الأربعاء، 16 يوليو 2014

نظرية المؤامرة بين الحقيقة والخيال

بسم الله الرحمن الرحيم
يؤمن المسلمين بنظرية المؤامرة ومعناها ان المعركة بين الخير والشر مستمرة بدوام الدنيا فالخير متمثل بالاسلام والشر متمثل بأهل الكفر من النصارى واليهود المتعصبين وغيرهم . فالآيات القرآنية تدل بصراحة ان اليهود والنصارى لن يستطيعوا التعايش مع المسلمين ومستمرين في عداوتهم للمسلمين والتآمر على ايذائهم ومحاولتهم ردهم عن الاسلام ,  والآيات في ذلك كثيرة منها قال تعالى (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) (البقرة) وقال تعالى (( يا اهل الكتاب لما تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا )) .
اما الشواهد التاريخية على هذه النظرية فلا تعد ولا تحصى فمنذ زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدأت محاولات اليهود لقتل الرسول والتآمر للقضاء على المسلمين كما حاول الروم القيام بحملتين عسكريتين لمهاجمة المدينة في الجزيرة العربية فكانت معركة مؤتة وغزوة تبوك وبعدها جهز الرسول جيش اسامة بن زيد لصد الروم وذلك قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بأيام ثم ظهرت عدوانية اهل الكتاب جلية بالحملات الصليبية التي رعتها الكنيسة و التي استمرت لقرون في احدى عشر حملة صليبية وبعد ان عجزت هذه الحملات من تحقيق مقاصدها تطور الفكر العدائي الصليبي واعطى لنفسه غطاءاً اخر تمثل بالحملات الاستعمارية المتتالية على المنطقة العربية التي تغير اسلوبها من الحملات الصليبية الدموية الرامية للقضاء على المسلمين الى اسلوب القضاء على الاسلام باستخدام الوسائل الممكنة والمتوفرة لابعاد المسلمين عن القرآن وعن السنة وعن آداب وأخلاق الاسلام وكان ابرزها حملة نابليون وقد اظهر فيها نزعاته الدينية المتطرفة وان كان اظهر غطاء الاستعمار والتمدن ونقل الحضارة. وقد اظهرت حملات الفرنسة التي قام بها الاستعمار الفرنسي نزعات الغرب في محاولة القضاء على الاسلام من خلال فصل المسلم عن لغة القرآن.
كما لا ننسى المحاولات الحثيثة التي قام بها كثير من المستشرقين الاجانب في التشكيك في القرآن والسنة من خلال مؤلفاتهم وذلك كجزء من حملة فكرية لمحاربة الاسلام.
ثم كانت اقامة الدولة الصهيونية في فلسطين كبديل عن الدولة الصليبية القديمة وما زالت المؤامرات مستمرة وستبقى مستمرة الى ان يشاء الله.
وينقسم الناس في تصديق نظرية المؤامرة الى ثلاث فئات فالمؤمنين من المسلمين يؤمنون بنظرية المؤامرة وفي الوقت نفسه يؤمنون انه بالرغم من المؤامرات المستمرة من قبل الكفار الا ان الغلبة في النهاية هي لاهل الاسلام يقول تعالى  (( ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ))
والفئة الثانية وتشمل كثير من العلمانيين والمتغربين وجهلة المسلمين يرفضون هذه النظرية ويعتقدون ان الدول الغربية تجاوزت الفكر الصليبي والاستعمارى وانها تشجع الديمقراطية والحريات .
ولكن الفئة الثالثة وهي الفئة الاكثر مأساوية هي الفئة من الناس التي حولت كل ما يجري في العالم الى مؤامرة فالثورات العربية مؤامرة واسقاط الطغاة مؤامرة و الثوار والمجاهدون ضد الظلم عملاء مأجورين وما من حدث يقع في العالم الا بتخطيط وبموافقة امريكا حتى قال احدهم ( لو جاء صلاح الدين الآن لشككننا فيه ) وهكذا فهذه الفئة من الناس تجد لنفسها عذرا في التقاعس والسلبية بان الكون من حولها كلها يدار من قبل امريكا وان ما من حركة في الارض الا بارادة امريكا وعملائها حتى جعلوا امريكا ندا لله حاشا لله عما يشركون وتناسوا قول الله (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير )), وان الجهاد مستمر ما دام الظلم والطغيان موجود.
لقد اجاب الناطق باسم البيت الابيض عن سؤال احد الصحفيين ( لماذا لم تتوقع الدوائر الاستخبارية الامريكية الثورات التي حدثت في تونس ومصر ؟) فاجاب الناطق ( وكيف للاستخبارات الامريكية ان تتوقع ان بائع خضار في تونس سيحرق نفسه ويشعل ثورة ) وقد صدق هذا الرجل فان الله سبحانه تعالى هو مسبب الاسباب ولكن هناك من يتفاعل مع الاحداث بسرعة وهناك من يتفرج ينتظر نهاية هذه الاحداث والدول الغربية بسبب عراقتها في السياسة وامتلاكها لخبرات قديمة وكبيرة في السياسة واعتمادها على مراكز دراسات كبيرة فانها تتفاعل مع الاحداث بسرعة بشكل يضمن المحافظة على مصالحها في مناطق الازمات على عكس كثير من الدول الاخرى ومنها الدول العربية التي تتفرج تنتظر نهاية الاحداث او تنتظر ان تاتيها اوامر او توجيهات من الخارج لتتحرك. لذلك يعتقد بعض الجهلة ان امريكا وراء كل شيء يحصل , ففي تونس تحركت مع الشعب التونسي لانها عرفت ان ابن علي لم يعد له مستقبل كما ان تونس ليست ذات تأثير كبير في المنطقة وكذلك في ليبيا فانها دعمت المعارضة بعد ان نسقت ورتبت لمن يخلف القذافي وضمنت ان الحكم الجديد لن يضر بمصالحها اما في مصر فان العلاقة القوية التي تربط الدوائر الامريكية بالمؤسسة العسكرية المصرية وثيقة وقديمة وهي في الواقع التي تسيطر على الوضع الداخلي في البلاد فقد قبلت امريكا برحيل مبارك بالرغم من تمسك اسرائيل  به لآخر لحظة وما زالت تجري اتصالاتها المتميزة في مصر لضمان محافظة الجيش على السيطرة الكاملة على الامن في مصر وعدم انفلاته بشكل يهدد اسرائيل وقناة السويس الشريان الرئيس لمواردها النفطية وتنقلات اساطيلها العسكرية , اما في سوريا المجاورة لحدود اسرائيل فان نظام الاسد حافظ لاكثر من ثلاثين عاما على حدود آمنة لاسرائيل مكنت اسرائيل من خوض حروب في لبنان و غزة والقيام بحركات عسكرية متعددة بدون ان تفكر بأي تهديد يأتيها من الحدود السورية لذلك فان امريكا غير متحمسة ان تستبدل النظام السوري بنظام لا تستطيع ضمان ولائه لها او ضمان بقائه على سياسة النظام السابق لذلك فهي ما ان تجد ان المعارضة السورية مسيطر عليها من جماعات قوية تستطيع عقد صفقات سرية معها لضمان حدود اسرائيل فانها ستتخلى عن نظام الاسد وستزود المعارضة بالسلاح اللازم لاسقاطه.
اما في العراق الجريح الضائع المقسم بين امريكا وايران فخيراته منهوبة ومقسمة بين ايران وامريكا ولضمان بقاء الوجود الامريكي والايراني في العراق يتم تقديم التسهيلات لما يسمى بالقاعدة من اموال واسلحة للعمل في العراق لقتل الناس وتفجير الابرياء فباسم القاعدة تستقر القوات الامريكية في العراق لحماية النظام السياسي وبأسم القاعدة تنتشر المليشيات الصفوية مدججة بالسلاح لحماية الشيعة من القاعدة وبأسم القاعدة يتم تهميش السنة والتنكيل بهم لانهم حواظن للارهاب وبأسم القاعدة تسرق اموال الشعب من قبل مافيات الفساد التي ترعاها ايران وامريكا واسرائيل ومن يفتح فمه فهو فهو اما عميل للقاعدة او مدعوم من دول خارجية وهكذا تم لامريكا القضاء على العراق الذي كان عمق العرب منذ خلافة عمر رضي الله عنه ولكن نعود ونقول

(( ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين )) فنرجوا ان يلهمنا الله الصبر وان يرينا يوما يعز به أهل الاسلام ويذل فيه أهل الباطل.

معجزة الجبال

(وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ )
الجبال
الحمد لله ربّ العالمين اللهمّ صلّ على سيدّنا محّمد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين والشهداء والصالحين وعلى أهل الجنّة وبارك عليه  وعليهم وسلّم كما تحبه وترضاه يا الله آمين قال تعالى
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فصلت53. أحبتي في الله تعالى .....لنتأمل معا في النفحات المباركة التي يفوح أريجها من هذه الآية المباركة ومن قوله تعالى { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل88
وقبل أن نستنشق شذا فيوضات هذه الآية المباركة أدعوكم أحبتي في الله تعالى إلى أن نستعرض ما ورد في كتاب الله تعالى من الآيات المباركات حول كلمة الجبل أو مشتقاتها قال تعالى { ... وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }الأعراف74 وهنا يبين الله تعالى نعمه التي أنعمها على قوم ثمود ومنها (وتنحتون الجبال بيوتاً) تسكنونها في الشتاء وقوله{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ...}هود42 في الارتفاع وقوله{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ...}الرعد31 ونزل لما قالوا له إن كنت نبياً فسيِّر عنا جبال مكة ، واجعل لنا فيها أنهاراً وعيوناً لنغرس ونزرع وابعث لنا آباءنا الموتى يكلموننا أنك نبي : (ولو أن قرآنا سُيِّرت به الجبال) نقلت عن أماكنها (أو قُطِّعت) شققت (به الأرض أو كُلِّم به الموتى) بأن يحيوا لما آمنوا وقوله{ وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ }إبراهيم46 (وقد مكروا) بالنبيّ صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم   (مكرهم) حيث أرادوا قتله أو تقييده أو إخراجه (وعند الله مكرهم) أي علمه أو جزاؤه (وإن) ما (كان مكرهم) وإن عظم (لتزول منه الجبال) إلا معنى لا يعبأ به ولا يضر إلا أنفسهم وقوله{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }النحل68 . (اتخذي من الجبال بيوتا) تأوين إليها وقوله { وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً ...}النحل81 (وجعل لكم من الجبال أكنانا) جمع كن وهو ما يستكن فيه كالغار وقال تعالى مبينا طول الجبال { وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً }الإسراء37 وقوله وقال تعالى مبينا عظم ما افتراه الانسان الكافر على ربه بدعوته أنّ لله ولدا حاشاه سبحانه  { تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً }مريم90 وتخر الجبال هدا أي تنطبق عليهم من أجل هذه الفرية العظيمة وهنا يبين تعالى تسبيح الجبال { .. وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء79 . وبين تعالى أن الجبال تسجد لله تعالى { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }الحج18 . وبين سبحانه وتعالى عدم تحمل الأمانة حتى من قبل الجبال { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72 . وبين تعالى اختلاف الألوان للجبال { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ }فاطر27 وقد بين الله تعالى أهمية خلق الجبال لاستقرار الأرض {وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً }النبأ7 (والجبال أوتادا) تثبت بها الأرض كما تثبت الخيام بالأوتاد وقوله تعالى { وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا }النازعات  2 (والجبال أرساها) أثبتها على وجه الأرض لتسكن وقوله { وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }الأنبياء31 وبين تعالى شموخ الجبال بقوله { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ .. }المرسلات27 (وجعلنا فيها رواسي شامخات) جبالا مرتفعات وقد شبه الله تعالى السفن العظيمة بالجبال { وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ }الرحمن24 (وله الجوار) السفن (المنشآت) المحدثات (في البحر كالأعلام) كالجبال عظما وارتفاعا  وقد بين تعالى عدم تحمل الجبل العظيم لنوره تعالى { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143  وقد بين الله تعالى أحوال الجبا ل عند قيام الساعة { وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ }المعارج9 (وتكون الجبال كالعهن) كالصوف بالخفة والطيران بالريح وقوله تعالى { يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً }المزمل14 (يوم ترجف) تزلزل (الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا) رملا مجتمعا (مهيلا) سائلا وقوله{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً }الكهف47 واذكرويوم نسير الجبال) يذهب بها عن وجه الأرض فتصير هباء منبثا)وقوله { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً }طه105(ويسألونك عن الجبال) كيف تكون يوم القيامة (فقل) لهم (ينسفها ربي نسفا) بأن يفتتها كالرمل السائل ثم يطيرها كالريح .
أحبتي في الله تعالى ولا ننسى ما قاله حبيبنا وسيدّنا رسول الله تعالى في جبل أحد فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم  طلع له أحد فقال هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني حرمت ما بين لابتيها رواه البخاري . وقد أقسم الله تعالى بجبل الطور جاء في تفسير الإمام القرطبي رحمه الله تعالى عن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم  يقرأ بالطور في المغرب متفق عليه .  قوله تعالى والطور:  الطور اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى أقسم الله به تشريفا له وتكريما وتذكيرا لما فيه من الآيات وهو أحد جبال الجنة . أحبتي في الله تعالى  نعود بكم .....لنتأمل معا في النفحات المباركة التي يفوح أريجها من هذه الآية المباركة ومن قوله تعالى { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ص ُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل88  
 في هذه الآية العظيمة يحدثنا الله تبارك وتعالى عن حركة للجبال، لا يمكن للإنسان أن يراها، ولكنها موجودة، والسؤال: ماذا يقول العلماء اليوم عن هذه الحركة الخفية التي لا نستطيع أن ندركها بعيوننا ولكن استطاع العلماء حسابها بالأرقام أخيراً. لقد فهم من هذه الآية مفسرونا رحمهم الله تعالى على أنها تتحدث عن حركة الجبال يوم القيامة، واستدلوا على ذلك بقوله عز وجل: (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) [التكوير: 3]، وهذا سيكون يوم القيامة بالطبع، وحديثاً أدرك بعض العلماء أن هذه الآية تشير إلى دوران الأرض حول محورها، فنحن عندما ننظر إلى الجبال نراها جامدة ثابتة في مكانها، ولكن إذا خرجنا خارج الكرة الأرضية إلى الفضاء الخارجي ونظرنا إلى هذه الأرض فإننا نراها تدور بحركة منتظمة وسريعة ويدور معها كل شيء بما فيه الجبال والغلاف الجوي والناس والماء وكل شيء، وهذا الفهم أيضاً صحيح لأن الآية تحتمل الكثير من المعاني وهذه ميزة يتميز بها كتاب الله تبارك وتعالى عن أي كتاب آخر. ولكن الآية هنا تتحدث عن الجبال تحديداً وليس عن شيء آخر لا تتحدث عن الأرض كجملة واحدة ولكن إذا تعمقنا في هذه الآية سوف نرى أن هنالك حركة خفية للجبال ولكن ما هي طبيعة هذه الحركة؟ وكيف يمكن للجبال أن تتحرك دون أن نرى هذه الحركة؟ في عام 1912 ولأول مرة طرح أحد العلماء وهو العالم (ألفرد فنغر) عالم ألماني طرح هذه النظرية قال: إن القارات على الكرة الأرضية أي اليابسة يقصد بالقارات اليابسة هذه القارات تتحرك حركة خفية ولكنها تتجلى من خلال ملايين السنين وقال بأن قارة أمريكا مثلاً كانت ملتحمة مع قارة أوربا وقارة استراليا كانت ملتحمة شمالاً مع الهند وأفريقيا و.. الخ أي أن اليابسة كانت كتلة واحدة ثم انفصلت أجزاؤها وشكلت هذه القارات. مع العلم أن هذا العالم "ألفرد" قال عنه العلماء إنه مختل عقلياً ولكن هؤلاء العلماء للأسف نسوا بأن القرآن العظيم طرح هذه الحقيقة قبل 14 قرناً، والعجيب أن هذه الآية عندما نزلت فهمها الناس وعلى مدى قرون طويلة بقيت معرفتنا بهذه الآية معرفة ليس فيها أي تناقض وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القرآن لا يخالف العلم ولا يناقضه أبداً. لم يتصور أحد حركة القارات في ذلك الزمن، ولكن بعد أن تطور العلم، ورأى العلماء أن الكرة الأرضية تتألف من سبع طبقات وأن القشرة الأرضية ليست مستقرة ولكنها منقسمة إلى ما يشبه الألواح، وبين هذه الألواح هناك الصدوع تمتد لآلاف الكيلومترات، فأدركوا أن المسافات التي تفصل هذه الألواح عن بعضها تزداد بشكل طفيف جداً مع الزمن.
في العام 2007 م في هذا العام تمكن العلماء من تسجيل حركة هذه القارات، سجلوا تباعداً بين قارة أوروبا وقارة أمريكا الشمالية مقداره 18 ملم خلال سنة كاملة وهذه طبعاً حقيقة يقينية سجلها العلماء بالأرقام وبالحسابات حتى إنهم استخدموا الكمبيوتر العملاق أو ما يسمى بالسوبر كمبيوتر لمحاكاة حركة هذه الألواح ولكن ما علاقة الجبال بالألواح ؟ إن الجبال تتشكل كما يقول العلماء وكما وجدوا ذلك يقيناً: عندما يصطدم لوحان مع بعضهما فيشكلان جبلاً، لأن هذا التصادم سوف يجعل المنطقة الفاصلة بينهما تنضغط وتنتصب إلى الأعلى، وربما هنا نتذكر الإشارة القرآنية الرائعة إلى هذه الآلية الهندسية لتشكل الجبال عندما قال تبارك وتعالى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) [الغاشية: 17-20]. بدأ العلماء بدراسة هذه الجبال، وبعد أن تطورت وسائل العلم لديهم وجدوا أن هذا الجبال يمتد عميقاً في الأرض وأن كثافة هذا الجبل أو وزن هذا الجبل يختلف عن وزن الأرض التي حوله لذلك بدؤوا ينظرون إلى الجبال على أنها شيء يختلف عن الأرض أو عن الألواح الأرضية، ووجدوا أيضاً أن هذه الجبال تستقر في أماكن محددة من الأرض بحيث أنها تثبت هذه القشرة الأرضية لكي لا تضطرب وتميد بنا وتهتز، وهنا أيضاً نجد إشارة قرآنية رائعة تتجلى في قول الحق تبارك وتعالى: (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) أي أن تضطرب بكم، والرواسي: هي الجبال، (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15]. أجرى العلماء دراسات كثيرة على هذه الجبال، وبالتحديد على جذور الجبال، ووجدوا أن مثلاً جبال الهملايا هذه السلسلة التي تمثل أعلى قمم في العالم والتي ترتفع أكثر من 8800 متر عن سطح البحر، تمتد إلى باطن الأرض لمسافة 70 كم، إذاً هنالك جذور عميقة لكل جبل تمتد تقريباً لـ ثمانية أضعاف ارتفاع الجبل فوق سطح الأرض، وهذا يشبه تماماً الوتد المغروس في الأرض ومن هنا نتذكر الإشارة القرآنية أيضاً إلى هذا الأمر عندما قال تبارك وتعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً) [النبأ: 7] شبه الجبل بالوتد وبالفعل الجبل معظم مادته تكون غائصة تحت سطح الأرض ولا يبرز منه إلا جزء قليل 10 أو 15 بالمائة من طول الجبل نجده بارزاً أما الجزء الأكبر يكون في باطن الأرض. طبعاً هذه الجبال وجدوا أنها أيضاً تتحرك حركة خفية تختلف عن حركة الألواح المحيطة بنا، فالجبل وبنتيجة الضغوط الهائلة الموجودة تحته يعني على عمق  (70 أو 80 أو 100) كم إذا نزلنا تحت سطح الأرض نلاحظ أن لدينا طبقة ثانية تختلف عن القشرة الأرضية، هي طبقة من الصخور الملتهبة واللزجة وكأن هذا الجبل أشبه بلوح خشبي يطفو على الماء أو أشبه بقطعة جليد تطفو على الماء. ولذلك فإن الله تبارك وتعالى عندما شبه الجبال بالرواسي ونحن نعلم أن السفينة في تصميم السفينة حتى ترسو وتستقر في عملها ينبغي أن يغوص معظمها تحت سطح الماء وينبغي أن يكون هنالك ثقل في أسفلها لذلك شبه الله تبارك وتعالى عمل هذه الجبال بتلك السفن الرواسي فقال: (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) ومن هنا تعمق العلماء أكثر في حركة هذه الجبال ووجدوا أن الحرارة الموجودة في باطن الأرض تؤثر على هذه الجبال فتحركها للأعلى وللأسفل وتحركها أيضاً حركة ثانية بالاتجاهات الأربعة. إذاً النتيجة اليقينية التي وصل إليها العلماء أن هذه الجبال تتحرك حركة خفيفة جداً غير مدركة بالعين ولكنها تدرك بالأجهزة الدقيقة. وجد العلماء أن الجبال الموجودة في قاع المحيطات تتحرك أيضاً، فمثلاً: رصد العلماء في السنة الماضية بحدود 90 ملم حركة لـقاع المحيط الهادئ طبعاً هذه الحركة غير مدركة ولكنها موجودة وتم قياسها بدقة، فقاع المحيط الهادئ أيضاً يتحرك مع ما يحمله من جبال. وهنا نزداد فهماً لهذه الآية وتعمقاً، يعني عندما يقول الله تبارك وتعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88] فهذه الآية تتحدث عن جميع الجبال في الدنيا، وليس عن الجبال التي على اليابسة، بل إن الجبال الجليدية الموجودة في القارة المتجمدة الجنوبية أيضاً تتحرك باستمرار، وتتحرك من 10 أمتار إلى 1000 متر كل سنة. هذه الجبال في حركة لا نراها ولكنها تتضح تماماً أمامنا من خلال القياسات. وعلماء وكالة ناسا اليوم يتحدثون عن حركة لهذه الجبال أيضاً تم رصدها بالأقمار الاصطناعية حيث وجدوا وبنتيجة التباعد بين القارات أن شكل الأرض، أو حتى قطر الأرض كلما تم قياسه كانت النتيجة أقل بعدة مليمترات، يعني كلما تم قياس قطر الأرض، وجدوا أن هذا القطر أقل بقليل، وربما هنا نجد إشارة قرآنية إلى هذا الأمر عندما قال تبارك وتعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ) [الأنبياء: 44] فهذه الآية العظيمة تدل على أن هنالك تناقصاً مستمراً في قطر الأرض ولو تتبعنا قطر الأرض الذي يبلغ بحدود أقل من 13000 كم نجد أن هذا القطر يتناقص خلال ملايين السنين.  ولذلك فإن الله تبارك وتعالى في آية عظيمة يشير إلى حركة الألواح أيضاً وإلى تشكل الجبال وإلى تشكل الأنهار فالعلماء عندما درسوا تاريخ الكون وتاريخ الأرض وجدوا أن هذه الألواح الأرضية تمتد وتتمدد بشكل مستمر حتى تصطدم ببعضها وتشكل الجبال وبعد ذلك تتشكل هنالك الوديان أيضاً لأن الألواح عندما تقترب هنالك ألواح أخرى تتباعد عن بعضها وتفسح مجالاً لتشكل الأنهار والبحيرات. وهنا نجد آية كريمة يقول فيها تبارك وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3]  وتأملوا معي تسلسل المراحل علمياً وقرآنياً: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ) أي حرك هذه الألواح أي مدها حتى إن علماء وكالة ناسا يستخدمون كلمة Spread أي "مد" أو امتداد للأرض وهي الكلمة القرآنية ذاتها: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) أصبح لدينا ثلاث مراحل: امتداد الأرض أولاً. ثم تشكل الجبال. ثم تشكل الأنهار. وهذا مطابق للحقائق اليقينية التي حصل عليها العلماء اليوم، وهنا إذا تعمقنا في هذه الآية نلاحظ أن الله تبارك وتعالى قد شبه حركة هذه الجبال بحركة الغيوم لماذا؟ إن حركة الجبال وحركة الألواح الأرضية كما يقول العلماء ويؤكدون جميعاً أنها ناتجة عن القوى والتيارات الحرارية الموجودة تحت القشرة الأرضية، هنالك للأرض سبع طبقات تبدأ بالقشرة الأرضية وتنتهي في النواة في المركز وهذه الطبقات كلما تدرجنا فيها نجد أن الكثافة تزداد ودرجة الحرارة تزداد أيضاً والقشرة الأرضية لا تمثل إلا أقل من 1 % من قطر الكرة الأرضية ولذلك فإن الذي يحرك هذه الألواح وهذه الجبال خلال ملايين السنين هي التيارات الحرارية الموجودة تحت هذه الجبال ولو تأملنا حركة الغيوم في السماء نلاحظ أن التيارات الحرارية أيضاً هي التي تحرك هذه الغيوم لأن الرياح تنشأ كما يقول العلماء نتيجة فرق بدرجات الحرارة. وهنا نلاحظ أن القرآن في تشبيهاته دقيق جداً من الناحية العلمية فحركة الجبال ليست حركة ذاتية بنفسها بل هي حركة اندفاعية بسبب تيارات حرارية تسببها الطبقة التي تليها من الأرض وكذلك حركة الغيوم أيضاً هي حركة ليست ذاتية إنما حركة اندفاعية بسبب التيارات الهوائية والرياح. ما هو الهدف من ذكر هذه الحقيقة الكونية الرائعة في القرآن الكريم؟ نعيد قراءة الآية يقول تبارك وتعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]، هذا هو الهدف وكأن الله تبارك وتعالى ومن خلال هذه الآية يريد أن يعطينا إشارة أو رسالة:كما أن الله تبارك وتعالى حرَّك هذه الجبال وهو أعلم بحركتها وأعلم بكل شيء، كذلك فإن الله تبارك وتعالى أعلم بما تفعلون، يجب أن تعتقد أن أي فكرة تخطر ببالك أو كلمة تقولها أو أي حركة تفعلها يعلمها الله. فكما أن الله يعلم بهذه الحركة الخفية للجبال وحدثكم عنها قبل أربعة عشر قرناً، فهو أعلم بأعمالكم ولذلك خُتمت الآية بقوله تعالى (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ).وهنا نجد آية عظيمة تتجلى في هذا الموقف عندما أمرنا رب العزة تبارك وتعالى أن نتدبر هذا القرآن فقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82] أي أنه لو كان من عند غير الله لوجدناه متناقضاً مع العلم تماماً مثل الكتب التي كانت سائدة في ذلك الزمن، ولكننا إذا وجدناه مطابقاً للعلم ومطابقاً للحقائق العلمية مهما تطور العلم فهذا يدل على أن هذا القرآن هو كتابٌ من عند الله تبارك وتعالى. ولا يسعنا إلا أن نقول: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ ق: 37]. اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. اللهمّ صلّ على سيدّنا محّمد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين والشهداء والصالحين وعلى أهل الجنّة وبارك عليه  وعليهم وسلّم كما تحبه وترضاه يا الله آمين
 تم نقله وبتصرف من أحدى المواقع الإسلامية ومن أبحاث الأستاذ الفاضل عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com جزاه الله تعالى خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين وأثقل به موازينه آمين
المصادر
1- - Moving Earth and Heaven, www.whoi.edu, February 23, 2004.
3- German Scientists: Earth is Smaller than People Think, www.dw-world.de, 06.07.2007.
4- Tectonic Plates, National Science Digital Library.
5- Allison Macfarlane, Rasoul B. Sorkhabi, Jay Quade, Himalaya and Tibet: Mountain Roots to Mountain Tops, Geological Society of America, 1999.
6- Plate tectonics, www.moorlandschool.co.uk
7-  FUNDAMENTALS OF PHYSICAL GEOGRAPHY, Dr. Michael Pidwirny, University of British Columbia Okanagan, 10/03/2006.
8- Underneath the mountains, www.geology.wisc.edu
9- Dr. Michael Pidwirny, Introduction to the Lithosphere, University of British Columbia Okanagan.
10 - Australia on the move, www.ga.gov.au, 22 June 2004.



الثلاثاء، 15 يوليو 2014

من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم

نقضت الروم الصلح الذي كان بينهم وبين المسلمين الذى كان عقده الرشيد بينه وبين رنى ملكة الروم الملقبة أغسطه وذلك أن الروم عزلوها عنهم وملكوا عليهم النقفور وكان شجاعا يقال إنه منه سلالة آل جفنة فخلعوا رنى وسلموا عينيها فكتب نقفور إلى الرشيد ( من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فان الملكة التي كانت قبلى أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها وذلك من ضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلى ماحملته إليك من الأموال وافتد نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك ) فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه ولا يستطيع مخاطبته وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب ( بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام ) ثم شخص من فوره وسار حتى نزل بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها وغنم من الأموال شيئا كثيرا وخرب وأحرق فطلب نقفور منه الموادعه على خراج يؤدية إليه في كل سنة فأجابه الرشيد إلى ذلك.


معجزة توسع الكون

  (وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) – 10
توسع الكون
 الحمد لله ربّ العالمين
اللهمّ صلّ على سيدّنا محّمد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين والشهداء والصالحين وعلى أهل الجنّة وبارك عليه وعليهم وسلّم كما تحبه وترضاه يا الله آمين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53
أحبتي في الله تعالى .....لنتأمل معا هذه المعجزة التي أخبر بها الله تعالى في كتابه العظيم حيث قال تعالى" وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ "  (الذاريات:47) و المقصود بلفظ بأيد أي بقوة و اقتدار، ومنه قوله . تعالى .: " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ " أي ذا القوة. وموسعون أي جعلنا بينها وبين الأرض سِعَة.
 لقد لاحظ عالم الفلك الأمريكي أدوين هابل عام 1929 بواسطة التلسكوب أن النجوم والمجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة، و في نفس العام أكد العالمان الفلكيان "همسن" و"هابل" نظرية توسع الكون بالمشاهدة، حيث وضع هابل القاعدة المعروفة باسمه وهي قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة لمجراتنا وبالنسبة لبعضها البعض، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر  الكون التقريبي ولتقريب هذه النظرية إلى الأذهان فإننا نعطي مثالاً بتجربة مختبريه تعتمد على أنه لو أن هناك مصدر للضوء وهذا المصدر يرصد عن طريق تحليل الضوء في منشور زجاجي فإن الضوء يتحلل إلى أطيافه السبعة . وهى الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي . فإذا كان المصدر يتحرك بعيداً عن الراصد فنلاحظ أن حزمة الأطياف هذه تنزاح كلها إلى اللون الأحمر، أما إذا كان المصدر يقترب من الراصد فإن حزمة الأطياف تنزاح كلها إلى اللون الأزرق أو البنفسجي، و بنفس الأسلوب يمكننا دراسة النجوم وهل هي تقترب منا أو تبتعد عنا عن طريق تحليل الضوء القادم من النجم، فعندما رصد العلماء النجوم لاحظوا أنها تبتعد عنا؛ لأن حزمة الضوء تنحاز إلى اللون الأحمر، واكتشف العلماء أن المجرات بما تحويه من النجوم هي التي تتباعد عن بعضها البعض بطريقة مستمرة ودائمة، وبذلك فسر العلماء هذه الظاهرة بأنها ناتجة عن توسع الكون نفسه حيث تنساق معه المجرات كلها. وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعات المجرات وأكداس المجرات هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان ما تزال تتوسع وينتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار العظيم في الكتلة الغازية الأولى، وقد أشارت الموسوعة الفضائية إلى هذه الظاهرة، ولقد أسقطت ظاهرة توسع الكون فرضية أزلية الكون، وثبت علمياً أن للكون بداية ونهاية. و بالتالي فان وجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو دلالة لفظ " لَمُوسِعُونَ "  الذي يفيد الماضي والحاضر والمستقبل على أن الكون في حالة توسُّع مستمر، وهي بذلك تكون شهادة صدق بأن القرآن الكريم هو كلام الله، وأن محّمداً . صلى الله عليه وسلم .: " ... مَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى " (النجم:3، 4).
 والحمد لله ربّ العالمين
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  .  رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ .  رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ .  رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ
تم نقله من موقع إسلامي مع يسير من التصرف
لفضيلة الأستاذ الدكتور زغلول النجار جزاه الله تعالى خير الجزاء وغفر له ولوالديه آمين

اعداد عبد الستار المشهداني

الاثنين، 14 يوليو 2014

يوم من أيام الإسلام

في سنة 462 للهجرة
أقبل ملك الروم أرمانوس في جحافل أمثال الجبال من الروم والكرج والفرنج وعدد عظيم وعُدد ومعه خمسة وثلاثون ألفا من البطارقة مع كل بطريق مائتا ألف فارس ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفا ومن الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفا ومعه مائة ألف نقاب وحفار والف روز جاري ومعه أربعمائة عجلة تحمل النعال والمسامير والفا عجلة تحمل السلاح والسروج والغردات والمناجيق منها منجنيق عدة ألف ومائتا رحل وأهله ومن عزمه قبحه الله أن يبيد الاسلام وقد أقطع بطارقته البلاد حتى بغداد واستوصى نائبها بالخليفة خيرا فقال له ارفق بذلك الشيخ فإنه صاحبنا ثم إذا استوثقت ممالك العراق وخراسان لهم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة فاستعادوه من أيدي المسلمين والقدر يقول
( لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون )
 فالقتاه السلطان ألب ارسلان في جيشه وهم قريب من عشرين ألفا بمكان يقال له الزهوة في يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة وخاف السلطان من كثرة جند ملك الروم فأشار عليه الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري بأن يكون وقت الوقعة يوم الجمعة بعد الزوال حين يكون الخطباء يدعون للمجاهدين فلما كان ذلك الوقت وتواقف الفريقان وتواجه الفتيان نزل السلطان عن فرسه وسجد لله عز و جل ومرغ وجهه في التراب ودعا الله واستنصره فأنزل نصره على المسلمين ومنحهم أكتافهم فقتلوا منهم خلقا كثيرا وأسر ملكهم أرمانوس أسره غلام رومي فلما أوقف بين يدي الملك ألب أرسلان ضربه بيده ثلاث مقارع وقال لو كنت أنا الأسير بين يديك ما كنت تفعل قال كل قبيح قال فما ظنك بي فقال إما أن تقتل وتشهرني في بلادك وإما أن تعفو وتأخذ الفداء وتعيدني قال ما عزمت على غير العفو والفداء فافتدى نفسه منه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار فقام بين يدي الملك وسقاه شربة من ماء وقبل الأرض بين يديه وقبل الأرض إلى جهة الخليفة إجلالا وإكراما وأطلق له الملك عشرة آلاف دينار ليتجهز بها وأطلق معه جماعة من البطارقة وشيعه فرسخا وأرسل معه جيشا يحفظونه إلى بلاده ومعهم راية مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله فلما انتهى إلى بلاده وجد الروم قد ملكوا عليهم غيره فأرسل إلى السلطان يعتذر إليه وبعث من الذهب والجواهر ما يقارب ثلاثمائة ألف دينار وتزهد ولبس الصوف ثم استغاث بملك الأرمن فأخذه وكحله وأرسله إلى السلطان يتقرب إليه .
(من كتاب البداية والنهاية لابن كثير )


الفتوحات الاسلامية في المستقبل ( فتح ايطاليا )

عن أبى قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي و سئل أي المدينتين تفتح
أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق ، قال : فأخرج منه
كتابا قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب
، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو
رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مدينة هرقل تفتح أولا . يعني قسطنطينية " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 8 :

( عن أبي قبيل ) .

رواه أحمد ( 2 / 176 ) و الدارمي ( 1 / 126 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف "
( 47 / 153 / 2 ) و أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 116 / 2 )
و الحاكم ( 3 / 422 و 4 / 508 ) و عبد الغني المقدسي في " كتاب العلم "
( 2 / 30 / 1 ) ، و قال : " حديث حسن الإسناد " .
و صححه الحاكم و وافقه الذهبي و هو كما قالا .
و ( رومية ) هي روما كما في " معجم البلدان " و هي عاصمة إيطاليا اليوم .
و قد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف ، و ذلك بعد
أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح ، و سيتحقق
الفتح الثاني بإذن الله تعالى و لابد ، و لتعلمن نبأه بعد حين .

الأحد، 13 يوليو 2014

بطولات المسلمين ايام العز

حكى أبو بكر الطرطوشي رحمة الله تعالى عليه في كتابه سراج الملوك قال كان شيوخ الجند يحكون لنا في بلادنا قالوا دارت حرب بين المسلمين والكفار ثم افترقوا فوجدوا في المعترك قطعة خودة قدر الثلث بما حوته من الرأس فقالوا إنه لم ير قط ضربة أقوى منها ولم يسمع بمثلها في جاهلية ولا إسلام فحملتها الروم وعلقتها في كنيسة لهم فكانوا إذا عيروا بانهزامهم يقولون لقينا أقواما هذا ضربهم فيرحل أبطال الروم إليها ليروها .

ذكر كلمة الملك في سورة يوسف





عندما يذكر القرآن حكام مصر القدامى لا يذكرهم إلا بلقب (فرعون) وذلك في حوالي ستين آية كريمة إلا في سورة واحدة ذكر فيها حاكم مصر بلقب (ملك) وذلك في سورة يوسف ، قال تعالى : ) وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ((1)، وقوله تعالى: )وقـال الـملك ائتـوني به ((2) . إنها سورة يوسف … لم يذكر فيها لقب فرعون مع أن يوسف عليه السلام عـاش في مصر … وذكرت السورة في ثلاث آيات هي ( 43 و 50 و 54 ) أن حاكم مصر كان لقبه ملكاً وليس فرعوناً فكيف هذا ؟..
بقيت هذه الآيات الثلاث إعجازاً قرآنياً، حتى فكك ( شامبليون ) حجر رشيد وتعرف على الكتابة الهيرروغلوفية في أواخر القرن التاسع عشر، فتعرف العالم على تاريخ مصر في مطلع القرن الحالي بشكل دقيق فظهرت المعجزة.
إن حياة يوسف عليه السلام في مصر كانت أيام ( الملوك الرعاة : الهكسوس ) الذين تغلبوا على جيوش الفراعنة ، وظلوا في مصر من 1730 ق.م إلى 1580 ق.م حتى أخرجهم أحمس الأول وشكل الدولة الحديثة (الإمبراطورية) .
لذلك كان القرآن العظيم دقيقاً جداً في كلماته لم يقل : قال فرعون ائتوني به ، ولم يقل : وقال فرعون إني أرى سبع بقرات سمان ، بل قال : ) وقال الملك( .
لأن يوسف عليه السلام عاش في مصر أيام ( الملوك الرعاة ) حيث تربع على مصر ملوك بدل الفراعنة الذين انحسر حكمهم إلى الصعيد وجعلوا عاصمتهم طيبة .
أليس هذه معجزة قرآنية تاريخية تشهد بدقته وصحته… وتشهد بالتـالي بنبـوة محمد بن عبدالله r ؟!(3)".
(1) سورة يوسف : الآية (43).
(2) سورة يوسف : الآيات (50) و (54).
(3) الإنسان بين العلم والدين : د. شوقي أبو خليل ، ص112.