الأربعاء، 30 مارس 2016

ام الدرداء العالمة الفقيهة

أم الدرداء السيدة العالمة الفقيهة، هجيمة، وقيل : جهيمة الاوصابية الحميرية الدمشقية، وهي أم الدرداء الصغرى.
روت علما جما عن زوجها أبي الدرداء، وعن سلمان الفارسي، وكعب ابن عاصم الاشعري، وعائشة، وأبي هريرة، وطائفة. وعرضت القرآن وهي صغيرة على أبي الدرداء. وطال عمرها، واشتهرت بالعلم والعمل والزهد.
وقال ابن جابر وعثمان بن أبي العاتكة: كانت أم الدرداء يتيمة في حجر أبي الدرداء، تختلف معه في برنس، تصلي في صفوف الرجال، وتجلس في حلق القراء تعلم القرآن، حتى قال لها أبو الدرداء يوما: الحقي بصفوف النساء.
عن جبير ابن نفير، عن أم الدرداء، أنها قالت لابي الدرداء عند الموت: إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوك، وأنا أخطبك إلى نفسك في الآخرة، قال: فلا تنكحين بعدي.
فخطبها معاوية فأخبرته بالذي كان، فقال: عليك بالصيام.
ورويت من وجه عن لقمان بن عامر، وزاد: وكان لها جمال وحسن.
وروى ميمون بن مهران عنها، قالت: قال لي أبو الدرداء: لا تسألي أحدا شيئا، فقلت، إن احتجت ؟ قال: تتبعي الحصادين، فانظري ما يسقط منهم فخذيه فاخبطيه ثم اطحنيه وكليه.
قال مكحول: كانت أم الدرداء فقيهة.
وعن عون بن عبد الله، قال: كنا نأتي أم الدرداء فنذكر الله عندها.
وقال يونس بن ميسرة: كن النساء يتعبدن مع أم الدرداء، فإذا ضعفن عن القيام، تعلقن بالحبال.

وقال عثمان بن حيان: سمعت أم الدرداء تقول: إن أحدهم يقول:
للهم ارزقني، وقد علم أن الله لا يمطر عليه ذهبا ولا دراهم، وإنما يرزق بعضهم من بعض، فمن أعطي شيئا، فليقبل، فإن كان غنيا، فليضعه في ذي الحاجة، وإن كان فقيرا، فليستعن به.

قال إسماعيل بن عبيدالله: كان عبدالملك بن مروان جالسا في صخرة بيت المقدس، وأم الدرداء معه جالسة، حتى إذا نودي للمغرب قام وقامت تتوكأ على عبدالملك حتى يدخل بها المسجد، فتجلس مع النساء، ويمضي عبدالملك إلى المقام يصلي بالناس.
وعن يحيى بن يحيى الغساني، قال: كان عبدالملك بن مروان كثيرا ما يجلس إلى أم الدرداء في مؤخر المسجد بدمشق.
وعن عبد ربه بن سليمان، قال: حجت أم الدرداء في سنة إحدى وثمانين.
رحمها الله (منقول بتصرف من كتاب سير اعلام النبلاء)

ليست هناك تعليقات: