السبت، 14 مارس 2015
من هم خيار حكامكم وشرارهم ؟
الأربعاء، 11 مارس 2015
فضل سورة البقرة
باب فضل البقرة:
«5008» حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن عبد الرحمن عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ بالآيتين. [أطرافه 4008، 5009، 5040، 5051، تحفة 9999].
«5009» حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)).
[أطرافه 4008، 5008، 5040، 5051، تحفة 9999- 232/ 6].
«5010» وقال عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدقك وهو كذوب ذاك شيطان)).
[طرفاه 2311، 3275، تحفة 14482].
الثلاثاء، 10 مارس 2015
قصيدة امتي .... لعمر ابو ريشة
امتي
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي ..... مطرق خجلا من أمسك المنصرم
ويكاد الدمع يهمي عابثا ببقايا ..... كبرياء ..... الألم
أين دنياك التي أوحت إلى وتري كل يتيم النغم
كم تخطيت على أصدائه ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني ..... ساحب مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية خنقت نجوى علاك في فمي
أي جرح في إبائي راعف فاته الآسي فلم يلتئم
ألاسرائيل ... تعلو ..... راية في حمى المهد وظل الحرم
كيف أغضيت على الذل ولم تنفضي عنك غبار التهم
أوما كنت إذا البغي اعتدى موجة من لهب أو من دم
كيف أقدمت وأحجمت ولم يشتف الثأر ولم تنتقمي
اسمعي نوح الحزانى واطرب وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم ..... لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
لايلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما كان في الحكم عبيدُ الدرهم
أيها الجندي يا كبش الفدا يا شعاع الأمل المبتسم
ما عرفت البخل بالروح إذا طلبتها غصص المجد الظمي
بورك الجرح الذي تحمله شرفا تحت ظلال العلم.
الاثنين، 9 مارس 2015
نصارى نجران و رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفحة رقم ٨٤٩ من الكامل في التاريخ
أما نصارى نجران فإنهم أرسلوا العاقب والسيد في نفر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرادوا مباهلته، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين، فلما رأوهم قالوا: هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها، ولم يباهلوه، وصالحوه على ألفي حلة، ثمن كل حلة أربعون درهما، وعلى أن يضيفوا رسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل لهم ذمة الله - تعالى - وعهده ألا يفتنوا عن دينهم، ولا يعشروا، وشرط عليهم أن لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به. فلما استخلف أبو بكر عاملهم بذلك، فلما استخلف عمر أجلى أهل الكتاب عن الحجاز، وأجلى أهل نجران، فخرج بعضهم إلى الشام، وبعضهم إلى نجرانية الكوفة، واشترى منهم عقارهم وأموالهم.
حمل تطبيق الكامل في التاريخ لاجهزة الأندرويد http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh
السبت، 7 مارس 2015
النهي عن دخول مساكن اﻻقوام المعذبين.
باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين:
«7655» حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعا عن إسماعيل قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر: ((لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم)).
«7656» حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب- وهو يذكر الحجر مساكن ثمود- قال سالم بن عبد الله إن عبد الله بن عمر قال مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم)). ثم زجر فأسرع حتى خلفها.
«7657» حدثني الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا شعيب بن إسحاق أخبرنا عبيد الله عن نافع أن عبد الله بن عمر أخبره أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة.
«7658» وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا أنس بن عياض حدثني عبيد الله بهذا الإسناد. مثله غير أنه قال فاستقوا من بئارها واعتجنوا به.
الجمعة، 6 مارس 2015
جواز الكذب للاصلاح بين الناس
باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس:
((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرا، أو يقول خيرا)). [تحفة 18353].
الثلاثاء، 3 مارس 2015
لمن يضحك الله سبحانه وتعالى .؟
((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد)).
الأحد، 1 مارس 2015
قصة معركة تبوك و العبر التي فيها
[ذكر غزوة تبوك]
لما عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقام بالمدينة بعد عوده من الطائف ما بين ذي الحجة إلى رجب، ثم أمر الناس بالتجهز لغزو الروم، وأعلم الناس مقصدهم لبعد الطريق، وشدة الحر، وقوة العدو، وكان قبل ذلك إذا أراد غزوة ورى بغيرها.
وكان سببها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغه أن هرقل ملك الروم ومن عنده من متنصرة العرب - قد عزموا على قصده، فتجهز هو والمسلمون وساروا إلى الروم. وكان الحر شديدا، والبلاد مجدبة، والناس في عسرة، وكانت الثمار قد طابت، فأحب الناس المقام في ثمارهم، فتجهزوا على كره، فكان ذلك الجيش يسمى جيش العسرة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للجد بن قيس، وكان من رؤساء المنافقين: هل لك في جلاد بني الأصفر؟ فقال: والله لقد عرف قومي حبي للنساء، وأخشى أن لا أصبر على نساء بني الأصفر، فإن رأيت أن تأذن لي ولا تفتني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: قد أذنت لك، فأنزل الله - تعالى: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} [التوبة: 49] الآية، وقال قائل من المنافقين: لا تنفروا في الحر، فنزل قوله - تعالى: {وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا} [التوبة: 81] .
ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - تجهز وأمر بالنفقة في سبيل الله، وأنفق أهل الغنى، وأنفق أبو بكر جميع ما بقي عنده من ماله، وأنفق عثمان نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم منها، قيل: كانت ثلاثمائة بعير وألف دينار.
ثم إن رجالا من المسلمين أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم البكاءون، وكانوا سبعة نفر من الأنصار وغيرهم، وكانوا أهل حاجة، فاستحملوه. فقال: لا أجد ما أحملكم عليه. فتولوا يبكون، فلقيهم يامين بن عمير بن كعب النضري، فسألهم عما يبكيهم فأعلموه، فأعطى أبا ليلى عبد الرحمن بن كعب، وعبد الله بن مغفل المزني بعيرا، فكانا يعتقبانه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وجاء المعذرون من الأعراب فاعتذروا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يعذرهم الله، وكان عدة من المسلمين تخلفوا من غير شك، منهم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وأبو خيثمة.
فلما سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تخلف عنه عبد الله بن أبي المنافق فيمن تبعه من أهل النفاق، «واستخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة سباع بن عرفطة، وعلى أهله علي بن أبي طالب، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له. فلما سمع علي ذلك أخذ سلاحه ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ما قال المنافقون، فقال: كذبوا، وإنما خلفتك لما ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي» . فرجع، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ثم إن أبا خيثمة أقام أياما، فجاء يوما إلى أهله، وكانت له امرأتان، وقد رشت كل امرأة منهما عريشها، وبردت له ماء، وصنعت طعاما، فلما رآه قال: يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحر والريح، وأبو خيثمة في الظل البارد، والماء البارد مقيم! ما هذا بالنصف، والله ما أحل عريشا منها حتى ألحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فهيأ زاده وخرج إلى ناضحه فركبه، وطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدركه بتبوك، فقال الناس: «يا رسول الله، هذا راكب مقبل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: كن أبا خيثمة. فقالوا: هو والله أبو خيثمة. وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بخبره، فدعا له» .
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين مر بالحجر، وهو بطريقه، وهو منزل ثمود، قال لأصحابه: «لا تشربوا من هذا الماء شيئا، ولا تتوضئوا منه، وما كان من عجين فألقوه واعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئا، ولا يخرج الليلة أحد إلا مع صاحب له» . ففعل ذلك الناس ولم يخرج أحد إلا رجلين من بني ساعدة، خرج أحدهما لحاجة فأصابه جنون، وأما الذي طلب بعيره فاحتمله الريح إلى جبلي طيئ، فأخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ألم أنهكم أن لا يخرج أحد إلا مع صاحب له» ؟ فأما الذي خنق فدعا له فشفي، وأما الذي حملته الريح فأهدته طيئ إلى رسول الله بعد عوده إلى المدينة. وأصبح الناس بالحجر ولا ماء معهم، فشكوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا الله، فأرسل سحابة فأمطرت حتى روي الناس.
وكان بعض المنافقين يسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما جاء المطر قال له بعض المسلمين: هل بعد هذا الشيء؟ قال: سحابة مارة.
وضلت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطريق فقال لأصحابه، وفيهم عمارة بن حزم، وهو عقبي بدري: إن رجلا قال: إن محمدا يخبركم الخبر من السماء وهو لا يدري أين ناقته، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله - عز وجل - وهي في الوادي في شعب كذا، قد حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا فأتوه بها، فرجع عمارة إلى أصحابه، فخبرهم بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الناقة تعجبا مما رأى. وكان زيد بن لصيت القينقاعي منافقا، وهو في رحل عمارة قد قال هذه المقالة، فأخبر عمارة بأن زيدا قد قالها، فقام عمارة يطأ عنقه وهو يقول: في رحلي داهية ولا أدري! اخرج عني يا عدو الله! فزعم بعض الناس أن زيدا تاب بعد ذلك وحسن إسلامه، وقيل: لم يزل متهما حتى هلك.
ووقف بأبي ذر جمله فتخلف عليه، فقيل: «يا رسول الله، تخلف أبو ذر. فقال: ذروه، فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، فكان يقولها لكل من تخلف عنه، فوقف أبو ذر على جمله، فلما أبطأ عليه أخذ رحله عنه، وحمله على ظهره، وتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - ماشيا. فنظر الناس فقالوا: يا رسول الله، هذا رجل على الطريق وحده. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: كن أبا ذر. فلما تأمله الناس قالوا: هو أبو ذر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده. ويبعث وحده، ويشهده عصابة من المؤمنين» .
فلما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة أصابه بها أجله، ولم يكن معه إلا امرأته وغلامه، فأوصاهما أن يغسلاه ويكفناه، ثم يضعاه على الطريق، فأول ركب يمر بهما يستعينان بهم على دفنه، ففعلا ذلك، فاجتاز بهما عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق، فأعلمته امرأة أبي ذر بموته. فبكى ابن مسعود وقال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك، ثم واروه.
وانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك، فأتى يوحنا بن رؤبة صاحب أيلة، فصالحه على الجزية، وكتب له كتابا، فبلغت جزيتهم ثلاثمائة دينار، ثم زاد فيها الخلفاء من بني أمية. فلما كان عمر بن عبد العزيز لم يأخذ منهم غير ثلاثمائة، وصالح أهل أذرح على مائة دينار في كل رجب. وصالح أهل جرباء على الجزية، وصالح أهل مقنا على ربع ثمارهم.
«وأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل، وكان نصرانيا من كندة، فقال لخالد: إنك تجده يصيد البقر» . فخرج خالد بن الوليد حتى إذا كان من حصنه على منظر العين، وأكيدر على سطح داره، فباتت البقر تحك بقرونها باب الحصن، فقالت امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله، ثم نزل وركب فرسه ومعه نفر من أهل بيته، ثم خرج يطلب البقر، فتلقتهم خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذته، وقتلوا أخاه حسانا، «وأخذ خالد من أكيدر قباء ديباج مخوص بالذهب، فأرسله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل المسلمون يلمسونه ويتعجبون منه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا» . وقدم خالد بأكيدر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحقن دمه وصالحه على الجزية، وخلى سبيله.
وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك بضع عشرة ليلة ولم يجاوزها، ولم يقدم عليه الروم والعرب المتنصرة، فعاد إلى المدينة. وكان في الطريق ماء يخرج من وشل لا يروي إلا الراكب والراكبين، بواد يقال له: وادي المشقق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من سبقنا فلا يستقين منه شيئا حتى نأتيه. فسبقه نفر من المنافقين فاستقوا ما فيه، فلما جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه بفعلهم، فلعنهم ودعا عليهم، ثم نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه فوضع يده تحته، وجعل يصب إليها يسيرا من الماء، فدعا فيه ونضحه في الوشل، فانخرق الماء جريا شديدا، فشرب الناس واستقوا» . وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قارب المدينة، فأتاه خبر مسجد الضرار، فأرسل مالك بن الدخشم فحرقه وهدمه، وأنزل الله فيه: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين} [التوبة: 107] الآيات. وكان الذين بنوه اثني عشر رجلا، وكان قد أخرج من دار خذام بن خالد من بني عمرو بن عوف.
وقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان قد تخلف عنه رهط من المنافقين، فأتوه يحلفون له ويعتذرون، فصفح عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يعذرهم الله ورسوله، وتخلف أولئك النفر الثلاثة، وهم: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، تخلفوا من غير شك ولا نفاق، فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامهم، فاعتزلهم الناس، فبقوا كذلك خمسين ليلة، ثم أنزل الله توبتهم: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم} [التوبة: 118]
الآيات، إلى قوله: صادقين، وكان قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة من تبوك في رمضان.
