عن
البراءِ رضيَّ اللهُ عنه قال : فلما دخلها [ مكة ] ومضى الأجلُ أتَوا علياً فقالوا
: قُل لصاحبكَ اخرُجْ عنّا فقد مضى الأجل . فخرج النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ،
فتَبعَتْه ابنةُ حمزةَ تُنادِي : يا عمِّ يا عمّ . فتَناوَلها عليُّ فأخذَ بيدها
وقال لفاطمة عليها السلامُ : دُونكِ ابنةَ عمِّكِ حمِّليها [ امسكيها عندك ] .
فاختصم فيها عليٌّ وزيدٌ وجعفرٌ : قال عليّ : أنا أخذتها وهي بنتُ عمي . وقال
جعفرٌ : ابنةُ عمِّي وخالتُها تحتي . وقال زيدٌ : ابنة أخي . فقضى بها النبيُّ صلى
اللهُ عليهِ و سلّم لخالتِها وقال (( الخالةُ بمنزلة الأم )). وقال لعليّ (( أنتَ
مني وأنا منك )). وقال لجعفر (( أشبهت خَلقي وخُلقي )). وقال لزيد (( أنتَ أخونا
ومَولانا )). وقال عليّ : ألا تتزوَّجُ بنتَ حمزة ؟ قال (( إنها ابنةُ أخي منَ
الرضاعة )) .[1]
السبت، 12 أبريل 2014
سورة الفاتحة دواء
عن
ابي سعيدٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : انطَلَقَ نَفرٌ من أصحابِ النبيِّ صلى اللهُ
عليهِ و سلّم في سَفْرةٍ سافَروها ، حتّى نزَلوا على حيٍّ من أحياءِ العرب
فاستَضافوهم فأبَوا أن يُضيِّفوهم ، فلُدِغَ سَيِّدُ ذلكَ الحيِّ ، فسَعَوا لهُ
بكلِّ شيءٍ ، لا يَنفعُهُ شيء . فقال بعضهم : لو أتيتُم هؤُلاءِ الرَّهطَ الذينَ
نزَلوا لعلَّهُ أن يكونَ عندَ بعضهم شيء . فأتَوْهم فقالوا : يا أيُّها الرَّهطُ
إِنَّ سيِّدَنا لُدِغَ ، وسَعينا لهُ بكلّ شيءٍ لا يَنفعُه ، فهل عندَ أحدٍ منكم
مِن شيءٍ ؟ فقال بعضُهم : نعم واللهِ ، إني لأرقِي ، ولكِنْ واللهِ لقدِ
استَضَفْناكم فلم تُضيِّفونا ، فما أنا براقٍ لكم حتّى تَجعلوا لنا جُعلاً [ جائزة
] . فصالَحوهم على قَطيعٍ منَ الغنم. فانطلقَ يَتفِلُ عليهِ ويقرأُ ) الحمدُ للهِ
ربِّ العالَمين ( فكأنَّما نُشِطَ من عِقال ، فانطَلَقَ يمشي
وما بهِ قَلَبة [ عِلة ]. قال : فأوفوهم جُعلَهم الذي صالحوهم عليه . فقال بعضُهم
: اقسِموا [ قسمة الغنيمة ]. فقال الذي رَقَى : لا تَفْعلوا حتّى نأتيَ النبيَّ
صلى اللهُ عليهِ و سلّم فنذكُرَ لهُ الذي كان فننظُرَ ما يأمُرنا . فقدِموا على
رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم فذَكروا له ، فقال (( وما يُدريكَ أنها رُقْية
)) ؟ [ أي إن سورة الفاتحة رقية ] ثمَّ قال (( قد أَصبتم ، اقسِموا واضربوا لي
معكم سَهماً ))، فضَحِكَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم .[1]
[1] صحيح البخاري - كتاب الإجارة \ باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة
الكتاب - حديث : 2178
الجمعة، 11 أبريل 2014
هل تنفق مما تحب ؟
كان أبو طلحةَ أكثر
أنصاريٍّ بالمدينةِ نخلاً ، وكان أحبَّ أموالِهِ بِيرحاء ، وكانت مستقبلةً المسجدَ
، وكان رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم يَدخُلها ويَشربُ من ماءٍ فيها طَيِّب .
فلما أُنزلَت ) لن
تَنالوا البرَّ حتى تُنفِقوا مما تُحبّون( قام أبو طلحة فقال : يا رسولَ الله ، إنَّ اللهَ
يقول ) لن تَنالوا البرَّ حتى تُنفِقوا مما تُحبّون ( وإنَّ أحبَّ
أموالي إليَّ بِيرحاء ، وإنها صَدقة أرجو برَّها وذُخرَها عندَ الله ، فضَعْها يا
رسولَ الله حيثُ أراكَ الله . قال رسولُ الله (( بَخٍ ، ذلك مالٌ رابح ، ذلك مالٌ
رابح . وقد سمعتُ ما قلتَ وإني أرَى أن
تجعلها في الأقرَبين )). قال أبو طلحةَ : أفعَلُ يا رسولَ الله . فقَسَمها أبو
طلحةَ في أقاربه وبني عمِّه .[1]
[1] صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن \ سورة البقرة -
باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون إلى به عليم - حديث : 4288
خطر الدين
عن
أبي هريرة رضيَّ اللهُ عنه : أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم كان يؤتى
بالرجل المتَوَفى عليه الدَّين ، فيسألُ (( هل تركَ لِدَينِهِ فضلاً )) ؟ [ هل ترك
ما يوفي دينه ] فإِن حُدِّثَ إنه تركَ وَفاءً صلى [ صلى عليه صلاة الجنازة ] ،
وإلاّ قال للمسلمين (( صلوا على صاحبِكم )).[ وذلك لِعُظم الدَين ] فلما فَتَحَ
اللهُ عليه الفتوحَ قال (( أنا أولى بالمؤمنينَ من أنفُسِهم ، فمن تُوُفيَ من
المؤمنين فتركَ دَيناً فعليَّ قَضاؤه ، ومن تَرَكَ مالاً فلِوَرَثَتِهِ )).[1]
من نبوءات الرسول
بئر أريس
عن
أبي موسى الأشعريّ رضيَّ اللهُ عنه أنه توضَّأ في بيتهِ ثمَّ خرَجَ فقلتُ :
لألزمنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم ولأكونن معَهُ يومي هذا . قال :
فجاءَ المسجدَ فسأل عن النبيِّ صلى اللهُ
عليهِ و سلّم فقالوا : خرج ووَجَّهَ ها هنا ، فخرجتُ على إثرهِ أسألُ عنه حتى دخلَ
بئرَ أريسٍ ، فجلستُ عندَ الباب – وبابُها من جَريد – حتى قضى رسولُ اللهِ صلى
اللهُ عليهِ و سلّم حاجَتَه فتوضأ ، فقمتُ إليه ، فإذا هوَ جالس على بئرِ أريسٍ
وتَوسَّطَ قُفَّها وكشفَ عن ساقَيهِ ودَلاهما في البئرِ ، فسلمتُ عليه ثمَّ
انصرَفتُ فجلستُ عندَ الباب فقلت : لأكوننَّ بَوّابَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ
و سلّم اليومَ ، فجاء أبو بكرٍ فدفَعَ البابَ ، فقلتُ مَن هذا ؟ فقال : أبو بكر .
فقلتُ : على رِسلِكَ ، ثم ذهبت فقلت : يا رسولَ اللهِ هذا أبو بكر يَستأذِن ، فقال
(( ائذَنْ له وبشِّرْهُ بالجنة )). فاقبلتُ حتى قلتُ لأبي بكر : ادخُلْ ورسولُ
اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يبشِّرُكَ بالجنة . فدخلَ أبو بكرٍ فجلسَ عن يمين
رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم معَهُ في القُفِّ ودلَّى رِجلَيه في البئر كما
صنعَ النبيّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم وكشفَ عن ساقَيهِ . ثم رجعت فجلست وقد تركتُ
أخي يَتوضأُ ويَلحَقني ، فقلت إن يُردِ اللهُ بفلانٍ خيراً – يريدُ أخاهُ – يأتِ
بهِ . فإذا إنسانٌ يُحرِّكُ البابَ ، فقلت : من هذا ؟ فقال : عمرُ بنُ الخطاب ،
فقلت : على رِسلِكَ ثم جئتُ إلى رسولِ اللهِ فسلمت عليه فقلتُ : هذا عمرُ بن
الخطاب يَستأذِنُ . فقال (( ائذَنْ له وبشِّرْهُ بالجنة )) فجئت فقلت : ادخُلْ
وبشِّرَكَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم
بالجنَّة . فدخلَ فجلسَ معَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم في القُفِّ
عن يَسارهِ ودلَّى رِجليه في البئر . ثم رجعت فجلست فقلت : إن يُردِ اللهُ بفلانٍ
خيراً يأتِ بهِ . فجاء إنسانٌ يُحرِّكُ البابَ فقلتُ : من هذا ؟ فقال : عثمانُ بن
عَفّانَ فقلت : على رِسلِكَ .فجئتُ إلى رسولِ اللهِ فاخبرتُه ، فقال (( ائذَنْ له
وبشِّرْهُ بالجنة على بَلْوَى تُصيبهُ )) ، فجئتهُ فقلت له : ادخُلْ ، وبشِّرَكَ
رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم بالجنَّةِ على بَلَوى تُصيبُك . فدخلَ فوجدَ
القُفَّ قد مليءَ ، فجلسَ وجاهَهُ منَ الشقِّ الآخر [ كذلك اجتمع قبر الرسول صلى
اللهُ عليهِ و سلّم مع قبر الشيخين رضيَّ اللهُ عنهما ودفن عثمان رضيَّ اللهُ عنه
في البقيع وفي هذا البئر سقط خاتم الرسول صلى اللهُ عليهِ و سلّم من اصبع عثمان رضيَّ
اللهُ عنه وفُقد ].[1]
[1] صحيح البخاري - كتاب المناقب \ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو
كنت متخذا خليلا - حديث : 3492
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)