ورِكابَنا.[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \ باب غزوة الحديبية - حديث : ‏3934‏

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

معجزة يوم الحديبية



عن جابرٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : عَطِشَ الناسُ يومَ الحُدَيبية ، ورسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم بينَ يدَيهِ رَكوةٌ ، فتوضَّأ منها ، ثمَّ أقبلَ الناسُ نحوَهُ  ، فقال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( ما لَكم )) ؟ قالوا : يا رسولَ الله ، ليس عندَنا ماءٌ نتوضَّأ به ولا نشرَب إلاّ ما في رَكوَتك . قال : فوضعَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يدَه في الرَّكوةِ ، فجعلَ الماءُ يَفورُ من بينِ أصابعهِ كأمثالِ العُيون ، قال : فشرِبْنا وتوضأنا . وقال جابر : لو كنّا مائةَ الفٍ لكفانا ، كنا خمسَ عشرةَ مائة .[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب غزوة الحديبية - حديث : ‏3936‏

ابن الخطاب



عن سعد بن ابي وقاص رضيَّ اللهُ عنه قال : استأذنَ عمرُ بن الخطابِ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم وعندَهُ نِسوةٌ من قُريش يُكلِّمنَه ويَستكثِرْنَه ، عاليةً اصواتُهنَّ على صَوتِه فلما استأذنَ عمرُ بن الخطاب قمنَ فبادَرنَ الحجابَ ، فأذِن لهُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فدخَلَ عمرُ ورسولُ اللهِ يَضحكُ ، فقال : أضحَكَ اللهُ سنَّكَ يا رسولَ الله [ الدعاء له بالسرور ] ، فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( عجِبتُ من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي ، فلما سمعنَ صوتَكَ ابتدَرْنَ الحجاب ))، قال عمرُ : فأنتَ أحقُّ أن يهَبنَ يا رسولَ الله . ثم قال عمر : يا عدُوّاتِ انفُسهِنَّ ، اتَهَبْنَني ولا تهبنَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ؟ فقلن : نعم ، أنتَ أفظُّ واغلظُ من رسول اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم . فقال رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( أيهاً يا ابنَ الخطّاب ، والذي نفسي بيدِه ، ما لقِيَكَ الشيطانُ سالكاً فجّاً قطُّ إلاّ سَلكَ فجّاً غيرَ فجِّك )).[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المناقب \  باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله - حديث : ‏3501‏