(يامين النضري بالنون، والضاد المعجمة. وعبد الله بن مغفل بالغين المعجمة، والفاء المشددة المفتوحة. وزيد بن لصيت باللام المضمومة، والصاد المهملة المفتوحة، وآخره تاء مثناة من فوقها. وخذام بن خالد بالخاء المكسورة، والذال المعجمتين. وأكيدر بالهمزة المضمومة، والكاف المفتوحة، والدال المهملة المكسورة، وآخره راء مهملة) .
http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh
قصة شهادة
الجمعة، 27 فبراير 2015
فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم
باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم:
«4825» حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو- يعني ابن دينار- عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال ابن نمير وأبو بكر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث زهير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)).
«4826» حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب حدثني حرملة عن عبد الرحمن بن شماسة قال أتيت عائشة أسألها عن شيء فقالت ممن أنت فقلت رجل من أهل مصر. فقالت كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه فقال ما نقمنا منه شيئا إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير والعبد فيعطيه العبد ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة فقالت أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به)).
«4828» حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)).
«4832» وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. بمعنى حديث نافع عن ابن عمر وزاد في حديث الزهري قال وحسبت أنه قد قال: ((الرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته)).
«4834» وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو الأشهب عن الحسن قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه فقال معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمت أن لي حياة ما حدثتك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)).
«4836» وحدثنا أبو غسان المسمعي وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي المليح أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار في مرضه فقال له معقل إني محدثك بحديث لولا أني في الموت لم أحدثك به سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة)).
«4838» حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن أن عائذ بن عمرو- وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- دخل على عبيد الله بن زياد فقال أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم)). فقال له اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فقال وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم.
الأربعاء، 25 فبراير 2015
ابيات رائعة ﻻبي العتاهية رحمه الله
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
(وقال الأصمعي: صنع الرشيد يوما طعاما كثيرا، وزخرف مجالسه، وأحضر أبا العتاهية، فقال له: صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا) ، فقال:
فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور
ابن السماك يعض هارون الرشيد
صفحة رقم ٢٧٥٩ من الكامل في التاريخ
دخل ابن السماك على الرشيد، فبينما هو عنده إذ طلب ماء، فلما أراد شربه قال له ابن السماك: مهلا يا أمير المؤمنين، بقرابتك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو منعت هذه
الشربة، بكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكي. قال: اشرب.
فلما شرب قال: أسألك بقرابتك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو منعت خروجها من بدنك، بماذا كنت تشتريها؟ قال: بجميع ملكي. قال: إن ملكا لا يساوي شربة ماء، (وخروج بولة - لجدير) أن لا ينافس فيه! فبكى الرشيد.
http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh
دعاء في بطن الكعبة
صفحة رقم ٢٧٥٩ من الكامل في التاريخ
قيل: حج الرشيد مرة فدخل الكعبة، فرآه بعض الحجبة وهو واقف على أصابعه يقول: يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمير الصامتين، فإن لكل مسألة منك ردا حاضرا، وجوابا عنيدا، ولكل صامت منك علم محيط، ناطق بمواعيدك الصادقة، وأياديك الفاضلة، ورحمتك الواسعة، صل على محمد، وعلى آل محمد، واغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا يا من لا تضره الذنوب، ولا تخفى عليه الغيوب، ولا تنقصه مغفرة الخطايا، يا من كبس الأرض على الماء، وسد الهواء بالسماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، صل على محمد، وعلى آل محمد، وخر لي في جميع أموري، يا من خشعت له الأصوات، بأنواع اللغات، يسألونه الحاجات، إن من حاجتي إليك أن تغفر لي ذنوبي إذا توفيتني وصيرت في لحدي، وتفرق عني أهلي وولدي، اللهم لك الحمد حمدا يفضل كل حمد كفضلك على جميع الخلق، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، صلاة تكون له رضى، وصل عليه صلاة تكون له ذخرا، واجزه عنا الجزاء الأوفى، اللهم أحينا سعداء، وتوفنا شهداء، واجعلنا سعداء مرزوقين، ولا تجعلنا أشقياء
محرومين.
قصة استخلاف امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
[ذكر استخلافه عمر بن الخطاب]
لما نزل بأبي بكر - رضي الله عنه - الموت دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: أخبرني عن عمر. فقال: إنه أفضل من رأيك إلا أنه فيه غلظة. فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقا، ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيرا مما هو عليه، وقد رمقته فكنت إذا غضبت على رجل أراني الرضاء عنه، وإذا لنت له أراني الشدة عليه. ودعا عثمان بن عفان وقال
صفحة رقم ٩٥٨ من الكامل في التاريخ
له: أخبرني عن عمر. فقال: سريرته خير من علانيته، وليس فينا مثله. فقال أبو بكر لهما: لا تذكرا مما قلت لكما شيئا، ولو تركته ما عدوت عثمان، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئا، ولوددت أني كنت من أموركم خلوا، وكنت فيمن مضى من سلفكم.
ودخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر فقال: استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك! فقال أبو بكر: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أبالله تخوفني! إذا لقيت ربي فسألني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك.
ثم إن أبا بكر أحضر عثمان بن عفان خاليا ليكتب عهد عمر، فقال له: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد - ثم أغمي عليه - فكتب عثمان: أما بعد، فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، ولم آلكم خيرا. ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي. فقرأ عليه، فكبر أبو بكر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي. قال: نعم. قال: جزاك الله خيرا عن الإسلام وأهله.
فلما كتب العهد أمر به أن يقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولى له ومعه عمر، فكان عمر يقول للناس: أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لم يألكم نصحا. فسكن الناس، فلما قرئ عليهم الكتاب سمعوا وأطاعوا، وكان أبو بكر أشرف على الناس وقال: أترضون بمن استخلفت عليكم؟ فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة، وإني قد استخلفت عليكم عمر فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما ألوت من جهد الرأي. فقالوا: سمعنا وأطعنا. ثم أحضر أبو بكر عمر فقال له: إني قد استخلفتك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأوصاه بتقوى الله، ثم قال: يا عمر، إن لله حقا بالليل لا يقبله في النهار، وحقا في النهار لا يقبله بالليل، وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، ألم تر يا عمر أنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق وثقله عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه غدا إلا حق أن يكون ثقيلا. ألم تر يا عمر أنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه غدا إلا باطل أن يكون خفيفا. ألم تر يا عمر أنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة، وآية الشدة مع آية الرخاء؛ ليكون المؤمن راغبا راهبا، لا يرغب رغبة يتمنى فيها على الله ما ليس له، ولا يرهب رهبة يلقى فيها بيديه. أولم تر يا عمر أنما ذكر الله أهل النار بأسوأ أعمالهم، فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجو أن لا أكون منهم، وأنه إنما ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم؛ لأنه يجاوز لهم ما كان من سيئ، فإذا ذكرتهم قلت أين عملي من أعمالهم؟ فإن حفظت وصيتي فلا يكونن غائب أحب إليك من حاضر من الموت، ولست بمعجزه.
وتوفي أبو بكر، فلما دفن صعد عمر بن الخطاب فخطب الناس ثم قال: إنما مثل العرب مثل جمل أنف اتبع قائده، فلينظر قائده حيث يقوده، وأما أنا فورب الكعبة لأحملنكم على الطريق!
حمل تطبيق الكامل في التاريخ لاجهزة الأندرويد http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh
الثلاثاء، 24 فبراير 2015
اخبار الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه ومناقبه... 3
وكان منزل أبي بكر بالسنح عند زوجته حبيبة بنت خارجة، فأقام هنالك ستة أشهر بعدما بويع له، وكان يغدو على رجليه إلى المدينة، وربما ركب فرسه، فيصلي بالناس، فإذا صلى العشاء رجع إلى السنح، وكان إذا غاب صلى بالناس عمر. وكان يغدو كل يوم إلى السوق فيبيع ويبتاع، وكانت له قطعة غنم تروح عليه، وربما خرج هو بنفسه فيها، وربما رعيت له، وكان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة قالت جارية منهم: الآن لا يحلب لنا منائح دارنا، فسمعها فقال: بلى لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو أن لا يغير بي ما دخلت فيه. فكان يحلب لهم. ثم تحول إلى المدينة بعد ستة أشهر من خلافته وقال: ما تصلح أمور الناس مع التجارة، وما يصلح إلا التفرغ لهم والنظر في شأنهم. فترك التجارة، وأنفق من مال المسلمين ما يصلحه وعياله يوما بيوم، ويحج ويعتمر، فكان الذي فرضوا له في كل سنة ستة آلاف درهم.
وقيل: فرضوا له ما يكفيه، فلما حضرته الوفاة أوصى أن تباع أرض له ويصرف ثمنها عوض ما أخذه من مال المسلمين.
وكان أول وال فرض له رعيته نفقته، وأول خليفة ولي وأبوه حي، وأول من سمى مصحف القرآن مصحفا، وأول من سمي خليفة.
حمل تطبيق الكامل في التاريخ لاجهزة الأندرويد http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh
اخبار الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه ومناقبه...2
وكان يسوي في قسمته بين السابقين الأولين والمتأخرين في الإسلام، وبين الحر والعبد والذكر والأنثى، فقيل له: لتقدم أهل السبق على قدر منازلهم، فقال: إنما أسلموا لله، ووجب أجرهم عليه يوفيهم ذلك في الآخرة، وإنما هذه الدنيا بلاغ. وكان يشتري الأكسية ويفرقها في الأرامل في الشتاء.
ولما توفي أبو بكر جمع عمر الأمناء وفتح بيت المال، فلم يجدوا فيه شيئا غير دينار سقط من غرارة، فترحموا عليه.
قال أبو صالح الغفاري: كان عمر يتعهد امرأة عمياء في المدينة بالليل، فيقوم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها، ففعل ما أرادت. فرصده عمر فإذا هو أبو بكر، كان يأتيها ويقضي أشغالها سرا وهو خليفة، فقال له: أنت هو لعمري!
قال أبو بكر بن حفص بن عمر: لما حضرت أبا بكر الوفاة حضرته عائشة وهو يعالج الموت فتمثلت:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فنظر إليها كالغضبان ثم قال: ليس كذلك ولكن {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} [ق: 19] ، إني قد كنت نحلتك حائط كذا وفي نفسي منه شيء، فرديه على الميراث، فردته، فقال: إنما هما أخواك وأختاك. قالت: من الثانية؟ إنما هي أسماء. قال: ذات بطن بنت خارجة، يعني زوجته، وكانت حاملا فولدت أم كلثوم بعد موته.
وقال لها: أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما، ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم، ولبسنا من خشن ثيابهم، وليس عندنا من فيء المسلمين إلا هذا العبد وهذا البعير وهذه القطيفة، فإذا مت فابعثي بالجميع إلى عمر. فلما مات بعثته إلى عمر، فلما رآه بكى حتى سالت دموعه إلى الأرض وجعل يقول: رحم الله أبا بكر! لقد أتعب من بعده. ويكرر ذلك. وأمر برفعه. فقال عبد الرحمن بن عوف: سبحان الله! تسلب عيال أبي بكر عبدا وناضحا وسحق قطيفة ثمنها خمسة دراهم، فلو أمرت بردها عليهم. فقال: لا والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - لا يكون هذا في ولايتي، ولا خرج أبو بكر منه وأتقلده أنا. وأمر أبو بكر أن يرد جميع ما أخذ من بيت المال لنفقته بعد وفاته.
حمل تطبيق الكامل في التاريخ لاجهزة الأندرويد http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh
الاثنين، 23 فبراير 2015
من اخبار الخليفة ابو بكر رضي الله عنه ومناقبه ... 1
[ذكر بعض أخباره ومناقبه]
كان أبو بكر أول الناس إسلاما في قول بعضهم، وقد تقدم الخلاف في ذلك، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: «ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة غير أبي بكر» . والذي ورد له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من المناقب كثير، كشهادته له الجنة، وعتقه من النار، وغير ذلك من الإخبار بخلافته تعريضا، كقوله - صلى الله عليه وسلم - للمرأة: «إن لم تجديني فأتي أبا بكر» ، وكقوله: «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر، إلى غير ذلك» .
وشهد بدرا وأحدا والخندق وغير ذلك من المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعتق سبعة نفر كلهم يعذب في الله - تعالى - منهم: بلال، وعامر بن فهيرة، وزنيرة، والنهدية وابنها، وجارية بني مؤمل، وأم عبيس وأسلم. وله أربعون ألفا أنفقها في الله مع ما كسب في التجارة.
ولما ولي الخلافة وارتدت العرب خرج شاهرا سيفه إلى ذي القصة، فجاءه علي وأخذ بزمام راحلته وقال له: أين يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! أقول لك ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد: شم سيفك، لا تفجعنا بنفسك، فوالله لئن أصبنا بك لا يكون للإسلام نظام. فرجع وأمضى الجيش.
حمل تطبيق الكامل في التاريخ لاجهزة الأندرويد http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh
السبت، 21 فبراير 2015
احاديث عظيمة للموعظة ( تحريم للظلم )
((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)).
قال سعيد كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
((إن الظلم ظلمات يوم القيامة)).
((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)).
((أتدرون ما المفلس)). قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ((إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)).
((لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)).
((إن الله عز وجل يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته)). ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.
الخميس، 19 فبراير 2015
كيف يحاسب المؤمن يوم القيامة ؟
باب قول الله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين}: «2441» حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام قال: أخبرني قتادة عن صفوان بن محرز المازني قال بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل، فقال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه، ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب. حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم. فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين)).
[أطرافه 4685، 6070، 7514، تحفة 7096].
الأربعاء، 18 فبراير 2015
قصة الخوارج مع امير المؤمنين علي رضي الله عنه
ذكر خبر الخوارج عند توجيه الحكمين وخبر يوم النهر
لما أراد علي أن يبعث أبا موسى للحكومة أتاه رجلان من الخوارج: زرعة بن البرج الطائي، وحرقوص بن زهير السعدي، فقالا له: لا حكم إلا لله!
(فقال علي: لا حكم إلا لله) .
وقال حرقوص بن زهير: تب من خطيئتك، وارجع عن قضيتك، واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا. فقال علي: قد أردتكم على ذلك فعصيتموني، وقد كتبنا بيننا وبين القوم كتابا، وشرطنا شروطا، وأعطينا عليها عهودا، وقد قال الله تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} [النحل: 91] .
فقال حرقوص: ذلك ذنب ينبغي أن تتوب عنه. فقال علي: ما هو ذنب ولكنه عجز عن الرأي، وقد نهيتكم. فقال زرعة: يا علي (لئن لم تدع تحكيم) الرجال لأقاتلنك، اطلب وجه الله - تعالى -. فقال علي: بؤسا لك ما أشقاك! كأني بك قتيلا تسفي عليك الرياح! قال: وددت لو كان ذلك. فخرجا من عنده يحكمان.] قولهم : ﻻحكم الا لله [
و خطب علي ذات يوم، فحكمت المحكمة في جوانب المسجد،
فقال علي: الله أكبر، كلمة حق أريد بها باطل! إن سكتوا غممناهم، وإن تكلموا حججناهم، وإن خرجوا علينا قاتلناهم.
فوثب يزيد بن عاصم المحاربي فقال: الحمد لله غير مودع ربنا ولا مستغنى عنه! اللهم إنا نعوذ بك من إعطاء الدنية في ديننا، فإن إعطاء الدنية في الدين، إدهان في أمر الله، وذل راجع بأهله إلى سخط الله، يا علي أبالقتل تخوفنا؟ أما والله إني لأرجو أن نضربكم بها عما قليل غير مصفحات، ثم لتعلم أينا أولى بها صليا. ثم خرج هو وإخوة له ثلاثة، فأصيبوا مع الخوارج بالنهر، وأصيب أحدهم (بعد ذلك) بالنخيلة.
ثم خطب علي يوما آخر، فقام رجل فقال: لا حكم إلا لله! ثم توالى عدة رجال يحكمون.
فقال علي: الله أكبر، كلمة حق أريد بها باطل! أما إن لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا: لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تبدأونا، إنما فيكم أمر الله. ثم رجع إلى مكانه من الخطبة.
ثم إن الخوارج لقي بعضهم بعضا، واجتمعوا في منزل عبد الله بن وهب الراسبي، فخطبهم، فزهدهم في الدنيا، وأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم قال:
اخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كور الجبال، أو إلى بعض هذه المدائن منكرين لهذه البدع المضلة. فقال له حرقوص بن زهير: إن المتاع بهذه الدنيا قليل، وإن الفراق لها وشيك، فلا تدعونكم زينتها وبهجتها إلى المقام بها، ولا تلفتنكم عن طلب الحق وإنكار الظلم، ف {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} [النحل: 128] . فقال حمزة بن سنان الأسدي: يا قوم إن الرأي ما رأيتم، فولوا أمركم رجلا منكم، فإنكم لا بد لكم من عماد وسناد وراية تحفون بها وترجعون إليها. فعرضوها على زيد بن حصين الطائي فأبى، وعرضوها على حرقوص بن زهير فأبى، وعلى حمزة بن سنان، وشريح بن أوفى العبسي فأبيا، وعرضوها على عبد الله بن وهب، فقال: هاتوها، أما والله لا آخذها رغبة في الدنيا، ولا أدعها فرقا من الموت. فبايعوه لعشر خلون من شوال. (وكان يقال له ذو الثفنات) .ثم اجتمعوا في منزل شريح بن أوفى العبسي، فقال ابن وهب: اشخصوا بنا إلى بلدة نجتمع فيها لإنقاذ حكم الله، فإنكم أهل الحق. قال شريح: نخرج إلى المدائن فننزلها، ونأخذها بأبوابها، ونخرج منها سكانها، ونبعث إلى إخواننا من أهل البصرة فيقدمون علينا. فقال زيد بن حصين: إنكم إن خرجتم مجتمعين اتبعتم، ولكن اخرجوا وحدانا مستخفين، فأما المدائن فإن بها من يمنعكم، ولكن سيروا حتى ننزل جسر النهروان، وتكاتبوا إخوانكم من أهل البصرة. قالوا: هذا الرأي.
وكتب عبد الله بن وهب إلى من بالبصرة منهم، يعلمونهم ما اجتمعوا عليه، ويحثونهم على اللحاق بهم، وسير الكتاب إليهم، فأجابوه أنهم على اللحاق به. فلما عزموا على المسير تعبدوا ليلتهم، وكانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة، وساروا يوم السبت، فخرج شريح بن أوفى العبسي وهو يتلو قول الله تعالى: {فخرج منها خائفا يترقب} [القصص: 21] إلى {سواء السبيل} [القصص: 22] . وخرج معهم طرفة بن عدي بن حاتم الطائي، فاتبعه أبوه، فلم يقدر عليه، فانتهى إلى المدائن ثم رجع، فلما بلغ ساباط لقيه عبد الله بن وهب الراسبي في نحو عشرين فارسا، فأراد عبد الله قتله، فمنعه عمرو بن مالك النبهاني، وبشر بن زيد البولاني، وأرسل عدي إلى سعد بن مسعود عامل علي على المدائن يحذره أمرهم، وأخذ أبواب المدائن، وخرج في الخيل، واستخلف بها ابن أخيه المختار بن أبي عبيد، وسار في طلبهم. فأخبر عبد الله بن وهب خبره، فرابأ طريقه وسار على بغداد، ولحقهم سعد بن مسعود بالكرخ في خمسمائة فارس عند المساء، فانصرف إليهم عبد الله في ثلاثين فارسا، فاقتتلوا ساعة، وامتنع القوم منهم.
وقال أصحاب سعد لسعد: ما تريد من قتال هؤلاء ولم يأتك فيهم أمر؟ خلهم فليذهبوا، واكتب إلى أمير المؤمنين فإن أمرك باتباعهم اتبعهم، وإن كفاكهم غيرك كان في ذلك عافية لك. فأبى عليهم. فلما جن عليهم الليل خرج عبد الله بن وهب، فعبر دجلة إلى أرض جوخى، وسار إلى النهروان، فوصل إلى أصحابه وقد أيسوا منه، وقالوا: إن كان هلك ولينا الأمر زيد بن حصين، أو حرقوص بن زهير.
وسار جماعة من أهل الكوفة يريدون الخوارج ليكونوا معهم، فردهم أهلوهم كرها، منهم: القعقاع بن قيس الطائي - عم الطرماح بن حكيم -، وعبد الله بن حكيم بن عبد الرحمن البكائي، وبلغ عليا أن سالم بن ربيعة العبسي يريد الخروج، فأحضره عنده ونهاه فانتهى.
ولما خرجت الخوارج من الكوفة أتى عليا أصحابه وشيعته فبايعوه وقالوا: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت. فشرط لهم فيه سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه ربيعة بن أبي شداد الخثعمي، وكان شهد معه الجمل وصفين، ومعه راية خثعم، فقال له: بايع على كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ربيعة: على سنة أبي بكر وعمر. قال له علي: ويلك! لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكونا على شيء من الحق. فبايعه. فنظر إليه علي وقال: أما والله لكأني بك وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت، وكأني بك وقد وطئتك الخيل بحوافرها. فقتل يوم النهر مع خوارج البصرة.
وأما خوارج البصرة فإنهم اجتمعوا في خمسمائة رجل، وجعلوا عليهم مسعر بن فدكي التميمي، فعلم بهم ابن عباس فأتبعهم أبا الأسود الدؤلي، فلحقهم بالجسر الأكبر، فتوافقوا حتى حجز بينهم الليل، وأدلج مسعر بأصحابه، وأقبل يعترض الناس، وعلى مقدمته الأشرس بن عوف الشيباني، وسار حتى لحق بعبد الله بن وهب بالنهر.
فخرج جارية، فاجتمع إليه ألف وسبعمائة، فوافوا عليا وهم ثلاثة آلاف ومائتان، فجمع إليه رءوس أهل الكوفة ورءوس الأسباع ووجوه الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل الكوفة أنتم إخواني وأنصاري وأعواني على الحق، وأصحابي إلى جهاد المحلين، بكم أضرب المدبر، وأرجو تمام طاعة المقبل، وقد استنفرت أهل البصرة فأتاني منهم ثلاثة آلاف ومائتان، فليكتب لي رئيس كل قبيلة ما في عشيرته من المقاتلة وأبناء المقاتلة الذين أدركوا القتال وعبدان عشيرته ومواليهم، ويرفع ذلك إلينا.
فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني فقال: يا أمير المؤمنين سمعا وطاعة، أنا أول الناس أجاب ما طلبت. وقام معقل بن قيس، وعدي بن حاتم، وزياد بن خصفة، وحجر بن عدي، وأشراف الناس والقبائل، فقالوا مثل ذلك، وكتبوا إليه ما طلب، وأمروا أبناءهم وعبيدهم أن يخرجوا معهم، ولا يتخلف منهم متخلف، فرفعوا إليه أربعين ألف مقاتل، وسبعة عشر ألفا من الأبناء ممن أدرك، وثمانية آلاف من مواليهم وعبيدهم، وكان جميع أهل الكوفة خمسة وستين ألفا سوى أهل البصرة، وهم ثلاثة آلاف ومائتا رجل. وكتب إلى سعد بن مسعود بالمدائن يأمره بإرسال من عنده من المقاتلة.
ذكر قتال الخوارج
فيل: لما أقبلت الخارجة من البصرة حتى دنت من النهروان رأى عصابة منهم رجل يسوق بامرأة على حمار، فدعوه فانتهروه، فأفزعوه وقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا له: أفزعناك؟ قال: نعم. قالوا: لا روع عليك، حدثنا عن أبيك حديثا سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنفعنا به. فقال: حدثني أبي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «تكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه، يمسي فيها مؤمنا ويصبح كافرا، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا». قالوا: لهذا الحديث سألناك، فما تقول في أبي بكر وعمر؟ فأثنى عليهما خيرا. قالوا: ما تقول في عثمان في أول خلافته وفي آخرها؟ قال: إنه كان محقا في أولها وفي آخرها. قالوا: فما تقول في علي قبل التحكيم وبعده؟ قال: إنه أعلم بالله منكم، وأشد توقيا على دينه، وأنفذ بصيرة. فقالوا: إنك تتبع الهوى، وتوالي الرجال على أسمائها لا على أفعالها، والله لنقتلنك قتلة ما قتلناها أحدا.
فأخذوه وكتفوه، ثم أقبلوا به وبامرأته، وهي حبلى (متم) ، حتى نزلوا تحت نخل مواقير، فسقطت منه رطبة، فأخذها أحدهم فتركها في فيه، فقال آخر: أخذتها بغير حلها وبغير ثمن، فألقاها. ثم مر بهم خنزير لأهل الذمة، فضربه أحدهم بسيفه، فقالوا: هذا فساد في الأرض. فلقي صاحب الخنزير فأرضاه، فلما رأى ذلك منهم ابن خباب قال: لئن كنتم صادقين فيما أرى، فما علي منكم من بأس، إني مسلم ما أحدثت في الإسلام حدثا، ولقد آمنتموني قلتم: لا روع عليك. فأضجعوه فذبحوه، فسال دمه في الماء، وأقبلوا إلى المرأة فقالت: أنا امرأة، ألا تتقون الله! فبقروا بطنها، وقتلوا ثلاث نسوة من طيء، وقتلوا أم سنان الصيداوية. فلما بلغ عليا قتلهم عبد الله بن خباب، واعتراضهم الناس، بعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم، وينظر ما بلغه عنهم، ويكتب به إليه ولا يكتمه. فلما دنا منهم يسائلهم قتلوه، وأتى عليا الخبر والناس معه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، علام ندع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في عيالنا وأموالنا؟ سر بنا إلى القوم، فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام.
وقام إليه الأشعث بن قيس، وكلمه بمثل ذلك، وكان الناس يرون أن الأشعث يرى رأيهم ; لأنه كان يقول يوم صفين: أنصفنا قوم يدعون إلى كتاب الله. فلما قال هذه المقالة علم الناس أنه لم يكن يرى رأيهم.
فأجمع علي على ذلك، وخرج فعبر الجسر وسار إليهم، فلقيه منجم في مسيره، فأشار عليه أن يسير وقتا من النهار، فقال له: إن أنت سرت في غيره لقيت أنت وأصحابك ضرا شديدا. فخالفه علي، وسار في الوقت الذي نهاه عنه، فلما فرغ من أهل النهر حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمر بها المنجم لقال الجهال الذين لا يعلمون شيئا: سار في الساعة التي أمر بها المنجم فظفر. وكان المنجم مسافر بن عفيف الأزدي.
فأرسل علي إلى أهل النهر: أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم أقتلهم بهم، ثم أنا تارككم وكاف عنكم حتى ألقى أهل المغرب، فلعل الله يقبل بقلوبكم ويردكم إلى خير مما أنتم عليه من أمركم. فقالوا: كلنا قتلهم، وكلنا مستحل لدمائكم ودمائهم. وخرج إليهم قيس بن سعد بن عبادة، فقال لهم: عباد الله، أخرجوا إلينا طلبتنا منكم، وادخلوا في هذا الأمر الذي خرجتم منه، وعودوا بنا إلى قتال عدونا وعدوكم، فإنكم ركبتم عظيما من الأمر، تشهدون علينا بالشرك، وتسفكون دماء المسلمين! فقال لهم عبد الله بن شجرة السلمي: إن الحق قد أضاء لنا، فلسنا متابعيكم أو تأتونا بمثل عمر، فقال: ما نعلمه [فينا] غير صاحبنا، فهل تعلمونه فيكم؟ قالوا: لا. قال: نشدتكم الله في أنفسكم أن تهلكوها، فإني لا أرى الفتنة إلا وقد غلبت عليكم.
وخطبهم أبو أيوب الأنصاري فقال: عباد الله، إنا وإياكم على الحال الأولى التي كنا عليها، أليست بيننا وبينكم فرقة، فعلام تقاتلوننا؟ فقالوا: إنا لو تابعناكم اليوم حكمتم غدا. قال: فإني أنشدكم الله أن تعجلوا فتنة العام مخافة ما يأتي في القابل.
وأتاهم علي فقال: أيتها العصابة التي أخرجها عداوة المراء واللجاجة! وصدها عن الحق الهوى، وطمع بها النزق، وأصبحت في الخطب العظيم! إني نذير لكم أن تصبحوا تلعنكم الأمة غدا صرعى بأثناء هذا الوادي وبأهضام هذا الغائط بغير بينة من ربكم ولا برهان مبين، ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة، ونبأتكم أنها مكيدة، وأن القوم ليسوا بأصحاب دين، فعصيتموني، فلما فعلت شرطت واستوثقت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن، ويميتا ما أمات القرآن، فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنة، فنبذنا أمرهما، ونحن على الأمر الأول؟ فمن أين أتيتم؟ فقالوا: إنا حكمنا، فلما حكمنا، أثمنا، وكنا بذلك كافرين وقد تبنا، فإن تبت فنحن معك ومنك، وإن أبيت فإنا منابذوك على سواء.
فقال علي: أصابكم حاصب ولا بقي منكم وابر، أبعد إيماني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجرتي معه وجهادي في سبيل الله أشهد على نفسي بالكفر! لقد ضللت إذا، وما أنا من المهتدين. ثم انصرف عنهم.
وقيل: إنه كان من كلامه لهم: يا هؤلاء، إن أنفسكم قد سولت لكم فراقي لهذه الحكومة التي أنتم بدأتموها وسألتموها، وأنا لها كاره، وأنبأتكم أن القوم إنما طلبوها مكيدة ودهنا فأبيتم علي إباء المخالفين، وعندتم عنود النكداء العاصين، حتى صرفت رأيي إلى رأيكم، (رأي معاشر والله، أخفاء الهام، سفهاء الأحلام، فلم آت) ، لا أبا
لكم، هجرا! والله ما ختلتهم عن أموركم، ولا أخفيت شيئا من هذا الأمر عنكم، ولا أوطأتكم عشوة، ولا (دنيت لكم الضراء) ، وإن كان أمرنا لأمر المسلمين ظاهرا، فأجمع رأي ملأكم [على] أن اختاروا رجلين، فأخذنا عليهما أن يحكما بما في القرآن ولا يعدواه، فتاها، فتركا الحق وهما يبصرانه، وكان الجور هواهما، والثقة في أيدينا حين خالفا سبيل الحق، وأتيا بما لا يعرف، فبينوا لنا بماذا تستحلون قتالنا والخروج عن جماعتنا، وتضعون أسيافكم على عواتقكم، ثم تستعرضون الناس تضربون رقابهم؟ إن هذا لهو الخسران المبين، والله لو قتلتم على هذا دجاجة لعظم عند الله قتلها! فكيف بالنفس التي قتلها عند الله حرام؟
فتنادوا: لا تخاطبوهم ولا تكلموهم وتهيأوا للقاء الله، (الرواح الرواح إلى الجنة! فعاد علي عنهم) .
ثم إن الخوارج قصدوا جسر النهر، وكانوا غربه، فقال لعلي أصحابه: إنهم قد عبروا النهر. فقال: لن يعبروا. فأرسلوا طليعة، فعاد وأخبرهم أنهم عبروا النهر، وكان بينهم وبينه عطفة من النهر، فلخوف الطليعة منهم لم يقربهم، فعاد فقال: إنهم قد عبروا النهر.
فقال علي: والله ما عبروه، وإن مصارعهم لدون الجسر، ووالله لا يقتل منكم عشرة، ولا يسلم منهم عشرة! وتقدم علي إليهم فرآهم عند الجسر لم يعبروه، وكان الناس قد شكوا في قوله، وارتاب به بعضهم، فلما رأوا الخوارج لم يعبروا كبروا وأخبروا عليا بحالهم، فقال: والله ما كذبت ولا كذبت! ثم إنه عبأ أصحابه، فجعل على ميمنته حجر بن عدي، وعلى ميسرته شبث بن ربعي، أو معقل بن قيس الرياحي، وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري، وعلى الرجالة أبا قتادة الأنصاري، وعلى أهل المدينة - وهم سبعمائة أو ثمانمائة - قيس بن سعد بن عبادة، وعبأت الخوارج فجعلوا على ميمنتهم زيد بن حصين الطائي، وعلى الميسرة شريح بن أوفى العبسي، وعلى خيلهم حمزة بن سنان الأسدي، وعلى رجالتهم حرقوص بن زهير السعدي.
وأعطى علي أبا أيوب الأنصاري راية الأمان، فناداهم أبو أيوب فقال: من جاء تحت هذه الراية فهو آمن، ومن لم يقتل ولم يستعرض، ومن انصرف منكم إلى الكوفة أو المدائن، وخرج من هذه الجماعة فهو آمن، لا حاجة لنا بعد أن نصيب قتلة إخواننا منكم في سفك دمائكم.
فقال فروة بن نوفل الأشجعي: والله ما أدري على أي شيء نقاتل عليا، أرى أن أنصرف حتى يتضح لي بصيرتي في قتاله أو أتابعه. فانصرف في خمسمائة فارس حتى نزل البندنيجين والدسكرة. وخرجت طائفة أخرى متفرقين، فنزلوا الكوفة، وخرج إلى علي نحو مائة، وكانوا أربعة آلاف، فبقي مع عبد الله بن وهب ألف وثمانمائة، (فزحفوا إلى علي) ، وكان علي قد قال لأصحابه: كفوا عنهم حتى يبدأوكم. فتنادوا: الرواح إلى الجنة! وحملوا على الناس، فافترقت خيل علي فرقتين: فرقة نحو الميمنة، وفرقة نحو الميسرة، واستقبلت الرماة وجوههم بالنبل، عطفت عليهم الخيل من الميمنة والميسرة، ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف، فما لبثوا أن أناموهم. فلما رأى حمزة بن سنان الهلاك نادى أصحابه: أن انزلوا! فذهبوا لينزلوا، فلم يلبثوا أن حمل عليهم الأسود بن قيس المرادي، وجاءتهم الخيل من نحو علي، فأهلكوا في ساعة، فكأنما قيل لهم موتوا فماتوا.
ذكر مقتل ذي الثدية
قد روى جماعة أن عليا كان يحدث أصحابه قبل ظهور الخوارج، أن قوما يخرجون يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، علامتهم رجل مخدج اليد، سمعوا ذلك منه مرارا، فلما خرج أهل النهروان، سار بهم إليهم علي، وكان منه معهم ما كان، فلما فرغ أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج فالتمسوه، فقال بعضهم: ما نجده، حتى قال بعضهم: ما هو فيهم، وهو يقول: والله إنه لفيهم، والله ما كذبت ولا كذبت! ثم إنه جاءه رجل فبشره (فقال: يا أمير المؤمنين) قد وجدناه. وقيل: بل خرج علي في طلبه قبل أن يبشره الرجل، ومعه سليم بن ثمامة الحنفي، والريان بن صبرة، فوجده في حفرة على شاطئ النهر، في خمسين قتيلا، فلما استخرجه نظر إلى عضده، فإذا لحم مجتمع كثدي المرأة، وحلمة عليها شعرات سود، فإذا مدت امتدت حتى تحاذي يده الطولى، ثم تترك فتعود إلى منكبيه. فلما رآه
قال: الله أكبر ما كذبت ولا كذبت، لولا أن تنكلوا عن العمل لأخبرتكم بما قص الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - لمن قاتلهم مستبصرا في قتالهم، عارفا للحق الذي نحن عليه.
وقال حين مر بهم وهم صرعى: بؤسا لكم! لقد ضركم من غركم! قالوا: يا أمير المؤمنين من غرهم؟
قال: الشيطان وأنفس أمارة بالسوء، غرتهم بالأماني، وزينت لهم المعاصي، ونبأتهم أنهم ظاهرون.
قيل: وأخذ ما في عسكرهم من شيء، فأما السلاح والدواب وما شهر عليه فقسمه بين المسلمين، وأما المتاع والإماء والعبيد، فإنه رده على أهله حين قدم.
وطاف عدي بن حاتم في القتلى على ابنه طرفة فدفنه، ودفن رجال من المسلمين قتلاهم. (فقال علي حين بلغه: أتقتلونهم ثم تدفنونهم؟ ارتحلوا! فارتحل الناس) .
فلم يقتل من أصحاب علي إلا سبعة. وقيل: كانت الوقعة سنة ثمان وثلاثين. وكان فيمن قتل من أصحابه: يزيد بن نويرة الأنصاري، وله صحبة وسابقة، وشهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وكان أول من قتل.
.... منقول بتصرف
الأحد، 15 فبراير 2015
اين نحن من عدالة عمر ( رضي الله عنه ) .. إقرأ
قال عمر: لئن عشت إن شاء الله لأسيرن في الرعية حولا، فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع دوني، أما عمالهم فلا يرفعونها إلي، وأما هم فلا يصلون إلي، فأسير إلى الشام فأقيم شهرين، وبالجزيرة شهرين، وبمصر شهرين، وبالبحرين شهرين، وبالكوفة شهرين، وبالبصرة شهرين، والله لنعم الحول هذا! وقيل لعمر: إن هاهنا رجلا من الأنبار له بصر بالديوان لو اتخذته كاتبا. فقال: لقد اتخذت إذن بطانة من دون المؤمنين.
قيل: خطب عمر الناس فقال: والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق لو أن جملا هلك ضياعا بشط الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه.
وقال أبو فراس: خطب عمر الناس فقال: أيها الناس، إني ما أرسل إليكم عمالا ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم، وإنما أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفس عمر بيده لأقصنه منه. فوثب عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيتك إن كان رجل من [أمراء] المسلمين على رعية، فأدب بعض رعيته إنك لتقصه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده إذن لأقصنه منه، وكيف لا أقصه منه وقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه! ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تحمدوهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم.
قال بكر بن عبد الله: جاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرحمن بن عوف وهو يصلي في بيته ليلا، فقال له عبد الرحمن: ما جاء بك في هذه الساعة؟ قال: رفقة نزلت في ناحية السوق خشيت عليهم سراق المدينة، فانطلق فلنحرسهم. فأتيا السوق فقعدا على نشز من الأرض يتحدثان، فرفع لهما مصباح فقال عمر: ألم أنه عن المصابيح بعد النوم؟ فانطلقا فإذا قوم على شراب لهم. قال: انطلق فقد عرفته. فلما أصبح أرسل إليه قال: يا فلان كنت وأصحابك البارحة على شراب! قال: وما أعلمك يا أمير المؤمنين؟ قال: شيء شهدته. قال: أولم ينهك الله عن التجسس؟ فتجاوز عنه.
وإنما نهى عمر عن المصابيح لأن الفأرة تأخذ الفتيلة فترمي بها في سقف البيت
حمل تطبيق الكامل في التاريخ لاجهزة الأندرويد http://play.google.com/store/apps/details?id=net.bahja.kamelFeEtarekh
التحذير من الفتن
باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم:
«7081» حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. قال إبراهيم وحدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به)).
[طرفاه 3601، 7082، تحفة 14953، 13179].
«7082» حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به)).
[طرفاه 3601، 7081، تحفة 15169].