الفصل الثاني
مرت تلك القضية بسرعة في ذهن "عبد الحميد" بعد سماعه لاسم "سامح سعيد" .
- متى ؟
- في الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم, كان على متن طائرة تابعة للخطوط العراقية قادمة من اربيل , و متوجهة الى الجزائر.
- من القى القبض عليه ؟
- أمن المطار بأمر من جهاز مكافحة الارهاب.
- هل ما يزال في مكافحة الارهاب ؟
- نعم يا افندم.
- اعمل طلب لجلبه الى جهاز المخابرات فورا.
وضع "عصمت" حقيبته المميزة على الطاولة الصغيرة امامه , فتحها قلب فيها بعض الاوراق , اختار منها واحدة , ثم اقفل الحقيبة , وضع الورقة فوقها و دوّن فيها بعض الكلمات , كان "عصمت" في حقيبته تلك يحمل مجموعة نسخ من الكتب الرسمية والجاهزة للاستعمال , قام "عصمت" و سلم الورقة الى "عبد الحميد" :
- تفضل افندم.
كانت الورقة عبارة عن كتاب لنقل "سامح سعيد" الى جهاز المخابرات مذيل باسم مدير المخابرات عبد الحميد. تناول عبد الحميد الورقة ووضعها امامه على المكتب وسحب قلما من امامه ووقع الكتاب .
"عصمت" اتصل بعميد "سمير".
طلب "عبد الحميد" من "عصمت" الاتصال بمدير جهاز مكافحة التجسس في المخابرات , و لعلمه ان جهازه المحمول محمي بصورة ممتازة على عكس اجهزة اتصاله المراقبة من شتى الجهات. اخرج عصمت هاتفه الخاص وطلب رقما واتصل به ثم سلمه الى الرئيس :
- كيف حالك "سمير" ... هناك صديق ينتظرك في المديرية ... انها مفاجأة ... اهتم به ... مع السلامة.
كان "سمير" مديراً لجهاز مكافحة التجسس , وقد اعتاد ان يقضي يوم الجمعة بين افراد اسرته , كان ذلك يوما مقدسا لاسرته فهو اليوم الوحيد الذي يستطيعون فيه رؤيته والاستئثار به , فهو في معظم ايام الاسبوع يقضي ما لا يقل عن اثني عشر ساعة في دائرته. لذلك كان الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من رئيسه مزعجا له لانه يعلم انه سيسبب الازعاج والضيق لزوجته التي قطع لها وعدا بقضاء عطلة الجمعة مع العائلة. قبّل "سمير" رأس زوجته معتذرا منها وقام ليتهيأ للذهاب .
كانت كلمة "الصديق" الذي استعملها الرئيس مجازية تستعمل للدلالة على جاسوس او عميل اجنبي , ومن اتصال الرئيس الشخصي به بدا ان هذا الصديق مهم. كان "سمير" متشوقا لمعرفة من هذا الشخص المهم الذي أفسد عليه نهاره.
بعد خمس وعشرين دقيقة تقريبا وصل "سمير" الى مبنى المخابرات , ما ان وطأت قدمه ارض المبنى حتى توجه الى مكتب "عصمت" فهو يعلم ان الرئيس اتصل به من هاتف "عصمت" الخاص كما ان "عصمت" في يوم الجمعة هو المدير وكالةً لجهاز المخابرات ولا بد ان كل المعلومات في حوزته.
وجد "سمير" "عصمت" منشغلا كالعادة باوراقه الكثيرة , حياه وجلس , كان من الواضح لدى "عصمت" ان "سمير" جاء ليستفسر منه عن الامر الذي جعله يقطع استراحته الاسبوعية و يسرع الى الدائرة.
- عزيزي "عصمت", أما كان من الممكن ان ينتظر الصديق بضع ساعات حتى صباح الغد.
- عزيزي "سمير" , ربما لن تجده حيا حتى صباح الغد.
- لقد شوقتني , من هو ؟
- "سامح سعيد".
اثار الاسم ذهن "سمير" المتوقد , "سامح سعيد" ذلك الشخص المزيف المستهتر الذي دخل مصر وخرج منها بجواز مزيف وعبر مطار القاهرة ذي الاجراءات الامنية المشددة ليذهب الى ارتريا ليقوم بحركة استعراضية بزيارة السفارة هناك وليكشف وجهه امام كاميرات السفارة ورجال الامن فيها.
ليس هذا الامر فقط , فقد كان لهذا الشخص دور في الاعمال التخريبية والانفجارات التي دوت في جزر دهلك وكان في استعماله للجواز المصري في مهمته تلك جانب سيئ فقد كان من الممكن ان يعرض العلاقات المصرية الاسرائيلية او الارترية الى الضرر. ولكن الصمت الذي لزمه الجانب الاسرائيلي بصفته المتضرر الاول في حادثة دهلك كان مريبا.
لكن المفاجىء في قصة "سامح سعيد" كان قبل اربعة اشهر, عندما صدرت مذكرة قبض دولية من شرطة الانتربول باسم المدعو "سامح سعيد" مصري الجنسية باعتباره ارهابي خطر قام بالتخطيط والتحضير لعدة هجمات ارهابية في دول المنطقة.
- اين تم القبض عليه ؟
- في مطار القاهرة.
- في مطار القاهرة !
- نعم , و هو يحمل جواز يمني مزيف.
- وكيف تم التعرف عليه ؟
- جاءنا اشعار من الانتربول يعلمنا برقم الرحلة التي يستقلها وبيانات جوازه.
اثار هذا الامر استغراب "سمير" , كان يدرك ان هذا الامر معناه ان الرجل كان مكشوفا قبلاً وان توقيت الاشعار ومكانه كان لغرض معين.
- متى قُبض عليه ؟
- في حوالي الواحدة والنصف بعد الظهر.
- اين هو الان ؟
- في جهاز مكافحة الارهاب.
نظر "سمير" في ساعته , كانت الساعة تشير الى السادسة مساءاً .
- مضى عليه هناك اربع ساعات ونصف ... هل اصدرت امرا لجلبه ؟
- بالطبع , هناك وحدة خرجت لجلبه قبل قليل.
- سانتظر في مكتبي لحين جلبه.
- حسنا , حظا موفقاً.
كان لدى "سمير" كم هائل من الاسئلة التي يود طرحها على المدعو "سامح سعيد" لذلك ذهب الى مكتبه واعاد فتح ملفات قضيته ومراجعتها استعدادا لاستجوابه.
- متى ؟
- في الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم, كان على متن طائرة تابعة للخطوط العراقية قادمة من اربيل , و متوجهة الى الجزائر.
- من القى القبض عليه ؟
- أمن المطار بأمر من جهاز مكافحة الارهاب.
- هل ما يزال في مكافحة الارهاب ؟
- نعم يا افندم.
- اعمل طلب لجلبه الى جهاز المخابرات فورا.
وضع "عصمت" حقيبته المميزة على الطاولة الصغيرة امامه , فتحها قلب فيها بعض الاوراق , اختار منها واحدة , ثم اقفل الحقيبة , وضع الورقة فوقها و دوّن فيها بعض الكلمات , كان "عصمت" في حقيبته تلك يحمل مجموعة نسخ من الكتب الرسمية والجاهزة للاستعمال , قام "عصمت" و سلم الورقة الى "عبد الحميد" :
- تفضل افندم.
كانت الورقة عبارة عن كتاب لنقل "سامح سعيد" الى جهاز المخابرات مذيل باسم مدير المخابرات عبد الحميد. تناول عبد الحميد الورقة ووضعها امامه على المكتب وسحب قلما من امامه ووقع الكتاب .
"عصمت" اتصل بعميد "سمير".
طلب "عبد الحميد" من "عصمت" الاتصال بمدير جهاز مكافحة التجسس في المخابرات , و لعلمه ان جهازه المحمول محمي بصورة ممتازة على عكس اجهزة اتصاله المراقبة من شتى الجهات. اخرج عصمت هاتفه الخاص وطلب رقما واتصل به ثم سلمه الى الرئيس :
- كيف حالك "سمير" ... هناك صديق ينتظرك في المديرية ... انها مفاجأة ... اهتم به ... مع السلامة.
كان "سمير" مديراً لجهاز مكافحة التجسس , وقد اعتاد ان يقضي يوم الجمعة بين افراد اسرته , كان ذلك يوما مقدسا لاسرته فهو اليوم الوحيد الذي يستطيعون فيه رؤيته والاستئثار به , فهو في معظم ايام الاسبوع يقضي ما لا يقل عن اثني عشر ساعة في دائرته. لذلك كان الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من رئيسه مزعجا له لانه يعلم انه سيسبب الازعاج والضيق لزوجته التي قطع لها وعدا بقضاء عطلة الجمعة مع العائلة. قبّل "سمير" رأس زوجته معتذرا منها وقام ليتهيأ للذهاب .
كانت كلمة "الصديق" الذي استعملها الرئيس مجازية تستعمل للدلالة على جاسوس او عميل اجنبي , ومن اتصال الرئيس الشخصي به بدا ان هذا الصديق مهم. كان "سمير" متشوقا لمعرفة من هذا الشخص المهم الذي أفسد عليه نهاره.
بعد خمس وعشرين دقيقة تقريبا وصل "سمير" الى مبنى المخابرات , ما ان وطأت قدمه ارض المبنى حتى توجه الى مكتب "عصمت" فهو يعلم ان الرئيس اتصل به من هاتف "عصمت" الخاص كما ان "عصمت" في يوم الجمعة هو المدير وكالةً لجهاز المخابرات ولا بد ان كل المعلومات في حوزته.
وجد "سمير" "عصمت" منشغلا كالعادة باوراقه الكثيرة , حياه وجلس , كان من الواضح لدى "عصمت" ان "سمير" جاء ليستفسر منه عن الامر الذي جعله يقطع استراحته الاسبوعية و يسرع الى الدائرة.
- عزيزي "عصمت", أما كان من الممكن ان ينتظر الصديق بضع ساعات حتى صباح الغد.
- عزيزي "سمير" , ربما لن تجده حيا حتى صباح الغد.
- لقد شوقتني , من هو ؟
- "سامح سعيد".
اثار الاسم ذهن "سمير" المتوقد , "سامح سعيد" ذلك الشخص المزيف المستهتر الذي دخل مصر وخرج منها بجواز مزيف وعبر مطار القاهرة ذي الاجراءات الامنية المشددة ليذهب الى ارتريا ليقوم بحركة استعراضية بزيارة السفارة هناك وليكشف وجهه امام كاميرات السفارة ورجال الامن فيها.
ليس هذا الامر فقط , فقد كان لهذا الشخص دور في الاعمال التخريبية والانفجارات التي دوت في جزر دهلك وكان في استعماله للجواز المصري في مهمته تلك جانب سيئ فقد كان من الممكن ان يعرض العلاقات المصرية الاسرائيلية او الارترية الى الضرر. ولكن الصمت الذي لزمه الجانب الاسرائيلي بصفته المتضرر الاول في حادثة دهلك كان مريبا.
لكن المفاجىء في قصة "سامح سعيد" كان قبل اربعة اشهر, عندما صدرت مذكرة قبض دولية من شرطة الانتربول باسم المدعو "سامح سعيد" مصري الجنسية باعتباره ارهابي خطر قام بالتخطيط والتحضير لعدة هجمات ارهابية في دول المنطقة.
- اين تم القبض عليه ؟
- في مطار القاهرة.
- في مطار القاهرة !
- نعم , و هو يحمل جواز يمني مزيف.
- وكيف تم التعرف عليه ؟
- جاءنا اشعار من الانتربول يعلمنا برقم الرحلة التي يستقلها وبيانات جوازه.
اثار هذا الامر استغراب "سمير" , كان يدرك ان هذا الامر معناه ان الرجل كان مكشوفا قبلاً وان توقيت الاشعار ومكانه كان لغرض معين.
- متى قُبض عليه ؟
- في حوالي الواحدة والنصف بعد الظهر.
- اين هو الان ؟
- في جهاز مكافحة الارهاب.
نظر "سمير" في ساعته , كانت الساعة تشير الى السادسة مساءاً .
- مضى عليه هناك اربع ساعات ونصف ... هل اصدرت امرا لجلبه ؟
- بالطبع , هناك وحدة خرجت لجلبه قبل قليل.
- سانتظر في مكتبي لحين جلبه.
- حسنا , حظا موفقاً.
كان لدى "سمير" كم هائل من الاسئلة التي يود طرحها على المدعو "سامح سعيد" لذلك ذهب الى مكتبه واعاد فتح ملفات قضيته ومراجعتها استعدادا لاستجوابه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق