الثلاثاء، 14 يوليو 2015

قصة الموت بين بغداد و القاهرة ..... 10



الفصل العاشر
مر يومان واحمد مسجون مع عمر , مضى الوقت بطيئاً و كان الانتظار صعبا لمصير مجهول. في الليلة الثالثة استفاق السجينان على اصوات انفجارات كبيرة واخذ المبنى يهتز بهما و ضجت السماء باصوات الاطلاقات النارية الكثيفة.
- لابد انه هجوم على المنطقة ... قال عمر.
- انا اسمع اصوات طائرات مقاتلة .
-  هذا اكيد , انها دائما تقصف هذه المناطق.
استمرت المعارك حتى الصباح و كانت اصوات الرشاشات الخفيفة والثقيلة مستمرة , مع حلول التاسعة صباحا بدأت الاصوات تقل ثم اصبحت عبارة عن رشقات بنادق متقطعة .
عرف السجينان ان المعركة انتهت وان هناك هدوءاً مثيراً للريبة .
فجأة سمعوا صوت المزلاج و الباب يفتح بقوة. وقف احمد وعمر بانتظار القادم دخل مسلحان يرتديان الملابس المرقطة و قد وضعوا علامات على بذلاتهما واحدهما يربط راسه بعصابة خضراء .عرف احمد ان الاثنان من الميليشيا.
-  نحن سجينان لدى داعش.
قال عمر .
-  انا لدي اخ  في سامراء وقد ضللت طريقي و امسكوا بي.
-  اعطنوني بطاقتي هويتكما ؟
مد احمد الى جيبه الداخلي الخفي و اخرج بطاقة هويته الثانية وسلمها الى المسلح.
-  علي حسين جعفر الشمري ... حسنا , وانت .
في تردد واضح اعطى عمر هويته الى المسلح .
امسك المسلح الهوية وقرأ :-
-  عمر ...
ابتسم المسلح ابتسامة ساخرة  ...
زمجرت بندقية المسلح برشقة سريعة.
صدمت المفاجأة احمد و هو يشاهد عمر يسقط الى الخلف وقد انفجرت الدماء من انحاء جسده ...
سحب المسلح احمد من كتفه و دفعه الى الخارج .
-  خذه الى الخلف ...
سار احمد و ما زالت الصدمة قد غلقت على عقله ... كان موت انسان قربه وبهذه السهولة و لسبب تافه مرعبا ...
كانت عيني احمد تدور يمينا ويسار لترى الجثث ملقاة هنا وهناك , كان يتبع المسلح وهو يقوده بين المباني المهدمة وبين مجموعات من المسلحين بعضهم ارتدى المرقط والاخر لبس الازرق ...
-  من هذا ؟
-  كان اسيرا لدى داعش.
كان هذ السؤال والجواب يتكرران بين المسلحين كلما مر احمد قرب مجموعة ما .
مرت الثواني كانها دهور واستفاق احمد على الواقع وقرر ان يكمل طريقه الى النهاية .


ليست هناك تعليقات: