الفصل
العاشر
مر
يومان واحمد مسجون مع عمر , مضى الوقت بطيئاً و كان الانتظار صعبا لمصير مجهول. في
الليلة الثالثة استفاق السجينان على اصوات انفجارات كبيرة واخذ المبنى يهتز بهما و
ضجت السماء باصوات الاطلاقات النارية الكثيفة.
-
لابد
انه هجوم على المنطقة ... قال عمر.
-
انا
اسمع اصوات طائرات مقاتلة .
-
هذا اكيد , انها دائما
تقصف هذه المناطق.
استمرت
المعارك حتى الصباح و كانت اصوات الرشاشات الخفيفة والثقيلة مستمرة , مع حلول
التاسعة صباحا بدأت الاصوات تقل ثم اصبحت عبارة عن رشقات بنادق متقطعة .
عرف
السجينان ان المعركة انتهت وان هناك هدوءاً مثيراً للريبة .
فجأة
سمعوا صوت المزلاج و الباب يفتح بقوة. وقف احمد وعمر بانتظار القادم دخل مسلحان
يرتديان الملابس المرقطة و قد وضعوا علامات على بذلاتهما واحدهما يربط راسه بعصابة
خضراء .عرف احمد ان الاثنان من الميليشيا.
-
نحن سجينان لدى داعش.
قال
عمر .
-
انا لدي اخ في سامراء وقد ضللت طريقي و امسكوا بي.
-
اعطنوني بطاقتي هويتكما ؟
مد
احمد الى جيبه الداخلي الخفي و اخرج بطاقة هويته الثانية وسلمها الى المسلح.
-
علي حسين جعفر الشمري ... حسنا
, وانت .
في
تردد واضح اعطى عمر هويته الى المسلح .
امسك
المسلح الهوية وقرأ :-
-
عمر
...
ابتسم
المسلح ابتسامة ساخرة ...
زمجرت
بندقية المسلح برشقة سريعة.
صدمت
المفاجأة احمد و هو يشاهد عمر يسقط الى الخلف وقد انفجرت الدماء من انحاء جسده
...
سحب
المسلح احمد من كتفه و دفعه الى الخارج .
-
خذه الى الخلف
...
سار
احمد و ما زالت الصدمة قد غلقت على عقله ... كان موت انسان قربه وبهذه السهولة و
لسبب تافه مرعبا ...
كانت
عيني احمد تدور يمينا ويسار لترى الجثث ملقاة هنا وهناك , كان يتبع المسلح وهو
يقوده بين المباني المهدمة وبين مجموعات من المسلحين بعضهم ارتدى المرقط والاخر
لبس الازرق ...
-
من هذا ؟
-
كان اسيرا لدى داعش.
كان
هذ السؤال والجواب يتكرران بين المسلحين كلما مر احمد قرب مجموعة ما
.
مرت
الثواني كانها دهور واستفاق احمد على الواقع وقرر ان يكمل طريقه الى النهاية
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق