الجمعة، 3 يوليو 2015

أ فلا ينظرون


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين .
اللهمّ صلّ على سيدّنا محمّد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه
وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين
والشُّهداء والصَّالحين وعلى أهل الجنّة وعلى الملائكة
وباركْ عليه وعليهم وسلّم كما تحبه وترضاه يا الله آمين.

قال تعالى :
[ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) ]( سورة الغاشية ).
[ الْإِبِلِ  / السَّمَاءِ  / الْجِبَالِالْأَرْضِ ].
جاء في تفسير الشنقيطي رحمه الله تعالى وغفر له وللمسلمين آمين.
توجيه الأنظار ، إلى تلك المذكورات الأربعة ، لما فيها ، من عظيم الدلائل على القدرة وعلى البعث ، وثمّ الإقرار لله تعالى : بالوحدانية والألوهية ، نتيجة لإثبات ربوبيته تعالى لجميع خلقه .
أما الإبل : فلعلها أقرب المعلومات للعرب ،  وألصقها بحياتهم ، في مطعمهم من لحمها ومشربهم من ألبانها ، وملبسهم من أوبارها وجلودها ، وفي حلهم وترحالهم بالحمل عليها ، مما لا يوجد في غيرها ، في العالم كله ، لا في الخيل ، ولا في الفيلة ، ولا في أي حيوان آخر ، وقد وجه الأنظار إليها مع غيرها ،  في معرض امتنانه تعالى عليهم في قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } [ يس :  71 - 73 ] .
وكذلك في خصوصها في قوله : { والأنعام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إلى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأنفس إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [  النحل :  5 - 7   ] .
إنها نعم متعددة ، ومنافع بالغة ، لم توجد في سواها ألبتة ، وكلّ منها دليل على القدرة بذاته .
أما الجبال : فهي مما يملأ عيونهم ، في كلّ وقت ، ويشغل تفكيرهم ، في كلّ حين ، لقربها من حياتهم ، في الأمطار والمرعى في سهولها ، والمقيل في كهوفها وظلها ، والرهبة والعظمة في تطاولها وثباتها في مكانها ، وقد وجه الأنظار إليها أيضاً ، في موطن آخر في قوله تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض مِهَاداً والجبال أَوْتَاداً } [ النبأ  6 - 7 ] ، ثوابت ، كما بين تعالى أنها ، رواسي للأرض أن تميد بكم : { والجبال أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } [ النازعات :     32 - 33   ] ،  فهي مرتبطة بحياتهم ، وحياة أنعامهم كما أسلفنا .
أما السّماء : ورفعها :  أي رفعتها في خلقها ، وبدون عمد ترونها ، وبدون فطور أو تشقق على تطاول زمنها ، فهي أيضاً ، محط أنظارهم ، وملتقى طلباتهم ،  في سقيا أنعامهم .
ومعلومٌ :  أنَّ خلق السَّماء والأرض ،  من آيات الله الدالة على البعث ، كما تقدم مراراً ،
وتقدم للشيخ عند قوله تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأرض ..... } [ البقرة 1*  : 164 وآل عمران 2* : 190 ] الآية ،  بيان كونها آية .
ـــــــــــ
1* إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{164} ]( سورة البقرة ) , 2* [ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190}  ]( سورة آل عمران ).
 أما الأرض : وكيف سطحت :  فإنَّ الآية فيها ، مع عمومها كما في قوله : { لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس } [ غافر : 57 ] .
وقوله : { وَإِلَى الأرض كَيْفَ سُطِحَتْ } ، آية ثابتة ، لأنَّ جرمها ، مع إجماع المفسرين علة تكويرها ، فإنها ترى مسطحة : أي من النقطة ، التي هي امتداد البصر ، وذلك يدل على سعتها وكبر حجمها ، لأنَّ الجرم المتكور ، إذا بلغ من الكبر والضخامة حداً بعيداً ، يكاد سطحه يرى مسطحاً ، من نقطة النظر إليه ، وفي كلّ ذلك آيات متعددات للدلالة على قدرته تعالى ، على بعث الخلائق ، وعلى إيقاع ما يغشاهم على مختلف أحوالهم .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه التنبيه على هذا المعنى ، عند الكلام على قوله تعالى : { قُلِ انظروا مَاذَا فِي السماوات والأرض } 3* [ يونس : 101 ] الآية.
تنبيه : ـ
التوجيه هنا : بالنظر إلى الكيفية ، في خلق الإبل ونصب الجبال ، ورفع السَّماء ، وتسطيح الأرض ، مع أنَّ : الكيفية للحالة ، والله تعالى : لم يُشهد أحداً ، على شيء من ذلك كله : { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّماوات والأرض ..... } 4* [ الكهف : 51 ] .
 فكيف يوجه السؤال إليهم : للنظر إلى الكيفية ، وهي شيء لم يشهدوه ؟؟؟؟ .





ـــــــــــ
3* [ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ{101} ]( سورة يونس ).
4* [{مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً }( الكهف51 ) ].
والجواب والله تعالى أعلم : هو أنه : بالتأمل في نتائج خلق الإبل ، ونصب الجبال إلخ  ،  وإن لم يعلموا الكيف ، بل ويعجزون عن كنهه وتحقيقه ، فهو أبلغ ، في إقامة الدليل عليهم ، كمن يقف : أمام صنعة بديعة ، يجهل سر صنعتها ، فيتساءل كيف تم صنعها ؟؟؟ وقد وقع مثل ذلك ، وهو الإحالة على الأثر ،  بدلاً من كشف الكنه والكيف ، وذلك في سؤال الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ربه ، أن يريه كيف يحيي الموتى .
 فكان الجواب : أن أراه الطيور تطير ، بعد أن ذبحها بيده وقطعها ، وجعل على كل جبل منها جزءاً ،  فلم يشاهد كيفية وكنه ، وحقيقة الإحياء ، وهو دبيب الروح فيها وعودة الحياة ،  لأن ذلك ليس في استطاعته ، ولكن شاهد الأثار المترتبة على ذلك ، وهي تحركها وطيرانها وعودتها إلى ما كانت عليه قبل ذبحها ،  مع أنه كان للعزير :  موقف مماثل ، وإن كان أوضح في البيان ، حيث شاهد العظام ، وهو سبحانه ينشزها ، ثم يكسوها لحماً ، والله تعالى أعلم .
أما قوله تعالى بعد ذلك : { فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } , فإنَّ مجيء هذا الأمر "" بالفاء "" في هذا الموطن ، فإنه يشعر بأنَّ : النظر الدقيق والفكر الدارس ، مما قد يؤدي بصاحبه إلى الاستدلال ، على وجود الله وعلى قدرته ، كما نطق مؤمن الجاهلية : قس بن ساعدة ،  في خطبته المشهورة :
ليل داج ، ونهار ساج ، وسماء ذات أبراج ، ونجوم تزهر ، وبحار تزخر ، وجبال مرساة ، وأرض مدحاة ، وأنهار مجراة ،  فقد ذكر السَّماء والجبال والأرض .
وكقول زيد بن عمرو بن نفيل : مؤمن الجاهلية المعروف
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له الأرض تحمل صخراً ثقالاً
دحاها فلما استوت شدها ... سواء وأرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذباً زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة ... أطاعت فصبت عليها سجالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له الريح تصرف حالاً فحالا
فكان على هؤلاء العقلاء : أن ينظروا بدقة وتأمل ، فيما يحيط بهم عامة , وفي تلك الآيات الكبار خاصة ، فيجدون فيها ما يكفيهم .
كما قيل :
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
فإذا لم يهدهم تفكيرهم , ولم تتجه أنظارهم ،  فذكرهم : إنما أنت مذكر ، وهذا عام ، أي سواء بالدلالة على القدرة ، من تلك المصنوعات ، أو بالتلاوة من آيات الوحي ،  والعلم عند الله تعالى .
.......................................
وقد جاء في تفسير البيضاوي رحمه الله تعالى وغفر له ولوالديه وللمسلمين آمين.
{ أَفَلاَ يَنظُرُونَ } نظر اعتبار ، { إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ } خلقاً : دالاً على كمال قدرته ، وحسن تدبيره ، حيث خلقها لجر الأثقال ، إلى البلاد النائية ، فجعلها عظيمة :  باركة للمحل ، ناهضة بالحمل ، منقادة لمن اقتادها ، طوال الأعناق لينوء بالأوقار ، ترعى كل نابت ، وتحتمل العطش إلى عشر فصاعداً ، ليتأتى لها قطع البوادي والمفاوز ، مع مالها من منافع أخرى ، ولذلك خصت بالذكر ، لبيان الآيات المنبثة ، في الحيوانات ، التي هي أشرف المركبات وأكثرها صنعاً ، ولأنها أعجب ، ما عند العرب  ، من هذا النوع  ،  وقيل المراد بها : السحاب على الاستعارة .
{ وَإِلَى السماء كَيْفَ رُفِعَتْ } بلا عمد .
{ وَإِلَى الجبال كَيْفَ نُصِبَتْ } فهي راسخة لا تميل .
{ وَإِلَى الأرض كَيْفَ سُطِحَتْ } بسطت ، حتى صارت مهاداً ، وقرىء الأفعال الأربعة على بناء الفاعل للمتكلم وحذف الراجع المنصوب ، والمعنى { أَفَلاَ يَنظُرُونَ } إلى أنواع المخلوقات ، من البسائط والمركبات ، ليتحققوا كمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى ، فلا ينكروا اقتداره على البعث ، ولذلك عقب به أمر المعاد ، ورتب عليه الأمر بالتذكير ، فقال : { فَذَكّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكّرٌ } فلا عليك ،  إن لم ينظروا ، ولم يذكروا إذ ما عليك إلا البلاغ .

..........................
وقد جاء في تفسير إبن عجيبة  رحمه الله تعالى وغفر له ولوالديه وللمسلمين آمين.
[ (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) ].
ولمّا أنزل الله هذه الآيات :
وقرأها النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، فسّرها بأنَّ ارتفاع السرير،  يكون مائة فرسخ ، والأكواب الموضوعة ، لا تدخل تحت حساب ، لكثرتها ، وطول النمارق كذا ، وعرض الزاربيِّ كذا ، أنكر المشركون ذلك !!!! .
وقالوا : كيف يصعد على هذا السرير؟؟؟ وكيف تكثر الأكواب هذه الكثرة ؟؟؟ ، وتطول النمارق هذا الطول ؟؟؟ ، وتُبسط الزاربي هذا الانبساط ؟؟؟ ، ولم نشهد ذلك في الدنيا؟؟؟؟! .
ذكَّرهم الله بقوله : { أفلا ينظرون إِلى الإِبل كيف خُلقت } طويلة عالية ، ثم تبرك ، حتى تُركب ؛ ويحمل عليها ، ثم تقوم ، وكذا السرير : يطأطىء للمؤمن ، كما تطأطىء الإبل حتى يركب عليها ، أو : أفلا ينظرون إلى الإبل : التي هي نُصب أعينهم ، يستعملونها كل حين ، كيف خُلقت خلقاً بديعاً معدولاً ، عن سَنَن سائر الحيوانات ، في عظم جثتها وشدّة قوتها ، وعجيب هيئاتها اللائقة ، بتأتي ما يصدر منها من الأفاعيل الشاقة ، كالنوْء بالأوقار الثقيلة ، وحمل الأثقال الفادحة ، إلى الأقطار النازحة ، وفي صبرها على الجوع والعطش ، حتى إنَّ ضمأها ليبلغ العشْر فصاعداً ، واكتفائها باليسير ، ورعيها كل ما تيسّر من شوك وشجر ، وانقيادها إلى كل صغير وكبير ، حتى إنَّ فأرة :  أخذت بزمام ناقة فجرته إلى غارها ، فتبعتها الناقة إلى فم الغار ،  وفي الإبل خصائص أُخر تدل على كمال قدرته تعالى ، كالاسترواح مع الحَدَّاء إذا عيت ، إلى ما فيها من المنافع من اللحوم والألبان والأوبار والأشعار ، وغير ذلك ، والظاهر ما قاله الإمام ، وتبعه الطيبي ، من أنه احتجاج بشواهد قدرته تعالى ، على فاتحة السورة ، من مجيء الغاشية ، وأنَّ المخبر بها قادر عليها ، فيتوافق العقل والنقل ، ه ، قاله المحشي .
{ وإِلى السماء كيف رُفعت } رفعاً بعيداً بلا عُمُد ولا مُسَّاك ، أو بحيث لا ينالها فَهم ولا إدراك ، { وإِلى الجبال } التي ينزلون في أقطارها ، وينتفعون بمياهها وأشجارها في رعي تلك الإبل وغيرها : { كيف نُصبت } نصباً رصيناً ، فهي راسخة لا تميل ولا تميد ، { وإِلى الإرض كيف سُطحت } سطحاً ، بتوطئة وتمهيد وتسوية ، حسبما يقتضيه صلاح أمور ما عليها من الخلائق .
قال الجلال : وفي الآية دليل على : أنَّ الأرض سطح ـ لا كرة ، كما قال أهل الهيئة ، ، وإن لم ينقض ركناً ، من أركان الشرع . ه .
وفي ابن عرفة ، في قوله تعالى : { يُكَوِّرُ الليل عَلَى النهار . . . } [ الزمر : 5 ] أنَّ الآية تدل على أنَّ السماء ـ كروية  ، قال : لأنَّ من لوازم تكويرهما ، تكوير محلهما لاستحالة تعلقهما دون مكان . ه .
 وفي الأبي : الذي عليه الأكثر من الحكماء وغيرهم : أنَّ السموات والأرض كرتان . ه .

فوائد : ـ

أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ : لقد خلقها الله تعالى وهيئها لكي تكون حيوان الصحراء الوحيد :
فجعلها :
ـ تتحمل التغيرات في درجة الحرارة ، المرتفعة نهارا والمنخفضة ليلا  .
ـ تتحمل العواصف الرمليه القاتلة ، حيث خلق الله تعالى لها أجفان تسدل عند هبوب العواصف ، وصمم له تعالى منخرين لا يتأثران بهبوب العواصف الرملية ، وجعل على عيونها أجفان طويلة لحماية أعينها  من الرمال الجارحة.
ـ خلق الله تعالى فمها وأسنانها ولسانها لكي تقتات على النباتات الشوكية بسهولة.
ـ خلق الله تعالى أجهزة الهضم لها بشكل بديع ، يمكنها من طحن الاشواك ونوى التمر وغيرها.
ـ خلق الله تعالى لها سنام أو سنامين : يخزنان المواد الدهنية ، لغرض إكتفاء الإبل بها دون الذاء لمدة تقارب العشرة أيام.
ـ خلق الله تعالى لها جلدا يقاوم التغيرات الحرارية ، وجعل لها وسائد جلدية في الاماكن التي تحتك مع الارض كي تقيها من التغيرات الحرارية.
ـ صمم الله تعالى أجواف الإبل بشكل بديع في تخزينها للماء ما يكفيها لايام .
ـ صمم الله تعالى أخفافها كالوسائد لا تنغرز في رمال الصحراء المتحركة.
جعلها الله تعالى حيوانات صديقة للبيئة ، حيث أنها لا تقتلع النباتات من أصولها وتترك النباتات بارزة على وجه الارض لمسافات ، مما يساعد هذه النباتات على بقائها وعدم إنقراضها.
ـ جعلها الله تعالى بهذه الصورة وبهذا الحجم وطوّل سيقانها ، مما يعطي لراكبها :
1. الأمان من هوام الصحراء القاتلة.
2. حمايته من الحرارة المرتفعة والمنخفضة.
3. حمايته من النباتات الصحراوية ذات الأشواك القوية.
4. لي يمكّن راكبها من وضوح الروئية لمسافات أكبر.
5. إخافة الحيوانات المفترسة من التقرب إليها.
ـ ألإبل لها ذكاء كبير ، في حفظ الطرق التي تمر بها.
ـ جعلها الله تعالى مذللة على الرغم من عظم حجمها فهي تُقاد ، من أضعف الناس كالاطفال.
ـ خلقها الله تعالى لكي تحمل الاوزان الثقيلة ولمسافات طويلة.
ـ صممها الله تعالى للنهوض والبروك مع ما تحمل من أثقال كبيرة.
ـ سخرها الله تعالى لكي تسير في أكثر الطرق وعورة.






فله الحمد والشكر كما هو أهله وله الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجه ولعظيم سلطانه وله الحمد والشكر بعدد نعمائه ، وصلِّ يارب على سيدِّنا محمَّد وعلى آله وأزواجه وذريته وبارك وسلم ، كما تحبه وترضاه آمين.
رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً
رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً
آمين


إعداد وتنسيق
عبد الله الراجي عفوه تعالى

الأربعاء، 24 يونيو 2015

مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما:
قال نافع بن جبير عن أبي هريرة عانق النبي صلى الله عليه وسلم الحسن.
[تحفة 14634].

«3746» حدثنا صدقة حدثنا ابن عيينة حدثنا أبو موسى عن الحسن سمع أبا بكرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، ويقول: ((ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)).
[أطرافه 2704، 3629، 7109، تحفة 11658].

«3747» حدثنا مسدد حدثنا المعتمر قال: سمعت أبي قال: حدثنا أبو عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن ويقول: ((اللهم إني أحبهما فأحبهما)). أو كما قال.
[طرفاه 3735، 6003، تحفة 102].

«3748» حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم قال: حدثني حسين بن محمد حدثنا جرير عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين- عليه السلام- فجعل في طست، فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا. فقال أنس كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مخضوبا بالوسمة.
[تحفة 1464- 33/ 5].

«3749» حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا شعبة قال: أخبرني عدي قال: سمعت البراء رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه يقول: ((اللهم إني أحبه فأحبه)).
[تحفة 1793].

«3750» حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله قال: أخبرني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال رأيت أبا بكر رضي الله عنه وحمل الحسن وهو يقول بأبي شبيه بالنبي، ليس شبيه بعلي. وعلي يضحك.
[طرفه 3542، تحفة 6609].

«3751» حدثني يحيى بن معين وصدقة قالا أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته.
[طرفه 3713، تحفة 6603].

«3752» حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن أنس.
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس قال لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي.
[تحفة 1539].

«3753» حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت ابن أبي نعم سمعت عبد الله بن عمر وسأله عن المحرم، قال شعبة أحسبه يقتل الذباب فقال أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هما ريحانتاي من الدنيا)).
[طرفه 5994، تحفة 7300].



فضل النفقة على العائلة

باب فضل النفقة على الأهل:
{ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة}.
وقال الحسن العفو الفضل.
«5351» حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال: سمعت عبد الله بن يزيد الأنصاري عن أبي مسعود الأنصاري فقلت عن النبي فقال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها، كانت له صدقة)).
[طرفاه 55، 4006، تحفة 9996].
«5352» حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله أنفق يا ابن آدم أنفق عليك)).
[أطرافه 4684، 7411، 7419، 7496، تحفة 13846].
«5353» حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار)).
[طرفاه 6006، 6007، تحفة 12914].
«5354» حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض بمكة، فقلت لي مال أوصي بمالي كله قال: ((لا)). قلت فالشطر قال: ((لا)). قلت فالثلث قال: ((الثلث، والثلث كثير، أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة، يتكففون الناس في أيديهم، ومهما أنفقت فهو لك صدقة حتى اللقمة ترفعها في في امرأتك، ولعل الله يرفعك، ينتفع بك ناس ويضر بك آخرون)).
[أطرافه 56، 1295، 2742، 2744، 3936، 4409، 5659، 5668، 6373، 6733، تحفة 3880- 81/ 7].

الحلال بين والحرام بين

باب الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات:

«2051» حدثني محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن الشعبي سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا علي بن عبد الله حدثنا ابن عيينة عن أبي فروة عن الشعبي قال: سمعت النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن أبي فروة سمعت الشعبي سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي فروة عن الشعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحلال بين، والحرام بين وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما شبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله، من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه)).
[طرفه 52، تحفة 11624- 70/ 3].



الأحد، 21 يونيو 2015

قصة الموت بين بغداد و القاهرة ...... ٦


الفصل السادس

بعد ساعات من التفكير العميق اتحذ احمد قراره , وفي مساء اليوم التالي كان احمد قد وصل مطار اربيل , اكمل احمد اجراءات الدخول واستاجر سيارة الى احد فنادق المدينة.
في الفندق استراح من عناء السفر ثم تناول وجبة عشاء خفيفة , كانت الساعة تشير الى التاسعة ليلاً عندما اتصل احمد بالرقم الذي اُرسل اليه في الظرف الابيض :
الو سيد روكان !
من معي
ناصر .
اهلا بك سيد ناصر في اربيل. اين انت الان ؟
انا في فندق "الجبل".
سارسل لك سيارة لتقلك الي . مع السلامة.
كان الصوت حادا ومميزاً و آثر التكلم باختصار. 
بعد عشر دقائق تلقى احمد اتصالا من ادارة الفندق تعلمه بوجود شخص ينتظره في الاسفل.
نزل احمد من غرفته الى بهو الفندق فوجد شخصاً في بزة انيقة ينتظره, سلم على احمد و طلب منه مرافقته. كان هذا الرجل سائق لدى المدعو "روكان".  انطلقت السيارة الحديثة تنهب الطريق , كان احمد يشاهد مدينة اربيل لاول مرة وكانت جميلة وهادئة بالنسبة لمدينة في العراق يسمع ويشاهد في الاخبار ما يحدث فيه من حرب وقتل و دمار.
وصلت السيارة الى ضواحي المدينة , حيث لاح الى ناظريه قصر كبير التمع بالاضواء , يحيطه سور حديدي يكشف محتواه . توقفت السيارة عند المدخل فاقترب احد الحراس الشباب منها , كان طويلا وضخما فتح الباب وطلب بادب من احمد النزول من السيارة , اخرج الشاب من تحت سترته جهازاً لكشف المعادن وقام بتفتيش احمد بحثا عن سلاح ثم طلب منه مرافقته , قاده الحارس عبر ممرات مرصوفة بالحجر الاحمر , عبر حديقة مزهرة بالورد و مضاءة بشكل انيق.
في وسط الحديقة كانت هناك مساحة دائرية مرصوفة بحجر اصفر توسطتها طاولة من المرمر و توزعت حولها خمسة مقاعد معدنية جميلة.
على احداها جلس رجل اشيب الشعر في حلة زاهية من الملابس الكردية المحلية. كان رجلاً قد تجاوز الستين حاد القسمات , عندما رآى احمد قام من كرسيه ورحب به وطلب منه الجلوس قربه ثم طلب من الحارس الذهاب.
-  لقد اتصل بي "ابو عامر" وطلب مني ان اساعدك في مهمتك.
-  استميحك عذرا , ولكنني لم التق بابو عامر منذ فترة واود ان اعرف منك كيف تعرفه ؟
-  انا كنت ضابطا سابقا في المخابرات العراقية قبل الاحتلال الامريكي وكنا في تلك الفترة نتعاون مع "ابو عامر" في اعمال استخبارية مشتركة لذلك لذلك فنحن لدينا علاقة عمل قديمة , وعندما اتصل به طلب مني المساعدة في نجدة شخص يتواجد الان في سامراء في العراق. ولكني في الحقيقة اعتذرت منه لان المنطقة خطرة جدا ولن يقبل احد من رجالي المخاطرة بحياته للذهاب الى تلك المنطقة. لذلك اتصل بي مرة ثانية واخبرني انه سيرسل احد اصدقائه ليقوم بالمهمة وطلب مني توفير المساعدة و التسهيلات له.
-  سيد "روكان" وما المهمة المطلوبة مني بالتحديد !
- هناك عالم عراقي يعيش في سامراء , و مهمتك بالتحديد الذهاب اليه واخراجه بسلام من هناك وايصاله الى كردستان وبعد ذلك مرافقته الى الجزائر حيث ستلتقون هناك ب"ابو عامر".
