عنِ
البَراءِ أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم كانَ أوَّلَ ما قَدِمَ المدِينةَ
نَزَلَ على أجدادِهِ – أو قال أخوالِه – مِنَ الأنصار ، و أنَّهُ صَلَّى قِبَلَ
بَيتِ المَقدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهرْاً ، أو سَبَعَةَ عَشَر شَهرْاً ، و كان
يُعجِبُهُ أن تَكونَ قِبلَتُهُ قِبَلَ البَيتِ ، و أنَّه صَلَّى أوَّلَ صَلاةٍ
صَلاّها [ قِبل مكة ] صلاة العصرِ ، وَ صَلَّى مَعَهُ قَومٌ ، فخرجَ رجُلٌ مِمَّن
صلَّى مَعَهُ فمرَّ على أهلِ مّسجِدٍ وَ هُم راكِعونَ فقال : أشهَدُ باللهِ لَقد
صَلَّيتُ معَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم قِبَلَ مكَّة ، فدارُوا – كما
هُم – قِبَلَ البَيتِ . و كانتِ اليهودُ قد أعجَبَهُم إذ كانَ يُصَلِّي قِبَلَ
بَيتِ المَقدِسِ ، و أهلُ الكِتابِ ، فلمّا ولَّى وَجههُ قِبَلَ البيتِ أنكرُوا
ذلكَ .
عن
أبي أيُّوبِ الأنصاريِّ رضيَّ اللهُ عنه قال : قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و
سلّم (( إذا أتى أحدُكُم الغائطَ فلا يَسْتقبِلِ القِبلةَ ولا يُوَلِّها ظَهرَه ،
شَرِّقوا أو غَرِّبوا )).
عن
أبي سَعيدٍ الخُدْريَّ : قالتِ النساءُ للنبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم غَلَبَنا
عَلَيكَ الرِّجالُ ، فاجعل لنا يَوماً مِنْ نَفْسِكَ . فوَعدَهُنَّ يوماً
لَقِيَهُنَّ فيهِ و أمَرَهنَّ ، فكانَ فيما قال لَهنَّ (( ما مِنكُنَّ امْرأةٌ
تُقَدِّمُ ثلاثةً مِن وَلَدها [ يموتون قبلها ] إلاّ كانَ لَها حِجاباً مِن النار
)) . فقالت امرأةٌ : و اثنَينِ ؟ فقال (( و اثنين )).
عن
ابنِ عمرَ رضيَّ اللهُ عنهما قال : كان المسلمونَ حينَ قدِموا المدينةَ يَجتمعونَ
فيتحيَّنونَ الصلاةَ ليس يُنادى لها . فتكلَّموا يوماً في ذلك ، فقال بعضُهم :
اتَّخِذوا ناقوساً مثلَ ناقوسِ النصارى ، وقال بعضُهم : بل بُوقاً مثل قَرنِ
اليهودِ . فقال عمرُ : أَوَلا تَبعَثون رجُلاً يُنادِي بالصلاة ؟ فقال رسولُ اللهِ
صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( يا بلالُ ، قم فنادِ بالصلاة )).
عن
أنسٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : أُمِرَ بلالٌ أن يَشفعَ الأذانَ وأن يُوتِرَ الإقامةَ
.
عن
أم العلاء رضيَّ اللهُ عنها قالت : أن عثمانَ بن مَظغونٍ [ رضيَّ اللهُ عنه ] طارَ
لهم [ خرج في القرعة لهم ] في السُّكنى حينَ اقترَعَتِ الأنصارُ على سُكنى
المهاجرينَ . قالت أمُّ العلاء : فاشتكى عثمانُ عندَنا ، فمرَّضْتُهُ حتى تُوُفيَ
، و جعلناهُ في أثوابهِ . فدخَلَ علينا النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فقلت :
رحمة الله عليكَ أبا السائب [ كُنيَة عثمان ] ، شهادتي عليك لقد أكرمَك الله .
فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( و ما يُدريكِ أن الله أكرمهُ )) ؟ قالت :
قلتُ لا أدري ، بأبي أنتَ و أُمي يا رسول الله ، فمن ؟ قال (( أما هوَ فقد جاءهُ و
اللهِ اليقينُ ، و اللهِ إني لأرجو لهُ الخيرَ ، و ما أدري و اللهِ – و أنا رسولُ
اللهِ – ما يُفعَلُ بي )) . قالت : فو اللهِ لا أُزكِّي أحداً بعدَه . قالت :
فأحزَنَني ذلك ، فنِمتُ ، فرِأيتُ لعُثمانَ عينا تجري ، فجئتُ رسولَ اللهِ صلى
اللهُ عليهِ و سلّم و أخبرتُه ، فقال (( ذَلك عَمَلُهُ )) .
عن
أنسٍ بن مالكٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : جاء ثلاثةُ رَهَطٍ إلى بيوتِ أزواج النبيِّ
صلى اللهُ عليهِ و سلّم يسألونَ عن عبادةِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ، فلما
أُخبروا كأَنهم تَقالُّوها ، فقالوا : وأينَ نحنُ من النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و
سلّم ؟ قد غَفر اللهُ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ و ما تأخَّر. قال أحدُهم : أما أنا
فأنا أصلِّي الليلَ أبداً . وقال آخر : أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفطر . وقال آخر:
أنا أعتزِلُ النساء فلا أتزوَّجُ أبداً . فجاء رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم
فقال (( أنتُم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما واللهِ إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ،
لكني أصومُ وأُفطر ، وأصلِّي وأرقُد ، وأتزوجُ النساء ، فمن رغِبَ عن سُنَّتي
فليسَ مني )).