الخميس، 19 نوفمبر 2015

سفراء الإسلام والكلمة الشجاعة و الصادقة


سفراء الإسلام والكلمة الشجاعة و الصادقة
كان سعد (رضي الله عنه) قد بعث طائفة من اصحابه الى كسرى يدعونه الى الله قبل الوقعة فاستاذنوا على كسرى فاذن لهم وخرج اهل البلد ينظرون الى اشكالهم وارديتهم على عواتقهم وسياطهم بأيديهم والنعال في ارجلهم وخيولهم الضعيفة وخبطها الارض بارجلها وجعلوا يتعجبون منها غاية العجب كيف مثل هؤلاء يقهرون جيوشهم مع كثرة عددها وعددها ولما استاذنوا على الملك يزدجرد اذن لهم واجلسهم بين يديه وكان متكبرا قليل الادب ثم جعل يسالهم عن ملابسهم هذه ما اسمها عن الاردية والنعال والسياط ثم كلما قالوا شيئا من ذلك تفاءل فرد الله فاله على راسه ثم قال لهم ما الذي اقدمكم هذه البلاد اظننتم انا لما تشاغلنا بأنفسنا اجترأتم علينا فقال له النعمان بن مقرن ان الله رحمنا فأرسل الينا رسولا يدلنا على الخير ويامرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه ووعدنا على اجابته خير الدنيا والآخرة فلم يدع الى ذلك قبيلة الا صاروا فرقتين فرقة تقاربه وفرقة تباعده ولا يدخل معه في دينه الا الخواص فمكث كذلك ما شاء الله ان يمكث ثم امر ان ينهد الى من خالفه من العرب ويبدا بهم ففعل فدخلوا معه جميعا على وجهين مكروه عليه فاغتبط وطائع اياه فازداد فعرفنا جميعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق وامرنا ان نبدأ بمن يلينا لكم قوتا الى خصبكم واكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكا يرفق بكم فاسكت القوم فقام المغيرة بن شعبة فقال ايها الملك ان الأشراف الأشراف ويعظم حقوق الأشراف الأشراف وليس كل ما ارسلوا له جمعوه لك هؤلاء رؤس العرب وجوههم وهم اشراف يستحيون من الأشراف وإنما يكرم ولا كل ما تكلمت به اجابوك عليه وقد احسنوا ولا يحسن بمثلهم الا ذلك فجاوبني فاكون انا الذي ابلغك ويشهدون على ذلك انك قد وصفتنا صفة لم تكن بها عالما فاما ما ذكرت من سوء الحال فما كان اسوا حالا منا واما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع كنا ناكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات ونرى ذلك طعامنا واما المنازل فانما هى ظهر الارض ولا نلبس الا ما غزلنا من اوبار الابل واشعار الغنم ديننا ان يقتل بعضنا بعضا وان يبغى بعضنا على بعض وان كان احدنا ليدفن ابنته وهى حية كراهية ان تاكل من طعامه وكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرت لك وفي المعاد على ما ذكرت لك فبعث الله الينا رجلا معروفا نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فارضه خير ارضنا وحسبه خير احسابنا وبيته خير بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو نفسه كان خيرنا في الحال التى كان فيها اصدقنا واحلمنا فدعانا الى امر فلم يجبه احد اول ترب كان له الخليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا وزاد ونقصنا فلم يقل شيئا الا كان فقذف الله في قلوبنا التصديق له واتباعه فصار فيما بيننا وبين رب العالمين فما قال لنا فهو قول الله وما امرنا فهو امر الله فقال لنا ان ربكم يقول انا الله وحدي لا شريك لي كنت اذ لم يكن شىء وكل شىء هالك الا وجهي وانا خلقت كل شىء والى يصير كل شىء وان رحمتي ادركتكم فبعثت اليكم هذا الرجل لادلكم على السبيل التى انجيكم بها بعد الموت من عذابي ولاحلكم داري دار السلام فنشهد عليه انه جاء بالحق من عند الحق وقال من تابعكم على هذا فله مالكم وعليه ما عليكم ومن ابى فاعرضوا عليه الجزية ثم امنعوه مما تمنعون منه انفسكم ومن ابى فقاتلوه فانا الحكم بينكم فمن قتل منكم ادخلته جنتى ومن بقي منكم اعقبته النصر على من ناوأه فاختر ان شئت الجزية وانت صاغر وان شئت فالسيف او تسلم فتنجي نفسك فقال يزدجر اتستقبلني بمثل هذا فقال ما استقبلت الا من كلمنى ولو كلمنى غيرك لم استقبلك به فقال لولا ان الرسل لا تقتل لقتلتكم لا شىء لكم عندى وقال ائتوني بوقر من تراب فاحملوه على اشرف هؤلاء ثم سوقوه حتى يخرج من ابيات المدائن ارجعوا الى صاحبكم فاعلموه اني مرسل اليه رستم حتى يدفنه وجنده في خندق القادسية وينكل به وبكم من بعد ثم اورده بلادكم حت اشغلكم في انفسكم باشد مما نالكم من سابور ثم قال من اشرفكم فسكت القوم فقال عاصم بن عمرو واقتات ليأخذ التراب انا اشرفهم انا سيد هؤلاء فحملنيه فقال اكذلك قالوا نعم فحمله على عنقه فخرج به من فحمله عليها ثم انجذب في السير لياتوا به سعدا وسبقهم عاصم فمر باب قديس فطواه وقال بشروا الامير بالظفر ظفرنا ان شاء الله تعالى ثم مضى حتى جعل التراب في الحجر ثم رجع فدخل على سعد فأخبره الخبر فقال ابشروا فقد والله اعطانا الله اقاليد ملكهم وتفاءلوا بذلك اخذ بلادهم ثم لم يزل امر الصحابة يزداد في كل يوم علوا وشرفا ورفعة وينحط امر الفرس سفلا وذلا ووهنا ولما رجع رستم الى الملك يساله عن حل من راى من المسلمين فذكر له عقلهم وفصاحتهم وحدة جوابهم وانهم يرومون امرا يوشك ان يدركوه وذكر ما امر به اشرفهم من حمل التراب وانه استحمق اشرفهم في حمله التراب على راسه ولوشاء اتقى بغيره وانا لا اشعر فقال له رستم انه ليس احمق وليس هو باشرفهم انما اراد ان يفتدي قومه بنفسه ولكن والله ذهبوا بمفاتيح ارضنا وكان رستم منجما ثم ارسل رجلا وراءهم وقال ان ادرك التراب فرده تداركنا امرنا وان ذهبوا به الى اميرهم غلبونا على ارضنا قال فساق وراءهم فلم يدركهم بل سبقوه الى سعد بالتراب وساء ذلك فارس وغضبوا من ذلك اشد الغضب واستهجنوا راي الملك.

امير المؤمنين عمر رضي الله عنه يعطينا درسا عن العدل

قام عمر في الناس خطيبا فقال ان الله انما ضرب لكم الامثال وصرف لكم القول لتحيى القلوب فان القلوب ميتة في صدورها حتى يحيها الله من علم شيئا فلينفع به فان للعدل امارات وتباشير فاما الامارات فالحياء والسخاء والهين واللين واما التباشير فالرحمة وقد جعل الله لكل امر بابا ويسر لكل باب مفتاحا فباب العدل الاعتبار ومفتاحه الزهد والاعتبار ذكر الموت والاستعداد بتقديم الاموال والزهد اخذ الحق من كل احد قبله حق والاكتفاء بما يكفيه من الكفاف فان لم يكفه الكفاف لم يغنه شىء اني بينكم وبين الله وليس بيني وبينه احد وان الله قد الزمنى دفع الدعاء عنه فانهوا شكاتكم الينا فمن لم يستطع فالى من يبلغانها ناخذ له الحق. 

منقول بتصرف من البداية والنهاية.

الجمعة، 13 نوفمبر 2015

زبيدة زوجة هارون الرشيد

زبيدة : الست المحجبة أمة العزيز، وتكنى أم جعفر بنت جعفر بن المنصور أبي جعفر، العباسية، والدة الامين محمد بن الرشيد.
قيل: لم تلد عباسية خليفة سواها.
وكانت عظيمة الجاه والمال، لها آثار حميدة في طريق الحج، وجدها المنصور هو لقبها زبيدة .
ومن حشمتها أنها لما حجت نابها بضعة وخمسون ألف ألف
درهم .
وكان في قصرها من الجواري نحو من مئة جارية كلهن يحفظن القرآن.
وكان المأمون يبالغ في إجلالها.
وقالت له مرة: لئن فقدت ابنا خليفة، لقد عوضت ابنا خليفة لم ألده، وما خسر من اعتاض مثلك.
توفيت سنة ست عشرة ومئتين.

محاسن بغداد ومساويها وما روي في ذلك عن الائمة

محاسن بغداد ومساويها وما روي في ذلك عن الائمة
 قال يونس بن عبدالله الأعلى الصدفي قال لي الشافعي هل رأيت بغداد قلت لا فقال ما رأيت الدنيا وقال الشافعي ما دخلت بلدا قط إلا عددته سفرا إلا بغداد فإني حين دخلتها عددتها وطنا وقال بعضهم الدنيا بادية وبغداد حاضرتها وقال إبن عليه ما رأيت أعقل في طلب الحديث من أهل بغداد ولا أحسن من دعه منهم وقال ابن مجاهد رأيت أبا عمر وبن العلاء في النوم فقلت ما فعل الله بك فقال دعني من هذا من أقام ببغداد على السنة والجماعة ومات نقل من الجنة إلى الجنة وقال أبو بكر بن عياش الاسلام ببغداد وإنها لصياد تصيد الرجال ومن لم يرها لم يرا الدنيا وقال أبو معاوية بغداد دار الدنيا والآخرة وقال بعضهم من محاسن الاسلام يوم الجمعة ببغداد وصلاة يوم الجمعة ببغداد وصلاة التراويح بمكة ويوم العيد بطرسوس قال الخطيب من شهد يوم الجمعة بمدينة السلام عظم الله في قلبه محل الاسلام لأن مشايخنا كانوا يقولون يوم الجمعة ببغداد كيوم العيد في غيرها من البلاد وقال بعضهم كنت أواظب على الجمعة بجامع المنصور فعرض لي شغل فصليت في غيره فرأيت في المنام كأن قائلا يقول تركت الصلاة في جامع المدينة وإنه ليصلي فيه كل جمعة سبعون وليا وقال آخر أردت الانتقال من بغداد فرأيت كأن قائلا يقول في المنام أتنتقل من بلد فيه عشرة آلاف ولي لله عز و جل وقال بعضهم رأيت كأن ملكين أتيا بغداد فقال أحدهما لصاحبه اقبلها فقد حق القول عليها فقال الآخر كيف أقلب ببلد يختم فيها القرآن كل ليلة خمسة الآف ختمه وقال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز بن سليمان بن موسى قال إذا كان علم الرجل حجازيا وخلقه عراقيا وصلاته شامية فقد كمل وقالت زبيدة لمنصور النمرى قل شعرا تحبب فيه بغداد الي فقد إختار عليها الرافقه فقال :

 ... ماذا ببغداد من طيب الافانين ... ومن مناره للدنيا وللدين 
... تحي الرياح بها المرضى إذا نسمت ... وجوشت بين أغصان الرياحين ...

 قال فأعطته ألفي دينار وقال الخطيب وقرأت في كتاب طاهر بن مظفر بن طاهر الخازن بخطه من شعره :
... سقى الله صوب الغاديات محلة ... ببغداد بين الكرخ فالخلد فالجسر 
... هي البلدة الحسناء خصت لأهلها ... بأشياء لم يجمعن مذكن في مصر 
... هواء رقيق في اعتدال وصحة ... وماء له طعم ألذ من الخمر 
... ودجلتها شطان قد نظما لنا ... بتاج إلى تاج وقصرإلى قصر 
... تراها كمسك والمياه كفضة ... وحصبانها مثل اليواقيت والدر ...

اين ينزل المسيح عليه السلام ومتى ؟

 روى الامام مسلم في صحيحه:

110 - ( 2937 ) حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبدالرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص حدثني عبدالرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ح وحدثني محمد بن مهران الرازي ( واللفظ له ) حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال
 : ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم ؟ قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال لا اقدروا له قدره قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟ قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة .

وقال ابن كثير في البداية والنهاية : وفي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبر عن عيسى بن مريم أنه ينزل من السماء على المنارة البيضاء شرقي دمشق ولعل أصل لفظ الحديث على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق وقد بلغني أنه كذلك في بعض الأجزاء ولم أقف عليه إلى الآن والله الميسر وقد جددت هذه المنارة البيضاء الشرقية بجامع دمشق بعد ما أحرقها النصارى من أيامنا هذه بعد سنة أربعين وسبعمائة فأقاموها من أموال النصارى مقاصة على ما فعلوا من العدوان وفي هذا حكمة عظيمة وهو أن ينزل على هذه المبنية من أموالهم عيسى بن مريم نبي الله فيكذبهم فيما افتروه عليه من الكذب عليه وعلى الله ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية أي يتركها ولا يقبل من أحد منهم ولا من غيرهم إلا الاسلام يعني أو يقتله وقد أخبر بهذا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقرره عليه وسوغه له صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم باحسان 

شروح:
 [ ش ( فخفض فيه ورفع ) بتشديد الفاء فيهما وفي معناه قولان أحدهما أن خفض بمعنى حقر وقوله رفع أي عظمه وفخمه فمن تحقيره وهوانه على الله تعالى عوره ومنه قوله صلى الله عليه و سلم هو أهون على الله من ذلك وأنه لا يقدر على قتل أحد إلا ذلك الرجل ثم يعجز عنه وأنه يضمحل أمره ويقتل بعد ذلك هو وأتباعه ومن تفخيمه وتعظيم فتنته والمحنة به هذه الأمور الخارقة للعادة وأنه ما من نبي إلا وقد أنذره قومه والوجه الثاني أنه خفض من صوته في حال الكثرة فيما تكلم فيه فخفض بعد طول الكلام والتعب ليستريح ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد بلاغا كاملا مفخما ( غير الدجال أخوفني عليكم ) هكذا هو في جميع نسخ بلادنا أخوفني بنون بعد الفاء وكذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين قال ورواه بعضهم بحذف النون وهما لغتان صحيحتان ومعناهما واحد قال شيخنا الإمام أبو عبدالله ابن مالك رحمه الله تعالى الحاجة داعية إلى الكلام في لفظ الحديث ومعناه فأما لفظه فلكونه تضمن ما لا يعتاد من إضافة أخوف إلى ياء المتكلم مقرونة بنون الوقاية وهذا الاستعمال إنما يكون مع الأفعال المتعدية والجواب إنه كان الأصل إثباتها ولكنه أصل متروك فنبه عليه في قليل من كلامهم وأنشد فيه أبياتا منها ما أنشده الفراء
 فما أدري فظني كل ظن ... أمسلمني إلى قومي شراحي
 يعني شراحيل فرخمه في غير النداء للضرورة وأنشد غيره
 وليس الموافيني ليرفد خائبا ... فإن له أضعاف ما كان أملا
 ولأفعل التفضيل أيضا شبه بالفعل خصوصا بفعل التعجب فجاز أن تلحقه النون المذكورة في الحديث كما لحقت في الأبيات المذكورة هذا هو الأظهر في هذه النون هنا
 وأما معنى الحديث ففيه أوجه أظهرها أنه من أفعل التفضيل وتقديره غير الدجال أخوف مخوفاتي عليكم ثم حذف المضاف إلى الياء ومنه أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون معناه أن الأشياء التي أخافها على أمتي أحقها بأن تخاف الأئمة المضلون الثاني أن يكون أخوف من أخاف بمعنى خوف ومعناه غير الدجال أشد موجبات خوفي عليكم والثالث أن يكون من باب وصف المعاني بما يوصف به الأعيان على سبيل المبالغة كقولهم في الشعر الفصيح شعر شاعر وخوف فلان أخوف من خوفك وتقديره خوف غير الدجال أخوف خوفي عليكم ثم حذف المضاف الأول ثم الثاني هذا آخر كلام الشيخ رحمه الله ( قطط ) أي شديد جعودة الشعر مباعد للجعودة المحبوبة ( إنه خارج خلة بين الشأم والعراق ) هكذا هو في نسخ بلادنا خلة وقال القاضي المشهور فيه خلة قيل معناه سمت ذلك وقبالته وفي كتاب العين الخلة موضع حزن وصخور قال وذكره الهروي وفسره بأنه ما بين البلدين هذا آخر ما ذكره القاضي وهذا الذي ذكره عن الهروي هو الموجود في نسخ بلادنا وفي الجمع بين الصحيحين ببلادنا وهو الذي رجحه صاحب نهاية الغريب وفسره بالطريق بينهما ( فعاث يمينا وعاث شمالا ) العيث الفساد أو أشد الفساد والإسراع فيه وحكى القاضي أنه رواه بعضهم فعاث اسم فاعل وهو بمعنى الأول ( اقدروا له قدره ) قال القاضي وغيره هذا حكم مخصوص بذلك اليوم شرعه لنا صاحب الشرع قالوا ولولا هذا الحديث ووكلنا إلى اجتهادنا لاقتصرنا فيه على الصلوات الخمس عند الأوقات المعروفة في غيره من الأيام ومعنى اقدروا له قدره أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر فصلوا العصر وإذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب فصلوا المغرب وكذا العشاء والصبح ثم الظهر ثم العصر ثم المغرب وهكذا حتى ينقضي ذلك اليوم وقد وقع فيه صلوات سنة فرائض كلها مؤداة في وقتها أما الثاني الذي كشهر والثالث الذي كجمعة فقياس اليوم الأول أن يقدر لهما كاليوم الأول على ما ذكرناه ( فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا الخ ) أما تروح فمعناه ترجع آخر النهار والسارحة هي الماشية التي تسرح أي تذهب أول النهار إلى المرعى والذرا الأعالي والأسنمة جمع ذروة بالضم والكسر وأسبغه أي أطوله لكثرة اللبن وكذا أمده خواصر لكثرة امتلائها من الشبع ( فيصبحون ممحلين ) قال القاضي أي أصابهم المحل من قلة المطر ويبس الأرض من الكلأ وفي القاموس المحل على وزن فحل الجدب والقحط والإمحال كون الأرض ذات جدب وقحط يقال أمحل البلد إذا أجدب ( كيعاسيب النحل ) هي ذكور النحل هكذا فسره ابن قتيبة وآخرون قال القاضي المراد جماعة النحل لا ذكورها خاصة لكنه كنى عن الجماعة باليعسوب وهو أميرها ( فيقطعه جزلتين رمية الغرض ) الجزلة بالفتح على المشهور وحكى ابن دريد كسرها أي قطعتين ومعنى رمية الغرض أنه يجعل بين الجزلتين مقدار رمية هذا هو الظاهر المشهور وحكى القاضي هذا ثم قال وعندي أن فيه تقديما وتأخيرا وتقديره فيصيب إصابة رمية الغرض فيقطعه جزلتين والصحيح الأول
 ( فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين ) هذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق والمهرودتان روي بالدال المهملة والذال المعجمة والمهملة أكثر والوجهان مشهوران للمتقدمين والمتأخرين من أهل اللغة والغريب وغيرهم وأكثر ما يقع في النسخ بالمهملة كما هو المشهور ومعناه لابس مهرودتين أي ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران وقيل هما شقتان والشقة نصف الملاءة ( تحدر منه جمان كاللؤلؤ ) الجمان حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار والمراد يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفائه فسمي الماء جمانا لشبهه به في الصفاء والحسن ( فلا يحل ) معنى لا يحل لا يمكن ولا يقع وقال القاضي معناه عندي حق واجب ( بباب لد ) مصروف بلدة قريبة من بيت المقدس ( فيمسح عن وجوههم ) قال القاضي يحتمل أن هذا المسح حقيقة على ظاهره فيمسح على وجوههم تبركا وبرا ويحتمل أنه إشارة إلى كشف ما هم فيه من الشدة والخوف ( لا يدان لأحد بقتالهم ) يدان تثنية يد قال العلماء معناه لا قدرة ولا طاقة يقال ما لي بهذا الأمر يد وما لي به يدان لأن المباشرة والدفع إنما يكون باليد وكأنه يديه معدومتان لعجزه عن دفعه ( فحرز عبادي إلى الطور ) أي ضمهم واجعله لهم حرزا يقال أحرزت الشيء أحرزه إحرازا إذا حفظته وضممته إليك وصنته عن الأخذ ( وهم من كل حدب ينسلون ) الحدب النشز قال الفراء من كل أكمة من كل موضع مرتفع وينسلون يمشون مسرعين ( فيرغب نبي الله ) أي إلى الله أو يدعو ( النغف ) هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم الواحدة نغفة ( فرسى ) أي قتلى واحدهم فريس كقتيل وقتلى ( زهمهم ) أي دسمهم ( البخت ) قال في اللسان البخت والبختية دخيل في العربية أعجمي معرب وهي الإبل الخراسانية تنتج من عربية وفالج وهي جمال طوال الأعناق ( لا يكن ) أي لا يمنع من نزول الماء ( مدر ) هو الطين الصلب ( كالزلفة ) روى الزلقة وروى الزلفة وروى الزلفة قال القاضي وكلها صحيحة واختلفوا في معناه فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون معناه كالمرآة وحكى صاحب المشارق هذا عن ابن عباس أيضا شبهها بالمرآة في صفائها ونظافتها وقيل كمصانع الماء أي أن الماء يستنقع فيها حتى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء وقال أبو عبيد معناه كالإجانة الخضراء وقيل كالصفحة وقيل كالروضة ( العصابة ) هي الجماعة ( بقحفها ) بكسر القاف هو مقعر قشرها شبهها بقحف الرأس وهو الذي فوق الدماغ وقيل ما انفلق من جمجمته وانفصل ( الرسل ) هو اللبن ( اللقحة ) بكسر اللام وفتحها لغتان مشهورتان الكسر أشهر وهي القريبة العهد بالولادة وجمعها لقح كبركة وبرك واللقوح ذات اللبن وجمعها لقاح ( الفئام ) هي الجماعة الكثيرة هذا هو المشهور والمعروف في اللغة وكتب الغريب ( الفخذ من الناس ) قال أهل اللغة الفخذ الجماعة من الأقارب وهم دون البطن والبطن دون القبيلة قال القاضي قال ابن فارس الفخذ هنا بإسكان الخاء لا غير فلا يقال إلا بإسكانها بخلاف الفخذ التي هي العضو فإنها تكسر وتسكن ( وكل مسلم ) هكذا هو في جميع نسخ مسلم وكل مسلم بالواو ( يتهارجون فيها تهارج الحمر ) أي يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس كما يفعل الحمير ولا يكترثون لذلك والهرج بإسكان الراء الجماع يقال هرج زوجته أي جامعها يهرجها بفتح الراء وضمها وكسرها ] 


الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ

6019 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى سَعِيدٌ الْمَقْبُرِىُّ عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ الْعَدَوِىِّ قَالَ سَمِعَتْ أُذُنَاىَ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَاىَ حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ » . قَالَ وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهْوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ » . طرفاه 6135 ، 6476 - تحفة 12056

التاريخ الاسلامي ... بين العلو و الهبوط ... بالخرائط

الدولة الاسلامية في الخلافة الراشدة



الدولة الاموية


الدولة العباسية
بداية التقسيم والهبوط

عندما سقطت القدس بايدي الصليبين

عندما عادت القدس في زمن صلاح الدين

عندما كانت الخلافة العثمانية في اوجها


عندما سقطت فلسطين بيد اليهود

ويبقى الاسلام عالياً والايام دول