مراقبة
العدو
كان
المليونير فواز يرشف كوب القهوة وهو جالس على كرسييه قرب حوض السباحة. كان فواز متعودا
على تناول فطوره بعد ان يمارس السباحة رياضته المفضلة.
في
تلك اللحظات اقترب احد الخدم وهو يحمل صينية فيها علبة انيقة.
-
سيدي هذه هدية
وصلت صباحا.
بدون
انتظار وضع الخادم الصينية على الطاولة القريبة. نظر فواز اليها كانت هناك علبة
انيقة جدا مذهبة وبقربها بطاقة الاهداء.
كانت
الهدية قد تم فتحها وفحصها من قبل حماية فواز حفاظا على سلامته وللتأكد من عدم
احتواءها على مايريب.
تناول
فواز بطاقة الاهداء وقرأ ( الى اغلى الناس ... عيد سعيد ... محب ). استغرب فواز من
عدم ذكر المرسل اسمه وساوره الشك. أمسك
العلبة وحملها بين يديه واخذ يقلبها كأنه يزن ما فيها ثم فتح غطاء العلبة.
فتح
فواز عينيه مشدوها وهو ينظر الى جمال الساعة اللماعة التي امامه. كانت ساعة سويسرية
مرصعة بالجواهر. امتلك فواز ساعات سويسرية كثيرة الا ان هذه الساعة هي الاجمل
والاروع كما ان عدد ما فيها من جواهر مرصعة تجعلها قيمة جدا.
كانت
زوجة فواز جالسة قربه وهي تشاهده وهو يتفحص الساعة.
-
انها هدية
جميلة.
-
لم ارى اروع
من هذه الساعة , انها مصنعة حسب الطلب وقيمتها لا تقل عن مليون دولار.
-
من ارسلها لك
؟
-
لم يذكر اسمه
, ولكن لا بد انه سيظهر نفسه في الحفلة اليوم.
ارتدى
فواز الساعة حول معصمه. واخذ بنظر اليها في يده بإمعان.
بقي
فواز في بيته للاعداد للحفل الكبير الذي سيقيمه لمناسبة عيد ميلاده والذي دعا اليه
حشد كبير من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والفنية.
اثناء
ذلك كان احمد يواصل جولته في العاصمة ليشاهد معالمها وفي الوقت نفسه يتابع المسار
التي تستخدمه سيارات موكب فواز للوصول الى شركته ويبحث عن الاماكن العامة المناسبة
التي يستطيع منها مراقبة مسار موكب فواز.
في
المساء انتهت الحفلة وغادر ضيوفه واوى فواز الى فراشه وخلع الساعة ووضعها على
طاولة قريبة.
بعد
نصف ساعة كانت الساعة تبث ما سجلته من بيانات في ذلك اليوم عبر موجة خاصة وبسرعة
عالية. كانت تلك الساعة السويسرية الباهضة الثمن قد حُورت بمهارة لتحوي في داخلها
جهازا دقيقا يقوم بتسجيل ما يتحدث به فواز والقريبون منه ويحدد مواقع تحركه ولا
يبث هذه المعلومات الا بعد ان تُخلع الساعة وتستقر في هدوء لنصف ساعة . وتبث
المعلومات في وقت قليل جدا لتقليل امكانية كشف موجة الارسال.
في
هذه الساعة المتأخرة من الليل كان احمد مستلقيا في فراشه ينتظر حين لمعت أيقونة
على الشاشة معلنة وصول رسالة الى الجهاز وبدأ يراقب شريط التحميل في حاسوبه اللوحي
وهو يتسلم البيانات من ساعة اليد , بعد ثواني انتهى تحميل المعلومات .
ضغط
احمد على الشاشة ليقوم برنامج بتحليل المعلومات الواردة وعرض اهم ما فيها.
كان
احمد يضع سماعات الرأس عندما بدأ يستمع للتسجيلات الصوتية الواردة.
انصت
احمد بانتباه الى التسجيلات الواردة وما ان سمع الثواني الاولى من التسجيلات
ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة ففكرة الهدية نجحت ولم يستطع فواز مقاومة جمال و اغراء
الهدية.
ومرت
الدقائق ببطء , كانت معظم التسجيلات غير ذات اهمية لانها كانت تتعلق بالاستعدادت
للحفلة , استمر احمد ينصت الى ان جلبت انتباهه محادثة قصيرة بين فواز واحد
الاشخاص:
-
عزيزي النائب
... ما رأيك بالوضع الحالي في البلد ؟
-
كما ترى يا
صديقي الوضع متأزم ... وأي شرارة قد تشعل البلد ومن فيه.
-
ارجو ان لا
يحدث ذلك.
كانت
هذه المحادثة العادية تشير الى حقيقة المخاوف التي تقلق المحللين والمراقبين
لأوضاع هذا البلد.
بعد
ان استمع احمد الى مجمل التسجيلات اظهر على الشاشة خارطة وعليها تحركات فواز. لم
يتحرك فواز في ذلك اليوم من منزله ولم تكن هناك تسجيلات مهمة فاغلق احمد الجهاز
وركن الى النوم.
في
اليوم التالي استمر احمد في التجوال على اسواق ومطاعم البلد القريبة من الشارع
الذي يسلكه موكب سيارات فواز , استطاع احمد من موقع قريب مراقبة سيارات الموكب وهي
تدخل مقر شركته . من خلال المراقبة حدد احمد ترتيب السيارات وعدد من فيها والتوقيت
الذي مرت فيه ومعدل السرعة التي كانوا يسيرون فيها.
في
المساء عاد احمد الى فندقه بعد ان راقب خروج موكب فواز وضبط موعد خروجه ودقق في
عدد الحراس وتأكد من ترتيب جلوسهم في السيارات.
في
الفندق وفي الساعة المحددة استقبل التقرير اليومي وجلس ينصت اليه بحرص لكنه لم
يستطع ايجاد شيء مهم في هذه الاحاديث.
في
اليوم التالي استمر احمد في مراقبة تحركات فواز. ومواقيت وصوله ومغادرته مع
تحديدعدد عناصر الحماية وترتيب ركوبهم في السيارات كما فعل في اليوم السابق.
ليومين
متاليين استمر احمد في عمله المعتاد وقد استطاع خلال هذه الايام القليلة تعلم لهجة
اهل البلد وحفظ سلسلة من الجمل المحلية المتداولة بكثرة بين الناس ولكن المراقبة لم تجدي في الحصول على معلومات اضافية
او ادلة على تورط لفواز.