كان سماع ان "ابو عامر" متواجد الان في الجزائر يشكل معلومة جديدة كما ان خبر اللقاء به كان خبرا سعيدا جدد الآمال لاحمد  ولكن تفاصيل العملية ما زالت غير واضحة لاحمد.
- هل استطيع ان اعرف تفاصيل اكثر عن المهمة وعن الوضع هناك ؟
- حسنا , من واجبي ان اوضح لك الحقيقة كاملة فاني ارى انك يجب ان تعرفها بدقائقها وان تقرر على ضوء ذلك القيام بها ام لا ... تقع سامراء في محافظة صلاح الدين ومعظمها الان تحت سيطرة داعش بينما سامراء بيد قوات الحكومة والمليشيات التابعة لايران. و المنطقة باكملها منطقة قتال مستمر ليلا ونهارا لذلك الذهاب الى تلك المنطقة هو كالذهاب الى الموت ..
نظر كمال الى وجه "احمد" ليرى ردود افعاله وتأثير كلماته الاخيرة على وجهه , لكن وجه احمد لم يظهر ردود الافعال المتوقعة ولكن احمد سأل بهدوء وبرود :
- اليس هناك طريق اخر للوصول اليها ؟
-  هناك طريق من بغداد ولكن الشخص ذاك يخشى على حياته , ولا يود الذهاب الى بغداد ويريد الخروج عبر اربيل.
-  وهل هناك خطة للوصول اليه.
- هناك خطة لايصالك اليه , سازودك بهوية شخصية كردية تظهر انك كردي الجنسية ثم ستشتري سيارة صغيرة و ساجعل احد اصحابي يوصلك الى صلاح الدين الى ابعد مسافة يمكن الوصول اليها بأمان , عندها سيكون عليك اكمال الرحلة بنفسك... سنزودك بجهاز محمول يحوي نظام التموضع العالمي GPS سيقوم بارشادك باتجاه سامراء , في حال تم اعتراضك من افراد "داعش" ستخبرهم انك من طرف "شيخ سامان الكردي" وعليك ان تقنعهم بذلك لكي يسمحوا لك بالمرور ويرشدوك الى طريق آمن الى سامراء واخبرهم ان عندك اخ يشكو من مرض خطير وانك بحاجة ماسة لايصاله الى اربيل للعلاج , في حال عبرت منطقة داعش ستتجه الى سامراء ولا بد انه ستقابلك قوات حكومية وميليشيات شيعية على الغالب سيعتقدون انك داعشي و سيكون عليك محاولة اقناعهم بنفس قصة أخيك المزعوم , و ستظهر لهم بطاقة هوية مختلفة باسم شيعي  ليسمحوا لك بدخول سامراء. اذا فشلت في اقناعهم بقصتك فستكون في خطر ... حاول ان تتكلم اللهجة العراقية ... اذا شكوا في انك اجنبي ايضا ستكون في خطر ...
صمتً قليلا "روكان" مرة اخرى وبصره مركز على وجه احمد وقال :
بعد ما سمعت كل هذا هل ما زلت مصرا على تنفيذ المهمة ؟
صمت احمد للحظات , عندما قرر احمد المجيء الى العراق رغم الشكوك التي ساورته كان قد عزم على الذهاب رغم المخاطر ليعود الى سابق وظيفته وعمله لذلك كان قد تجاوز موضع التفكير في الاخطار.
نعم ما زلت.
في حال دخلت سامراء اتجه مباشرة الى الشخص المطلوب واجلبه بدون ادنى تأخير.  هذا ظرف فيه بطاقات الهوية ...
فتح احمد الظرف واستخرج بطاقات الهوية , كانت الهوية البطاقات كالجواز تحمل صورته الشخصية الحقيقية.
عند الفجر سارسل لك "كمال" ليزودك بباقي المعلومات و  ليسهل عليك المهمة.
شكر احمد "روكان" وودعه و عاد بنفس السيارة التي جاءت به.

مكان محمد صلى الله عليه وسلم من الانبياء الأخرين

باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم:

«3534» حدثنا محمد بن سنان حدثنا سليم حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها، إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون، ويقولون لولا موضع اللبنة)).
[تحفة 2260- 226/ 4].

«3535» حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين)).
[تحفة 12817].



السبت، 20 يونيو 2015

قصة الموت بين بغداد والقاهرة ...... ٥

الفصل الخامس

ذهب احمد الى المطعم واختار طاولة في طرفه ليسهل عليه مراقبة المكان في انتظار خالد. كان المطعم مليء بالزبائن المحليين و تصعب ملاحظة اي شخصية غريبة في المكان. اقترب احد مضيفي المطعم من احمد وسلم عليه ثم ترك له قائمة الط
عام على الطاولة. استطاع احمد بخبرته اكتشاف ان مضيفه لم يكن مضيفا عاديا.
سحب احمد قائمة الطعام ولاحظ انها كانت ثقيلة وممتلئة , فتح القائمة فوجد في داخلها ضرفاً ابيضاً كتب عليه اسم "ناصر". اخذ احمد الظرف ووضعه في جيبه وقلّب في القائمة , اختفى مضيفه وجاء آخر ليستلم الطلب , طلب احمد وجبة خفيفة ليتناولها لكي تجري الامور بصورة طبيعية. كان احمد يعلم ان المدعو خالد لن يظهر تلك الليلة مرةً ثانية.
كان ذهنه مشغولا باحداث ذلك اليوم المتسارعة. تحسر احمد على الزمن الماضي , فقبل شهور عندما كان في القوة كان عدد الذين يعرفون هويته السرية لا يزيدون عن عدد الاصابع حتى اقرب المقربين كانوا لا يعرفون حقيقته , و عند سفره في مهمة كانت تُتخذ جميع الاحترازات الامنية لحمايته و للمحافظة على سرية هويته. اما اليوم فقد باتت جميع هذه الاجراءات في مهب الريح فابو عامر يتصل به مباشرة على هاتفه المحمول ثم يلتقي بشخص مجهول يتعرف عليه ولا يعرفه , وفوق كل ذلك هو لا يعلم ما هو المطلوب منه.
كان احمد يدرك ان الامر مثير للريبة ولكنه عندما لجأ لليمن فكر في البقاء آمنا فيه لحين توفر فرصة للعودة للبلد او العودة للعمل مع الجهاز حتى ولو خارج الوطن , لذلك كان هم احمد منصبا في ان هذه المهمة قد تكون تلك الفرصة المنتظرة وربما الفرصة الاخيرة لذلك حاول التمسك بها رغم الشكوك التي في داخله تجاهها.
عاد احمد الى بيته وكانت المفاجأة حين فتح الظرف فوجد جوازاً ونقوداً وتذكرة طائرة , وقصاصة صغيرة. امسك احمد بالقصاصة كان مكتوبا فيها : اربيل , "روكان" وتحت اسم روكان دُوّن رقم هاتف محمول , اما التذكرة فقد كانت رحلة ذهاب وإياب الى اربيل في العراق و تاريخها يشير الى تاريخ اليوم التالي والساعة الى الثانية ظهراً.
كان الجواز يمنياً , فتحه احمد و كانت المفاجأة الأخرى فقد وجد فيه صورته الشخصية الحقيقية الرسمية , المستعملة في ارشيف القوة و كان الجواز يحمل اسم "ناصر سالم". ازدادت شكوك احمد ومخاوفه الامنية فهذا الجواز يحمل صورته الشخصية على خلاف الحال في جميع الجوازات التي كان يحملها في مهماته فقد كان يجري عليها تحوير الكتروني تناسب تنكره والهوية التي يتقمصها.
ادرك احمد ان ما جرى في بلده من حل للقوة ومحاسبة افرادها قد رفع غطاء السرية عنها وكشف جميع اسرارها.
لم يستطع احمد النوم في تلك الليلة فقد اثر توالي مفاجآت ذلك اليوم على طمأنينة نفسه ولم يستطع الوقوف على حقيقة الامر المقبل عليه , كان امام خيارين عليه ان يقرر تنفيذ احدهما : اما الذهاب في تلك الرحلة الى المجهول ومواجهة جميع المخاوف والمخاطر المتوقعة , والخيار الثاني التخلي عن هذه المهمة ومحاولة تغيير هويته من جديد والهرب الى مكان اخر للحفاظ على حياته وبالتالي ربما التخلي عن آخر فرصة له لاستعادة مهنته التي احبها وتدرب عليها وبذل الكثير من اجلها.

نزول عيسى عليه السلام في نهاية الزمان

«412» 
حدثنا الوليد بن شجاع وهارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالوا حدثنا حجاج- وهو ابن محمد- عن ابن جريج قال: أخبرني أبو 

الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: 

((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة- قال- فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تعال صل لنا. فيقول لا. إن بعضكم على بعض أمراء. تكرمة الله هذه الأمة)).

فضل من قام رمضان

باب فضل من قام رمضان:
«2008» حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان: ((من قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)).
[أطرافه 35، 37، 38، 1901، 2009، 2014، تحفة 15223].
«2009» حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)). قال ابن شهاب فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهما.
[أطرافه 35، 37، 38، 1901، 2008، 2014، تحفة 12277].
«2010» وعن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان، إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل. ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله.
[تحفة 10594].
«2011» حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى وذلك في رمضان.
[أطرافه 729، 730، 924، 1129، 2012، 5861، تحفة 16594].
«2012» حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى، فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد ثم قال: ((أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا عنها)). فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك.
[أطرافه 729، 730، 924، 1129، 2011، 5861، تحفة 16553- 59/ 3].
«2013» حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ما كان يزيد في رمضان، ولا في غيرها على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا. فقلت يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر قال: ((يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي)).
[طرفاه 1147، 3569، تحفة 17719].


الجمعة، 19 يونيو 2015

تعجيل الافطار


باب تعجيل الإفطار:

«1957» حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)).
[تحفة 4746].

«1958» حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو بكر عن سليمان عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فصام حتى أمسى، قال لرجل: ((انزل، فاجدح لي)). قال لو انتظرت حتى تمسي. قال: ((انزل، فاجدح لي، إذا رأيت الليل قد أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم)).
[أطرافه 1941، 1955، 1956، 5297، تحفة 5163].